
ROSHANA
•
بنات عايزة انبهكم ان مرهم بتنوفيت فيه نسبة كورتيزون فلو سمحتم محدش يستخدمه بدون مايكون دكتور واصفهوله ولفترة معينة وطبعا الحوامل ماجربوش اصلا يستخدموه لانة الجلد بيمتصة وممكن يوصل لا قدر الله للجنين ربنا يحفظنها ويحفظ ولادنا جميعا

ده نقلا من كلام اخت
أختي الكريمة..
إتقي الله أنتِ وزوجك يجعل لكِ من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرج..
أحرصي على طاعة الله وحثي زوجك معكِ..
أحرصوا على النوافل من الصلاة والصيام..
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ}
عوديه ونفسك كثرة الإستغفار وذكر الله..
"إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "
أحرصي على الدعاء لكِ وله بالهداية..
وأجعليه ديدنكما عند كل ضيق وغضب.. بل وفي كل لحظه..
"أعجز الناس من عجز عن الدعاء "ولا تنسي أتنك تدعين أكرم الأكرمين..
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "
وأصبري على ما يمر بكِ ولا تيأسي..
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
فتدين الزوج وخوفه من الله..
هو الأساس في الحياة الزوجية..
وإهماله في طاعة الله هي أساس المشاكل..
إذا كيف يكف الزوج عن المحرمات وعن ظلمك وهو لا يخاف الله؟!
فهو من يردعه عنها.. !
فأحرصي أختي الزوجة على فعل الطاعات وحثي زوجك عليها..
ويجب أن تحرص كل فتاة على هذا الجانب المهم..
حتى تبدأ حياة سعيدة مع زوج يخاف الله فيها.
أختي الكريمة..
إتقي الله أنتِ وزوجك يجعل لكِ من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرج..
أحرصي على طاعة الله وحثي زوجك معكِ..
أحرصوا على النوافل من الصلاة والصيام..
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ}
عوديه ونفسك كثرة الإستغفار وذكر الله..
"إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "
أحرصي على الدعاء لكِ وله بالهداية..
وأجعليه ديدنكما عند كل ضيق وغضب.. بل وفي كل لحظه..
"أعجز الناس من عجز عن الدعاء "ولا تنسي أتنك تدعين أكرم الأكرمين..
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "
وأصبري على ما يمر بكِ ولا تيأسي..
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
فتدين الزوج وخوفه من الله..
هو الأساس في الحياة الزوجية..
وإهماله في طاعة الله هي أساس المشاكل..
إذا كيف يكف الزوج عن المحرمات وعن ظلمك وهو لا يخاف الله؟!
فهو من يردعه عنها.. !
فأحرصي أختي الزوجة على فعل الطاعات وحثي زوجك عليها..
ويجب أن تحرص كل فتاة على هذا الجانب المهم..
حتى تبدأ حياة سعيدة مع زوج يخاف الله فيها.

لا يوجد زواج بلا مشاكل وخلافات بين الزوجين , مهما تقاربت الطباع .
ولكن بالصبر والعمل وتلمس العذر , وتوفر الثقة , وحسن الظن بالشريك , يمكن أن تزول أغلب الخلافات ويتم التواؤم بين الزوجين .
** نماذج من الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها :
1- مشاكل مع أهل الزوج وأقاربه :
* العلاج : على الزوجة الواعية :
* أن تدرك أن الوالدين هما صاحبا الفضل في منحها سعادة الارتباط بهذا الإنسان.
* يجب على الزوجة احترامهما ومعاملتهما بالحب والتقدير .
2- مشكلة تدخل أم الزوجة في شؤون الزوجين :
إن تدخل بعض الأمهات في حياة ابنتها الزوجية , فتكون هي الموجهة والمستشارة التي يعتمد عليها في إدارة عش الزوجية , فإن هذا يثير غضب الزوج بأن حياتهم مكشوفة لدى الآخرين .
العلاج :
* يجب على الزوجة الاستقلال بشخصيتها ورأيها , فإن ذلك يكسبها ثقة زوجها .
* يجب على الزوجة أن تحافظ على أسرار حياتها .
* ولا يعني هذا كله عدم الاستفادة من نصائح الكبار وخبرتهم في الحياة .
* مشاكل متعلقة بهجر الزوج لبيته وجفائه وانصرافه عن زوجته , فلا يجالسها أو يحادثها أو يأنس بها .
تنبيه : على كل زوجة أن تسأل نفسها : ماذا فعلت لكي تقاوم حدوث هذا الفتور والملل الذي انتاب حياتها الزوجية ؟
* العلاج :
* الدعاء والاستعانة بالله في أن يصلح الله الحال .
