مذكرات ساخنة ( إلى حد التبخر ) .. مذكرات واقعية

الأدب النبطي والفصيح

(1)
21 April


بغض النظر عن توقفي عن الكتابة قبل فترة طويلة لا أذكرها بالضبط , يظل إحساسي بأنني أفعل شيئا غريبا وغير معتاد هو الذي يسيطر علي الآن ..
لا أذكر أنني جلست يوما لأكتب مذكراتي حتى عندما كنت أشخبط على أوراقي - ظنا مني أن هذه الشخبطة هي ذاتها ما يسمى خواطر او قصائد او غيره .. فحياتي ليس بها يوم بهذه الأهمية يستحق أن أدونه ولا حتى لحظة تختلف عن سواها فأسطرها على دفتر الزمن ..
الجديد في الأمر هو أنني أعيش هذه الأيام ملحمة أسطورية - فاشلة للأسف - تستحق بجدارة أن أضعها تحت مسمى ( أتعس ايام ) إن لم يكن في حياتي فعلى الأقل في العشرين عاما الأولى من عمري ..
مئات المشاريع وآلاف العقد وملايين المشاكل ترابطت جميعها في ذات اللحظة , ليشكلوا مزيجا هائلا من التعاسة والاكتئاب أفرز نتائج عظيمة في دنا اليأس والإحباط ..

لا أذكر متى كانت البداية بالضبط .. لكنني أتذكر جيدا أن الأمر بدأ بنوبة اكتئاب لا مبررة اقتحمت عالمي وأحاطتني بغشاوة من الكسل والخمول وضياع الوقت .. لم يتطور الأمر بل انتقلت إلى حالة أخرى- أفرزتها الحالة السابقة - ممثلة في تأنيب الضمير والإحساس بالذنب والرغبة في جلد الذات .. كانت هذه بالضبط هي حالتي قبل ان أجد نفسي وقد تورطت عمدا في مشروع لا أعلم كيف أصفه .. المشروع مفيد ومضمون الجدوى في عالم الحسنات والتوفيق الإلهي, لكن المشكلة أنه ( يستنزف ) المرء تماما .. زمنا وجهدا وطاقة .. كان هذا هو مشروع ( الاكاديميات ) كما يحلو لرفيقة دربي ( س) أن تسميه ..
ربما بدا لي أمره سهلا , حتى بعد أن تشربت الفكرة تماما من الاخ ( ع ) صاحب الفكرة الأول .. لهذا كانت الصدمة قوية جدا عندما اكتشفت أن الموضوع كبير جدا ومتشعب للغاية .. ليس أكبر من قدرتي ولكن لأنه يتطلب وجود شخص متفرغ يتابعه .. وليس شخصا يشتت ذاته في مائة اتجاه كما أفعل أنا
اضف لهذا ظهور العقد التي لم اتوقع وجودها أو ربما توقعتها لكن لم أتوقع درجة تعقدها
توقعت أن ينسحب البعض ممن وافقوا على مشاركتي .. لكن لم أتوقع انسحابهم جميعا
توقعت أن تضيع بضعة أيام قبل أن أنتهي من ترتيب مكتبة الكلية .. لكني لم اتوقع أن أواجه معيقات كالتي واجهتني .. وأبسطها أن يستعيد الحارسمفتاح المكتبة بعد 10 دقائق فقط من بدء العمل وبسبب غير مقنع إطلاقا .. واضطراري إلى تأجيل العمل لثلاثة أيام أخرى


في ذات الوقت اطلقت ( ر ) مشروع اليوم الصحي , وبالطبع انضممت إليها .. أوهمت نفسي في لحظة ما أنني استطيع أن أكون سوبرمان زماني .. سأكرر نفسي لو أسهبت في ذكر ما حدث .. المشاكل المعتادة في كل عمل من هذا النوع .. انسحاب الأعضاء .. عدم التزام المتواجدين .. عدم تحمل المسئولية .. الاتكالية .. الخ الخ
أحيانا يهيأ لي أنني احتاج أن ( أقص ) هذه الصفات من قائمة عاداتنا عندها سترتفع هذه البلد إلى مصاف الدول العظمى في العالم ..
الشيء بالشيء يذكر .. تزامن تدشين سد ( .... ) مع انقطاعات متواصلة للكهرباء تمتد لعدة ساعات يوميا .. طبعا هذه الساعات هي ساعات النهار في الجامعة وساعات الليل في البيت .. أي ان الكهرباء بالنسبة لي مقطوعة 24 ساعة .. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

يوميا يقابلني أحد أفراد الدفعة الرائعة التي نصبتني أمينا اكاديميا ليسألني عن الشيت الفلاني أو الامتحان العلاني .. ربما لم أسمع كلمة من أحدهم في غير موضعها .. لكن نظرات الخيبة والاحباط في العيون ابلغ من الكلام أحيانا .. لا اظن أن نفاذ الحبر من الطابعة سبب كاف لتأخير الشيتات ..

