محمد صلى الله عليه وسلم ذاكراً لربه مولاه

الملتقى العام


محمد صلى الله عليه وسلم ذاكراً لربه مولاه


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره و نستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معنا موضوع هذه الليلة بعنوان محمد صلى الله عليه وسلم ذاكراً لربه و مولاه ،

ومن الذي علمنا الذكر والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير إلا محمد عليه الصلاة والسلام فنريد الليلة أن نعرف صفته وسيرته وهديه الكريم صلى الله عليه وسلم في ذكر ربه في أفضل عمل من الأعمال عند الصالحين والعلماء والأولياء إذا اجتمعت الأعمال الفاضلة كان الذكر أولها وعده بعض العلماء من شبه إجماع أنه أفضل عمل بعد أداء الفرائض فمن أراد الله به خيراً يسر له الذكر وجعل لسانه رطباً من ذكره سبحانه وتعالى حتى صح عنه عليه الصلاة والسلام من حديث سلمان الفارسي عند الترمذي مرفوعاً حديث قدسي أن الله يقول أن مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه اسمع الكلمة ما أعظمها وأوقعها أنا سبحانه جلّ في علاه ما أعظم أنا إنني أنا الله لا إله إلا أنا جلّ في علاه يقول أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه هذا العبد الضعيف المذنب الهزيل إذا حرك شفته بذكر الواحد الأحد كان الله معه برعايته وولايته وحفظه وتسديده وقد أوصى عليه الصلاة والسلام عند الترمذي بسند صحيح عبد الله بن بصر من حديث عبد الله بن بصر رجلاً شيخاً كبيراً هرماً أتى يتوكأ على عصاه قال يا رسول الله ينتفض يرتعد ولا بد لإمام الأئمة صلى الله عليه وسلم أن يراعي حال هذا الرجل فإنه لا يستطيع الصيام ولا الجهاد ولا الحج قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به أتمسك به قال لا يزال لسانك رطب من ذكر الله وهذا أفضل الأعمال إذا أردت أن تسبق الصائم المتنفل فليكن لسانك رطب من ذكر الله المجاهد المتنفل المنفق المتنفل رأيت بسند صحيح إلى معاذ رضي الله عنه أن يقول لأن أجلس مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى صلاة المغرب أحب إلي من أن احمل حملاً كبيراً في سبيل الله يعني من الخيل ومن الذهب والفضة أو كما قال وقال في بعض الروايات أحب إلي من أعدادها من الدراهم أنفقها في سبيل الله فالرسول عليه الصلاة والسلام كان كلامه ذكراً ومواعظه ذكراً وفتاويه ذكراً ودخوله وخروجه وجلوسه وأنفاسه عليه الصلاة والسلام فهو لا يلتفت لفته ولا يطرف طرفة إلا ذاكراً لمولاه جلّ في علاه وهو سيد الذاكرين عليه الصلاة والسلام وأفضل من ذكر ربه لأنه أعرف الناس بما يليق لله من تعظيم ويكفي بفضل هذا الذكر قوله سبحانه وتعالى : ولا ذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون يقول سبحانه وتعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أفضل لها معاني عند العلماء لكن الصحيح وهذا الذي رجح شيخ الإسلام وغيره أن للصلاة فائدتان الفائدة الأولى أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر لأن من صلى بتدبر وخشوع يؤمن أن يوم من الأيام سوف تنهاه صلاته عن الكبائر الثاني أن في الصلاة إقامة لذكر الله لأنك إذا صليت ذكرت قرأت القرآن وسبحت وهللت وكبرت قال ابن تيمية وغيره وهذا الذي ذكره بن جرير الطبري فإقامتك لذكر الله في الصلاة أعظم من فائدة نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر تصور يعني نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر أعظم منها أن تذكر الله بصلاتك جلّ في علاه ويقول سبحانه ألا بذكر الله تطمئنوا القلوب فلا تظن أن في الدنيا شيء يمكن أن يسهل خاطرك أو يسعدك أو يشرح صدرك إلا ذكره سبحانه إذا أدمنت عليه وتدبرته وداومت عليه سهل الله لك أمرك وأزال همك وغمك وحزنك ويقول سبحانه وتعالى وهذا من أعظم المواقف فاذكروني أذكركم و شرف الذاكرين أنهم إذا ذكروا الله في الدنيا ذكرهم في السماء وفي الصحيحين يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي أنا مع عبدي ما ذكر يقول لا أنا عند ظن عبدي بي يعني من ظن بالله خيراً أعطاه الله خيراً ومن ظن بالله شراً عاقبه الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي جلّ في علاه إن كان سبح وحده فجزاءه أنني أذكره وحده اذكر فلان بن فلان فأرحمه وإن ذكرني في ملأ يعني حول المجلس والجلسة إلى ذكره سبحانه وتعالى لأن بعض الناس مبارك يقول ابن القيم المبارك حيثما كان هو الذي يجعل مسار الحديث في المجالس لذكر الواحد الأحد بعض الناس خير مثل الغيم حتى يقول المتنبي :