* الابتعاد عن الذنوب والمعاصي , فقد يكون ذلك سبباً في إعراض الزوج عن زوجته عقوبة من الله : (( التبرج , الغناء , التأخر عن الصلاة , الحسد ... ))
* أكثري من الاستغفار (( فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ً ومن كل ضيقا ً مخرجاً ... ))
* حاولي معرفة سبب النشوز من خلال جلسة عائلية لتصفية الأمور .
* أيتها الزوجة : لاتسيئي فهم زوجك , لأن مشاغل الحياة وصعوبتها وكثرة المسئووليات تنسيه أن يتفوه بالكلام المعسول في كل وقت .
* قليلاً من المفاجأة اليومية : بالشكل , بالحوار , بنوع الأكل , واللبس , وهذا كفيل أن يغير أجواء البيت ويجعلها دافئة .
كوني صديقة لزوجك حتى لايملّك ....... مهتمة باهتماماته .
3- مشاكل مادية متعلقة بالإنفاق أو عدم وفرة المال أو إسراف الزوجة ....... أو بخل الزوج .
* العلاج :
قال تعالى : (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )) ( الأعراف : 31)
* ننصح الأزواج بالاعتدال في الصرف , وأن يقدموا الأهم على المهم .
* عليهم أن يدخروا من المرتب احتياطاً لأي طارىء .
* أن توضع ميزانية واضحة تحدد احتياجاتهم وأوجه الصرف عليها .
4- سبب المشاكل الزوجية يعود إلى الجهل بأمرين مهمين :
* الجهل بالأحكام والحقوق الزوجية الشرعية ومن ثم التقصير فيها .
* الجهل بالتكوين النفسي والخصائص الذاتية لكل من الرجل والمرأة ........ (( أي جهل الرجل بطبيعة المرأة .. والعكس )) مما يؤدي إلى عدم معرفة تعامل كل منهما مع الآخر .
بيت بلا مشاكل: إن بيتاً يعيش بلا مشاكل تذكر سوى خلافات بسيطة يمكن حلها في وقتها ... له آثار طيبة منها :
* زيادة المودة والرحمة بين الزوجين , ومن ثم يعم العائلة كلها .
* العشرة بالمعروف كما أمر الله عز وجل .
* الاهتمام بتربية الأبناء .
* التفرغ لعمل الطاعات , فإذا خلا البيت من المشاكل حينئذ تتجه الأسرة إلى العمل الجاد المثمر .
والتفرغ لنفع الآخرين ... فهل نتصور من بيت يعج بالمشاكل أن يسهم في حل مشكلة في بيت آخر .
عوامل هدم الأسرة كثيرة ومن أهمها :
1- بناء العلاقة بين الرجل والمرأة على غير طاعة الله تعالى .
2- التسرع في الاختيار .
3- الغش الذي يقع بين الطرفين .
اسأل الله التوفيق والسداد لكل المسلمين ، وأن يجعل السعادة نصيب كل زوجين بعد طاعة الله تعالى اللهم آآآمين
ولكن بالصبر والعمل وتلمس العذر , وتوفر الثقة , وحسن الظن بالشريك , يمكن أن تزول أغلب الخلافات ويتم التواؤم بين الزوجين .
** نماذج من الخلافات الزوجية وكيفية التعامل معها :
1- مشاكل مع أهل الزوج وأقاربه :
* العلاج : على الزوجة الواعية :
* أن تدرك أن الوالدين هما صاحبا الفضل في منحها سعادة الارتباط بهذا الإنسان.
* يجب على الزوجة احترامهما ومعاملتهما بالحب والتقدير .
2- مشكلة تدخل أم الزوجة في شؤون الزوجين :
إن تدخل بعض الأمهات في حياة ابنتها الزوجية , فتكون هي الموجهة والمستشارة التي يعتمد عليها في إدارة عش الزوجية , فإن هذا يثير غضب الزوج بأن حياتهم مكشوفة لدى الآخرين .
العلاج :
* يجب على الزوجة الاستقلال بشخصيتها ورأيها , فإن ذلك يكسبها ثقة زوجها .
* يجب على الزوجة أن تحافظ على أسرار حياتها .
* ولا يعني هذا كله عدم الاستفادة من نصائح الكبار وخبرتهم في الحياة .
* مشاكل متعلقة بهجر الزوج لبيته وجفائه وانصرافه عن زوجته , فلا يجالسها أو يحادثها أو يأنس بها .
تنبيه : على كل زوجة أن تسأل نفسها : ماذا فعلت لكي تقاوم حدوث هذا الفتور والملل الذي انتاب حياتها الزوجية ؟
* العلاج :
* الدعاء والاستعانة بالله في أن يصلح الله الحال .
* الابتعاد عن الذنوب والمعاصي , فقد يكون ذلك سبباً في إعراض الزوج عن زوجته عقوبة من الله : (( التبرج , الغناء , التأخر عن الصلاة , الحسد ... ))
* أكثري من الاستغفار (( فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ً ومن كل ضيقا ً مخرجاً ... ))
* حاولي معرفة سبب النشوز من خلال جلسة عائلية لتصفية الأمور .
* أيتها الزوجة : لاتسيئي فهم زوجك , لأن مشاغل الحياة وصعوبتها وكثرة المسئووليات تنسيه أن يتفوه بالكلام المعسول في كل وقت .
* قليلاً من المفاجأة اليومية : بالشكل , بالحوار , بنوع الأكل , واللبس , وهذا كفيل أن يغير أجواء البيت ويجعلها دافئة .
كوني صديقة لزوجك حتى لايملّك ....... مهتمة باهتماماته .
3- مشاكل مادية متعلقة بالإنفاق أو عدم وفرة المال أو إسراف الزوجة ....... أو بخل الزوج .
* العلاج :
قال تعالى : (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا )) ( الأعراف : 31)
* ننصح الأزواج بالاعتدال في الصرف , وأن يقدموا الأهم على المهم .
* عليهم أن يدخروا من المرتب احتياطاً لأي طارىء .
* أن توضع ميزانية واضحة تحدد احتياجاتهم وأوجه الصرف عليها .
4- سبب المشاكل الزوجية يعود إلى الجهل بأمرين مهمين :
* الجهل بالأحكام والحقوق الزوجية الشرعية ومن ثم التقصير فيها .
* الجهل بالتكوين النفسي والخصائص الذاتية لكل من الرجل والمرأة ........ (( أي جهل الرجل بطبيعة المرأة .. والعكس )) مما يؤدي إلى عدم معرفة تعامل كل منهما مع الآخر .
بيت بلا مشاكل: إن بيتاً يعيش بلا مشاكل تذكر سوى خلافات بسيطة يمكن حلها في وقتها ... له آثار طيبة منها :
* زيادة المودة والرحمة بين الزوجين , ومن ثم يعم العائلة كلها .
* العشرة بالمعروف كما أمر الله عز وجل .
* الاهتمام بتربية الأبناء .
* التفرغ لعمل الطاعات , فإذا خلا البيت من المشاكل حينئذ تتجه الأسرة إلى العمل الجاد المثمر .
والتفرغ لنفع الآخرين ... فهل نتصور من بيت يعج بالمشاكل أن يسهم في حل مشكلة في بيت آخر .
عوامل هدم الأسرة كثيرة ومن أهمها :
1- بناء العلاقة بين الرجل والمرأة على غير طاعة الله تعالى .
2- التسرع في الاختيار .
3- الغش الذي يقع بين الطرفين .
اسأل الله التوفيق والسداد لكل المسلمين ، وأن يجعل السعادة نصيب كل زوجين بعد طاعة الله تعالى اللهم آآآمين

أسلحة الدمار الشامل الزوجية
احترس منها.. قد تدمر حياتك في ثوان معدودة..
ذات قوة تدميرية شاملة وخسائرها فادحة..
