محمد الرطيان دائماً ننشغل بالقضيه وننسى الاسباب مقال رائع

الملتقى العام

‏​​‏​دائماً -وفي كل قضية- ننشغل بالنتيجة.. وننسى الأسباب!

(1)
في كل عام، ومع ما يحدث من فوضى في احتفالات اليوم الوطني أو فوز منتخبنا (مع أنها من زمان ما صارت!!) نسل أقلامنا لنوزع الاتهامات على شبابنا ونصفهم مرة بالفوضوي ومرة أخرى بعديمي المسؤولية، بالإضافة إلى بعض الصفات الأخرى التي تتعامل معهم على أنهم شباب «مش متربي»!..
مهلاً، مهلاً يا قوم.. ألم تسألوا أنفسكم:
من الذي قام بتربيتهم بهذا الشكل؟..
ما هي «المناهج» التي قامت بتعليمهم وأتت النتيجة بهذا الشكل؟..
ما هو النظام الذي يُمارس ضدهم لكي يأتون بهذا الشكل؟!
ما هي المباهج، وأشكال الترفيه المتاحة لهم مقارنة بأي شاب في هذا العالم؟
محاصرون هم بــ: لا ينبغي، لا يجوز، ممنوع، للعائلات فقط... وما لا يُقال!

(2)
أسأل أي شاب في هذا العالم: أين تذهب هذا المساء؟
ستجد لديه ألف إجابة.. لأن لديه ألف خيار.
أسأل الشاب السعودي نفس السؤال.. سيقول لك:
«طالع للاستراحة نُبشّك مع الشباب»..
ولا تسألوني عن معنى «نُبشّك» لأنني لا أعرف ما معناها!

(3)
شاب ينتمي إلى مجتمع لا علاقة له بالفرح، وإذا ضحك قال: الله يستر من تالي هالضحكات!.. ومن يضحك كثيراً يخرج عن وقاره!.. شاب ينتمي لثقافة «عيب» و»لا يجوز».. ويُحاسب في لباسه، وتسريحة شعره، وخياراته في الحياة.. لهذا يتعامل مع الفرح على أنه (خروج على القانون) لهذا يُواصل خروجه غير القانوني.. ويظن أنه لا فرق بين الفرح والعبث والفوضى!

(4)
هذا الشاب الذي ترونه «يُفحط» ويدور الشوارع بسبب الملل والفوضى والبطالة.. هو نفس الشاب الذي قفز في حائل لينقذ امرأة تغرق، وهو نفسه الذي قام بما لم تقم به المؤسسات عند أزمة جدة، وهو نفسه الذي سيكشف لكم عن معدنه الأصيل عندما تحل الأزمات.. حاولوا أن تفهموه وتحلوا مشاكله، وكفوا عن نقده وهجائه.. فأنتم تهجون أنفسكم!
أيها الآباء/ أيتها المؤسسات:
إن كان لا يعجبكم هذا «الشاب» فتأكدوا أن تربيتكم سيئة، وتعليمكم فاشل، ونظامكم الاجتماعي بحاجة إلى إعادة تنظيم!
أنتم.. بقوانينكم وأعرافكم: الماضي ..
وهم.. بفوضاهم وشغبهم: المستقبل ..
وأنا أنحاز للمستقبل، وأخاف منه.. وعليه!



# محمد آلرطيآن ♥ !
2
709

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المتفائله بأحلامي
فعلا كلام سليم الله يهدي شبابنا يارب ويصلح حالهم كلهم يارب
لوليتالامبيكا
تعجبني مقالات هاالانسان
شكرا عالنقل الرائع