وخذ الكريم إذا أقام ببلدة صار النظار بها وقام الماء يقول الخيرين مثل الغيم والمشئوم مثل النار فبعض الناس كريم مبارك إذا جاء في المجلس حول المجلس من درجات الحرارة من هبوب الرياح ومن أسعار الشعير وأسعار البطاطس حولها لذكر الله بعض الناس أحمق هبل حياته كلها فقط جاءكم متى تنتهي المر بعانية ساعتين متى دخلت والشوط مدري والعجارف وانتهت حياته كلها بسعر الفحم بسعر البطاطس حياته كذا أمسه كغده وغده كيومه ما عندهم تأهيل ولا ذكر ولا طلب علم ولا نفع ولا شيء فأنت إذا جيت لهؤلاء هذا من أسهل الناس الذين يغتابون المؤمنين لأن بعض الناس لسانهم كالمنشار على عباد الله الأبرار ولا يخاف الواحد القهار مسنون لسانه على المسلمين كل ما ذكرت احد طلع لك العين حتى يقول ابن تيمية بعض الناس مثل الذباب ما يطلع إلا على الجرح فمن ردائت نفسه ومن سوء طالعه يتلبس عيوب الناس خلاف لابن المبارك يقول تلاميذه ما رأينا في ابن المبارك رحمه الله كلما ذكرنا له احد أصحابه قال من مثل فلان كريماً جواداً يأتي بالخصال التي فيه لأن الإنسان ترى المسلم لابد فيه من خصلة طيبة فأنت عارف الجانب المشرق فذكر الناس بهذا لأنه لابد أن يكون حنين أو كريم ولابد أن يكون مثلاً شجاع أو متواضع أو باراً بوالديه أو يقرأ القرآن أو يحب الصحابة تعال نشوف الخصلة واذكرها للناس لا تأتي بالخصلة الرديئة وتنشرها في الناس فيبتليك الله بمن يضرب عرضك وبمن يسلط عليك سبحانه وتعالى جزاءً وفاقاً فكان ابن المبارك إذا ذكروا له احد قال من مثل فلان كريماً إذا ذكر احد يقرأ القرآن قال حققنا كتاب الله فإذا ذكروا محدثاً قال يحب الحديث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :

هو في منهج يقول إذا رافقت قوماً أهل ود وإذا صاحبت أصحابك المسلمين فقل لهم قيد الرحم من رفيقي يقول حاول أن تكون قيماً ولا تأخذ بذلة كل قوم فتبقى في الزمان بلا رفيق لا تتبع عثرات المسلمين وسقطات الناس وفي حديث حسن لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه وهو في عقب داره فالمقصود نعود إلى ذكره صلى الله عليه وسلم لمولاه ولربه قال فإن ذكرني الناس في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم يعني الملائكة خير من الناس في الدنيا كيف كان صلى الله عليه وسلم يذكر ما هي الكلمات الشرعية أعظم كلمات الذكر لا إله إلا الله محمد رسول الله من أجلها قامت السموات والأرض ونصب الميزان وقامت الجنة والنار وقام صندوق العدالة وقامت المعارك في الإسلام وقتل الشهداء ودعا العلماء وأنزلت الكتب على الرسل وهي الكلمة الخالدة التي يدخل بها الإنسان الإسلام والتي من تركها خرج من الملا وبها يقرع باب الجنة ومن أتى بها بشروطها ادخله الله جنات النعيم فأسأل الله أن يثبتنا وإياكم على لا إله إلا الله ما أعظمها لا يوجد في العالم ولا في القواميس ولا في الكتب ولا في الدواوين أجمل ولا أحكم ولا أقوى من لا إله إلا الله الله لما كلم موسى عرف نفسه عند بعض المفسرين ما قال أنا الأحد أو الصمد فهو أحد صمد أو كبير أو ملك قل يا موسى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فهذه سر الرسالة أنه لا إله إلا الله لا يستحق العبادة والألوهية إلا هو وحده ليس معه إله آخر من أجلها أرسل الرسل وهذا هو الحرب بين الأنبياء وبين أعدائهم بين المسلمين والكفار فإذا قلت لا إله إلا الله شرح الله صدرك إذا قلتها بقلب حتى يقول الشوفانيون يقول احدهم كان يقول الله أكبر كل هم ينجلي عن قلب كل مكبر ومهلل يقول أبو هريرة يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة يا رسول الله هذا عند البخاري انظر أسئلة الصحابة حياتهم ذكر في الآخرة في الجنة في الشهادة في القرآن وانظر إلى مجالسنا حتى مجالس الصالحين لا يصفوا إلا عشر دقائق أو ربع ساعة وأحياناً يدخل المجلس ثلاث ساعات أو أربع ساعات ليس فيه أية ولا حديث ولا ذكر أبداً من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله من الذي يستاهل شفاعتك يوم القيامة من الذي تناله شفاعتك يوم القيامة قال لقد ظننت أن لا يسألني أحد قبلك يا أبا هريرة لحرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه خرج صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر في الثلث لأن صلى الله عليه وسلم يحب الثلث الأخير يناجي ربه ويدعو مولاه ويتفقد المدينة المدينة المنورة لم يكن فيها قنوات فضائية ولا مجلات خليعة ولا فسق ولا فجور مدينة مطهرة كأن أهلها نزلوا من السماء أو خرجوا من الجنة هذا يقرأ وهذا يبكي وهذا يتلو وهذا يسبح وهذا يدرس العلم حتى العجوز تأخذ بعض الدروس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع عجوز تقرأ من خلف الباب في غرفة من طين لم يكن عندهم كهرباء ولا مفروشات ولا ملبوسات ولا مطعومات كانوا على شبه ووضع صلى الله عليه وسلم أذنه يستمع من الذي يقرأ وإذا هي عجوز تقول :

هل أتاك حديث الغاشية تحفظ حديث الغاشية هذه السورة والذي مخاطب بهذه السورة هو محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله هل أتاك حديث الغاشية هل جاءك خبر القيام من تغشى الأبصار بهولها فوضع صلى الله عليه وسلم رأسه واخذ يبكي ويقول نعم أتاني فترد هي ما تدري من وراء الباب يقول هل أتاك حديث الغاشية يقول نعم أتاني يقول رواه بن أبي حاتم بسند جيد هذا حديث في تفسير السورة قال هل أتاك حديث الغاشية قال نعم أتاني والمقصود سمع صلى الله عليه وسلم رجل يقول في أخر الليل طلع على سطحه لا إله إلا الله قال نجوت ورب الكعبة قال في الليل مخلص ما دام الإنسان ينقل الخبر صلى الله عليه وسلم خرج تفجى على السطح ويطلقها من قلبه يقول لا إله إلا الله قال نجوت ورب الكعبة فلا إله إلا الله فيها من العظمة وفيها من الجلال وفيها من القوة ما الله بها عليم حتى إن موسى عليه السلام ذهب إلى طور سيناء كان إذا كلم الله جلّ في علاه بكى أربعين يوماً على وجهه النور فقال من ضمن الأسئلة كثيرة الأسئلة أسئلة موسى كثيرة عليه السلام قال يا ربي علمني كلمة أدعوك بها وأناجيك وتكون خاصة له لأنه نبي قال:

يا موسى قل لا إله إلا الله قال يا ربي كل الناس يقولون لا إله إلا الله يعني كل مسلم يعرف لا إله إلا الله قال يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضيين في كفة الميزان ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله يكفيك معاد في وراء هذا الأمر السماوات السبع والأراضين السبع في كفة الميزان لا آله إلا الله تميل وتطيش حتى في الميازين ثقلها وقوتها أحد العلماء الهنود اسمه الصديق خان يقول ما عندي إلا حديث البطاقة يا ربي أحرق قلبي احتراقا ما عندي إلا هذه البطاقة حديث البطاقة يأتي الله يوم القيامة برجل على رؤوس الأشهر سوف نقف مثل ما تقفون ويقف الناس في ذاك الموقف الصعب وتمر بنا الميزان والصراط والملائكة والحساب وترى المشهد بعينك فأتى هذا الرجل فدعاه سبحانه يحاسبه على رؤوس الأشهاد قال أعطوني سجلات عبدي في الخطايا وأخرجوا له تسعة وتسعين سجلاً رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح فأخرجوا تسعة وتسعين ديوان كلها خطايا وذنوب قال هل لك من حسنة قال يا ربي هلكت ماذا بحسناتي وهذه تسعة وتسعين سجل كلها سيئات التي وضعها في كفة الميزان وأصبح الميزان الآن طائش في جهة تسعة وتسعين سجل قال الله إن لك عندنا أمانة وديعة علي بالبطاقة فيأتون بالبطاقة قال هذا الرجل في الدنيا واعتقدها مكتوب فيها لا آله إلا الله فتوضع البطاقة توضع في كفة الميزان الثانية فترجح البطاقة بالسجلات فيقول سبحانه وتعالى أدخلوه الجنة جلا في علاه فأسأل الله أن ينقذنا بهذه الكلمة تصديقاً وتحقيقاً وحباً وصدقاً في نطقها والعمل بها من النار لأن بعض السلف وهب ابن منبه يقول لا آله إلا الله مفتاح لكن لا بد له من أسنان والمفتاح إذا ما كان له أسنان ما يفتح الباب فتأتي بالسن الصلاة وسن الزكاة وسن الصوم وسن الحج أما تأتي بمفتاح ليس له أسنان أجرد أمرد تدخله فيه ما يفتح هذا مثل بعض الناس يأتي بلا آله إلا الله لا صلاة لا صيام لا بر والدين إنما ركب الأمور كلها هذا غير جئنا إلى لا آله إلا الله حديث السوق حسنه بعض أهل العلم وأورده ابن التيمي في الكلم الطيب من أعظم الأذكار لأن فيه لا آله إلا الله التي ذكرها صلى الله عليه وسلم وكان يشير صلى الله عليه وسلم بمسند أحمد وابن ماجه والحاكم يقول صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال لا آله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وبيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة هذا حديث ابن عمر في مسند أحمد ذلك فضل الله فيما يشاء لماذا السوق لأنه فيه الشياطين والغفلة والإعراض عن ذكر الله فأنت تأتي وتدخل مكان الغفلة والبطالة والانحراف والصد عن دينا لله فتقول لا آله إلا الله تجي بالكلمة جزاك هذا ويكفي في البخاري في مسلم هذا كان يحافظ عليه الصالحون الأولياء الكبار أذكر سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله كان لا يترك هذا الذكر وهو تاج الأذكار عندي وأنا أوصيكم به دائمو عليه وهو قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة لا آله إلا الله من قال لا آله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة اسمع ماذا يقولون :

كتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكان له عتق عشر رقاب كان له عتق عشر رقاب وكان له حرزاًَ من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي ولم يأتي أحد بأفضل ما جاء به إلا رجل عمل بمثل عمله زاد عليه أو كما قال صلى الله عليه وسلم هذه خمس فوائد لمن يأتي بها مئة مرة لا آله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولن تأخذ منك أكثر من سبع دقائق لكن تحتاج لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد حتى يقوله ويصبر عليها يقول نوح لأبنائه عليه السلام في مسند أحمد في حديث عمر جمع أبنائه في سترات الموت لأن له أبناء أسلموا غير الابن الشاق العاق ذاك الذي خرج وما نجاه الله قال يا أبنائي أوصيكم بوصيتين أوصيكم بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء وأوصيكم بلا آله إلا الله فالذي نفسي بيده وعزة الله وجلال الله لو كانت لا آله إلا الله في حلقة لفصمتها يعني من حديد لفصمتها لا آله إلا الله ولو كانت لا آله إلا الله في صرة لفجرتها لا آله إلا الله هذا من الوصايا وصايا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام كان من ذكره صلى الله عليه وسلم سبحان الله بحمده ومعنى سبحان الله أنزه الله وأقدس سبحانه وبحمده أذكره بثنائه وبصفات الكمال فيه جل في علاه من قاله مئة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر كان يقولها صلى الله عليه وسلم في اليوم مئة مرة وربما زاد صلى الله عليه وسلم إنه ليغار على قلبي حتى استغفر الله في اليوم مئة مرة وفي لفظ أكثر من سبعين مرة أما التسبيح فقد ورد من قال سبحان الله بحمده في اليوم مئة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر وهي خفيفة على اللسان وما أجملها وما أحسنها وهي ذكر الملائكة عليهم السلام ومن ذكره عليه الصلاة والسلام الكلمات الأربع التي أوصيكم بها ففيها حديثان أو ثلاثة يقول صلى الله عليه وسلم :

أربع كلمات لا يضرك بأيهن بدل سبحان الله والحمد الله ولا آله إلا الله والله أكبر أي أفضل الكلمات وقال صلى الله عليه وسلم أفضل ذكر سبحان الله والحمد الله ولا آله إلا الله والله أكبر وقال صلى الله عليه وسلم الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد الله ولا آله إلا الله والله أكبر وقال عليه الصلاة والسلام عند مسلم لأن أقول سبحان الله والحمد الله ولا آله إلا الله والله أكبر أحب ألي منِِ من طلعت عليه الشمس فأوصيكم بالكلمات الأربع حافظوا عليها من قالها مئة مرة قال أفضل من تكون له الدنيا وما فيها فكيف من استمر عليها وأدمن وأكثر من ذكره صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة إلا بالله ومن معانيها قال لا حول لا يحول بيننا وبين معاصي المعاصي إلا الله ولا يقوينا على الطاعة إلا الله وقالوا من معانيها لا حول بنا ما يحول بيننا وبين الشر إلا الله ولا يقوينا على الخير إلا الله وهذا قريب من الأول فيها آثار منها ذكر ابن تيمي في كلم الطيب يقول إن الله قال للملائكة احملوا العرش قالوا لا نستطيع يا ربنا قال :

