
ترتفع نسبة المصابين بالإضطرابات والصَدمات النفسية نتيجة هذه الأحداث المَأساوية خاصة لدى الأطفال الذين أصبحوا يشاركون الكبار في همومهم ومآسيهم و( ومشاهدة القنوات الإخبارية المليئة بمشاهد العُنف والدمار والدماء والمُصابين ...الخ) ..,,
يجب أن نَعلم جيّدا كل الآباء والأمهات أن لا يحاولوا أن يفصلوا الطفل عن عالمة الطفولي الطاهر النقي الهادئ ومشاعر الأمان والإستقرار ... وأن يتجنبوا أن يشاهدوا القنوات الإخبارية ومشاهد العُنف لو حتى بالكلام بين الزوجين أمام الأطفال سيكون له تأثيرة السئ على الأطفال ..
والعديد من الدراسات أثبتت مدى التأثير النفسي السئ لهذه المشاهد على صحة الطفل النفسية ,, ولعلنا نقرأ عن الطفل الذي تم القبض علية لممارستة دور دراكولا مصاص الدماء في الواقع .. أو الآخر الذي قام بفعل القتل تقليدا لمشاهد أحد الأفلام العنيفة ..,, ومشاهد الدمار والدماء في فلسطين والعراق تقع تحت أنواع المشاهد التي تؤثر تأثير سلبي على صحة الطفل ..

فالطفل يُولَد في عالمة الخاص من النقاء والهدوء والسلام النفسي .. لا ينبغي أن نفصلة عن عالمة هذا قبل الأوان ونحملّة فوق طاقتة وفوق قدراتة العقلية البسيطة وغير الناضجة لإستيعاب المشاكل والحروب وأجواء الدمار والإستعمار والقَتلى .. وحينما نُشرِك الطفل في مشاكلنا وخلافتنا الزوجية أمامة أو حتى وقت متابعتنا للأحداث المأساوية في غزّة أو غيرها من المناطق التي بها مشاهد قاسية على نفسية الطفل .. فإننا بذلك نرتكب أكبر جُرم في حق أبناءنا أن يعيشوا طفولتهم الطبيعية ,,

::
إحدى الأمهات تقول ::
اقتباس انا ام عمري ٢٥ سنه ابني عمره ٣ سنين وهو طفل ذكي ولماح ماشاء الله عليه ودي بدايه المشكله انا متابعه برنامج العاشره مساءا وهو بيكون بيلعب حوليا في الفتره الاخيره جت شويه اخبار وريبورتاجات فيها اطفال ماتت ماتت زي الطفل اسلام اللي
المدرس ضربه لحد ما مات وبنت تانيه كمان لقيته بيفهم ويسآل هما ماتو يعني مش حيجو ثاني هما اتعورو وطلعوا دم كثير مكنتش عارفه افهمه قوي بس انا اكدتله ان اللي بيموت بيروح مكان حلو ومش بيجي تاني وبعد شويه راح مع بابا في العيد شاف دبح البقره وبعدها اتعقد بجد لو شاف صلصه علي السفره يقولي انت طبختي الدم يا ماما وممتنع عن اكل اي لحمه او اي حاجه نقول عليها لحمه وبتهيقلو ان اللي بيموت بيموت زي البقره انا مش عارفه هو انا غلط انا وبابا اننا وديناه يتفرج وانا عارفه اني غلط اني مخدتش بالي انه بياخد باله قوي من اللي انا بتفرج عليه
دلوقتي انا ممكن اعمل ايه عشان اصلح المفاهيم اللي عنده
ارجوكم انصحوني نصيحه عمليه

نتطرّق أولاً لعلم نفس الكوارث والصدمات ( وهو الخاص بتأثير الصدمات على الصحة النفسية)
ما التفسير لطفل يحب أن يلعب دائماً ألعاب فيها أسلحة سواء بالكمبيوتر أو بالألعاب العادية ,, وطفل آخر يميل دائما في رسوماتة خاصة إذا كان ذو إحساس مُرهَف إلى رسم مشاهد الحروب والجنود والأسلحة والقتلى والدماء .. ؟
(( كل ذلك يرجع لصدمة الطفل في عالمة الذي يعيشة مما يشعره بعدم الأمان الذي يعبر عنه في رسوماتة أو زيادة عنفة ومشاجراتة أو عصبيتة ...الخ)>> وهو يسمى بعلم نفس الصدمات

