السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ "
وهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
وقال الحسن اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر
وقال بشر بن السري ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك
وقال أبو يعقوب النهر جوري كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة
وقال يحيى بن معاذ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده
وقال رويم المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد ...
ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ "
قال الحسن قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نحب ربنا حباً شديداً فأحب الله أن يجعل لحبه علماً فأنزل الله تعإلى هذه الآية
ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد ( صلى الله عليه وسلم) المبلغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ ...."
كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة
وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده منه كما يكره أن يلقى في النار.

أم كريم و ياسمين @am_krym_o_yasmyn
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيراً يا أم كريم وياسمين على هذه المشاركة