حبا الله مخلوقاته المركبة ومن بينها الانسان بجهاز مناعي يعمل ضد اي جسم غريب ليتفادى دخوله إلى داخل الجسم. وعادة ما يعامل الجسم أي مركب خاصة إذا كان مركباً بروتينيا لا ينتمي إلى أنسجته وسوائله على أنه جسم غريب فيقوم بتوجيه مكونات جهاز المناعة للتعرف إليه أولاً ثم التعامل معه لاحتوائه أو التخلص منه.
إن الاساس في عمل الجهاز المناعي هو التعرف إلى أي مادة غريبة عن الجسم والتخلص منها سواء كانت ضارة أو مفيدة، فالجهاز المناعي مثلاً يتخلص من الميكروبات التي تسبب الأمراض وفي نفس الوقت يعتبر العضو المنقول لانقاذ حياة انسان غريباً عنه فيحاربه أيضاً ويحاول التخلص منه، وعلى ذلك فإن الجهاز المناعي عندما يقوم بوظيفته تترتب على ذلك آثار مفيدة وفي بعض الاحيان تترتب آثار غير مرغوب فيها.
ويمكننا القول إن الحساسية هي رد فعل من الجسم لمادة يعتبرها غريبة عليه يلعب فيها جهاز المناعة الدور الرئيسي وينتج رد الفعل من تفاعل جهاز المناعة مع تلك المادة.
وقد تكون المادة نوعاً من الطعام كالبيض والأسماك وغيرها أو دواء كالبنسلين أو حبوب لقاح تطايرت في الهواء استنشقها الشخص أو مواد كيميائية وغيرها.
وليس كل الاشخاص عرضة للحساسية الا إذا كان هنالك استعداد شخصي لدى بعض الافراد للتعامل مع تلك المواد باعتبارها مواد غريبة.
وتختلف اعراض الحساسية حسب نوع الانتجين أو المادة وتكوين الشخص وأي نوع من الخلايا يستثار بفعل تلك المادة وعضو الجسم الذي يتم فيه ذلك التفاعل سواء كان الجلد أو الشعب الهوائية أو الأنف أو الامعاء وغيرها.
ولمواد التنظيف المنزلية مخاطر على الأطفال، فهنالك خطورة قصوى إلى خطر المبيدات والمواد المشابهة الأخرى، وأنوه لوسائل رش المبيدات في الهواء خطورة قصوى في حالة بلعها أو استنشاقها أو ملامستها ولذلك يجب الوقاية واخذ الحذر التام من أفراد الأسرة وفي بعض الاحيان تأتينا المبيدات وغيرها من المواد الكيميائية وعليها توجيهات مكتوبة سواء باللغة العربية أو الأجنبية دون اهتمام الامهات بذلك وقد تسبب خطراً على الجنين او خطراً على صحتها أو ربما تؤدي إلى إجهاض تلقائي أو قد تؤثر على الطفل الرضيع عن طريق الرضاعة وكثيراً ما قرأت عن حوادث تسمم بمادة الديمول تعرض لها الكثيرون عن طريق أكل الفواكه والخضراوات التي رشت بهذه المادة أو بغيرها وقاتلة للجراثيم أو حتى قبل ادخالها إلى البراد وعدم وضعها في متناول الاطفال قبل غسلها.
وهنالك صور أخرى للحوادث المنزلية وما نراه في حياتنا اليومية بميل المرأة للاحتفاظ بمواد خطرة مثل مواد التنظيف وهي كثيرة مثل ماء الكلور والديتول وسواها من مطهرات ومعقمات للاطعمة أو زجاجات الشرب من الادوات المنزلية.
وهنالك حوادث عديدة كثيراً ما يختلط الامر على أفراد الأسرة والأطفال بالذات فيقومون بالشرب منها أو تقوم ربة المنزل باستخدام زجاجة مادة التبييض في اعداد الطعام ظناً منها أنها زجاجة الخل مثلاً أو تضع في الطعام مادة بيضاء تظن أنها ملح ولكنها في الحقيقة مادة سامة لقتل الحشرات شبيهة بالملح.
وهنالك خطر آخر يهدد صحة الأولاد وسائر افراد الأسرة ينشأ نتيجة الاحتفاظ بالادوية والعقاقير القديمة المنتهية صلاحيتها وعدم استعمالها من دون استشارة الطبيب أو الصيدلي. مما لا شك فيه أنه عليك عدم الاحتفاظ بالاوعية والزجاجات التي كانت مليئة بمواد سامة مثل الديتول والجازولين والجاز خوفاً من كونها مصدر للتسسم الحاد في حالة اعادة استخدامها لحفظ السوائل والأطعمة أو مياه الشرب.
الأعراض
وعن اعراض هذه المخاطر في حالة تناولها عن طريق الفم او استنشاقها. يمكن ان تسبب بعض الحساسية على حسب منطقة الاستنشاق او الالتماس ويصاب الطفل بما يسمى حساسية سريعة الحدوث ويتسبب احتكاك الاغشية المخاطية بالمواد المسببة للحساسية بتهيج جهاز المناعة في الجسم ويحصل رد الفعل المباشر تبعاً لعضو الجسم الذي يصاب بالحساسية سريعة الحدوث. وقد تصيب الحساسية اعضاء مختلفة من الجسم.
وتبدأ الحساسية الاستنشاقية في كثير من الاحيان بالتهاب ملتحمة العين او حساسية الانف ووجود الزكام السيلاني ونوبات العطس. واكثر المعرضين لهذه الحساسية الاطفال في بداية مرحلة التعليم وقد تتطور هذه الحساسية الى ربو اذا ترك المريض دون علاج ومعرض بصفة مستمرة للعوامل المسببة للحساسية وفي حالة تناولها بالفم يصاب المريض او يحدث ما نسميه حساسية المعدة والجهاز الهضمي ومن اعراضه التشنجية كالمغص والقيىء والميل الى الغثيان بعد تناول الطعام او الدواء والاسهال.
أما عن خطورة هذه المواد على الجسم واعراضها كثيرة منها اكزيما الرضع - الحكة المتكررة - والطفح البقعي واكزيما الملامسة محدودة المساحة او عامة حادة او مزمنة وتختلف تأثيرها على الجلد حسب المسببات وينتج عن ذلك ما نسميه اكزيما الملامسة والتي تعتبر اكثر انواع الاكزيما انتشاراً في العصر الحديث.
وهناك نوعان رئيسيان نوع ينتج عن ملامسة الجلد لمواد مهيجة مثل الغلويات والاحماض والصابون والمنظفات الاخرى. وتتركز هذه الحساسية التي تصيب جلد الانسان على حسب مصدر المادة ومدة التصاقها بالجسم ما دام المادة المسببة قد لامست الجلد لفترات كافية تختلف من شخص الى آخر ما دام تركيز تلك المادة كافياً لاحداث التهاب في الجلد ويختلف عمر الطفل ومقاومته وجهازه المناعي ومدى التغذية السليمة للتصدي لهذه الامراض جميعاً وكذلك نجد ما يمكن ان نسميه اكزيما ربات البيوت التي تصيب ايدي السيدات اللائي يسرفن في استعمال الصابون والمنظفات وفي تلك الحالة يكون الجلد جافاً احمر اللون وقد تتطور الحالة فيتشقق الجلد مسبباً الاماً شديدة وتنتمي الى نفس النوع الاكزيما التي تصيب المتعاملين مع الكيماويات الشديدة التأثير فتصيب الجلد المعرض لتلك المواد.
وهناك نوع آخر نسميه حساسية الملامسة وتصيب الاشخاص ذوي الاستعداد لتكوين حساسية لبعض المواد التي لا تسبب اضرارا سواء للاخرين أو للمريض نفسه في بداية الامر. إلا اذا لامست الجلد إذ انها ليست من المواد المهيجة كمعدن النيكل في الحلي المعدنية والساعات ومكونات مستحضرات التجميل وصبغة الشعر والروائح العطرية واصباغ الملابس وبعض النباتات.
وتحدث الحساسية عادة عند مرحلة التحسس. ولعلاج هذه الحالات في هذه العصور المتقدمة والتقنيات الحديثة أصبح العلاج في متناول يد الجميع وسهل الاستجابة للعلاجات الكثيرة المتميزة والمتقدمة وخاصة اذا لم نتخبط في استشارة غير ذوي الاختصاص والخبرة وعمل تجارب على المريض.
ويتميز هذا النوع بتحسن الحالة بعد الامتناع عن التعرض للمادة المسببة كما أن علاج تلك الحالات لا يجدي إذا لم تتم حماية الجلد من المسببات ويمكن اسعاف المريض منزلياً في حالة شرب هذه المواد الحارقة باعطائه بعض الحليب ونقله إلى المستشفى بأسرع ما يمكن لان بعض الحالات قد تحتاج لعملية غسيل المعدة والاسعافات الأخرى خوفاً من المضاعفات الخطيرة.
ودرجة التعرض ودرجة المقاومة المناعية للطفل قد تختلف من صورة المرض. وقد تلعب الوراثة دوراً في ذلك فنجد بعض العائلات معرضة لبعض الامراض الناتجة عن خلل في عمل الجهاز المناعي.
وأخيراً لا ننسى دور وزارة الصحة والخدمات الطبية في اعطاء اللقاحات للأطفال منذ الولادة وحتى سن المدرسة وعند الاسفار وغير ذلك اذا اخذناها في وقتها المناسب وحسب ترتيبها قد تحمينا كثيراً من اغلب الأمراض الفتاكة.
د.تيجاني شايب
اختصاصي الامراض الجلدية والتناسلية وأمراض الحساسية
منقول من جريدة الخليج...
أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم شماء
•
مزايا إنسانة
الله يعافيج يا مشرفتنا العزيزة...طلتك نورت الموضوع...
marwa atya
شكرا على مرورك الكريم...
الله يعافيج يا مشرفتنا العزيزة...طلتك نورت الموضوع...
marwa atya
شكرا على مرورك الكريم...
الصفحة الأخيرة
الله يعطيك العافية وراحة البال