يعتمـد الطب المتداول على العقاقيـر الكيماويـة ، من أقـراص وكبسـولات وسوائل وحقـن ، بالدرجة الأساسية لعلاج الحالات المرضية المختلفة فهذه تشكل حجر الزاوية في نظرة الطب المتداول إلى المرضى .
فإذا ما فـشلت هذه الأدويـة يلجـأ إلى الجراحة . وأثناء وبعد العملية الجراحية يعطى المريض كميات أكبر من هذه الأدوية .
وهنـاك طرق علاجيـة أخرى لا تمثـل إلا جزءا يسيـرا جـدا من العـلاج المتـداول ، كالعلاج الطبيعي من تمارين ومساجات ، وتعريض بالإشعاع ، والكهرباء وغيرها . إلا أن العقاقيـر تبقى هي الأساس في العلاج المتداول .
وقد غدا معروفا عقم الكثير من هذه العقاقيـر في علاج الكثير من الحالات المرضية .
وفي كل وقـت هناك آمال جديدة تبنى على وعود تصدر من مؤسسات البحوث وشركات الأدويـة والدوائـر الطبيـة المختلفـة عن دواء جديـد للمرض الفلاني . وبعد أن يخرج إلى السـوق ويبـدأ الأطبـاء بوصفـه للمرضى بفترة من الزمن يتبدد الأمل ويكتشف الناس إن هذا الدواء الجديد ليس أفضل من سـابقـه . وربما اكتشـفـوا أنه أكثـر إيذاءا بسبب الآثـار الجانبيـة التي يخلقهـا .
وأحب أن أسرد مخاطر بعض هذه الأدوية المستعملة على نطاق واسع . ولنأخذ أولا حالة حموضة وقرحة المعدة والإثني عشري .
إن الطب المتداول لا يعتقـد أن الحالة النفسية ولتغذية الخطأ هي من أهم أسباب حصول قرحة المعدة ، وإنما يعود السبب ، حسب رأيهم إلى عدوى من الأسنان أو اللوزتين أو الأمعاء أو عدم وضول الدم بشكل كاف مما يِؤدي إلى حصول القرحة . وبما أن حامض الهيدروكلوريك موجود بكثرة في المعدة فإنه يبقي القرحة مفتوحة .
وقد قاد هـذا إلى نظام غـذائي قلوي وإلى اسـتعمال عـقاقـير ضد الحموضة ، وأخرى لتأخير إفراغ المعدة من الطعام ، وثالثـة لتقليل إفراز الحامض المعدي .
وهناك ، بصفـة عامـة ، نوعـان من مضادات الحموضـة الأول القابلـة للإمتصاص ، ومنها بيكاربونات الصوديوم وكاربونات الكالسيوم في ( الطباشير ) . إن امتصاص أيـا منهمـا يسبب حصـول مسـتويات عاليـة من أملاح الصوديـوم والكالسـيوم في الجسم . والنتيجـة حصول حالـة القلاء ( ازدياد في قلوية الدم والأنسجة ) ( ALKALOSIS) . أما أعراضهـا فـتشمـل الغثيـان والضعف والصـداع . ثم من الممكـن أن تؤدي إلى تلـف الكلى . ومن الممكن أن ترتفع مستويات عالية من أملاح الصوديوم والكالسيوم في الدم مما يؤدي إلى تكلس الأنسجة والأعضاء الناعمة .
النوع الثاني هي مضادات الحموضـة غـير القابلـة للإمتصاص . ومنها هايدروكسيد الألمنيوم . تقـل ، كنتيجة ، مستويات الفوسفات في الدم مما يدفع الجسم لاستخلاصها من العظام ، مما يضعف العظام . بعدها يصبح العظم فاقـدا للملح إلى درجـة تجعـل حصول الكسـور سهلا نسبيا . هذا عـلاوة على احتمـال الإصابـة بالإمسـاك . كما أنه من الممكن ( على الرغم من اعتباره غير قابل للامتصاص ) أن يذوب رافعا نسبـة الألمنيوم ، وهو مادة سامة إذا ما كان مستواه عاليا .