للتوضيح بصفة عامة:
كل ذلك يتعلّق بمستوى الصدمات التي يتعرّض لها الطفل ..,, ولعلنا نُدرك بأن الطفل مجرد بُرعُم أو نَبتة خضراء صغيرة لا تعرف المناخ الضاغط الذي يعيشة الكبار من مسئوليات وحروب ومشاهد عُنف ....الخ..
المقصود .. ( أنه كلما أبعدنا الطفل عن حياتة الطبيعية وغمرناه في دوامة مشاهد الموت والعنف والقتلى والمُصابين .. كلما كان ذلك سبب مباشر في اضطراب الطفل وتذبذبة وتشتتة مابين عالم الطهارة والنقاء الذي يعيشة ومفاجأة إنفاصلة عن عالمة الطفولي هذا بما يشاهدة أو يسمع عنه من أحداث دموية وقاسية على نفسية طفل صغير لم يكتمل نُضجة العقلي لإستيعاب وإدراك كل هذه الأحداث)

يقع كل ذلك تحت ما يُسمّى الآن ((بِعلم النفس الصَدَمي أو الكارثي)) .. وهو أحد فروع عِلم النفَس حديثة العَهد لا سيّما في عالمنا العَربي .. ورَغم حاجتنا الشديدة له ورغم تَوسُّع مَجال الصحة النفسية لطوارئ الكوارث كّمّّاً وكَيفاً في العالم الغربي .. إلا أننا في العالم العَربي لا نَجد نفس الإهتمام بالرعاية النفسية للناس في الكوارث على إختلاف أنواعها( كوارث طبيعية من صُنع البشر,, كوارث بسيطة ومُرَكبّة ,, كوارث جماعية وفَردية )
من المُهِم للإجابة عن هذا التساؤل التَطَرُّق قَليلاً لفِهم الإستجابات النًفسية للكوارث والصَدَمات :
ويمكن تقسيم الإستجابات الطبيعية للكوارث إلى :
- وَقع نَفسي فَوري : يستمر من عَشر دقائِق إلى ساعة بعد بدء الكارِثَة ويشعر خلالها الفَرد بالذُعر والتهديد والقلق والتوتر وعدم الأمان وإنتباه مَرَكّز للإستعداد للحركة مع تغيرات فسيولوجية من سرعة النبض إلى الغثيان والقئ وإضطرابات الجهاز الهضمي .
- وقع نفسي عاجِل: ويستمر لفتره تتراوح بين ساعة وعدة ساعات وتقل خلالة الأعراض السابقة بالتدريج.
- وقع نفسي مُتَأخَّر: يستمر من ايام ألى شهور أو سنوات وفيه تظهر الرغبة في الحياة وتقل الأعراض بعدها الى حد كَبير ..
أما الإستجابات غير الطبيعية ( المُضطربة) للكوارث تُقَسّم إلى:
1- اضطرابات نفسية يمكن ان تحدث بعد الكارثة : إستجابات الكرب الحاد , واضطرابات مابعد الصدمة , واضطرابات التَأَقلُم ..
* إستجابات الكَرب الحاد Acute stress reaction:
ويُعرف بأنة اضطراب عابر لكنه في نفس الوقت على درجة كبيرة من الشِدَه يحدث للشخص ثم يتلاشى بعد ساعات أو أيام والسبب في ذلك قد يكون أحد الصدمات التالية : تَعرُّض الشخص أو أحد اعضاء أسرتة أو جيرانة أو أصدقائُة لأخطار الإصابة أو الموت أو الحرائِق وتزداد الحالة سوءاً إذا ما تواكب معها غجهاد بدني أو عوامل أُخرى عُضوية .. ومن الأعراض التشخيصية الدالة علية:
- حالة من التَبَلُّد وانكماش أو تَضَاؤل في مساحة الوعي أو التركيز والإنتباه , مع إنسحاب متزايد من الواقع وحالة من الشرود والتوهان قد تصل إلى الذهول الإنشقاقي ..
-إضطرابات في وظائف الجهاز العصبي المستقل وأعراض فسيولوجية مثل زيادة ضربات القلب والعرق والرعشة وجفاف الحلق ..الخ,
لكنها برغم من سرعة ظهورها بعد الكارثة إلا أنها سرعان ما تختفي خلال ساعات أو أيام.
* إضطربات ما بعد الصدمة Posttraumatic stress Disorder;
وهو يختلف عن استجابة الكرب الحاد في إنه يأتي متأخرا بعض الشئ .. وايضا يعتبر من الأمراض المُزمِنة التي ترتبط بتدهور في النشاطات الإجتماعية وتكاليف الرعاية الصحية العالية ..
* اضطراب التَأَقلُم Adjustment disorder;
يحدث نتيجة تفاعل الشخص مع ظرف ضاغط لكنه لا يتجاوز ستة شهور بعد زوال الضغط وله أنواع أو مظاهر كثيرة ,, أختصر منها ( إضطرابات التأقلُم المصاحبة بقلق وجداني _ إكتئاب وجداني_ اضطراب في السلوك_ شكوى جُسمانية _ عُزلَة إجتماعية .... وأنواع أُخرى)