بجانب موضوع آخر في بيتنا لا أريد استعادة تفاصيله.. لكن الخلاصة أن البيت حاليا مقلوب رأسا على عقب
ترى هل سيصدق أي أحد لو أخبرته أن فراشي في غرفة وحاسوبي في غرفة أخرى وبقية أغراضي في غرفة ثالثة؟

هذا كله لا شيء بالمقارنة مع الكلام السم الذي أسمعه من البعض .. نقطة ضعفي

في العادة انا أفجر انفعالاتي في وجه المسكينة التي هي أمي ..وأمي لا ذنب لها حتى أحييها يوميا بعاصفة من البكاء والصياح .. حتى أنني أصبحت أحس في عينيها نظرة تقول ( مسكينة يا بنتي الطب جننك )
لهذا فضلت أن ابتلع كل هذا وحدي .. حتى لا تجن هي ايضا معي

الوضع الآن كالتالي باختصار:
يوم صحي يسير العمل فيه بسرعة الاميبا .. باختصار لا تقدم
موضوع اكاديميات يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين .. بحمد الله
كمية من الملخصات والشيتات يجب علي أن اتصرف وأطبعها
تذكرت فجأة أنني يجب أن أسلم تقريرا لشعبة طب المجتمع بصفتي leader لمجموعة مكونة من 15 فرد لا أعلم كيف أقنعهم بأن هذا العمل عمل جماعي وليس فرضا عليّ وحدي كما يعتقدون
وضع فوق الوصف في البيت
كل هذا مغلف بدرجة حرارة تفوق ال40 درجة مئوية في وقت أصيبت فيه المكيفات بالخرف فظنت أن وظيفتها تسخين الهواء وليس تبريده ..هذا عندما لا تكون الكهرباء مقطوعة أصلا
بالطبع لم أمسك كتابا واحدا منذ امتحاننا الأخير
وآخر التطورات .. ( س ) - رفيقة دربي - مريضة ..
باختصار: راسي مقطووووووووووع كما يقولون
وأنا مرهقة .. مرهقة .. أعتقد أنني سأبقى أسبوعا كاملا طريحة الفراش




ولا زالوا يقنعونني
it will be in ur 7snat !!!



البقية تأتي المرة القادمة
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

<<...رند...>>
<<...رند...>>
دكتوره مرآم



حآسه فيك وبمقدآر آلتعب آلي توآجهينه



لكن في آلنهآيه بتكون هذي ذكريآآآآآآآآآآآآآآآآت تتذكرينهآ


آصبري وآحتسبي آلآجر ووآصلي وعقبآل منشوفك دكتوره آد آلدنيآ


مودتي:26:
ملـ الأحـس ـاس ـكة
بنزف قلم مبدعه كتبتي....

تألقتي.....

رسمتي صور ولونتها بدموع الآهااااااات.......

نزف رائع ....

وسمفونية من الجمال ...

لكنه كان عزف خمائلي رائع ...

كلماتك في صميم قلبي غرست ...

لروعتها ...لجمالها ...لروعة تنسيقها ....

ما اروع نزفك ....

ما ارقى حروفك ....

ما اجمل سطرك....

ما اجمل همسك ....

سلمت اناملك على هذا الابداع والتميز....
د. مرام
د. مرام
****************
(2)
26 April


يا لها من أيام!
سحابة ضخمة من العصبية تظلل سماء الكلية بأكملها , الكل أصيب بفرط الحساسية من كل شيء ومن لا شيء أيضا , يكفيك ان تسعل بصوت مسموع لتنفجر فيك عدة قنابل موقوتة متفاوتة الضرر ..
لم يعد أحد يحتمل أحدا , بل ربما لم يعد أحد يحتمل نفسه ..

وكالعادة , تتوالى الأخبار السيئة
تأجيل اليوم الصحي للمرة الثانية
تقديم موعد الامتحانات
اختبار بعد يومين والشيت لم يطبع بعد .. ما يبشر بنتائج مرتفعة جدا
واكتملت الناقصة بمأساة ينطبق عليها تماما قول القائل :شر البلية ما يضحك .. ألا وهي انزلاقي على السيراميك وسقوطي على الأرض سقطة لم أجرب مثلها في حياتي من قبل .. تحطمت عظامي كلها وتحول المشي الذي كان هوايتي المفضلة إلى عملية تعذيب وحشية لا تحتمل .. وها أنا اتسائل عن مصيري بعد أن غدوت مقعدة تقريبا وقد اكتست مشيتي بلمحة مضحكة من الالتواء الخفيف والعرج ..

والآن بطارياتي فارغة تماما ولا اعلم من أين يمكنني أن أعيد شحنها وكيف ومتى..

( ن ) ذكرتني ببيتين رائعين
إن حظي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه
ثم قالوا لحفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
صعب الأمر عليهم .. فأبانوا:
إن من أشقاه ربي ..
كيف أنتم تسعدوه؟
د. مرام
د. مرام
(3)
28 April


يقول العرب أن المصائب لا تأتي فرادى ..
وأنا بتعديل بسيط أقول أن ال(تستات) لا تأتي فرادى
لا أعلم كيف يمكن أن اخضع لثلاث اختبارات في أسبوع واحد واثنان منهما في نفس اليوم.. رغم أنني انتهيت للتو من اختبار environmental health

لا املك إلاأن أقول: الحمد لله على ما أراد الله , وأن أذكر نفسي ( أن ما أصابك لم يكن ليخطئك)
بالنسبة لباقي المصائب الأخرى فقد صدر الحكم بأن يبقى الحال على ما هو عليه ..
برغم القليل من التحسن في موضوع اليوم الصحي وخطوة واحدة إضافية في موضوع الأكاديميات.

بانتظار الفرج
د. مرام
د. مرام
****************
(4)
1 May


اليوم الجمعة , لا جديد تحت الشمس ..
لكن يبدو أن الأزمة في طريقها للانفراج بعد أن استقرت الأوضاع نسبيا ..
اليوم الصحي غدا إن شاء الله.. يراودني شعور لا اعلم كيف أصفه , خليط غريب من التفاؤل والترقب والخوف من المجهول ..


الله يستر!