أما التي تؤخر من إفراغ المعدة من الطعام ، فمن آثارها الجانبيـة الأقل شيوعا ولكـن الأخطر احتبـاس البـول و حالـة الماء الأزرق في العيـن . كمـا ومن الممكن أن يحصـل انسـداد كامل للفتحة البوابية عند هؤلاء الذين عندهم إنسداد جزئي . ويجب الإنقطاع عن التدخين أثناء تناول هذا الدواء بالنسبة للمدخنين . كما لا يجوز وصفه لمن لديه قرح في المرىء
أما بالنسبـة للأدويـة التي توصف لتقليـل إفـراز الحامض المعـدي فمنها السـميتدين والرانيتدين . ومن آثارها البسيطة التي من الممكن أن تحدث الإسهال وآلام العضلات والدوار والطفح الجلدي .
كما تم تسجيل حالات نادرة من العقم ، وانعدام الحيامن المنوية من السائل المنوي وآثار أخرى حصلت بسبب بعض الخواص الهرمونية الجنسية في السميتدين . وبالإضافـة إلى ذلك ، سجلت حالات التهــاب البنكريـاس والتهاب الكلى معه أيضا .
لنأت ثانيـا إلى حالات الروماتيزم وأمراض المفاصـل . فلا يزال الأسـبرين هو الـدواء الأول هنا ، إلا أن استعماله يف يفوق القرص والقرصين لوجع الرأس أو البرد . ولسوء الحظ فإن الجرعات التي تقل عن 2.4غم هي التي الممكن أن يتخلص المريض معها من آثار الأسبرين الجانبية . فإذا ما زادت الجرعة عن ذلك فإنه من المؤكد تقريبا أن يصاب المريض بالآثار الجانبية القوية . وهذه تشكل القرح المعدية والنزيف الذي يؤدي إلى فقدان الدم إلى درجة خطيرة في بعض المرضى . أما الغثيان فشائع . ويتأثر السمع إلى درجة سماع رنين في الأذن والصمم . وليس غير عادي حصول الدوار الترنحي عند تناول جرعات عالية من الأسبرين ، وحتى التشوش الذهني . ومن الممكن أن يصبح المريض شديد الحساسية بحيث يحصل معه حالة احتباس الماء في الجسم ومشاكل الجهاز التنفسي كالربو ، إضافة إلى الطغح الجلدي . وفي حالات معينة قد تحصل حالات دم مرضية نادرة كفقدان القدرة على إنتاج الصفائح الدموية . وليس هناك أي حل لهذه الآثار الجانبية سوى التوقف عن تناول الأسبرين . مع ذلك ، فإن هذه الآثار ما لا يمكن شفاؤه بعد ذلك .
على أن هناك آثار أكثر خفاءا لهذا العقار هي تدمير وزيادة إفراز فيتامين أي وحامض البنتوثينيك وهو من مجموعة فيتامين "ب" المركب وهذا أمر محزن حقا إذ أن هذين الفيتامينين يلعبان دورا ضروريا في تخفيف التهاب المفاصل ، وكذلك في العمليات المختلفة للجسم المساعدة على مقاومته المرض .
وهناك الفينلبيوتازون وهو ، مثل الأسبرين ، يسبب نزف المعدة . على أن له أثرين جانبيين نادرين وخطيرين . فهذا العقار يسبب احتباس الماء ، وفي بعض المرضى ، يكون هذا إلى الدرجة التي تؤدي إلى عجز القلب . أما الأثر الخطير الآخر فهو مرض من أمراض الدم حيث يتوقف نخاع العظام عن إنتاج كريات الدم البيضاء وهو ما يقلل المناعة الطبيعية للجسم ضد الأمراض فيترك المريض فريسة سهلة للعدوى .
وهذه الآثار الجانبية تصيب 20% ـ 40% من المرضى الذين يأخذون الفينلبيوتازون . ومن آثاره الجانبية ، قرح المعدة والنزيف والغثيان واحتباس الماء وارتفاع ضغط الدم والدوار الترنحي والأرق ، أما الطفح الجلدي وتضخم الغدة الدرقية وأمراض الدم المميتة والتهاب الكلى فنادرة ولكنها أكثر خطورة . وعندما يحقن فإنه قد يؤدي إلى حدوث خراجات وتلف عصبي .
ومن العقاقير التي يمكن مقارنتها بهذا العقار ، في مجموعة العقاقير غير الستيرويدية ، الأندوميثاسين والنابروكسين والفنبوفن والأبوبروفن والسلنداك وغيرها . ولهذه العقاقير آثار جانبية مشابهة لتلك التي في الفينلبيوتازون مع إضافة الحساسية وبضمنها الربو واختلاطات الكبد والكلية .
