أوقعهن في تجارب خاطئة
مراهقات يعترفن: الموبايل دمّر حياتنا!
بات واضحاً في وسط المراهقات ميلهن لاقتناء الهاتف الخلوي باعتباره وسيلة للتفاخر واظهار التميز بين الصديقات في مجتمعنا العصري.. لكن أن تصبح هذه الأداة وسيلة لدمار وضياع المراهقات ،فهذا أمر يستحق التوقف عنده.. حيث اعترفت بعض المراهقات اللائي يملكن هواتف متحركة أنهن مارسن سلوكيات عبثية وبعيدة كل البعد عن القيم والعادات السائدة، حيث خضن تجارب عاطفية مع الشباب دون معرفة الأهل بدافع الفضول والبحث عن التسلية وبعضهن انجرفن وراء عاطفتهن وارتكبن حماقات..
هكذا اصبحت للتكنولوجا وجهاً سيئاً وجانباً خطراً لم يكشفه غير الانقياد الاعمى وراء النزوات والحماقات لبناتنا لذلك كان لابد من فتح هذا الملف الشائك «دنيا الناس» اقتربت من هذه الظاهرة التي أصبحت هاجسا مؤرقاً لدى أولياء الأمور وتعرفت على دور التربويين وأولياء الأمور في ارشاد المراهقات لمخاطر تملك (الموبايل) في هذه السن الحرجة.. فكان لنا هذا التحقيق...!!
ميسون العوضي (أختصاصية نفسية) تقول: يشكل الشباب النواة الأساسية لبناء المجتمع فإن خربوا خرب المجتمع والأسرة هي ممثلة القيم وناقلة التقاليد اليهم، كما أن الظروف التربوية والاجتماعية والأسرية والاقتصادية والنفسية التي يعيش فيها المرء تعمل على اظهار شخصيته وسلوكه.. وتضيف:
إن الأبناء يشبون غير مدركين حقائق الحياة والعاقبة من جراء تصرفاتهم الخاطئة.. وفي أيامنا هذه انتشرت ظاهرة استخدام الموبايل من قبل الفتيات وهو ما لم يكن يحدث في الماضي.. فالفتاة اليوم قد تنسى نفسها والأسرة التي تربت فيها جراء العلاقات التي تقيمها مع الآخرين عبر الهاتف. وتضيف:
عملية التنشئة الاجتماعية تعتبر حجر الأساس في تقويم سلوكيات الطفل وتمتد معه الى أن يكبر أي يصل مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل نمو الانسان نفسيا واجتماعيا والتي يواجه فيها المراهق من المثيرات والخبرات والظروف الجديدة التي لم يألفها وعليه أن يتخذ قراراته بمفرده ولذا قد يقدم على استجابات غير سوية عند مواجهة المواقف متأثرا بطبيعة مفهومه عن نفسه وذاته ونوع القيم والعادات التي اكتسبها في طفولته المبكرة..
فان كان قد تربى على تعزيز الثقة بنفسه واكتساب العادات والقيم الحسنة وكان هناك اشراف كامل من الوالدين على تربيته التربية الحسنة فسوف يتعامل مع هذه المواقف بشكل سوي.. والعكس صحيح وتشير ميسون العوضي الى أن تأديب الطفل عملية ضرورية ولكونه كائنا اجتماعيا يجب أن يشب محترما حقوق الآخرين وعلينا تشكيل هذه المرحلة بأن تصبح متوافقة مع قيم المجتمع بأهدافه وتقاليده..
وفي ظل انعدام الرقابة من الوالدين وتسلل الهواتف لأيدي أبنائنا فإن الخطورة تكمن في طريقة استغلالها والدعوة الى هدر وافساد الاخلاق والرغبة في الاستغلال الذاتي..
ومن ثم يصبح التحكم العقلي لدى الشاب أو الشابة ضعيفا فيندفع بسهولة وراء السلوكيات الخاطئة.. فضبط النفس واجب ومثلما يعتدل الانسان في أكله عليه أن يعتدل في انفعالاته وعواطفه.. فعلينا تهذيب النفس بأن تكون خاضعة للعقل ولا تتأثر بالمغريات ولا تصاحب ضعاف النفس ولا تقترب منهم.
