
بنت العضيدي @bnt_alaadydy
محررة برونزية
محبة الرسول وعقاب من قدم محبة ابنائه على الرسول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبحث الأول : وجوب حب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من كل الخلق
ان حب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من الايمان . وقد وردت نصوص كثيرة تدل على أنه يجب على العبد أن يكون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أحب اليه من نفسه , ووالده , وولده , وأهله , وماله , والناس أجمعين , وأنه من لم يكن كذلك فهو يعرض نفسه لعقوبة الله العاجلة والآجلة .
وفيما يلي أذكر بعض تلك النصوص بشيء من التفاصيل ...
(1) وجوب محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من حب النفس :
روى الامام البخاري عن عبدالله بن هشام -رضي الله عنه -قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -: (يارسول الله ! لأنت أحب الي من كل شيء الا من نفسي ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا) والذي نفسي بيده ! حتى أكون أحب اليك من نفسك ) فقال له عمر : ( فانه الآن والله ! لأنت أحب الي من نفسي ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن ياعمر ) يقول العلامة العيني في شرح قوله صلى الله عليه وسلم (لا , والذي نفسي بيده ! حتى أكون أحب اليك من نفسك ) : لايكمل ايمانك ... كما يقول في شرح قوله صلى الله عليه وسلم :(الآن ياعمر) :( يعني كمل ايمانك .
ومما يلاحظ في قوله صلى الله عليه وسلم :( لا , والذي نفسي بيده .. أنه صلى الله عليه وسلم أقسم , وهو صادق في كل مايقوله حتى ولو لم يقسم , فما باله صلى الله عليه وسلم اذا حلف , والحلف يفيد يأكيد الكلام ..
(ب) وجوب محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من حب الوالد والولد
روى الامام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده ) ومما نجد في الحديث الشريف أيضآ أن الصادق المصدق الناطق بالوحي صلى الله عليه وسلم أقسم على ماجاء في الحديث . وهل تدخل الأم في لفظ (الوالد) ؟ يجيب عن هذا الحافظ ابن حجر بقوله : ( ان أريد به (الوالد) من له الولد فيعم , أو يقال اكتفى بذكر أحدهما كما يكتفى عن أحد الضدين بالاخر , ويكون ماذكر على سبيل التمثيل والمراد الأعزة , كأنه قال : (أحب اليه من أعزته)
(ج) وجوب محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والمال والناس أجمعين :
روى الامام مسلم عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من أهله وماله والناس أجمعين ) !!
(د) التهديد لمن كان شيء من الخلق أحب اليه منه صلى الله عليه وسلم :
هدد الله تعالى بالعقاب من كان أحد من الاباء والابناء والاخوان والازواج والعشيرة , او شيء من الاموال والتجارة والمساكن أحب اليه من الله تعالى , ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد في سبيله عزوجل . يقول تعالى ( قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ) يقول الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : أي ان كانت هذه الأشياء ( أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا ) أي فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم ) وقال مجاهد والحسن رحمهما الله تعالى في تفسير قوله تعالى : ( حتى يأتي الله بأمره ):( بعقوبة آجلة أو عاجلة )
ويقول العلامة الزمخشري في تفسير الاية ( وهذه آية شديدة لاترى أشد منها ) ويقول الامام القرطبي : ( وفي الاية دليل على وجوب حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا خلاف في ذلك , وأن ذلك مقدم على كل محبوب )
أنتظروا للموضوع بقيه..
5
700
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والله يكتب اجرك