ونأتي الآن إلى الكورتزون وهورمون الأدرينوكورتكوتروفك (ACTH) . والأول هورمون طبيعي تفرزه الغدة الكظرية ، أما الثاني فهورمون طبيعي أيضا تفرزه الغدة النخامية . ويعطي الثاني لتحفيز الغدة الكظرية لإفراز الكورتيزون . فسوءا أعطيت الأول أو الثاني تكون النتيجة زيادة نسبة الكورتيزون في الجسم .
وقد تم التطبيل لهذين العقارين على أساس أنهما الدواء الشافي من الروماتيزم والتهاب المفاصل . والحقيقة هي أنهما ليسا علاجا شافيا ، فهما لا يقتلان المكروبات ولا يزيلان السموم ، بل أنهما يحجزان ما يسبب المرض عن المريض . وهذا لا يدوم إلا لفترة ، حيث يشعر المريض بالراحة وزوال الآلام وما يستتبعها من الكآبة ، ثم تحصل الإنتكاسة بعد مدة قصيرة قد تكون بالساعات ليعود المريض إلى أسوأ مما كان عليه .
ومن الآثار الجانبية لهذين العقارين زيادة إمكانية التعرض لشلل الأطفال . ويعتقد بعض الأطباء أنه إذا ما استعملت بشكل غير دقيق فإنها من الممكن أن تسبب ضعف عظام المريض بسبب تقليل الأملاح منها مما يؤدي إلى الكسور . وقد سجلت حالات تأثر كبير لفقرات العمود الفقري بعد الإستعمال الطويل للكورتيزون . وكل ذلك بسبب نقص حاد في الكالسيوم والفسفور والنتروجين ، بسبب الكورتيزون كما يعتقد الأطباء .
وتحذر المجلات الطبية من أخطار الكورتيزون فتقول بعضها بأنه يشل دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى ، وأنه قد يسبب أعرضا مضرة في حالات السل وانفصام الشخصية والسكري وقرحة المعدة . كما أنه ، وربما كان أسوأ من الجميع ، يغطي تقدم المرض عن الطبيب والمريض بحيث لا يعرفان بأن المرض قد تقدم . وبعد التوقف عن تناول العقار تعود الأعراض إلى سابق عهدها وربما أسوأ . وقد يصاب المريض بالعدوى بسبب هبوط مناعته ضد الأمراض .
وبعد أخذ عينات من غدد بعض المرضى الذين يأخذون الكورتيزون ( وبعضهم لمدة خمسة أيام فقط ) لوحظ حدوث ضمور في الغدد الأدرينالية ، فتصور الحال بعد سنين من استعماله !! هذا بالإضافة إلى احتمال حصول ردود الفعل الحادة في مختلف أنحاء الجسم مثل الجلد والكليتين والدم والأعضاء التناسلية والشعر والمعدة والعقل والشخصية والأغصاب والقلب والأوعية الدموية .
ولعل أكثر أثر جانبي وضوحا هو الوجه المدور للمرضى الذين يتعاطون الكورتيزون ، وكذلك علامات الشد والبثور في ا لوجه .
وبعد فهناك الستيرويدات الكورتيزونية وهي هرمونات صناعية دخلت السوق على أساس أنها أقل ضررا من الكورتزون ( الهورمون الطبيعي الذي يؤخذ من الحيوانات
إلا أن التجربة أثبتت أنها تحدث آثارا جانبية كالكورتيزون .
أما حقن الذهب فتستعمل عدنما تفشل كل العقاقير الأخرى . ودائما تتوقف المعالجة عندما تبدأ أمراض الدم ومشاكل الكلية بالظهور . أما الطفح فشائع ويؤدي ظهوره إلى توقف المعالجة . ومن آثارها الجانبية الأخرى قرح الفم واحتباس الماء والتهاب القولون واضطرابات عصبية ومشاكل رئوية .
أما لعلاج النقرس فيصف الأطباء النابركسين والأندوميثاسين والفينلبيوتازون . كذلك الألوبيورينول والكولكيسين والبروبينسيد وتعتبر خاصة بعلاج النقرس .
تشيع عند استعمال الأول حالات الطفح الجلدي وأحيانا تصاحبه الحمى ، وكذلك اختلاطات المعدة والأمعاء . ويسبب بدرجة أقل التوعك والصداع والدوار الترنحي وفقدان حاسة التذوق وضغط الدم العالي وسقوط الشعر والتهاب الكبد .
وأما الثاني فيسبب الغثيان والتقيؤ وألم في البطن والإسهال ونزف المعدة والأمعاء والطفح الجلدي وعطب الكلية . وأحيانا التهاب الأعصاب وسقوط الشعر وأمراض الدم .
أما الثالث فيسبب الغثيان والتقيؤ والتبول الكثير والصداع والدوار والطفح الجلدي . وبدرجة قليلة يسبب الحساسية وأمراض الكلية واختلاط الكبد وأحد أنواع فقر الدم ( عدم إنتاج كريات الدم الحمراء ) .
ولعل آخر عقار قامت حوله ضجة بسبب آثاره الجانبية هو الأوبرن قبل عامين في أوروبا وأمريكا بعد أن أضر بالكثيرين ، الذين كان بعضهم قد أصيب بما لا يمكن شفاؤه . بل وقد أدى إلى بعض الوفيات . وتنظر المحاكم الآن في شكاوي المرضى على الشركة المنتجة بعد أن رفضوا عرض الشركة بالمبالغ التعويضية معتبرين إياها أقل مما يجب . وحقا ليس هناك ثمن للصحة الضائعة .
هذه هي المخاطر الناجمة عن بعض العقاقير التي يصفها أطباء الطب المتداول إلى مرضى نوعين من الأمراض الشائعة في جميع أنحاء العالم .
والشواهد تثبت يوما بعد آخر بأن القصة هي نفسها مع باقي العقاقير التي يصفها الأطباء للمرضى الذين يشكون من مختلف الأمراض .
وإنه لمؤسف غاية الأسف أن هؤلاء الأطباء على علم بكل هذه المخاطر الجانبية ( أو بعضها على الأقل ) ثم يحارب أكثرهم الطرق العلاجية البديلة التي أثبتت وتثبت كفاءتها في علاج المرض بدون هذه الآثار الجانبية الخطيرة ، والمميتة في بعض الأحيان ، فإنه لمفهوم أن يصف لك الطبيب الإعتيادي أحد الأدوية التي ذكرناها في أعلاه ، فهو قد درس وتعلم في مدرسة الطب المتداول القائمة على أساس الوصفات هذه ، ولكنه غير مفهوم إطلاقا تثبيط المريض عن مراجعة إحدى عيادات الطب البديل ، وتسخيف وتكذيب ما يدعيه الطبيب البديل من إمكانية شفاء ذلك المريض . أقول إن هذا التصرف غير مفهوم إذا ما نظرنا إلى الطبيب نظرة مختلفة عن أصحاب المهن الأخرى ، أعني أن يكون شفاء المريض عنده هو الغاية ، ولا يهم عن أي طريق يحصل ذلك الشفاء .
والعجيب هو أن هؤلاء الأطباء لا زالوا يقسمون قسم "أبو قراط" الطبي الذي يقول بأن على الطبيب ألا يستعمل أي مادة تضر بالمريض ! وأعجب من ذلك تصرف الجراحين حيث يجرون العمليات بلا أي تدقيق نظر لمعرفة إمكانية علاج المريض بدون العملية الجراحية مع أنهم يقسمون أيضا بأن لا يستعملوا السكين ( كناية على العملية الجراحية ) إلا كحل أخير ، أي بعد أن يستفرغوا الوسع بالبحث عن علاج غير العملية !.
على أن هناك من الأطباء من اقتنع بالطب البديل إلى الدرجة التي تحول إليه وبات يمارسه بدلا من الطب المتداول ، وهم كثر . وهؤلاء من الأشخاص ذوي العقول المتفتحة ، والذين ستزيد نسبتهم مع الأيام بلا شك .
وفي الختام أ بشركم بعلاج جديد للربو والأكزيما والصدفية وسكر الأطفال من غير أدوية
مخاطــر الأدويــة المتداولــــة وهل يمكن علاج الربو من غير أدوية
يعتمـد الطب المتداول على العقاقيـر الكيماويـة ، من أقـراص وكبسـولات وسوائل وحقـن ، بالدرجة الأساسية لعلاج الحالات المرضية المختلفة فهذه تشكل حجر الزاوية في نظرة الطب المتداول إلى المرضى .