طوق النجاة في يدك وما عليك سوى أن تقذفه في الوقت المناسب وتلتزم بالتعليمات حتى تستطيع النجاة ومن معك والوصول إلى بر الأمان، وكلمة السر تكمن في جملة:
حبيبي، اسمعني.. افهمني
فالإنصات إلى الطرف الآخر وتعلم فنون الاستماع روشتة ذهبية للتعامل مع الخلافات الزوجية ووأدها من المهد، وإزالة الخلافات والرواسب التي قد تهز أساس تلك العلاقة وتفككها وتدمرها من الداخل تماما مثلما هو الحال عندما نضع شريطا في جهاز التسجيل ونحاول الاستماع إليه وسط الضوضاء. بالتأكيد لن نستمع إليه جيدا وستصل إلينا الأصوات بالضرورة سيئة؛ وهو ما يجعلنا لا نتعرف عليها وسرعان ما سينتابنا الضيق أيضا ونكف عن محاولة الاستماع
ومصادر الضوضاء التي تعكر صفو الحياة الزوجية متعددة، أحيانا نقوم بها عن عمد وأحيانا أخرى دون عمد، إلا أننا نجني تبعاتها في النهاية وتأثيراتها السلبية الخطيرة
أسلحة خاسرة
ما هي أبرز أسلحة الدمار الشامل الزوجية، وكيف نتعامل معها؟
يعرف القادة العسكريون أن الأسلحة الفاسدة تؤدي إلى خسارة المعارك، ولذا يتحرون عن جودة السلاح قبل استخدامه، وهذا ما يتناساه معظم الأزواج والزوجات؛ حيث يستخدمون أسلحة خاسرة في الحوارات الزوجية، خاصة في أثناء الخلافات الزوجية، فتكون النتائج مؤسفة وتتناثر أشلاء السعادة الزوجية
السلاح الأول: المقاطعة والهجوم والتجريح
ولعل أول هذه الأسلحة الخاسرة اللجوء إلى مقاطعة الطرف الآخر في الحديث وعدم الاستماع إليه، ورفض التحلي بالصبر الجميل حتى ينتهي من كلامه، واستبدال ذلك بالهجوم عليه وتجريحه باتهامه بالنقائص والتركيز على ما يعرفه من عيوب شخصية أو نقاط ضعف بحكم العشرة الزوجية، وضربه بها في مقتل؛ وهو ما يوصل للمتحدث بأنه تعرض للهجوم والسخرية، وبالتالي لن يقف مكتوف الأيدي ولن يرفع الراية البيضاء ويجهش بالبكاء، وسرعان ما سيرد الكيل مضاعفا أو الصاع صاعين ليتحول الحوار بين الزوجين إلى حلبة للمصارعة يفوز فيها صاحب القدر الأكبر من قاموس الكلمات القاسية والطعنات الدامية المتخفية في صورة اتهامات، وترك موضوع الحديث أو الخلاف والانصراف عنه إلى طعن المتحدث في شخصيته وفي وجوده كإنسان أو كرجل أو امرأة، وتجريده من كل المميزات أيضا
السلاح الثاني: الاتهام مع التعميم
ومن الأسلحة الفاسدة أيضا أن يلجأ طرف إلى اتهام الآخر بأنه سيء دائما، فيقول الزوج لزوجته: أنت دائما تهملين في أمور البيت، أو تقول الزوجة لزوجها: لم أعش معك يوما سعيدا، وفي ذهن كل منهما أنه سيحظى بالعديد من المكاسب إثر هذا القول؛ حيث يظن المتحدث أنه سيلقي بقنبلة من النوع الكاسح ستدفع الطرف الآخر إلى الاعتراف بأخطائه والتراجع الفوري عنها، ولا بأس من إبداء الندم أيضا مع الاستعداد التام لكل ألوان التعويض المادي والمعنوي أيضا
والحقيقة أن الواقع والتجارب الإنسانية يؤكدان فشل هذا التوقع فشلا ذريعا؛ إذ إن الطرف الذي يتعرض للهجوم سرعان ما يجد نفسه في موقف الاتهام ويعاني من الهجوم المباغت، فينطلق لتبرئة نفسه عن طريق الهجوم المضاد، فيبدأ في ذكر قائمة أخرى يندد فيها بمساوئ الطرف المهاجم ويبالغ هو أيضا في التعميم وفي تجريد الآخر من كل المزايا
وفي ذلك بداية النهاية لأي زواج.. ولا نقصد بالنهاية الانفصال بالطلاق كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن نعني الاستمرار في زواج يخلو من المودة والرحمة، وهما أساس النجاح في الزواج وبدونهما يتصيد الشريكان لبعضهما الأخطاء، وتصبح الحياة جحيما متصلا يدفع ثمنه الجميع بمن فيهم الأبناء أيضا
