بحال فشل الجهود اليابانية في تبريد المفاعل النووي الذي تعرض لهزة أرضية قبل أيام، فإن هناك مخاطر من الإشعاعات النووية التي قد تكون خارج السيطرة.
فالأشعة تخرج من المواد والمعادن المشعة في المفاعل النووي، وفعلياً لدينا معادن مثل السيزيوم واليود والسترونشيوم، وهذه المعادن تخرج في الجو وتعطي إشعاعات غاما مثل السيزيوم، وإشعاعات بيتا مثل السترونشيوم، وهي مع خروجها في الجو فإنها تمشي مع الرياح، بحسب سرعة الرياح واتجاهها، وبالتالي تتعرض مدن لهذه الإشعاعات، مثل الساحل الغربي لأمريكا، والساحل الشرقي للصين.
ماذا يحدث بحال هبطت هذه المواد على الأرض؟
بحال هبطت هذه المواد على الأرض، فإن التربة سوف تتلوث بعناصر مشعة، وتؤدي لتلوث التربة منذ الآن وحتى 30 عاماً في حالة السيزيوم، ومن الآن وحتى 28 عاماً في حالة السترونشيوم، وهذه المدة هي نصف عمر المادة المشعة.
وهناك مخاطر للتلوث البيئي في المياه الجوفية والثروة السمكية، وكذلك تلوث التربة وبحال تلوثت التربة، فإن السلسلة الغذائية بالكامل سوف تتعرض للتلوث.
يجب أن لا يقلق الأشخاص والدول الذين يتعرض لهذه الغيمة الهوائية فقط، بل يجب أن يقلق الجميع. خاصة وأننا نستورد اللحوم والأسماك والأجبان من دول كثيرة، وبالتالي فإن أي تلوث في هذه المصادر في تلك الدول، سوف يصل إلينا في النهاية.
كيف تدخل المواد المشعة في أجسامنا؟
يتم امتصاص عنصر السيزيوم في الجسم في الدم والعضلات كبديل للبوتاسيوم، ويأخذ السترونشيوم مكان الكالسيوم في العظام والحليب، وهذا ما يعني أن هذه المواد يمكن أن تدخل في أجسامنا، أو أجسام المواشي التي تقتات على التربة المعرضة للتلوث.
إن انعكاس تأثير التلوث الإشعاعي على التربة والإنسان يأتي بعد فترة طويلة؛ لأنه يجب أن يدخل في السلسلة الغذائية أولاً، هذا فيما يتعلق بالأشخاص الذين لا يعيشون في منطقة التلوث الإشعاعي، أما الذين يعيشون في منطقة التلوث الإشعاعي ويتعرضون لإشعاعات عالية فإن هناك احتمالا لتعرضهم لسرطانات خلال 10 – 15 سنة، إنما الأخطر من ذلك هو التلوث البيئي، وهذا ما يسبب في النهاية أن الأشخاص الذين يعيشون في دول بعيدة عن منطقة التلوث يأكلون ويشربون منتجات ملوثة إشعاعياً، لحوم أو أسماك أو ألبان ملوثة.
د.شدا رمحي
متخصصة في فيزياء الإشعاع
المصدر: مقابلة تلفزيونية عبر قناة الجزيرة.
zaynab 111 @zaynab_111
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ثرمد1ويه
•
الله يكفينا الشر وهو السميع العليم
الصفحة الأخيرة