فإذا ما فـشلت هذه الأدويـة يلجـأ إلى الجراحة . وأثناء وبعد العملية الجراحية يعطى المريض كميات أكبر من هذه الأدوية .
وهنـاك طرق علاجيـة أخرى لا تمثـل إلا جزءا يسيـرا جـدا من العـلاج المتـداول ، كالعلاج الطبيعي من تمارين ومساجات ، وتعريض بالإشعاع ، والكهرباء وغيرها . إلا أن العقاقيـر تبقى هي الأساس في العلاج المتداول .
وقد غدا معروفا عقم الكثير من هذه العقاقيـر في علاج الكثير من الحالات المرضية .
وفي كل وقـت هناك آمال جديدة تبنى على وعود تصدر من مؤسسات البحوث وشركات الأدويـة والدوائـر الطبيـة المختلفـة عن دواء جديـد للمرض الفلاني . وبعد أن يخرج إلى السـوق ويبـدأ الأطبـاء بوصفـه للمرضى بفترة من الزمن يتبدد الأمل ويكتشف الناس إن هذا الدواء الجديد ليس أفضل من سـابقـه . وربما اكتشـفـوا أنه أكثـر إيذاءا بسبب الآثـار الجانبيـة التي يخلقهـا .
وأحب أن أسرد مخاطر بعض هذه الأدوية المستعملة على نطاق واسع . ولنأخذ أولا حالة حموضة وقرحة المعدة والإثني عشري .
إن الطب المتداول لا يعتقـد أن الحالة النفسية ولتغذية الخطأ هي من أهم أسباب حصول قرحة المعدة ، وإنما يعود السبب ، حسب رأيهم إلى عدوى من الأسنان أو اللوزتين أو الأمعاء أو عدم وضول الدم بشكل كاف مما يِؤدي إلى حصول القرحة . وبما أن حامض الهيدروكلوريك موجود بكثرة في المعدة فإنه يبقي القرحة مفتوحة .
وقد قاد هـذا إلى نظام غـذائي قلوي وإلى اسـتعمال عـقاقـير ضد الحموضة ، وأخرى لتأخير إفراغ المعدة من الطعام ، وثالثـة لتقليل إفراز الحامض المعدي .
وهناك ، بصفـة عامـة ، نوعـان من مضادات الحموضـة الأول القابلـة للإمتصاص ، ومنها بيكاربونات الصوديوم وكاربونات الكالسيوم في ( الطباشير ) . إن امتصاص أيـا منهمـا يسبب حصـول مسـتويات عاليـة من أملاح الصوديـوم والكالسـيوم في الجسم . والنتيجـة حصول حالـة القلاء ( ازدياد في قلوية الدم والأنسجة ) ( ALKALOSIS) . أما أعراضهـا فـتشمـل الغثيـان والضعف والصـداع . ثم من الممكـن أن تؤدي إلى تلـف الكلى . ومن الممكن أن ترتفع مستويات عالية من أملاح الصوديوم والكالسيوم في الدم مما يؤدي إلى تكلس الأنسجة والأعضاء الناعمة .
النوع الثاني هي مضادات الحموضـة غـير القابلـة للإمتصاص . ومنها هايدروكسيد الألمنيوم . تقـل ، كنتيجة ، مستويات الفوسفات في الدم مما يدفع الجسم لاستخلاصها من العظام ، مما يضعف العظام . بعدها يصبح العظم فاقـدا للملح إلى درجـة تجعـل حصول الكسـور سهلا نسبيا . هذا عـلاوة على احتمـال الإصابـة بالإمسـاك . كما أنه من الممكن ( على الرغم من اعتباره غير قابل للامتصاص ) أن يذوب رافعا نسبـة الألمنيوم ، وهو مادة سامة إذا ما كان مستواه عاليا .
أما التي تؤخر من إفراغ المعدة من الطعام ، فمن آثارها الجانبيـة الأقل شيوعا ولكـن الأخطر احتبـاس البـول و حالـة الماء الأزرق في العيـن . كمـا ومن الممكن أن يحصـل انسـداد كامل للفتحة البوابية عند هؤلاء الذين عندهم إنسداد جزئي . ويجب الإنقطاع عن التدخين أثناء تناول هذا الدواء بالنسبة للمدخنين . كما لا يجوز وصفه لمن لديه قرح في المرىء
أما بالنسبـة للأدويـة التي توصف لتقليـل إفـراز الحامض المعـدي فمنها السـميتدين والرانيتدين . ومن آثارها البسيطة التي من الممكن أن تحدث الإسهال وآلام العضلات والدوار والطفح الجلدي .