قولوا لا حول و لا قوة إلا بالله فحملوا العرش قال ابن تيمية بلا حول ولا قوة إلا بالله اسمع يرضى ذا الجلال يرضى ذو الجلال سبحانه وتحمل الأثقال ويشرح البال ويصلح الحال هذه بالكلمة هذه قال أبو موسى الأشعري كنت في سفر مع الرسول صلى الله عليه وسلم هم أسفارهم التي حفظوها التي كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم وجلساتهم التي كانت معه صلى الله عليه وسلم ينسى الإنسان كل السفر من الصحابة إلا السفر معه صلى الله عليه وسلم فقال أتينا إلى ثنية والناس يصعدون ويكبرون يرفعون أصواتهم فيقول صلى الله عليه وسلم أربوا على أنفسكم يقول أرفقوا بأنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائب جل في علاه إنما تدعون سميعاً بصيراًُ أقرب لحدكم من عنق راحلته قال وأنا يقول أبو موسى اسم عبد الله ابن قيس أنا كنت أقول لا حول ولا قوة إلا بالله في نفسي دون أن يسمعني الرسول عليه الصلاة والسلام فقال اقتربت منه فقال يا عبد الله ابن قيس وهو ما سمع ولكن الله علمه أن هذا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله يا عبد الله ابن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلا يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله ليداوم عليها ويثابر رأيت الألباني أورد حديثاً أن لا حول ولا قوة إلا بالله يدفع بها تسعين دان أقل بها الهم فأوصيكم بهذه الكلمة لأنها تقوي خاصة عند حمل الأثقال عند صعود الجبال عند حصول الكوارث عند نزول المحن لأن لكل ذكر مناسبة إذا تذكرت ذنبك فاستغفر إذا رأيت جلال الله وعظمته وبديع صنعه سبحانه خلقه قول سبحان الله بحمده إذا رأيت العظمة قول الله أكبر أو حريق أو زحام إذا تذكرت التوحيد أو ذكر لك شيء من الشرك أو الأنداد أو الأغداد أو شيء يقدح في الذرية قول لا آله إلا الله فهي لها مناسبات ولكن من ذكرها مطلقاًُ فالأمر واسع بحول الله من ذكره صلى الله عليه وسلم استغفاره لربه فكان كثير الاستغفار وقد ورد عند أبي داود أنه قال صلى الله عليه وسلم من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرج ورزقه من حيث لا يحتسب فمدمن الاستغفار يمنح مزايا حتى أنهم عدوها إلى سبعة أولاً يصرف الله عنك الكوارث والنكبات في الدنيا لأن الله يقول وما كان الله لعذبهم وأنت فيهم وما كان الله يعذبهم وهم يستغفرون فدل على أنهم يستغفرون على أن المستغفر استنبطها أهل التفسير يصرف الله عنه النكبات والمصائب حتى الحوادث المخيفة ترى المستغفر كثيراً تأتي ميتته بلطف وبسلامة بإذن الواحد الأحد فأكثروا من الاستغفار منها الدرجات العلا يعني الثواب الحسن قال سبحانه وتعالى وحتى الخطايا يقول وقولوا حتى نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين قال حطى يعني قال لبني إسرائيل يقول حطا يعني اغفر لنا حط عنا سيئاتنا فلعنهم الله فقالوا حنطة في شعرة فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قولوا فقال :

نغفر لكم خطاياكم بسبب الاستغفار والذي ليس عنده ذنب قال وسنزيد المحسنين المستغفر إذا لم يكن عنده ذنب رفع الله درجة بالاستغفار منها كما سلف الذرية الطيبة المال الحلال الرزق الواسع الصحة فقلت استغفروا ربكم أنه كان غفار يرسل السمع عليكم إدرار ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا هذا من فوائد الاستغفار أيضاً ورد أنه متاع حسن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً بعضهم قال الصحة في البدن العافية انشراح الصدر يقول عليه الصلاة والسلام من قال استغفر الله الذي لا آله إلا هو الحي القيوم أتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كانت فضل من الزحف فهنيئاً لمن أدمن استغفار ربي سبحانه وتعالى مولاه حتى أنهم يجعلون كما يقول علي عجبت لكم الدواء داء الذنوب ودواء الاستغفار قال ابن تيمي قد ينفع الاستغفار بلا توبة وإنه لتصعب علي المسألة فاستغفر الله ألف مرة فيفتحها الله علي هذا استغفر الله استغفر الله وأوصيكم أن تقولوا استغفر الله استغفر الله مثل بعد الصلاة أو استغفر الله وأتوب إليه أو استغفر الله الذي لا آله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه أو استغفر الله العظيم الجليل وأتوب إليه أو نحو ذلك من ذكره صلى الله عليه وسلم الذي علم الأمة الصلاة والسلام عليه صلى الله وسلم عليه كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عنه الغافلون فإن صلاته من أعظم ما يتوسل بها الصالحون لمرضاة الله عز وجل حتى ألف بها الأئمة كتب في أوقاتها وفي صيغها ومن أحسنها جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام على سيد الأنام لابن القيم وهي عند مسلم في الصحيح من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه عشرة وذكر كما تذكرون كما قلت لكم الألباني صح حديث من صلى علي صلاة واحدة صلى الله بها عليه بعشرة صلوات وكتب له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات هذا بصلاة واحدة ويكفيك أن الواحد الأحد يقول :

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماًُ في المجالس يصلى عليه صلى الله عليه وسلم قالوا الصلاة واجبة في الصلاة في الخطب في الأعياد في الوعظ في الدروس في التقاء الناس في افتراقهم في كتب الرسائل في التأليف في النشر في نحو ذلك حتى عدها ابن القيم أظن ستين موضعاً فلنتنبه لهذا من الأذكار التي كان يحافظ عليها صلى الله عليه وسلام سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم وهذا أخر حديث عند البخاري قال عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم سبق أن أحد الكبار سمع هذا الحديث من أحد العلماء في الحرم كان شيخاًَ كبيراً لم يكن عالماً قال فأخذت على نفسي أن أدمن هذه الكلمة فوفقه الله كانت على لسانه في كل مناسبة وسهلها الله عليه يحضر الزوجات فيوصي الناس بسبحان الله وبحمد سبحانه الله العظيم ويزور المريض فيذكره بهذا ويلتقي بصاحبه فيقول له هذا وفي الأخير قال توفي وهي على طرف لسانه فمن ثبته الله ثبت والذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا دعاء الكرب عند البخاري كان صلى الله عليه وسلم يوصي به لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم هذا هو دعاء الكرب يقول التنوخي سجن أحد العلماء قاضي اسمه إبراهيم قال :

فسجنت فكنت أذكر الأذكار ونسيت دعاء الكرب هذا لأن الإنسان قد ينسى من كثرة الأذكار وكثرة الصيغ أو من هول المصيبة فينسى قال فنمت في الليلة قال والقيد في رجلي قال فرأيت الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام كان رجلاً صالحاً قال سجنت يا إبراهيم القاضي هو العالم قلت سجنت يا رسول الله وأنا في القيد قال أينك عن حديث الكرب الذي رواه البخاري عن ابن عباس كذا قال قال فتذكرته قال كنت حافظه لكن نسيته فقلت لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم قال فتكسر القيد من رجلي وانفتح الباب فخرجت هذا ذكره صاحب الفرج بعد الشدة التنوخي وهو ثبت في هذه القصة وفي غيرها من كرامات الأولياء فلا نكران لسياقها فتحصل مثل هذه وأكثر منها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا كيف يفرج الكرب عن الإنسان بدعاء الكرب مما علمنا صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار وقد شرحه ابن القيم وهو أن يقول الإنسان اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعته اسمعوا أول الذكر اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت فهو اعتراف بالربوبية و الإلوهية خلقتني وهذا مجرد اعتراف بالضعف والتقصير وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت واستثنى لأن العبد لا يكون دائماً على عهد الله ووعده في الطاعة لكنه يذل من ذل قال ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت قال فكل شر من الإنسان وكل ذنب من الإنسان وكل معصية من الإنسان وكل تقصير من الإنسان وكل خير وكمال وجود وفضل فمن الواحد الأحد فنسبة الشر للإنسان من معالم العبودية وأحسن ما تقول لربك أيها الإنسان تقول يا ربي أنا أخطأت أنا مقصر أنا مذنب أنا مسيء فاغفر لي يا ربي أنت الغفار الستار الكريم الجواد الماجد ارحمني فامدح الواحد الأحد واعترف لنفسك بالتقصير كما قال ذي النون يونس بن متى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذه من أجمل الكلمات شرح بالكيمياء في رسالة في السوق في ستين صفحة هذه شرح الكلمة هذه فيها ثلاث أركان لا إله إلا أنت كلمة التوحيد العظيم سبحانك التقديس والتنزيه إني كنت من الظالمين الاعتراف يحب سبحانه أن تعترف بذنبك قال الآخرين اعترفوا بذنوبهم خلصوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم كل الأنبياء اعترفوا آدم اعترف وحواء اعترفت خرج عمر بن عبد العزيز الزاهد الخليفة العابد بكم في اثنين وعشرين دولة خرج يسفح دموعه في الاستسقاء قال بذنوبكم انقطع الغيث وقال لأمراء الأقاليم اخرجوا إلى الجبانة يعني الصحراء اخرجوا بالناس واعترفوا بذنوبكم الشاهد يقول اعترفوا بالذنوب وقولوا كما قال أبوكم آدم وأمكم حواء ربنا إننا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا و ترحمنا لكنا من الخاسرين فأبونا أذنب عليه السلام ولكنه اعترف بالذنب لأن بعض الناس يذنب فإذا أذنب قلنا ما لك قال أذنب آدم عليه السلام ولكن ما يتوب قال يقول المتنبي أبوكم آدم سن الخطايا وعلمكم مفارقة الجنان وهو خطأ بل فارق الجنة إلى ما هو خير سوف يعود إليها بأنبياء خرجوا من صلبه وبرسل وبشهداء وبصالحين قالوا علمكم مفارقة الجنان أيضاًَ خطأ فآدم عليه السلام ابتلي بالذنب وتاب الله عليه واجتباه وهداه وكان الذنب هذا في حقه خير لأن الله قد يقد الذنب على الإنسان بخير في مصلحة العواقب فيبتليه الله بالذنب ثم يتوب عليه فيمنح إقبالاً عليه سبحانه وتعالى وعودة صادقة إليه ويقول علي أوصاني صلى الله عليه وسلم بدعاء أن أقول اللهم أهدني وسددني لأنه رضي الله عنه حصل في عهده مرج في الأمور واختلاط فناسب أن يدعو بهذه الهداية والسداد قال وادعوا بالهدايا في الطريق وبسدادك تسديد السهم فهي أدعية أخبر بها صلى الله عليه وسلم من أجلها ومن أعظمها اللهم إني أسألك العفو والعافية قال صلى الله عليه وسلم لعمه العباس قال ألا يا عم ألا أحبوك ألا أعطيك يعني ألا أمنحك قال بلى يا رسول الله قال :

قل اللهم إني أسألك العفو والعافية ليس بعد هذه المسألة شيء العفو من الصحة والنعمة والعفو أخرى من الذنوب وحتى السيئات والعافية في الأبدان وفي العقل وفي المال والذرية أما فوائد الذكر لما أتى سياق ذكره صلى الله عليه وسلم لربه فأنا أذكر منها ما تيسر لأن ابن القيم ذكر منها ما يقارب المئة فهي كثيرة جد كثيرة لكن أولها أنه يرضي الرحمن جل في علاه فما أقيمت الصلوات ولا شعائر العبادة إلا لأجل أن يذكر الواحد الأحد وأعظم من ما يرضي الرب سبحانه وتعالى أن تمجده أن تعظمه أن تمدحه جل في علاه فأوصيكم بكثرة ذكره ليرضى سبحانه وتعالى عنكم بالله ولله المثل لو أن مالكاً من ملوك الدنيا يسمع عنك أنك في كل مجلس كلما اجتمعت بناس تمدحه وتثني عليه وتلقي القصائد فيه وتدب عنه وتذكر مناقبه وسيره وتذكر أخباره وتذكر كرمه وجوده وشجاعته كيف يكون هذا يقول هذا هو الصالح الناصح هذا هو القريب منا فكيف بملك الملوك جل في علاه الذي هو أجود المعطين وهو الذي ملك الملوك والملوك يعني رأس الملوك بيده والذي لا خير يأتي إلا بيده سبحانه وتعالى ولا شر يندفع إلا منه جل في علاه فالواجب أن نعظمه وأن نمدحه حتى يقول الغزالي من أحب الشيء أكثر من ذكره انظر يقول انظر إلى أهل الصنع والحرف فإذا دخل فأهل الحرفة يدخل النجار في المجلس ما ينظر إلا في الأخشاب والأبواب وصاحب البغيات ينظر في الأشكال يقول هذا الواجب أنه تغير واللون هذا لا يناسب هذا الأصفر لا يناسب هذا الأحمر يعني لأنه كذا حياته ويريد تحدثه في الألوان دائماً والنساج ينظر في السجاد والزرد يقول هذا كان شيرازي وهذا يختلف عن هذا وهذا أجود من هذا والعالم يتحدث عن العلم قال وأولياء الله يمدحون ربهم ويثنون على مولاهم والولي إذا صدق مع الله أبداً يحدث عن صفات الله عن جلاله عن كرمه عن كتابه عن رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا قليل نادر يأتي في الألوف المؤلفة واحد وإلا بقية الناس في غفلة حتى ممن يظهر عليهم الصلاح يحدثني رجل يقول دخلت الحرم فرأيت رجلاً كبيراً في السن طعن في السن ما يقارب التسعين عليه ثياب رثة قال فقرأت شيئاً من القرآن في سورة النساء فكان يرد علي وهيئته هيئة يعني فقير معوز معدم قال فسألته تحفظ القرآن قال أبشرك بالتحدث بنعمة الله لا أخرج منه حرفاً لا أسقط حرفاً واحداً قلت كيف تعلمت قال كنت أرعى في شباب الإبل فكنت أحفظ القرآن فلما حفظته أخذت على نفسي أن أقرأه قائماً وقاعداً وعلى الجنبين فأغناني عن كل شيء في الدنيا وأذهب به إلى همي وغمي وحزني وفي الأخير أتيت إلى الحرم آخذ ما يتيسر لي من قوت وماء زمزم وأنا أقرأ القرآن وأنا جالس أنا واقف وأنا أمشي قال والله ما أتاني هم ولا غم ولا حزن ولا مرض وإنني في سعادة وإنه ذهب عني الوساوس وكل الخطرات فهذه حياة حياة أولياء الله عز وجل والقصص في ذلك كثيرة بعض من أنس بذكر الله عز وجل من سعد بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثاني أنه يطرد الشيطان يقول ابن عباس أن الشيطان يوسوس للعبد فإذا ذكر الله خنس وهو جاثم على قلبه فيوسوس له إذا غفل فإذا ذكر الله خنث وسكت فلا يطرد الشيطان عنك إلا ذكره سبحانه وتعالى إلا ذكر الله سبحانه وتعالى ولا يمنعك من المعصية ويحجزك إلا دوام الذكر بحضور القلب الثالث يسعد القلب أي يفرحه ويجعلك في اطمئنان ويذهب عنك التخويفات والأراجيف وأكثر الذين أصيبوا بالأمراض النفسية والفزع والقلق بسبب قلة ذكرهم لمولاهم أو معاصيهم أو انحرافهم أو غفلتهم ولو أنهم أدنوا بذكر الواحد الأحد وتلاوة القرآن والتدبر لسكب الله في قلوبهم من السكينة ما الله به عليم فهذا مطلب العبد أن يسعد قلبه ولا يسعده إلا ذكر الله الواحد الأحد حتى من يذكر اسم الله لما ذكر ابن تيمية الله قال هو الذي تأله إليه القلوب وتحبه وتسكن إليه فليس أحد في العالم تسكن إليه القلوب ولا تحبه ولا تطمئن إليه إلا الواحد الأحد وإذا فاتك الواحد الأحد وذكره فقد فاتك كل شيء وإذا وجدت ذكره وحبه وولايته فقد وجدت كل شيء أذكر أن بعض الصالحين يقول لأحد أبنائه إذا كنت تخاف الله إذا كان الله معك فمن تخاف وإذا كان الله ضدك فمن ترجو إذا كان الله معك يؤيدك وينصرك فلا تخاف أحد وإذا كان الله ضدك فلا ترجو أحد ولا تستنصر بأحد انتهى الأمر الرابع أنه يعظم الأجر بإذن الواحد الأحد وقد ذكرت لكم ذلك سواء رفع الدرجات أو حط السيئات فإنه لا يعظم مثل ذكره سبحانه وتعالى وتسبيحه وتلاوة كتابه وقد سبق بعض الأجور بالذاكرة أخبرتكم بها الخامس يمحو السيئات ويحط الخطايا حتى يقول بعضهم يقول إن سبحان الله الحمد لله ورد هذا الحديث في أحمد سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله قال :

تحط السيئات كما تحط الشجرة ورقها ومنها أنه يحفظ الوقت وكل وقت بلا ذكر ضائع فإذا ذكرت الواحد الأحد كان الله معك وأنا رأيت من التجارب أنك لا تستطيع أن تصلي في كل مكان أو تصوم أو تحج ولكن بذكر الواحد الأحد تحفظ الأمانة سواء كنت راكباً في السيارة أو في الطائرة أو على جنبك أو في مجلس أو في سفر أو في صحراء فذكره الواحد الأحد هو الذي يحفظ عليك عمرك ووقتك وهو أبرك ما يمكن أن تصرف فيه الوقت وهو المهيأ الميسر العبادة الميسرة السهلة أقرب الطرق إلى الجنة السابع يمنع اللغو يمنع أنك تلغو وتلهو وتتكلم بالغيبة وبالزور وبالفحش وبالغنى وبالمجون فإذا حركت لسانك وتحرك قلبك حفظ الله قلبك وحفظ لسانك من اللغو ومن اللهو الثامن يجلب الرزق والصحة والعافية كما أخبرتكم ومن أراد الله أن يديم صحته وعافيته وقوة قلبه فليكثر من الذكر وليعود أبناءه من ذلك وأحسن ما فيها من كتيبات مبسطة ميسرة كما سلف أن قيل لكم حصن المسلم للشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني أثابه الله فإنه حول في كتابه ونسأل الله له القبول حتى طبع منها أظن أكثر من عشرين مليون أكثر من عشرين مليون وصار حديث الناس وأصبح مع الناس في جيوبهم فأسأل الله أن ينفع به ويجزي مؤلفه خيراً هذا ما أردت أن أقول لكم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكره لمولاه وأسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين له سبحانه وتعالى الشاكرين نعمه المثنين بها عليه لأنه صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول اللهم إني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وهذا من أجل الأدعية حتى جعله ابن تيمية من أجلها يقول ابن القيم سجنت مع شيخ الإسلام في القلعة وكنت أسمعه في السجن وهو ساجد يكثر يكثر من قوله:

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لأنه إذا ما أعانك الله على ذكره وشكره ما تجد عون كثير من الناس يريدون أن يذكروا الله لكن ما عندهم عون من الله إما لعدم صلاح نياتهم أو عدم دعائهم أو صدقهم في توجههم فإذا أردت أن يزيدك الله توفيقاً وأن يزيدك سبحانه وتعالى قوة ونشاطاً في العبادة فعليك بذكره سبحانه وتعالى والاستعانة به هذا ما أردت أنم أقوله وأسأل الله العظيم باسمه الأجل الأكرم المبارك الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أن يغفر لي ولكم وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتولانا وإياكم ويجعلنا من الذاكرين الله كثيراً المثنين الصادقين في توجههم المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



المعذرة على الاطالة ولكن الموضوع يستحق قراته أكثر من مرة ....

أختكم روعة الإيمان بالله
4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمون الحنووون
جزاك الله خيرا
وإن شاء الله سأعود لقرأته مرة أخرى
توته الحلوه
توته الحلوه
جزاك الله خير على الموضوع القيم
روعة الإيمان بالله
أمون الحنووون>>>>>>>>



توته الحلوه>>>>>>>>>>




مشكورين على المرور والتعليق....




اللهم صلي على حبيبي المختار عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
ام سويلم
ام سويلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعله الله في ميزان حسناتكم
تسلمين موضوع وايد روعة