فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ * محبةُ الله * ~ الخيمة الرمضانية

ملتقى الإيمان









أوّلُـــهُ .. مِسْكٌ ~

أسمى وأرقى ... وأعظم وأزكى .. درجات المحبة ..
هي محبة الله تعالى ..
ففيها حقيقة الإيمان .. وهي اتجاه قلبي إلى الله ..
يخرج الناس من الظلمات إلى النور ..

وفي رحابها الوِضاء.. يصح الحب ويدوم بين البشر ...
هي .. المنزلة القصوى التي يتنافس فيها المتنافسون ..
وإليها يتجه .. القاصدون ..
و بها ينتهي إلى الجنة طريق السالكين ..
من ظفر بها فقد برأ وشفا من سقم القلوب وعلل النفوس ..
وارتفع بروحه .. فوق شواهق الهموم والآلام ..



إنّ من أخلص الحب لله .. وترجم ذلك إلى عمل ..واجتهد بالنوافل ..
يجني أطيب الثمار .. ألا وهو الفوز بمحبته تبارك وتعالى..
ينال السعادة في الدنيا والآخرة ..
ويحظى بالنصر والتأييد والتوفيق والتيسير ..
ومحبة أهل السماء ..والقبول في الأرض ..


يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( إذا أحب الله عبداً دعا جبريل فقال :
إنّي أحببت فلاناً فأحبّه
قال : فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء :
إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه ، فيحبونه ،
ثم يضع الله له القبول في الأرض )


ألا ماأعظمه من احتفاء من المولى القدير بعبده الذي أخلص الطاعة ..
من جهد قدرته البشرية المحدودة ..! فأكرمه الله تعالى بحبٍّ لامحدود ...
وأهداه محبة جبريل والملائكة الأبرار ..
وأودع له في قلوب البشر القبول .. !!

أختي المؤمنة :

إنّ المحبة الحقة لله تتجلى باتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه
بالاقتداء بالرسول الكريم والسير على نهجه ...
فهي ليست ألفاظاً تنطق ... وقلباً يخالف .. وعملاً لايوافق ..

(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيم)
.

مظاهر محبة الله تعالى ~
إن القلب المؤمن .. المتجه إلى الله .. يشعر أن الطاعة تزيده قرباً
من معبوده الذي يحبه .. فهو يسرّ بها..
ويشعر أن المعصية تزيده بعداًمن معبوده الذي يكره أن يبتعد عنه فهو يحزن بها ..
فلنكن حريصين على معرفة الأسباب التي نكسب بها رضا الله ..
لننال سعادة الدنيا والآخرة .. ومنها :



- قراءة القرآن
بتدبر وفهم لمعانيه وما أُريد منه طريق مفروش بالمسك
يوصل إلى محبة الله وإلى الارتقاء في منازل الجنة ..

- ودوام ذكر الله تعالى
بالقلب واللسان ، والتقرب إليه تعالى بالنوافل ..
يعلو بنا درجات في الطريق إلى الله .

- إن نؤثر محبة الله على كل ماعداه من أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا..
فذلك هو جوهر التوحيد وحقيقة الإخلاص.

- أن نتخير الصحبة الصالحة .. نجالسهم ونبادلهم طيبات الحديث..
نتواصى معهم بالخير .. ونقتطف منهم أجمل مافيهم من خلق ..
ونهديهم أحسن مافينا؛ لنكتمل في درب الطاعة ونرقى ، فتلك هي التقوى ..

- أن نحيط بمعاني أسماء الله الحسنى..
نلمّ بها ، وندرك أن الله اختص وتفرّد بها وحده..
وتجلّت فيها أفعاله وصفاته العظمى .. فنزداد يقيناً ، وندعوه بها
ونعمل بما تدعونا إليه .. فهذا هو من كمال الإيمان ..


جاء رجلٌ مؤمن يريد أن يطمئن قلبه .. يسأل الرسول الكريم :
(يارسول الله ! متى الساعة ؟)..
وهنا يواجهه الرسول بسؤال مباشر ..
فيه حقيقة الإجابة عن استفساره ..
يوقظ به حسّاً وانتباهاً للأمر العظيم :

( وماذا أعددت لها ؟) ..