كما تم تسجيل حالات نادرة من العقم ، وانعدام الحيامن المنوية من السائل المنوي وآثار أخرى حصلت بسبب بعض الخواص الهرمونية الجنسية في السميتدين . وبالإضافـة إلى ذلك ، سجلت حالات التهــاب البنكريـاس والتهاب الكلى معه أيضا .
لنأت ثانيـا إلى حالات الروماتيزم وأمراض المفاصـل . فلا يزال الأسـبرين هو الـدواء الأول هنا ، إلا أن استعماله يف يفوق القرص والقرصين لوجع الرأس أو البرد . ولسوء الحظ فإن الجرعات التي تقل عن 2.4غم هي التي الممكن أن يتخلص المريض معها من آثار الأسبرين الجانبية . فإذا ما زادت الجرعة عن ذلك فإنه من المؤكد تقريبا أن يصاب المريض بالآثار الجانبية القوية . وهذه تشكل القرح المعدية والنزيف الذي يؤدي إلى فقدان الدم إلى درجة خطيرة في بعض المرضى . أما الغثيان فشائع . ويتأثر السمع إلى درجة سماع رنين في الأذن والصمم . وليس غير عادي حصول الدوار الترنحي عند تناول جرعات عالية من الأسبرين ، وحتى التشوش الذهني . ومن الممكن أن يصبح المريض شديد الحساسية بحيث يحصل معه حالة احتباس الماء في الجسم ومشاكل الجهاز التنفسي كالربو ، إضافة إلى الطغح الجلدي . وفي حالات معينة قد تحصل حالات دم مرضية نادرة كفقدان القدرة على إنتاج الصفائح الدموية . وليس هناك أي حل لهذه الآثار الجانبية سوى التوقف عن تناول الأسبرين . مع ذلك ، فإن هذه الآثار ما لا يمكن شفاؤه بعد ذلك .
على أن هناك آثار أكثر خفاءا لهذا العقار هي تدمير وزيادة إفراز فيتامين أي وحامض البنتوثينيك وهو من مجموعة فيتامين "ب" المركب وهذا أمر محزن حقا إذ أن هذين الفيتامينين يلعبان دورا ضروريا في تخفيف التهاب المفاصل ، وكذلك في العمليات المختلفة للجسم المساعدة على مقاومته المرض .
وهناك الفينلبيوتازون وهو ، مثل الأسبرين ، يسبب نزف المعدة . على أن له أثرين جانبيين نادرين وخطيرين . فهذا العقار يسبب احتباس الماء ، وفي بعض المرضى ، يكون هذا إلى الدرجة التي تؤدي إلى عجز القلب . أما الأثر الخطير الآخر فهو مرض من أمراض الدم حيث يتوقف نخاع العظام عن إنتاج كريات الدم البيضاء وهو ما يقلل المناعة الطبيعية للجسم ضد الأمراض فيترك المريض فريسة سهلة للعدوى .
وهذه الآثار الجانبية تصيب 20% ـ 40% من المرضى الذين يأخذون الفينلبيوتازون . ومن آثاره الجانبية ، قرح المعدة والنزيف والغثيان واحتباس الماء وارتفاع ضغط الدم والدوار الترنحي والأرق ، أما الطفح الجلدي وتضخم الغدة الدرقية وأمراض الدم المميتة والتهاب الكلى فنادرة ولكنها أكثر خطورة . وعندما يحقن فإنه قد يؤدي إلى حدوث خراجات وتلف عصبي .
ومن العقاقير التي يمكن مقارنتها بهذا العقار ، في مجموعة العقاقير غير الستيرويدية ، الأندوميثاسين والنابروكسين والفنبوفن والأبوبروفن والسلنداك وغيرها . ولهذه العقاقير آثار جانبية مشابهة لتلك التي في الفينلبيوتازون مع إضافة الحساسية وبضمنها الربو واختلاطات الكبد والكلية .
