مذبذبين بين ذلك..

بسم الله الرحمن الرحيم
الصورة الأولى:
كانت بين مجموعة من صديقاتها الصالحات تتعاون معهن على الخير يتذاكرن
الآخرة ..يتناصحن ويأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر..قوية بينهن متمسكة بدينها...
وبعدها بدقائق مرت بمجموعة أخرى من غير المستقيمات..
فكن يتحدثن عن الممثلة المشهورة فلانةوالراقصة المعروفة فلانة..والمغني فلان
وروائعه الأخيرة كما يزعمن..فبقيت بينهن دون نصح أو توجيه..
وليت الأمر وقف عند ذلك ..بل للأسف تعدى ذلك إلى أن تشاركهن
كلامهن ذلك..مبررة ذلك "لئلا يقال عنها رجعية متخلفة"..مذبذبين بين ذلك..

الصورة الثانية:
عند ذهابها لجارتها أو صديقتها الصالحة..تلبس عباءة شرعية ساترة..
لكن عند ذهابها عند فلانة الغير متدينة للأسف تلبس عباءة الموضة كما يقال..
لم؟.."لئلا يقال عنها متخلفة"..
مذبذبين بين ذلك..

الصورة الثالثة:
كانت في المدرسة بين صديقاتها المستقيمات ملتزمة بكل صغيرة وكبيرة
يأمر بها الشرع..بل وتشجع صديقاتها على الأعمال الصالحة..
ما أروع مواقفها المشرفة..
لكن في نهاية الأسبوع وفي اجتماع العائلة..وعند إجتماعها ببنات خالها وعمها..
تجاريهنفي فعل بعض المنكرات والأمور التي حرمها الله..لئلا يقال عنها متخلفة..
مذبذبين بين ذلك..

الصورة الرابعة:
في دار التحفيظ على صلاح واستقامة حريصة على فعل الخير..لكن عندما تجتمع بأخواتها
أو جاراتها تصبح سلبية وتضعف أمامهن فتجاريهن في فعل بعض الأمور المنكرة..
مبررة ذلك لئلا يقلن عنها متشددة..مذبذبين بين ذلك..

إنها صور لشخصيات ضعيفة مذبذبة..إذا كانت مع أهل الخير فهي منهم ..
وإذا كانت مع أهل السوء فهي منهم..إن الدين يحتاج إلى التمسك به بقوة..
فهو لايقوم بالضعفاء المذبذبين بل يحتاج إلى أشداء أشاوس..لا يضعفون
ولا يخجلون أبدا أمام أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
إن التذبذب من صفات النافقين الذين قال الله عنهم..
((مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء...))