تسأل عن الساعة .. متى ..؟
فماذا أعددت لها من عمل صالح .. ؟!
وبم سيفيدك العلم بأوانها .. إن طال الأمد .. أو قصر ؟ ..
فأنت لن تأخذ من دنياك إلا نصيبك من العيش فيها ..
ثم سيطويك الأجل .. وتنقطع عن عالم العمل ..
ومن هناك تقطع رحلتك إلى الأخرة ..
بما تزودت به من الدنيا التي خلّفتها وراءك ..
فماذا أعددت لساعتك ايها المؤمن ؟! ...
ويرد الرجل بواقع حاله :
( لاشيء ..! إلا أني أحب الله ورسوله )..

لاأملك .. غير هذا الحب فهو عدّتي...!
يقول أنس وهو من روى الحديث :
فما فرحنا بشيءٍ قدر فرحنا بقول رسول الله الذي بشرنا به :

(أنت مع من أحببت )..


أبشر ..! فإنّ محبتك لله تعالى ورسوله ستكون سبباً لدخولك بالجنة ..!!
ولكن انتبه أيها المؤمن .. حاذر من شراك المعصية .. والزم الطاعة ..
فلا جدوى من محبة تقترن بمعصية ..

يقول الشاعر :

تعصي الإله وأنت تزعم حبه ، هذا لعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقاً لأطعته ~ إنّ المحبّ لمن يحبُّ ..مطيــــعُ




ماهي استقامة القلب ؟

إنّ استقامة القلب تعني أن يكون ممتلئاً من محبة الله،
محبة طاعته، وكراهية معصيته...
وليس ذلك إلا في القلب السليم..
وحركات الجسد كلها تابعة لحركة القلب وإرادته،
فإن استقام القلب استقامت أعمال الجوارح .
فالقلب :
(( القلب ملك، والأعضاء جنوده؛ فإن طاب الملك،
طابت جنوده ، وإذا خبث خبثت جنوده )).


إنّنا إن أخلصنا القلب لله تعالى ..
واتجهنا بنياتنا .. وتوجهنا بأعمالنا نريد وجهه الكريم ..
ولم نقدم شيئاً من أمور الدنيا على محبته تعالى ..
تفتّحت لنا أبواب الخير والتيسير ..
وغمر قلوبنا النور .. وارتقت أرواحنا في مقامات الرضا والسرور..
وإن اقترن ذلك بالعمل الصالح ..والخلق القويم ..
فقد استحق العبد أن يكون وليّاً لله ..
ينال محبته وتأييده .!





طريق الفوز بمحبة الله تعالى :


*طريق الشكر ~
( لئن شكرتم لأزيدنّكم )
لندرك عظيم أفضال الله وعلينا والآئه
لنتذكر نعمه تعالى الخاصة والعامة التي نرفل بها ..
نعمة الوطن .. نعمة الوالدين .. نعمة العافية .. نعمة المال . نعمة الأبناء
فنشكر ..!!

(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
لننظر إلى نعمة الخلق حيث برأنا الله تعالى في أحسن صورة ..
وعلى صفة واحدة وخلقاً واحداً .. رغم اختلاف ألواننا وأجناسنا..
ووهبنا الأسماع والأبصار والأفئدة ..ونعمة النطق ..
وميّزنا عن جميع المخلوقات بنعمة العقل ..
فبالعقل .. رضينا بحمل الأمانة .. والخلافة في الأرض .. وتعميرها ..
وبه منحنا حرية الاختيار ..و التمييز بين النافع والضار ..
وبه نكتسب كل مايفيدنا في هذه الحياة .. نبدع ونبتكر ونخترع ونرتقي ..
وهذا كله يستوجب الشكر ..
فلنزدد شكراً ..!!

*طريق الصبر .. والرضا ~

( اللهمّ إني أسألك الرضا بعد القضاء )
إنّ الصبر والرضا طريق السالكين ..
فكما أن المؤمن لاينسى أفضال الله ونعمه التي لاتحصى عليه في السرّاء ..
كذلك هو في الضرّاء .. يصبر .. فلا يتأفف ولا يضجر.. يريد بذلك وجه الله
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
(عجباً لأمر المسلم ، إن أمره كله خير ،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ،
إن أصابته سرّاء شكر ، فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خير له ).

وحين يصبر المسلم على ما أصابه .. ويوقن أن في ذلك حكمة إلهية لايدركها
يكون قد ارتقى إلى منزلة الرضا بالقضاء والقدر .. وهي منزلة آعظم في الصبر .
يمتلئ فيها قلبه بالسكينة والطمأنينة والتسليم لأمر الله ..
ويكون قد تقدم درجات في طريق القربى إلى الله تعالى .
فلنصبر ..!!

*طريق القناعة ~

وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أبواب القدر :
( قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة )..

وقضية الأرزاق تدخل في باب المقادير ..
فالله تعالى قدر لنا مسألة الرزق واستأثر بها وحده فلا دخل لمخلوق بها ..
فهي مسألة تجري وفق علمه وحكمته وتدبيره وإرادته تعالى ..
يرزق الكفرة و المشركين .. كما يرزق المؤمنين ..
ولكل منّا نصيب .. فقد يكون الرزق موسّعاً مبسوطاً .. أو ضيّقاً ..
فمن قنع ورضي بما قسم الله فهو أغنى وأسعد الناس ..
وذلك هو المؤمن الذي تصفو علاقته بالله تعالى ..
فلنكن من أهل القناعة والرضا ..!!



اجتنبي ~

وكما تحبين سلوك السبل التي تقربك من الله تعالى ..
كذلك عليك أن تجتنبي مايبعدك عن طاعة الله تعالى ويحرمك رضاه , ومنها:

- هجر كتاب الله تعالى
.. ونسيانه .. والغفلة عن ذكره باللسان
والقلب والعمل . يقول تعالى :

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً
ونحشره يوم القيامة أعمى ،
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ،
قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ).


- مخالفة أمر النبي
بالقول والفعل، فذلك من أشد الأمور الجالبة لسخط المولى ..
يقول تبارك وتعالى :

(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم).


- ( والله لايحب الفساد ) ..
فمن أحب الله انصرف عما لايحبه الله قولاً وعملاً .

- ( إنّ الله لايحبّ كلّ مختالٍ فخور )..
إن الغرور والخيلاء والتفاخر صفات لايحبها الله تعالى..
ولايحب أن يتصف بها عباده ولا يرضاها للمؤمنين ..
فاحذريهــــــا ..!!

( والله لايحبّ الظّالمين )..

الظلم غمط الحق ومنع العدل .. وهو ظلمات يوم القيامة ..
فلا تقربيه ..!!

( والله لايحب المفسدين )..
كل مايؤدي إلى نشر الفساد من قولٍ .. أو عملٍ
ينحرف بالمرء عن جادة الصواب .. ويبعده عن محبة الله ..
فاجتنبيه ..!!


وَخِتـــامُهُ .. مِسْك ~

قيل أن منتهى العلم التوحيد ..
ومنتهى العمل التقوى ..
فمن قال : إني أحب الله .. فليكن حبه خالصاً لوجهه الكريم ..
بالتمسك بما أمر به .. والانتهاء عما نهى عنه ..
ولتكن سائر حياته ماضيةً .. بين هذين المعنيين ..
فإن كانت كذلك ..!
فقد استحق محبة الخالق العظيم .. وجنى في الدنيا الرضا . .
وفي الآخرة رضوان من الله أكبر ..



إن خير الرحمن وعطاؤه وإنعامه كلها ..

من بحر الجود الإلهي الممتد من الأزل إلى الأبد..
فيه يسبح الخلق .. ويتنعمون .. والعطاء ممدود للجميع
فليغترف القاصدون .. وليتنافس المتنافسون ..!









15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
ماشاء الله
طرحكِ.. عناقيد ضياء تدلت بالأفق،
وبزغت روحانيات حرف في واحة الإيمان..!
معكِ سافرت أرواحنا لبقاع عامرة بالتوحيد والألوهية،
وأنغمست في طهر حبٍ خالص لله وحده لا شريك له..!
بوركتِ ياقطرة الندى..
وجزاكِ الله الجزاء الأوفى!!
سنابل2020
سنابل2020
بارك الله فيك اختي وكتب لك الاجر
غدوش الحزن
غدوش الحزن
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
بارك الله فيك اختي الحبيبة فيض
sosoalcherif
sosoalcherif
جزاك الله خير اختي الحبيبة