ونأتي الآن إلى الكورتزون وهورمون الأدرينوكورتكوتروفك (ACTH) . والأول هورمون طبيعي تفرزه الغدة الكظرية ، أما الثاني فهورمون طبيعي أيضا تفرزه الغدة النخامية . ويعطي الثاني لتحفيز الغدة الكظرية لإفراز الكورتيزون . فسوءا أعطيت الأول أو الثاني تكون النتيجة زيادة نسبة الكورتيزون في الجسم .
وقد تم التطبيل لهذين العقارين على أساس أنهما الدواء الشافي من الروماتيزم والتهاب المفاصل . والحقيقة هي أنهما ليسا علاجا شافيا ، فهما لا يقتلان المكروبات ولا يزيلان السموم ، بل أنهما يحجزان ما يسبب المرض عن المريض . وهذا لا يدوم إلا لفترة ، حيث يشعر المريض بالراحة وزوال الآلام وما يستتبعها من الكآبة ، ثم تحصل الإنتكاسة بعد مدة قصيرة قد تكون بالساعات ليعود المريض إلى أسوأ مما كان عليه .
ومن الآثار الجانبية لهذين العقارين زيادة إمكانية التعرض لشلل الأطفال . ويعتقد بعض الأطباء أنه إذا ما استعملت بشكل غير دقيق فإنها من الممكن أن تسبب ضعف عظام المريض بسبب تقليل الأملاح منها مما يؤدي إلى الكسور . وقد سجلت حالات تأثر كبير لفقرات العمود الفقري بعد الإستعمال الطويل للكورتيزون . وكل ذلك بسبب نقص حاد في الكالسيوم والفسفور والنتروجين ، بسبب الكورتيزون كما يعتقد الأطباء .
وتحذر المجلات الطبية من أخطار الكورتيزون فتقول بعضها بأنه يشل دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى ، وأنه قد يسبب أعرضا مضرة في حالات السل وانفصام الشخصية والسكري وقرحة المعدة . كما أنه ، وربما كان أسوأ من الجميع ، يغطي تقدم المرض عن الطبيب والمريض بحيث لا يعرفان بأن المرض قد تقدم . وبعد التوقف عن تناول العقار تعود الأعراض إلى سابق عهدها وربما أسوأ . وقد يصاب المريض بالعدوى بسبب هبوط مناعته ضد الأمراض .
وبعد أخذ عينات من غدد بعض المرضى الذين يأخذون الكورتيزون ( وبعضهم لمدة خمسة أيام فقط ) لوحظ حدوث ضمور في الغدد الأدرينالية ، فتصور الحال بعد سنين من استعماله !! هذا بالإضافة إلى احتمال حصول ردود الفعل الحادة في مختلف أنحاء الجسم مثل الجلد والكليتين والدم والأعضاء التناسلية والشعر والمعدة والعقل والشخصية والأغصاب والقلب والأوعية الدموية .
ولعل أكثر أثر جانبي وضوحا هو الوجه المدور للمرضى الذين يتعاطون الكورتيزون ، وكذلك علامات الشد والبثور في ا لوجه .
وبعد فهناك الستيرويدات الكورتيزونية وهي هرمونات صناعية دخلت السوق على أساس أنها أقل ضررا من الكورتزون ( الهورمون الطبيعي الذي يؤخذ من الحيوانات
إلا أن التجربة أثبتت أنها تحدث آثارا جانبية كالكورتيزون .
أما حقن الذهب فتستعمل عدنما تفشل كل العقاقير الأخرى . ودائما تتوقف المعالجة عندما تبدأ أمراض الدم ومشاكل الكلية بالظهور . أما الطفح فشائع ويؤدي ظهوره إلى توقف المعالجة . ومن آثارها الجانبية الأخرى قرح الفم واحتباس الماء والتهاب القولون واضطرابات عصبية ومشاكل رئوية .
أما لعلاج النقرس فيصف الأطباء النابركسين والأندوميثاسين والفينلبيوتازون . كذلك الألوبيورينول والكولكيسين والبروبينسيد وتعتبر خاصة بعلاج النقرس .
تشيع عند استعمال الأول حالات الطفح الجلدي وأحيانا تصاحبه الحمى ، وكذلك اختلاطات المعدة والأمعاء . ويسبب بدرجة أقل التوعك والصداع والدوار الترنحي وفقدان حاسة التذوق وضغط الدم العالي وسقوط الشعر والتهاب الكبد .
