مذكرات مستخدم

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


علاقتي بالأشياء الجديدة تبدأ دائماً بالاستنكار ثم التعود فالمحبة وتطول هذه المراحل أو تقصر حسب الشيء الجديد حتى لو كان ثوباً جديداً, إلا علاقتي بالانترنت ( الشبكة العنكبوتية ) استعصت علي ولا زلت في مرحلة الاستنكار رغم ما مرت من سنوات منذ تعلمي لاستخدامه .
بدأت المشاكل مع البريد الالكتروني ( الإيميل )، فعندما أهم بكتابة رسالة أجد أن الكلمات تستعصي علي، فلا أجد الكلمات المناسبة أو التراكيب السوية, عللت ذلك بأني لم اتعود بعد على هذه التكنولجيا لذلك احضر ورقة وقلم وابدأ بالكتابة فتنهال علي الكلمات وتتزاحم العبارات في رأسي، أكمل الرسالة مع تشذيبها بعلامات الترقيم، ثم ابدأ بكتابتها في الصفحة البيضاء في البريد فتتوالي المشاكل تباعاً, أي زر ذلك الذي يكتب الاستفهام، وأي زر للتنوين وهكذا, استعنت بمن حولي فشرحوا لي كل زر مع استخداماته المتعددة .
ثم كانت المشكلة الثانية وهي الخط ، فالخط ليس خطي حتى لو أخذت أحول حالة الخط من نوع الى آخر كانت كلها خطوط لا تحمل بصمات أصابعي ولا استدارة أحرفي، كأنها كلمات ضائعة في القطب المتجمد, أما الصفحات فلا تحمل رائحة كتبي ولا ملمس أوراقي, نصحتني صديقتي بعدم التوقف عند كل صغيرة وكبيرة بل علي الاستفادة من الخدمات العديدة التي توفرها هذه الشبكة.
لا أنكر أن لهذه الشبكة فوائد عديدة, ولكن أنا وهي نمشي في خطين متوازيين لا نلتقي ابداً, لذلك آثرت كتابة الرسائل على الورق الحقيقي بخط يدي ثم أنسخها بالماسح الضوئي (السكنر) وأرسلها ليس بالحل الجذري ولكنه نص حل.
ثم كانت المشكلة الكبرى (الفيس بوك ) كانت صديقتي تشرح لي عنه وعن خصائصه المميزة وربما المدمرة فقد أسقط هذا (الفيس بوك ) حكومات وأقام ثورات و***** أنظمة جديدة وبات كل نظام فاسد يرتعب منه.
شرحت لي كل شيء عنه وكيفية التسجيل والاستخدام وإضافة الأصدقاء وغيرها من مميزاته, قلت لها دعيني أعيد الصياغة بأسلوبي, (الفيس بوك) هو منزلك فيجب أن يكون دوماً مرتباً ومنظماً لاستقبال الضيوف, البعض يتم استضافته في المجلس الرئيسي والأصدقاء المقربين يستطيعون التجول في المنزل وطبعاً هناك غرف لا يدخلها سوى صاحب المنزل, وكل من طرق بابك قل اهلاً وسهلاً وأكرمه بما تستطيع ودعه يضع مايحلو له من ردود وصور وإبداعات.
احتجت صديقتي قائلة: ليس كل شخص ولكن من تعرفين وتثقين بهم, ولكن عقلي الصحراوي لم يفهم هذه النقطة فكيف أترك أحداً يطرق ولا افتح له، فلن يطرق الباب سوى صديق أو قريب أو عابر سبيل، وكل هؤلاء لن أغلق الباب في وجوههم أبداً.
بعد تفكير بسيط قالت صديقتي: الأفضل إلا تشتركين.
وافقتها الرأي، علي فهم البريد أولاً ثم لكل حادث حديث.
3
543

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مساافره
مساافره
يعطيك العافيه اختي
التقنيه على قدر روعتها الا انها سرقت منا صحبة القلم ورائحة الورق والاهم من ذلك لم يعد للكتاب الاهميه عند كثير منا
ربا بنت خالد
ربا بنت خالد




..

لي عودة يا عقد .. إن شاء الله ..
يبدو أن قلمك لا يفوَت أبدا ..
روح الفن
روح الفن




بسم الله الرحمن الرحيم


لا ضير من التكنولوجيا ،، فهي بوّابة للعلم و للعالم..
من البداهة أن نتقن إدارة مفاتيحها فالجهل يظل جهلا
و كم همّة حركت جبلا ..!

و العلم يتطور و علينا المواكبة و لمَ لا المبادرة؟؟ !.
فالتقوقع لا يصنع حضارة ولا يفيد حياتنا المعاصرة

المهم أن نعرف ماذا نأخذ وكيف ،، و متى نتراجع..
حتى لا تتحول من نعمة إلى نقمة ..

الاعتدال و التوازن مطلوب،، حتى لا نصاب بالإدمان..
وحتى لا ترجح كفة التكنولوجيات على حساب الورق والكتاب

والعيب ليس فيها إنما في المستخدم

فجميل أن يكون له زر افتراضي لنسميه مثلا "زر التحكم"
حتى لا تتحكم فينا ....و تقتل أشياء جميلة حولنا ........

مثلك بدأت من الصفر و لم أكن أفقه شيئا ...
لكن بالرغبة والإصرار كل شيء يصبح ممكنا


أخيتي العقد الفريد أحيّيك على فرادة أسلوبك:icon18:
فأمطرينا دوما ..


والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته