
umsalman78 @umsalman78
عضوة جديدة
مذكرات من قفص الاتهام
في امسية عند احدى الصديقات ووسط حشد كريم من السيدات و الانسات و الغالبية العظمى من المطلقات وجهت الي احداهن سؤالا بلهجة" حبية " عن سبب انفصالي عن ابو العيال منذ بضعة اعوام , فوجدت نفسي اشرد في صمت و سكون...
قطعا لم اكن في شرودي ابحث عن اجابة للسؤال المتطفل او ردا لصاحبته "الملقوفة".... فقد سئمت الاجابة الدائمة: "ما حصل نصيب" , "ابو العيال على راسنا بس ما اتفقنا" و غيرها من الاجابات على نفس النسق لغرض فض المجالس دون تجريح لشريك الحياة السابق او اهانة لصاحبة السؤال "الملقوفة".... و لكن هذه المرة وجدتني اتأمل في وجهة اخرى ابعد و اعمق من السؤال نفسه, فكيف يطرح سؤالا بمثل هذه الخصوصية بطريقة "كاجوال" و بدون قيود ومن اشخاص لا يتسموا بالصداقة او القرب للمسؤولة؟!
اعتدنا نحن الاناث ان نحيا في "قفص الاتهام", فنمشي على الحبل في حذر و تأهب دائم لصد اي ادانة والدفاع عن انفسنا ضد تسونامي من الاتهامات التي تبعث على الشعور بالغثيان ليس لبعدها عن الواقع فحسب و لكن لسطحيتها الشديدة- و التي تدل على انتهاء مدة صلاحية عقول اصحابها...
و لأشد ما يذهلني هو ان غالبية الجبهة المدينة و القضاة المتعسفين هن من النساء الاتي قد عانين دهرا –او لازلن يعانين- من المشي على الحبل!!
وان كان المشي على اطراف الاقدام لتفادي النقد هو حالنا في الرخاء, فما بالنا في اوقات الشدة كمثل الطلاق؟؟ كارثة فعلا....
في الحقيقة, قبل التطرق الى مذكراتي من داخل قفص الاتهام, يجب التنويه انني من اقل السيدات اللاتي عانين بداخله لانني لم اعي وجودي فيه الا مؤخرا من خلال زميلات القفص!!
من فضل الله علي انني انهمك في يومي بين عملي و امومتي مما يقلل من فرص ممارساتي الاجتماعية بالقدر المتعارف عليه, فيصبح الوقت القليل الذي املكه لنفسي مخصصا لصديقات الطفولة و الاقلية التي تتفق معي في القيم و الاراء...فلا مدعي عام و لا متهم و لا قاضي! لذلك لم يتم شرف التعارف بيني و بين القفص الا بعد عامين من طلاقي و ذلك بطلاق احدى صديقاتي المقربات. فمن خلال زميلة القفص, بت ارى المدعى العام و اصابع الاتهام بصفة تكاد ان تكون يومية كلما خرجت صديقتي في مهمة اجتماعية... ثم تطورت الاحوال ليصل تطفل المدينات الى الاتصال بالمسكينة في منزلها لتجبيب على سيل عارم من الاسئلة بغرض تبرئتها من تهمة التجرؤ على طلب الطلاق من ابو العيال بطرا ودلعا!!!!!!!!!!!!
ومن هذا المنطلق يسري قانون الفضائح و الاهانات و التجريح الحتمي اثناء وبعد الطلاق..
فالمطلقة منا تجد نفسها في مهمة رسمية لتبرئة ذمتها بكل المعايير فيما تحمله هذه التبرئة من "نشر غسيل الحياة الزوجية" لنكسب رضا و تعاطف من يحيط بنا من بنات حواء .. فعلى قدر عيوب الزوج يكون نصيب المطلقة من البراءة!
و لا انكر انني لطالما كثر استيائي من صديقتي لردودها على تلك الاسئلة بدلا من نسف صاحباته "الملاقيف" و لم افهم وجهة نظرها الا مؤخرا عندما اسدت الي احدى السيدات الاكثر دينا و خلقا و ثقافة وعمقا و علما نصيحة المليون دولار: " ترى كفاينا ابو الولد ما في شيء بس ما في نصبيب ايش يعني انتي اللي معيوبة"؟؟؟
بعد زوبعة الانفصال و تفكك الاسرة و تشرد الابناء يلزمنا المطلقات ان نهمش كل التفاهات المتعلقة باعادة النظر في حياتنا و بناء علاقات طيبة مع اباء ابنائنا للحد من الضرر على فلذات اكبادنا واعادة تنظيم اوقاتنا لنجعل لحظات يومنا منتجة و بناءة... كل هذا كلام فارغ!
المهم القفص...المهم ان نوجد اسبابا ترتقي لذوق السامعات حتى و ان كانت كذبا و بهتانا.
بل و الادهى من ذلك انني حين قررت الخروج من القفص لم اسلم من هيئة المدعي العام, فان لم اقر بالاعترافات فعلي ان القنها تلقينا! فتؤخذ كلمة من فمي لتنسج في ايديهم بين لمسات فنية برعت في علم الاختلاق و الفبركة لتصبح ثوبا جاهزا لنسف اي بوادر معروف بيني و بين ابو العيال.. و البسي يا ام سلمان!
لم انقم على احد كما فعلت على نساء مريرات اتخذن من مأساة فشل حياتي الزوجية علكة تحولت بفضل القيل و القال الى قنبلة لم يحترق بشظاياها سوى الابناء..
و اليوم اقف من خارج جدران القفص ملوحة لنظيراتي بالداخل اناجيهن ان ينسفنه على رؤوس من احاطنا به...
لا تتميز المرأة منا و لا تنال احترام نفسها اولا ثم محبيها الا بقدر ما تحافظ هي على خصوصيتها, و ترعى عهد الله في ميثاق قد قطع بشرعه "و لا تنسوا الفضل بينكم" صدق الله العظيم. و لا نبدأ في حياة جديدة الا بعد ان تطوى السابقة فلا يبقى منها الا بصيص الامل: الابناء...
ام سلمان 11/11\م2009
1
299
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اذا ?ان الاقارب یساندون? فلن ی?ون هنا? ای قفص
الاعئله اذا تفهمت الموضوع تفهم البقیه ما حصل
ابنتی قد تطلقت منذ 4 سنوات
و?لما سالنا شخص عن السبب اجبت لیس هنا? نصیب
الزوج السابق ?ان رجل صالح ول?ن لم یتفقو ولم ل?ن هنا? نصیب
والی الان الذین لامو ابنتی علی الانفصال لا یتعدون الاصابع
بل جمیع العائله تساندها ولا یذ?ر احد الموضوع ابدا او یحاول ان یطرحه
ارجو ل? التوفیق فی حیا ت? عزیزتی