الرقابة أولاً
صابرين محمد (ربة منزل) تقول: انا كأم أرفض بشدة أن تمتلك بناتي في هذه السن الصغيرة هواتف متحركة وكذلك الأولاد وقد حدث أن طلبت مني احدى بناتي الهاتف ولم اكتف بهذا الطلب بل شرحت لها أن هذه الأداة غير مناسبة للفتيات الصغيرات وعندما تتخرج من الجامعة وتتعمل فابمكانها حينها الحصول على هاتف متحرك خاص بها.. اما الآن فالوقت غير مناسب والسن أيضا..
وتضيف: عندما أخرج الى المراكز التجارية مع بناتي اشاهد مناظر لا تعجبني أبدا حيث تحمل فتاة في الثانية عشرة أو الحادية عشرة «موبايل» بيدها وتتحدث بصوت عال دون أي خجل من الشباب.. وهذا المنظر البشع يشوه صورة بناتنا أمام الشباب.. لذا أطالب كل أولياء الأمور بضرورة التعامل مع بناتهن بحذر وفرض الرقابة عليهن في حالة امتلاكهن أي هاتف متحرك.
ميرنا يوسف (طالبة) تقول: نعم أمتلك هاتفا متحركا وأنا دائمة الاستخدام له خاصة عندما أخرج مع صديقاتي للتنزه دون رفقة الكبار وأمي دائما تحرص على مهاتفتي من حين لآخر خلال هذه الفترة التي اقضيها مع صديقاتي.. وتقول: الهاتف الخاص ضرورة ملحة لكل الفتيات والشباب ولا داعي للقلق مطلقا على الفتيات بالأخص..
فالفتاة الآن على وعي كبير بمخاطر الهاتف وخاصة فيما يتعلق بالشباب والتحدث معهم.. لكني واثقة جدا من نفسي بأنني لن أنساق لعواطفي وأتحدث مع شاب من الشارع هكذا ودون اذن مسبق من والدي أو والدتي..
اعتراف
الطالبة ياسمين نور تقول: كنت على علاقة بشاب عن طريق الهاتف الجوال وكنت اتحدث معه على فترات طويلة وطلب مني مقابلته ولكن الظروف لم تساعدني فأنا أقع تحت رقابة صارمة في البيت وحينما طلبت منه ان يتقدم لخطبتي تحجج بالدراسة وأشياء أخرى وعلمت من احدى زميلاتي المقربات منه والتي كانت سببا في تعرفي عليه انه يقول ان اخر شيء يفكر به ان يرتبط بفتاة تكلمه فالتي تكلمه لا شك ستكلم غيره وبعد هذا القول شعرت بانهيار وفقدان للثقة بمن حولي..
وتضيف: حكيت حكايتي لصديقة امي التي اثق بها وكانت ولله الحمد سببا في خروجي من هذه الدوامة وتوجيه سلوكي الى الوجهة السليمة بل أيضاً جعلت من أمي صديقة لي وقريبة مني وبعد هذه التجربة أنصح كل فتاة ألا تسلك هذا المسلك المشين فنهايته مخزية.
عبرة
س.م (طالبة بالمرحلة الاعدادية) تقول: ياليتني مت قبل هذا لقد كنت ضحية الثقة العمياء من الأهل اذ كنت أملك هاتفا ثابتا في غرفتي وجوالا في يدي وحرية في التنقل بلا رقيب أو حسيب وهذه الوسائل سهلت لي الخروج مع شاب كان يحدثني عن حبه وهيامه واقنعني بأنه يحلم بالزواج مني وعندما خرجت معه أراد أن ينفرد معي .
ولكن عناية المولى أنقذتني وعدت سالمة الى بيت أهلي الا من الشعور بالحزن والألم وعقدة الذنب التي لا تفارقني تجاه والدي اللذين يغطان في سبات عميق وابنتهما مع شاب غريب خارج المنزل.
وتضيف: عانيت بسبب ذلك صدمة نفسية وزرت طبيبا نفسيا ذا كفاءة وبعد شهور من العلاج تمكنت من العودة الى الحياة بشكل طبيعي.. والآن أنا لا أغيب مطلقا عن الحصص الدينية في المدرسة والمحاضرات في المساجد ودار القرآن.. وأرفض بشدة اقتناء أي هاتف خلوي..
نادمة
موضي سالم (طالبة) تقول: كنت أعاني من فراغ قاتل لا أستطيع أن أتخلص منه الا عن طريق المعاكسات والعلاقات غير الشرعية حتى وقعت تحت يد شاب مجرم تمكن من تسجيل صوتي وبدأ في تهديدي بين الحين والآخر لدرجة أنه أحيانا يتصل في البيت ويفتح التسجيل لأي شخص يرد عليه..
وندمت كثيرا على فعلتي هذه منذ اندفعت للحديث معه بشكل غير عقلاني والآن اريد التوبة.. لقد دفعت ثمن هذه الغلطة الكبيرة ورسبت في المدرسة ولم أعد أثق بأي انسان حولي.. وعن الهاتف المتحرك فأنا أرفض اقتناءه وبشدة حتى لو تخرجت من الجامعة وأصبحت موظفة.. لقد كرهت اسمه وشكله ايضا.. وأنصح كل أم وأب بضرورة مراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم باقتناء هاتف خلوي خاص بهم فحتماً النتيجة ستكون مخزية لكلا الطرفين.
حزن ومهانة
سعاد عبدالله (طالبة بالمرحلة الاعدادية) تقول: كنت أمتلك هاتفا جوالا خاصا بي أهدته لي والدتي في عيد ميلادي الثالث عشر وكنت سعيدة جدا بهذه الهدية القيمة التي تمنيتها دائما ومع الأيام كانت رسائل الجوال لا تنقطع عن هاتفي أبدا وكلها كانت رسائل غزل وغرام من أرقام غريبة حتى قادني حب الاستطلاع الى الاتصال فأعجبني صوت أحد الشباب وواصلت معه حتى أحببته.
وعندما طلبت منه الزواج رفض وبشدة ومنذ تلك اللحظة شعرت بحزن ومهانة فهذه التجربة الأولى والأخيرة لي وأنا أستحي كثيرا من فعلتي هذه.. لدرجة أنني أهديت هاتفي الجوال لاحدى شقيقاتي الكبيرات حتى لا أقع ضحية لأية رسائل تصلني على هاتفي.. وأعتقد أنني صغيرة على هذه الأشياء وعليَّ استخدام هاتف المنزل عندما أرغب في الاتصال وأن اجري اتصالي أمام أعين كل أفراد أسرتي..
حذرة
فاطمة خالد (طالبة بالمرحلة الثانوية) تقول: أمتلك هاتفا متحركا خاصا بي فقد طلبت من والدي أن يشتريه لي ووافق على الفور وأتحدثت الآن مع كل صديقاتي عبر هاتفي الخاص ولم أجرؤ ولو لمرة على الاتصال بأحد الشباب والتحدث معه لأنني حذرة جدا من هذه السلوكيات الخاطئة التي تجر الفتاة الى مصائب لا تحمد عُقباها..
والحمد لله ثقة أهلي كبيرة بي عندما أقبلوا على هذه الخطوة وأهدوني (الموبايل) فلأنني احتاجه دائماً عندما اخرج مع صديقاتي أو مع السائق الى السوق وقد وفر عليَّ الكثير من المشقة والانتظار في طابور الهواتف العامة أو الدخول لأي محل وطلب الهاتف منه.. فكل هذه الأشياء تحرجني.. فالناس يتوقعون انني فقيرة ولا استطيع شراء الهاتف المتحرك.. وبنظري الهاتف مهم جدا للفتاة قبل الشاب.
التربية أولاً
عائشة بوهادي (موظفة) تقول: هذه المسألة لا يمكن قياسها بالسن بل بالعقل ومدى جدارة الشخص وصحة سلوكياته العامة في الحياة.. فلو كانت الفتاة المراهقة على وعي كبير بمخاطر هذه الوسيلة سواء من الناحية الصحية والسلوكية فحتما سترفض اقتناء الموبايل..
