لقد عُرفت منطقة " كليكيا " بغناها بالمدن الأثرية القديمة و من أهم هذه المُدن مدينة " سولي " الأثرية الواقعة في منطقة " مزتلي " ناحية الغرب من مدينة " مرسين " في المنطقة الجنوبية من تركيا بمسافة 14 كيلو متر , التي قد أُسست من قِبل " الرودوسيون " سنة 700 قبل الميلاد .
في اللغة فكلمة " سولي " تعني الشمس , و في عهد الملك " داريوس" قام الفرس بالسيطرة عليها .
و قد عاش في مدينة الشمس العديد و العديد من الشعراء و العلماء و الفلاسفة من ضمنهم أو من أهمهم الفيلسوف اليوناني " تشريسيبوز" و عالم الرياضيات اليوناني " أراتوس " .
و قد ذاقت هذه المنطقة المراره من كثرة الحروب و المعارك التي وقعت فقد شهدت حروباً بين اليونانيين و الفرس عام 449 قبل الميلاد , و قد خَضعت لِحُكم الإسكندر المقدوني عام 333 أثناء حملتة العسكرية في قارة أسيا , و بعد وفات الإسكندر المقدوني أعلن القائد " سلوقس " تأسيس إمبراطوريتة الممتدة من البلقان إلي الهند حتي أتي قراصنة " كيليكيا " لتتحكم هي بدورها علي هذه المنطقة , ثم يأتي القائد الروماني " بومبيوس " ليقوم بإنهاء حُكم القراصنة من إيطاليا و اليونان وحتى إقليم كليكيا بعام 64 قبل الميلاد و أعاد إعمار مدينة " سولي " و قام بتغير إسمها إلي "بومبيبوليس" وبالإضافة إلى رحلات اسطنبول تعد تلك المنطقة من أجمل الاماكن التى لا ينبغى أن يخلو منها أىبرنامج سياحى لتركيا .
و في عهد البيزنطيين أصبحت مدينة سولي مركزاً أسقفياً للمسيحيين , أما في عام 527 أُصيبت بزلزال قام بسَحقِها تماماً ثم تركها العرب و الساسانيون , لهذا فقد أصبح إسمها حالياً "فيران شهير" بمعني المدينة المدمرة . و بفضل أعمال الحفر و التنقيب المتواصلة التي مكنت علماء الأثار من إيجاد المئات من القطع الأثرية النفيسة التي يعود تاريخها إلي 3000 سنة جعل إقليم " كليكيا " واحده من أهم المدن الأثرية الغنية بالأثار , كما يمكنكم مشاهدة بعض أثار مدينة "بومبيبوليس"
مثل الأعمده , و المسرح , و الحمام , الروماني , و جدران المدينة , و المقابر في متحف مرسين
و جدير بالذكر أيضاً فهناك 200 عمود مُزخرف منها 41 لا يزال منصوباً و 33 تمثال لهياكل إنسان , و أسد , و صقر يزورهم ألاف السياح سنوياً
