مَدرَسَة مغلقة ،، وطلابها تائِهون !!

الملتقى العام







للأسف لم يكن يدر في خُلدِي أبداً انه سيأتي اليوم الذي أجد فيه تلك المَدرَسَة مغلقة ؟!!!

لكن فعلاً رأيتها مغلقة بل للأسف الشديد محكمة الغلق ! والسبب أناس لم يعجبهم نظام تلك المَدرَسة والتزامها بتعاليم ما يُملئ عليها، فخططوا أثر ذلك بطريقة محكمة ظاهر خطتهم أنهم معها ولكن في باطنهم شي آخر ! حتى سقطت تلك المَدرَسة فأصبحت مغلقة ( والمصيبة أين هو مصير طلابها ) ؟! لم يحزنني والله كثيراً أنها مغلقة بقدر ما أحزنني جداً جداً مصير طلاب تلك المدرسة ،،، لن أطيل عليكم فقد حزنتُ والله لذلك إنها تلك المَدرَسة المتمثلة في قول الشاعر:

" الأم مدرستا إذا أعدتها ** أعددت شعبا طيب الأعراقِ "

نعم إنها الأم فهي المعلمة وهي الطالبة في وقت واحد تتعلم من الحياة في كل لحظة منذ بداية ارتدائها ثوب الأمومة وحتى تفيض روحها ، تتعلم وتنقل ما تعلمته لأولادها. فلذلك أطلق عليها ( مَدرَسَة ).

ولكني أقول كم هو مؤلم حال البعض من مربيات الأجيال عندما خدعن بأصوات ونداءات أهل الرذيلة الذين يظهرون بذلك أنهم يدافعون عنها ولكن بدواخلهم يريدون إشباع غرائزهم الشهوانية فقط فأنقلب ذلك سلبياً على أبنائهن الذين هم طلاب تربيتهن.

كم يؤلمني عندما أرى تلك الأم تسير ومعها أبناؤها ومنظرها بالضبطِ كما يريده أعداءها !! أتمعن حينها في أطفالها ولسان حالي يقول يا ترى ماهو مصيرهم ؟ ومربية الأجيال صفة التربية ذهبت عنها !!

المَدرَسة التي تُخرِّج لنا الجيل تم إغلاقها بطريقة محكمة من قبل دعاة تحريرها فكان الضحية الكبرى إثر ذلك هم من تحت يدها ( وهنا مربط الفرس ). وركزتُ هنا على هذه المَدرَسة لأنها الأقرب لأبنائها ولأنها هي من تخرج لنا جيل نعتز به.

نرى في مجتمعنا من الصور الخاطئة لا بل السيئة والرديئة لهذه الأم (المَدرَسة) ما يحزن القلب، فمن ذلك الأم المتبرجة السافرة التي ابتعدت عن الدين ، ومنها الأم التي أطلقت العنان للحرية المطلقة لأولادها دون رقابة أو قيد !! ومنها الأم التي تلبس الحجاب وتترك بناتها سافرات متبرجات لهذا السبب أو ذاك، وهناك الأم التي ترتدي ما يسمى غطاء الرأس وتبتعد عن اللباس الشرعي، ومنها ومنها ... ألخ !!!!!!!!

شي مؤلم والله وكأنها لا تعلم أنها سوف تسأل عن ذلك.

صحيح أنهن قلة في مجتمعنا لله الحمد ولكن تم التطرق لذلك لأنها أم لجيل ننتظره.

فبصلاحها تصلح الأمم وبفسادها تنهار الأخلاق والقيم، وقد فهم الأعداء ذلك جيدا وأدركوا أن

(الأم مدرسة إذا أفسدتها * أعددت شعبا سيئ الأخلاق)

فخططوا لها ليس لأنها امرأة فقط ولكن أيضاً لأنها ستكون مربية لجيل فهم أيضاً يريدون الفساد لها وللجيل ككل.

فيا أيتها الأم المعنيّة هنا خذيها بصراحة الأعداء يُريدون سلب دينك بنتاً وزوجةً وأمَّاً وعندما يرون الأم على ما تشتهيه أنفسهم فهذا هو السعد عندهم لأنهم كسبوا شيئين أنتي ومن تحت يديك، ثم لتعلمي أن الأمومة لا تنحصر أبداً في فترة حمل وإنجاب ورضاعة، بل الأمر أكبر من ذلك فهي عمل ومثابرة متواصلين لبناء شخصية المولود ذكرا كان أو أنثى، وسكب الفضائل والصفات الحسنة في هذا المولود وتربيته التربية الصحيحة المبنية على الحب والاحترام والتمسك بالعقائد والفضائل الدينية التي أساس دعائمها " الإسلام" الحق.

ثم أني أقول لكي تجنين في المستقبل زرعاً أخضراً أزرعي الآن صالحاً، وانتبهي أن تقولي أريد لهم الحرية! فإن هناك حدود لا يمكن لكِ تجاوزها، ولا تقولين أريد لهم السعادة في الدنيا فما هكذا تورد الإبل بل السعادة والله في تمسكهم بتعاليم دينهم, ثم أحذري أيتها الأم أن توحي لبناتك أن جمالهنّ ومظهرهنّ السافر المتبرج هو عبارة عن فوز عظيم لهنّ! لا بل قولي لهنّ أن جمالكنَّ ابتلاء من الله ليرى كيف أنتهنّ عاملات به، ولا تمشي مفتخرة وأنت تسيرين وبناتك يتمايلن بلباسهن الفاضح متبرجات وكأن جمالهن أبدي ، بل كوني على ثقة بأنهن بطاقات دخولك الجنة أو لدخولك النار.

ويا أيتها الأم أهتمي بأولادكِ واجعلي الرسول صلى الله عليه وسلم ونساؤه وصحابته قدوة حسنة لهم بحبهم لله ولسيرهم حسب تعاليم الإسلام والسنة لا بالابتعاد عنهم واعتبارهم قد مضوا وانتهى عصرهم !! وكوني قدوة لهن ليصبحن قدوة لبناتهن ، لا تغمضي عينيك ولو للحظة عن تربيتهن ولا تقصري في سكب الفضائل والصفات الحسنة في أعماقهن ولا تقولي لنفسك " دعيهن يتعلمن من الحياة كما يشأن" ! أو أن تهمسي في نفسك قائلة " عليهن تجربة الحياة ورؤية الحلو والمر منها وسيكون تدخلي عند اللزوم " فصدقيني كثيرا ما يكون هذا اللزوم بعد فوات الأوان .

أحذري. فأنتِ الأساس وهم الامتداد كما كان اهلك الأساس وكنتِ أنتِ الامتداد. وتذكري أيتها الأم في ذاك اليوم الذي لا بد لك من الوقوف فيه امام رب العالمين لتحصلي على نتيجة امتحان الأمومة الذي قدمتهِ طوال حياتك، ثم تذكري تلك الأسئلة التي ستجيبين عليها اضطراريا وليس اختياريا ستشمل كل ما سكبته وزرعته في أعماق أولادك الذكور منهم و الإناث. وتذكري أنَّ مهمتك الأساسية هي تنشئة أجيال متسلحة بالإيمان والعلم والفضيلة لتكوين أمة قوية متماسكة البنيان متينة الأساس، وكل ما تتحلّينَّ به من علم ووعي ومهارات يجب أن يكون موجهاً لهذه المهمة الجليلة التي هي أساس نهضة الأمة. ومن رحمة الشريعة بكِ أن كفلت لكِ الحياة الكريمة أماً مبجلة معظمة وبنتاً مدللة وزوجة مكرمة، وألزمت الرجل بالقيام بك خير قيام في جميع الأحوال، فلأبيك الجنة بحسن رعايته لكِ، ولزوجكِ وصف الخيرية بحسن عشرته معك، ولأولادكِ الرضى بحسن برهم بك.

فحكمّي عقلك وكوني على حذر وانظري بنظر ثاقب من جميع الجهات قبل فوات الأوان.
28
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جليس الساحة
جليس الساحة
لأهمية المدرسة
الــورد
الــورد
جزاك الله الف خير
إشراقه دلع
إشراقه دلع
شكرا لك جليس
جليس الساحة
جليس الساحة
جزاك الله الف خير
جزاك الله الف خير
وأيّاك ،، مشكورة.
الدمشقية
الدمشقية
(الأم مدرسة إذا أفسدتها * أعددت شعبا سيئ الأخلاق)
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
رائع جدا