وأما الثاني فيسبب الغثيان والتقيؤ وألم في البطن والإسهال ونزف المعدة والأمعاء والطفح الجلدي وعطب الكلية . وأحيانا التهاب الأعصاب وسقوط الشعر وأمراض الدم .
أما الثالث فيسبب الغثيان والتقيؤ والتبول الكثير والصداع والدوار والطفح الجلدي . وبدرجة قليلة يسبب الحساسية وأمراض الكلية واختلاط الكبد وأحد أنواع فقر الدم ( عدم إنتاج كريات الدم الحمراء ) .
ولعل آخر عقار قامت حوله ضجة بسبب آثاره الجانبية هو الأوبرن قبل عامين في أوروبا وأمريكا بعد أن أضر بالكثيرين ، الذين كان بعضهم قد أصيب بما لا يمكن شفاؤه . بل وقد أدى إلى بعض الوفيات . وتنظر المحاكم الآن في شكاوي المرضى على الشركة المنتجة بعد أن رفضوا عرض الشركة بالمبالغ التعويضية معتبرين إياها أقل مما يجب . وحقا ليس هناك ثمن للصحة الضائعة .
هذه هي المخاطر الناجمة عن بعض العقاقير التي يصفها أطباء الطب المتداول إلى مرضى نوعين من الأمراض الشائعة في جميع أنحاء العالم .
والشواهد تثبت يوما بعد آخر بأن القصة هي نفسها مع باقي العقاقير التي يصفها الأطباء للمرضى الذين يشكون من مختلف الأمراض .
وإنه لمؤسف غاية الأسف أن هؤلاء الأطباء على علم بكل هذه المخاطر الجانبية ( أو بعضها على الأقل ) ثم يحارب أكثرهم الطرق العلاجية البديلة التي أثبتت وتثبت كفاءتها في علاج المرض بدون هذه الآثار الجانبية الخطيرة ، والمميتة في بعض الأحيان ، فإنه لمفهوم أن يصف لك الطبيب الإعتيادي أحد الأدوية التي ذكرناها في أعلاه ، فهو قد درس وتعلم في مدرسة الطب المتداول القائمة على أساس الوصفات هذه ، ولكنه غير مفهوم إطلاقا تثبيط المريض عن مراجعة إحدى عيادات الطب البديل ، وتسخيف وتكذيب ما يدعيه الطبيب البديل من إمكانية شفاء ذلك المريض . أقول إن هذا التصرف غير مفهوم إذا ما نظرنا إلى الطبيب نظرة مختلفة عن أصحاب المهن الأخرى ، أعني أن يكون شفاء المريض عنده هو الغاية ، ولا يهم عن أي طريق يحصل ذلك الشفاء .
والعجيب هو أن هؤلاء الأطباء لا زالوا يقسمون قسم "أبو قراط" الطبي الذي يقول بأن على الطبيب ألا يستعمل أي مادة تضر بالمريض ! وأعجب من ذلك تصرف الجراحين حيث يجرون العمليات بلا أي تدقيق نظر لمعرفة إمكانية علاج المريض بدون العملية الجراحية مع أنهم يقسمون أيضا بأن لا يستعملوا السكين ( كناية على العملية الجراحية ) إلا كحل أخير ، أي بعد أن يستفرغوا الوسع بالبحث عن علاج غير العملية !.
على أن هناك من الأطباء من اقتنع بالطب البديل إلى الدرجة التي تحول إليه وبات يمارسه بدلا من الطب المتداول ، وهم كثر . وهؤلاء من الأشخاص ذوي العقول المتفتحة ، والذين ستزيد نسبتهم مع الأيام بلا شك .
وفي الختام أ بشركم بعلاج جديد للربو والأكزيما والصدفية وسكر الأطفال من غير أدوية وسوف يعلن عن ذلك قريبا
د0 يوسف البدر
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لام الصحية
•
جزاك الله خيرا بس ممكن تعطينا اسم الكتاب د يوسف بدر وشكرا .
السلام عليكم
غاليتي جزاك الله خير على الموضع الرائع
لكني ارسلت اليك برساله خاصه ولم تردي علي
وجزاك الله خير
غاليتي جزاك الله خير على الموضع الرائع
لكني ارسلت اليك برساله خاصه ولم تردي علي
وجزاك الله خير
الصفحة الأخيرة