السلاح الثالث: الإصرار على فتح الملفات القديمة
أيضا من الأسلحة الخاسرة عدم الاستماع إلى الطرف الآخر بدون فتح ملفاته القديمة واستدعاء كل الحوادث السيئة السابقة إلى الذاكرة، بحيث يقول الطرف الذي يستمع إلى نفسه: ها هو يحاول النيل مني ثانية، ولكني لن أدعه يفلت هذه المرة وسألقنه درسا لن ينساه، وسأعاقبه على جميع المرات السابقة وأمنعه من تكرار المحاولة.. ثم يبدأ في الرد بعنف عليه، وأحيانا يردد الكلمات السابقة صراحة فتزداد حدة المواجهة
السلاح الرابع: المطالبة بالحقوق
هناك سلاح فاسد كثر استخدامه مؤخرا بين الأزواج والزوجات وهو قطع الاستماع إلى الحوار بينهما ليعلن الزوج أو الزوجة قائمة بحقوقه التي لن يتنازل عنها للطرف الآخر مهما كلفه ذلك، فيؤجج بذلك نيران العناد ويزيدها بدلا من محاولة إطفائها بتذكر حقيقة أن الطرف الأقوى هو الذي يستطيع أن يتحكم في الموقف ويجيد الاستماع إلى الآخر بدون تحفز ولا يستفزه، ولا يحاول الحط من قدره، بل ولعلنا نضيف أيضا أن الأقوى هو الذي يستطيع تجاهل الإشارات المستفزة من الطرف الآخر، وأن يفعل ذلك بكامل إرادته، ولسان حاله يقول: أنا لا أريد تحويل الأمر إلى معركة خاسرة، سأحتفظ بهدوئي وأتجاهل التلميحات السخيفة الصادرة منه، حتى وإن تحولت إلى تصريحات لا داعي لها، فالأهم هو أن أستمع جيدا لما وراء الكلمات، وأن أتفهم دواعي غضبه وما يحركها، وأن أقوم بالتحكم في سير الدفة حتى لا تندفع سفينة الحوار بعيدا عن الوجهة التي أريدها، وما دمت لا أريد الانفصال سواء أكان عاطفيا أو نفسيا أو بالطلاق، فلا مفر أن أقوم بحسن الاستماع الذي سيدفعني إلى تفهم حالة الغضب التي قد تصل إلى حالة سيئة من الاندفاع العصبي الذي قد يعلن عن نفسه بإشارات سخيفة بالقول وبالفعل وبسخرية مرة وما شابه ذلك، وأن أذكر نفسي بما قاله الإمام علي كرم الله وجهه: أقوى الناس أعظمهم سلطانا على نفسه، وبأنه شريكي أو شريكتي في الحياة، وقد اخترته بكامل إرادتي؛ لأن هناك أسبابا وجيهة قد دفعتني للزواج منه، ودوافع أخرى تجعلني أقرر البقاء في الزواج معه، ولذا فإن عليَّ تفهمه من خلال الإنصات الجيد إليه في أثناء غضبه، ومحاولة انتزاع أية منافذ لتضييق الخلاف وحصره في أضيق نطاق ممكن، فضلا عن فتح أية ثغرات لامتصاص ثورته أو غضبه على ألا يكون ذلك من قبيل التنازل عن الكبرياء أو الكرامة الشخصية، فهذا أمر مرفوض، بل يكون من قبيل إسعاد النفس والابتعاد عن كل ما يضايقها حاليا أو لاحقا، فلاشك أن أسهل شيء هو مقاطعة من يتحدث بما يضايقنا ورد الصاع صاعين وأكثر، ولكن ذلك سيكلفنا الكثير، والأصعب -وهو الأفضل أيضا- كبح جماح الغضب وتذكير النفس بأية مزايا للطرف الآخر ولو كانت مجرد بقائه في الزواج، ثم تذكر أننا نستحق أن نعيش بعيدا عن الصراعات، وأن الذكاء يدعونا للتعامل مع شريك الحياة كما نتعامل مع الصديق المقرب؛ حيث نمنحه بعض الحقوق الإضافية ونتغاضى بإرادتنا عن مضايقته لنا في أثناء الحديث، ونبرر ذلك بأية أعذار، فما بالنا نبخل بها على شريك الحياة الذي يقاسمنا حياتنا كلها ويرى منا ما لا يراه الآخرون
السلاح الخامس: تبادل الجمل المسمومة
ومن الأسلحة الفاسدة أيضا: أن يقاطع الزوج زوجته أو بالعكس في أثناء الحديث قائلا: كنت أعلم أنك ستقولين هذا الكلام، لا يوجد فائدة، لقد حذروني من الزواج منك، أو أن تقول الزوجة لزوجها: لقد ندمت على الزواج منك، وأزواج صديقاتي كلهم أفضل منك وصديقاتي سعيدات وأنا وحدي التعيسة.. وما إلى ذلك من الجمل المسمومة التي يلقي بها الزوج أو الزوجة إلى عقل وقلب الطرف الآخر؛ وهو ما ينشر السموم في الحوار بينهما ويعطل الإنصات ويصيبه في مقتل، ويصعد الخلاف على أمر ثانوي ويحوله إلى بؤر صديدية تنخر في جسد الزواج، وتجعله يتآكل من الداخل بعيدا عن سيطرة الزوجين؛ إما لعدم رغبتهما في التراجع أو لغفلتهما في كثير من الأحيان
السلاح السادس: غض الطرف عن مضمون الحديث والتركيز على الأسلوب
ومن الأخطاء الشائعة المترتبة على عدم إجادة فنون الاستماع: التركيز على أسلوب الحديث بدلا من الاهتمام بمضمونه؛ كأن تعترض الزوجة على أن زوجها لا ينظر إليها باهتمام كاف أثناء الحديث، أو أن يتهم الزوج زوجته بأنها تتهكم في أثناء الحديث، فالأهم هو التنبه إلى مضمون الحديث وإلى الرسالة الحقيقية التي يريد الطرف الآخر إرسالها وفقا لما يعرفه المستمع من خصائص شخصية
وقد يحاول طرف مضايقة الآخر في أثناء الحديث لشدة شعوره بالإهانة من الطرف الآخر، ولذا ينبغي أن نتفهم المعنى المختفي وراء الكلمات ونزيل أسباب الشعور بالإهانة بكلمات حاسمة تؤكد عدم تعمد الاستهتار بمشاعر الطرف الآخر، وألا يعتبر ذلك انتقاصا من قدره، ويمكنه بعد انتهاء الموقف تماما لفت نظر الطرف الآخر إلى أنه لم يكن موفقا بإثارة ضيقه وأن هذا الأسلوب لا يليق به، بل ينتقص من قدره ويسحب من رصيده لدى الطرف الآخر، وألا يكثر في الحديث عن ذلك وألا يلقي محاضرة طويلة، بل يكتفي بكلمات قليلة ثم يتركه ويغادر المكان ليعطيه الفرصة الكافية للتفكير بعيدا عن الضغوط، وحتى لا يتمسك برأيه من قبيل العناد وليتمكن من التراجع، والتراجع هنا لا نقصد به أن عليه أن يمسك مذياعا ليعلن أمام الكون كله أنه أخطأ أو حتى أمام الطرف الآخر، فهذا أمر غير واقعي، ويتعب من يصر على الحصول عليه، والأذكى هنا أن يفرح بالتراجع الذي يتلخص في عدم تكرار الإساءة، وعدم المبالغة في التوقف عند ما يضايقنا ما دام لن يتكرر؛ فالحياة لا تتحمل اجترار الألم وتنشيط الذاكرة السلبية، والأجمل هو الانصراف إلى حياتنا ومحاولة ملئها بكل ما يمكن أن يسعدنا بدلا من تذكر ما ضايقنا وانتهى بعدم التكرار
السلاح السابع: الرغبة في الخروج منتصرا بأي ثمن
ومن الأمور السلبية للغاية أن يتحدث الزوجان بصورة سيئة؛ كأن يتحفز كل منهما للآخر ولا يستمع لما يقوله، بل يعد نفسه للرد المبني على إثبات أنه غير مخطئ، وأن الطرف الآخر هو الذي يستحق اللوم والعتاب وأحيانا الشتائم أيضا.. بينما يدعونا الذكاء إلى تذكر أهمية الاستماع بعقل غير متحيز ونفس هادئة ووجه ملامحه ترتسم بالارتخاء والبعد عن العصبية؛ بل وترسل رسائل مودة للطرف الآخر سواء بالنظرات أو بالكلمات مفادها: 'إنني أقدرك جيدا واحترم مشاعرك، وأسعى للتواصل الإيجابي معك، وأتمنى الخروج من هذا الحوار بأفضل النتائج الممكنة التي تعود علينا بالخير سويا، وأتذكر صفاتك الجيدة، وأحرص على استمرار الزواج بيننا، وأسعى لإزالة أي سوء تفاهم أو خلاف بيننا، ولا أخاف من الاختلاف لأنه أمر طبيعي بين البشر ولن أسمح بتحويله إلى مصدر لـ النكد الزوجي، أو أن يكون وسيلة لنشأة الضغائن بيننا، بل سأعمل على تحويله إلى وسيلة للفهم المتبادل بيننا وإلى نمو أكبر، مع الحرص على حسن التعامل بيننا
كما نود أن يتعلم كل زوجين حسن التعبير عن انفعالاتهم في أثناء الاستماع لما يكرهون من الطرف الآخر، فلا يصح الصراخ ولا التجريح، وأن ترى الزوجة أن التمتع باللسان الحلو سيجعلها تربح الكثير، وأن يثق الزوج أنه كلما احترم مشاعر زوجته وابتعد عن تسفيه آرائها كلما اختار لنفسه راحة البال ولزواجه السعادة والنجاح.. وعلى الزوجة أن تُشْعر زوجها بأنها تقدِّره
السلاح الثامن: الاتهام بالخطأ
ومن فنون الاستماع ألا يقاطع طرف الطرف الآخر قائلا له: أنت مخطئ فلا أحد يحب أن يُتَّهم بالخطأ، وسيكون رد الفعل عنيفا لشعوره بالإهانة، والأفضل هو الاستماع حتى انتهاء الحديث تماما، ثم إبداء بعض الملاحظات الإيجابية، وطرح الموضوع من وجهة نظر مختلفة قائلا: أتفق معك كثيرا، ولكن ما رأيك لو نظرت للأمر بصورة مختلفة، ويطرح وجهة نظره بأفضل صورة ممكنة
وعلى كل طرف من طرفي العلاقة أن يراقب تعبيرات الوجه عندما يستمع لما يضايقه من الطرف الآخر والسيطرة على هذه التعبيرات حتى لا تصدر رسائل سلبية تعبر عن النفور أو الاحتقار، مع عدم التركيز في النظر إلى وجه من يتكلم إذا كان غاضبا حتى لا تُمتص الرسائل الغاضبة وتُشحن النفس سلبيا؛ وهذه الرسائل السلبية تعيق الاستماع إلى مضمون الحديث سعيا وراء تفهم أسباب الغضب، وتدفع بالإنسان - بدلا من ذلك- إلى الانتقام من شريكه وعقابه على وجهه الغاضب الذي قد يوحي بالكراهية، مع تذكر أن الغاضب يكره موضوع الحديث ولا يكره صاحب التصرف نفسه، وهو ما ينبغي التركيز عليه صراحة في أثناء الحديث، ويجب على المستمع التنبه إليه منعا لتوسيع دائرة الخلاف
السلاح التاسع: التهديد والمن
ومن الأسلحة الخاسرة: مقاطعة الطرف الآخر وتهديده لمنعه من الاسترسال في الحديث، كأن تهدد الزوجة زوجها بترك البيت أو يهدد الزوج زوجته بالطلاق أو ما شابه ذلك، فضلا عن معايرة بعضهما البعض بما قام به أحدهما للآخر من خدمات سابقة سواء أكانت مادية أو معنوية أو ما شابه ذلك، أو قيام أحدهما بإيقاف الاستماع إلى الآخر قائلا: لقد أخذت كفايتي أو ما شابه ذلك، ومن الأفضل القول: ما رأيك في تأجيل الكلام إلى وقت أفضل لك ولي أيضا، وحتى نهدأ نفسيا ولا نضايق بعضنا البعض
وهذا أفضل بكثير من مقاطعة الطرف الآخر عند سماع ما يضايقنا والكيل له بمضايقات أشد، والذكاء يقود إلى حسن الاستماع والتفكير الجدي قبل الرد فيما إذا كان الكلام الذي سيقال سيهدئ من حدة الموقف أم سيزيده اشتعالا، وهل الكلام مقصود لذاته أم لمجرد تنفيس عن حدة الغضب؟ وهل كان سيقوله في الظروف العادية أم أن جو المعارك هو الذي يدفعه إلى قوله؟
وعلى الزوج والزوجة تذكر عدم ترك قيادة زواجهما للغضب، والتنبه إلى أنه: لكي تحدث مشاجرة لا بد أن يتفق الطرفان على حدوثها.. كما يقول المثل الإنجليزي، وأن الطرف الأذكى هو الذي لا يسمح بحدوث مشاجرة ويتسلح بالإنصات الهادئ الباحث عن سبيل للخروج من الأزمة وتجنب تحويلها إلى محنة
السلاح العاشر: تصور أن الخلاف نهاية المطاف
ومن الأخطاء الشائعة في الاستماع عدم تفهم ضرورة حدوث خلافات بين الحين والآخر بين الزوجين لتنوع الاهتمامات في الحياة، ولاختلاف الرغبات أيضا وتصور ذلك وكأنه دليل على سعي أحدهما إلى السيطرة أو إلغاء الآخر، وتوهم أنها علاقة غالب ومغلوب، فيتحفز المستمع للإجهاز على المتحدث في أول فرصة ممكنة، بينما لو تمتع بالثقة الكافية في النفس لأدرك أن أحدا لن يجبره على ما لا يريده، وأن بإمكانه أن يرفض دون إيذاء مشاعر الطرف الآخر أو اتهامه بالنقائص، كما أن بإمكانك أن تغلف مواقفك المختلفة بكلمات لطيفة ودودة وملامح وجه تخلو من العصبية، ولا تحرض الآخر على التحفز بقدر ما تدعوه إلى محاولة إعادة النظر في الأمر، أو على الأقل عدم تصعيد الخلاف وتحويله إلى معركة حياة أو موت، وفي ذلك مكسب لا يستهان به.
