هنا سأطلق العنان لقلمي ....ليخط لكن شيئا من ذكريات خبأتها بين رفوف الذاكرة في سجلات محفوظة ...ضمنتها شيئا من عبق الماضي مخلوطا بجرعات من الأمل ...علها تجد القبول لديكن فتسلل لقلوبكن ....لترتشفن عبق الرضى ...وحلاوة الأنس بقرب الله
هنا سترينني حينما ضحكت ...بكيت ...انهرت ...تقويت
وبين السطور ..ستتوقفن على عتبات تجربة فتاة لم تتجاوز 18 عشر لكنها أبت إلا أن تترك لها بصمة قبل الرحيل
ومطمعي الوحيد هي دعوة ترسلينها لظهر الغيب
اليوم سأكشف السر الذي خبأته بين أغوار الروح وحنايا القلب ....ليخرج محملا برجاء صادق بأن لا تدخلي ذكرياتي للإطلاع والتسلية أو القراءة .....اجعليها عبرة

لطالما خفت منه
بل وحتى من لفظ اسمه
كنت لا أستطيع أن أنطق بكلمة (سرطان)بصوت مسموع
كم كنت أتأثر بل وأبكي عند رؤية معاناة مرضاه
كان بالنبسة لي أسوء ما يمكن أن يجتاح جسد آدمي

مرت السنون ..وتتالت الأيام وانقضت الساعات سريعة حثيثة
فلانة مابال جسدك نحل لهذه الدرجة ؟؟
والأخرى ؟؟؟لماذا يبدو من شكلك أنك مرييضة ؟؟
والرابعة انت لست من عرفناها
لم أعط لتلك التساؤلات بال ...بل ولم أتوقف لحظة للتفكير فيها
كنت في الخامسة عشر...في عمر الزهور
والحياة كانت قد أخذتني بمباهجها
وثقتي بالله التي كانت تفووق عمري لم تعطني حتى فرصة الخوف أو القلق

لكن الوجه ذبل واصفر والآلام بدأت ....تشوش النظر و حساسية العين من أدنى ضوء صار روتينا عاديا
لم ألاحظ .....لازلت لا أدرك أن هناك خطبا ما
لكن تورم ابطي صار ظاهرا والصداع في نصف وجهي صار مرافقا
فقدان الشهية والكسل والخمووووووووول والنوم لساعات طويلة أصبح جزءا مني
والحرارة الغريبة التي لم أجد لها تفسير...ولم يكن أحد قادر ع الشعور بها عند ملامسته لي
الحلق الملتهب مع خدر القدم وآلام الكتف كلها كانت أمورا مصاحبة
الجميع بما فيهم أنا لم نكن مدركين لما يحدث
لم أشك يوما بأني مريضة
وفوق معاناتي الصامتة
كان التأنيب يزيد همي
نعم ....أين أنا من نشاطي وهمتي و...

اليوم تورم وجهي صار دليلا كبيرا ع ما أعانيه
صرت أسترجع الماضي....كشريط مصور
ومن هنا وهناك ....رأيت أدلة ما توصلت له اليوم
انه سرطان ...

نعم أنا ابنة 18
خائفة
أكتب لكم والناس نيام
داخلي ألم
وقلب يعتصر
ليس لأني مريضة
بل لخوفي من الغد
لخوفي على أمي التي تنتظر تخرجي لأدخل جامعة مرموقة
لكنها تراني متعبة وأغلب الوقت نائمة ..
هي صبرت وصبرت وعانت مما قد لا تتصورونه
أفاكون سببا في زيادة همومها؟؟

مشاعر مختلطة
خوف من المجهول
رغبة بالصعود للسماء
والصراااخ بأعلى صوت والبكاااء
(يتبع)
ذاك اليوم كنت أتابع أحد البرامج الوثائقية
في وقت متأخر
وبين فقرة وفقرة
بدأ دور الحديث عن الخبيث
كنت بدأت أشك في وجود خطب بي
خطب كبير وليس بالهين ولا اليسير
كنت أداري الألم وفي أوقات عديدة و أتناساه
أو أكتفي بحبة بندول لإزالة الصداع
أو الالتفاف بفراشي والبكاء حتى النوم
وكأن ذاك البرنامج كان نقطة البداية لسلسلة من برامج أخرى
ومواضيع كنت أقرأها على الانترنت بعد حرب أشنها مع نفسي لأتشجع على كتابة سرطان في جوجل
لم يكن الألم الجسدي بمشكلة والحمد لله فهو أقل بكثير من غيري
بل النفسي كان كذلك
تخيل شبح المستقبل الكئيب
وجلسات الكيماوي المؤلمة هو المخيف بل والمرعب
لشهور كنت أكذب نفسي
وأتجاهل ما بي
أتدرون لماذا ؟؟؟لأننا نحن البشر عندما نشعر بوجود خطب نحاول تكذيبه والعيش في وهم عدم وجوده
لأن ذلك سيكون أقل ألما بكثير من التأكيد بدليل ملموس على وقوعه
بالأمس كنت أتفقد وجهي في المرآة
وتلمس مناطق انتفاخه
هرعت للبحث عن صور السرطان في الأنف والوجه
كانت قااااااااااااتلة ومخيفة مؤلمة حد الوجع الذي يكون كفيلا بقتل كل ما فيك
هل هناك من سيستطيع الصمود ان رآها وهو بصحته
فكيف بالعبد المريض المبتلى
نعم بكيت حد الإرهاق
قمت ولملمت نفسي
لم أستطع أن أحادث نفسي كالعادة
كل ما فعلته هو أنني قررت أن أنذر حياتي لله
بين اللحظات أشتاق للضحك والنسيان
لكن بمجرد استرجاع الألم أبكي
كيف لا و الكل يستمر بتذكيري به
دون أن يعلموا ذلك
لماذا عينيك هكذا ؟أكل هذا من السهر على المذاكرة
ولو يعلمون ن امتحاناتي تبقى عليها أقل من 10 أيام
لآخر سنة وأنا لم أفتحها حتى اليوم
وأنا التي كنت يتوقونني من الأوائل ع المنطقة باسرها
انه المرض
أحلام تموت ...وأمنيات تحتظر ...وآمال تتلاشى
إلا من شيء واحد ((لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا))
يتبع (الجزء)3...رسالة لكل زوجة