نأتي للجُزء الثاني من مُناقشة أسباب المُشكلة وهي التََعلُّق الصَدَمي لأطفال غزّه في ذويهم المفقودين أو المتوفين :
هُناك العديد من الدراسات التي أكدت على وجود عوال أُخرى تتَحَكّم في كيفية إستجابتنا للكروب والحوادث الصَدَمية وبناءا عليها يتم التصرُّف إما بشكل سلوكيات مُضطّرِبَة خاطئِة أو بسلوكيات صِحيّة في التعامل مع المُشكلات والصَدَمات ومنها:
1- طروف الكارثة وشِدتها .
2- السمات الشخصية وتفاعلها مع الموقف الصَدمي الكارثي:
3- المُساندَة الإجتماعية
4- إدراك الشخص نَفسة للكارِثة : أي اعتقاد الشخص عن أحداث الكارثة بصرف النظر عن شدتها ,, فمثلا الذي يعتقد أنها كارثة عمره الكُبرى وصدمة عُمرُه ستكون لدية الأعراض الصَدَمية أقوى وأشد من الذي يعتبرها قَدَر تم تقديرة من الله عَزّ وجَلّ..
نأتي بعد ذلك في إمكانيات المُساعدة :
تَشمل المُساعدة عِدة ميادين منها المجال الإعلامي ,, والإجتماعي ( المُتَمثَّل في دور الأُسرَه ,, والمدرسة ..) والديني ..
على مستوى المجال الإعلامي ::
يبدو أن لها أكبر الأَثَر في تعرُّض هؤلاء الأطفال لمثل هذه الإضرابات النفسية والصَدَمية .. ذلك إنها تُساهِم بشكل غير مباشر في زيادة مشاعر عِظم الفاجِعَة سواء لدى الشباب أو الأطفال بما تنقلة من نقل مُباشِر للأحداث وبعضها يأتي ساخِن في وقت حدوث الكارثة أو الحادِث فيقوم بتصويرة بهدف إظهار الحقائق دون مُراعاه لردود فِعل المُشاهِد الصَدَمية ... وبعض هذه المشاهِد تكون فائقة لقُدرة تَحَمُّل الإنسان العادي لما فيها من قسوة ودِماء مُستفيضة ..
ودَعنَا نكون أكثر صراحةَ عِندما نقول بأن في البلاد الغَربية يُراعي الإعلام الغَربي هذه النُقطَة قَدر المُستطاع .. لأنهم يعلمون يقيناً ما ستنتجة هذه المشاهد القاسية من تيارات عَنيفة لدى الشباب أو الطفال .. ومراعاه لصحتهم النفسية هناك حدود تُفرَض من قِبَل الأُسرَه على الأبناء عند مشاهدة هذه المشاهد التليفزيونية او المشاهد الإخبارية ....ألخ ,,
أما هُنا في عالمنا العَربي .. لا يوجَد لدى الأُسرَه العَربية هذا الوعي النفسي بضرورة فَرض الحدود عِند مشاهدة الأبناء لأي من هذه الأحداث مُراعاه للحفاظ على صِحّتهم النَفسية مهما كان الأَمر يبدو واقعياً أو من واقع الأحداث ..
ومن خلال الوعي الديني الذي يُضفي لدى النفوس طمأنة ورِضى بقضاء الله عّزّ وجل وقَدَرُه والنابِع في الأساس من دستورنا القُرآني الذي يَحكُمنا بقولة فيِهِ شِفاء ورَحمة ,, والحض على تآزُر كُلاَ مِنّا للآخر وبَث الأمل في النفوس ... الكثير الكثير من المسئولية تَقَع على رِجال الدين في تخفيف الصدمات الناتجة عن هذه الكوارث ..
* أما فيما يَختَص بالمقاييس أو أدوات التشخيص التي نطبقها على هؤلاء الأطفال للتأكُد من صحتهم النفسية ::
يُمكن إستخدام المقابلات الإكلنيكية والمُلاحظات المُقَننة ,, مع الإختبارات الإكلنيكية المُختَلِفَة ( على سبيل المثال إختبار الشخصية المتعدد الأوجة Mmpi ,أو أيّاًَ كان) لقياس الإضطرابات الناتجة عن التعرُّض للصدمات ( ذلك أن المقاييس بحد ذاتها أدوات للتشخيص وليس العِلاج )