أما الفتاة التي تعلم مخاطر الهاتف المتحرك ولا تخاف مطلقا من التحدث مع الشباب فالأمر هنا سيختلف ولو حاول الأهل منعها من اقتناء الهاتف فحتما ستبحث الفتاة عن وسيلة أخرى لشراء الموبايل واقتنائه من دون علم أسرتها بذلك.. وتضيف:
هذه المسألة خاضعة للتربية الصحيحة التي يخضع لها المراهق والمراهقة في البيت والمدرسة فلو أرادت الفتاة التحدث مع الشاب فلن يستطيع أحد منعها لأنها مقتنعة بصحة ما تقبل عليه.. لذلك فالمسئولية الأولى والأخيرة هنا تقع على عاتق التربويين والوالدين في توجيه وتبصير أبنائهم..
مغريات
نرجس محمد الرئيسي (مسئولة تربوية) تقول: أرفض اقتناء المراهقات (للموبايل) ففي هذه السن الحرجة يمكن أن تنخدع الفتيات الصغيرات بأشياء كثيرة وأمور بعيدة جدا عن وعيهن.. وأنا كأم أرفض أن أسمح لبناتي المراهقات تملك (الموبايل) مهما كانت الظروف.. وأنا حريصة كل الحرص على عدم السماح لهن بالخروج لأي مكان بمفردهن الا برفقة شخص بالغ..
وتضيف: مهما كانت ثقة الأهل بالبنت المراهقة الا أن هذه الوسيلة قد تكون مدمرة لهذه الثقة لكثرة مغرياتها.. وأنصح كل الأهل بأن تكون ثقتهم ببناتهم المراهقات مقننة أي بحدود ويجب أن تكون الرقابة صارمة عليهن في البيت أو المدرسة فقد تسلك المراهقة طرقا غير صحيحة وبالتالي تصطدم بنتائج ما فعلته..
وهذا أمر طبيعي لذلك يجب أن يعلم أولياء الأمور طبيعة المراهق وقابليته السريعة في الانجذاب حتى لو كان هذا الشيء خطرا..
وتضيف: كنت في أحد الأيام أتسوق بأحد المراكز التجارية وبالصدفة شاهدت كوكبة من الفتيات المراهقات يحملن الموبايل ويتحدثن بأعلى صوتهن مع الشباب ويطلقن عبارات سيئة تخدش الحياء في المراكز وعلى مسامع الجميع..
ولذا اتساءل هنا أين الرقابة على هؤلاء الصغيرات وكيف يسمح أولياء أمورهن بتملكهن الهاتف الخلوي وهن في هذه السن الحرجة؟ مشاهد كثيرة مرت علي وتترك لدي علامات استفهام كثيرة.. لكن يظل اهمال الاب والام وعدم وعيهما بمخاطر هذه الوسيلة وراء دمار المراهق والمراهقة..
نصائح
ويقدم احد المواقع بالشبكة نصائح عامة حول طرق استخدام المراهقين للموبايل منها:
1ـ يفضل عدم استخدام الموبايل لساعات طويلة واستخدامه للمكالمة الضرورية فقط.
2ـ واذا كان من الضروري استخدامه لفترة طويلة يجب استخدام واق خاص من الأشعة.
3ـ يجب على الوالدين الأخذ بعين الاعتبار سن الطفل أو المراهق الذي يستخدم الهاتف وامكانية اضاعة الوقت في التعامل مع الموبايل او التعرض للاحراج في بعض الحالات خاصة وأن الأجهزة الحديثة تمتلك ميزات كثيرة مثل التقاط الصور.
4ـ الميزة الوحيدة الجيدة لاستخدام المراهق للموبايل هي شعور الأهل بالأمان من خلال معرفة مكان المراهق في أي وقت.
تحقيق عائشة عثمان
طيف الأحبة @tyf_alahb
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الغالية طيف الاحبة
موضوع مهم
جزاك الله خير واسأل الله ان ينفع به :26:
اختكoOoأثرoOo :24: