
إليكن أيتها الفضليات بعضاً من درر شيخنا .. أنثرها بين أيديكن .. عسى الله أن ينفعنا بها جميعاً ..
*****
ينبغي أن يعلم أن لهذا التوحيد لوازم .. ولهذا التوحيد نور يقذفه الله في القلوب ,, ومن أعظم لوازم توحيد الرب تبارك وتعالى
"" محبته جل وعلا محبةً لايقارن بها محبة غيره كائناً من كان ""
قال الله جل وعلا ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )فبين جل وعلا أن صفات عباده المتقين وأولياءه المؤمنين < عظيم المحبة لربهم تبارك وتعالى >
وليس العجيب أن يحب العبد ربه ... ولكن المؤمل والفوز والسعادة أن يحب الرب عبده ...
{ وإن عبداً أحبه الله لن تمسه النار }
قال الله جل وعلا في كتابه العظيم : (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) قال الله جل وعلا جوابا عليهم
( قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ) قال العلماء في تفسيرها : لو كانو أحباء الله لما عذبهم ..
وقد جاء في الأثر الصحيح : " أن الله لا يلقي حبيبه في النار "
وهذا لايقع من أفراد الناس وآحاد العوام أنهم يعذبون من يحبون فكيف يقع من رب العالمين الرحمن الرحيم جل شأنه وعز ثناؤه
والمقصود : أن محبة الرب تبارك وتعالى تكون أولاً بمحبة العبد لربه جل وعلا ,,
"ومحبة العبد لربه " المنزلة التي شمر إليها العاملون وتنافس فيها أولياء الله المتقون وتسابق فيها على مرِّ الدهور وكرِّ العصور الصالحون السابقون ..

فمحبة الله جل وعلا تنال بأداء الفرائض على أكمل وجه ثم بإتيان النوافل .. وفي الحديث القدسي الصحيح
وهذه الأربع كلهن كفاية عن كمال التوفيق من رب العالمين جل جلاله ,, وإذا أحب الله عبداً وفقه في الدنيا والآخرة فرزقه الشهادة عند الموت ورزقه التوفيق وحسن الإختيار في طرائقه إلى الله جل وعلا .. وألهمه الله الصبر على المحظور وبين الله جل وعلا الحرام فيتقيه والواجب فيأتيه والسنن فيسابق إليها ...
من شريط { نور التوحيد } للشيخ : صالح المغامسي _متّع الله به _