أخطاء يجب تجنبها في تربيتنا لأطفالنا ( خاصة البلاد التي تحدث فيها الحروب والكوارث):: أسباب سلوكيات أطفالكم::
1- حاولوا أخواتي أن تتجنبوا الطفل وتمنعوه عن مشاهدة الأخبار أو المشاهد والأفلام التي بها مشاهد عنف وقتل ودماء ومُصابين وتفجيرات ..لأن كل ذلك يستقر في ذهن الطفل بطريقة لا شعورية فيقوم بتفريغ مشاعرة بعد ذلك بإحدى الطرق :
* إما تلاحظ الأمهات على الطفل العنف الزائد أو ميلة للألعاب المدمرة وألعاب الأسلحة.
* أو يقوم بالفعل بالتعدي على زملائة وتكثر عصبيتة في المدرسة والمنزل
* أو إنه يقوم في أبسط الأحوال بتفريغها على الورق في صورة رسومات بها كل ما إكتسبة من مشاهد دموية ( وهذا خطر جدا على صحة الطفل النفسية )
*نبعد الأطفال تماماً عن مشاهدة هذه النوعية من الأخبار أو مشاهد القصف والتدمير والقتلى خصوصا اذا رأى منها مشاهد لأطفال مثلة أموات أو مفقودين ... هذا يؤدي لإصابتة بحالة من الخوف والإضطراب والتشتت وانعدام الأمان لخوفة أن يقع في نفس الموقف .. وبالتالي يقل تركيزة ومستواه الدراسي.
* نتجنب الحديث أمام الأطفال عن مَن مات في العائلة أو الأحداث المأساوية الجارية على الساحة.
* قدر الإمكان نحاول أن نجعل الطفل لا ينفصل عن حياتة الطبيعية لمثل سنة .. أي نوفر له كل الهدوء والأمان الذي يحتاجة الأطفال لنمو نفسي صحي ولا نجعل تركيزنا نحن الكبار على القضايا السياسية أو الأحداث المأساوية يجبرنا على إشراك الأطفال معنا لمعايشة هذه المآسي والمشاهد المؤسفة .. لأن ذلك يُعد جريمة في حق الأطفال أن نحملهم فوق طاقتهم وفوق حدود إستيعابهم.
* من الأشياء المهمة أيضاً والتي يجب الإنتباه لها .. أنه عندما نأتي للطفل بلعبة عبارة عن سلاح أو دبابة أو أي شئ يدل على الحرب وانعدام الأمن يترسب في نفسيتة ويخرج الطفل بعدها إلى الحياة وليس بداخلة إلا مشاهد العُنف .
* فلنجعل الطفل ينمو بعيد عن مشاكلنا ومآسينا وأحداثنا المؤسفة حتى ينمو سليم نفسياً .
* أيضاً يجب مُراعاه عدم إثارة الخلافات الزوجية امام الأبناء ,, ويمكن المناقشة بين الزوجين في حُجرة مُغلقة بعيد تماماً عن الأبناء حالما تم التفاهُم يخرجوا لأطفالهم دون أن يعلموا بأي تغيير أو خلاف.

المخاطر التي يتعرض لها الطفل من مشاهد الدمار والحروب والقتلى والدماء والعنف ونشرات الأخبار :
* كل هذه المشاهد العنيفة أو الأخبار أو حتى مجرد كلام الأبوين والأخوات أمام الطفل عن تلك الأحداث المؤلمة يؤدي لفقدانة الشعور بالأمان ولإستقرار
* يؤدي إلى نقص واضح في مستواه الدراسي
* يؤدي إلى تشتت في الإنتباه وإنعدام التركيز
* يؤدي إلى تطور سلوك الطفل إلى أن يصبح أكثر عُنفاً مع زملائة وأسرتة
* يزيد مستوى العصبية والشجارات .
* قد يتطور الأمر إلى إكتئاب وتدهور في الصحة النفسية واضطراب عام في السلوك وفي الحالات الأصعب يتطور إلى فُصام للطفل مع إنعزال تام عن الواقع المؤلم الذي يعيشة .
انا وجدت هذا الموضوع في احدى المنتديات وخصوصا من اخصائية نفسية بارك الله فيها واحببت ان انقله اليكن يا امهات فحذرن احذرن ارجوكن وبارك الله فيكن وفي اطفالكن