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
احترس منها.. قد تدمر حياتك في ثوان معدودة..
ذات قوة تدميرية شاملة وخسائرها فادحة..
طوق النجاة في يدك وما عليك سوى أن تقذفه في الوقت المناسب وتلتزم بالتعليمات حتى تستطيع النجاة ومن معك والوصول إلى بر الأمان، وكلمة السر تكمن في جملة:
حبيبي، اسمعني.. افهمني
فالإنصات إلى الطرف الآخر وتعلم فنون الاستماع روشتة ذهبية للتعامل مع الخلافات الزوجية ووأدها من المهد، وإزالة الخلافات والرواسب التي قد تهز أساس تلك العلاقة وتفككها وتدمرها من الداخل تماما مثلما هو الحال عندما نضع شريطا في جهاز التسجيل ونحاول الاستماع إليه وسط الضوضاء. بالتأكيد لن نستمع إليه جيدا وستصل إلينا الأصوات بالضرورة سيئة؛ وهو ما يجعلنا لا نتعرف عليها وسرعان ما سينتابنا الضيق أيضا ونكف عن محاولة الاستماع
ومصادر الضوضاء التي تعكر صفو الحياة الزوجية متعددة، أحيانا نقوم بها عن عمد وأحيانا أخرى دون عمد، إلا أننا نجني تبعاتها في النهاية وتأثيراتها السلبية الخطيرة
أسلحة خاسرة
ما هي أبرز أسلحة الدمار الشامل الزوجية، وكيف نتعامل معها؟
يعرف القادة العسكريون أن الأسلحة الفاسدة تؤدي إلى خسارة المعارك، ولذا يتحرون عن جودة السلاح قبل استخدامه، وهذا ما يتناساه معظم الأزواج والزوجات؛ حيث يستخدمون أسلحة خاسرة في الحوارات الزوجية، خاصة في أثناء الخلافات الزوجية، فتكون النتائج مؤسفة وتتناثر أشلاء السعادة الزوجية
السلاح الأول: المقاطعة والهجوم والتجريح
ولعل أول هذه الأسلحة الخاسرة اللجوء إلى مقاطعة الطرف الآخر في الحديث وعدم الاستماع إليه، ورفض التحلي بالصبر الجميل حتى ينتهي من كلامه، واستبدال ذلك بالهجوم عليه وتجريحه باتهامه بالنقائص والتركيز على ما يعرفه من عيوب شخصية أو نقاط ضعف بحكم العشرة الزوجية، وضربه بها في مقتل؛ وهو ما يوصل للمتحدث بأنه تعرض للهجوم والسخرية، وبالتالي لن يقف مكتوف الأيدي ولن يرفع الراية البيضاء ويجهش بالبكاء، وسرعان ما سيرد الكيل مضاعفا أو الصاع صاعين ليتحول الحوار بين الزوجين إلى حلبة للمصارعة يفوز فيها صاحب القدر الأكبر من قاموس الكلمات القاسية والطعنات الدامية المتخفية في صورة اتهامات، وترك موضوع الحديث أو الخلاف والانصراف عنه إلى طعن المتحدث في شخصيته وفي وجوده كإنسان أو كرجل أو امرأة، وتجريده من كل المميزات أيضا
السلاح الثاني: الاتهام مع التعميم
ومن الأسلحة الفاسدة أيضا أن يلجأ طرف إلى اتهام الآخر بأنه سيء دائما، فيقول الزوج لزوجته: أنت دائما تهملين في أمور البيت، أو تقول الزوجة لزوجها: لم أعش معك يوما سعيدا، وفي ذهن كل منهما أنه سيحظى بالعديد من المكاسب إثر هذا القول؛ حيث يظن المتحدث أنه سيلقي بقنبلة من النوع الكاسح ستدفع الطرف الآخر إلى الاعتراف بأخطائه والتراجع الفوري عنها، ولا بأس من إبداء الندم أيضا مع الاستعداد التام لكل ألوان التعويض المادي والمعنوي أيضا
والحقيقة أن الواقع والتجارب الإنسانية يؤكدان فشل هذا التوقع فشلا ذريعا؛ إذ إن الطرف الذي يتعرض للهجوم سرعان ما يجد نفسه في موقف الاتهام ويعاني من الهجوم المباغت، فينطلق لتبرئة نفسه عن طريق الهجوم المضاد، فيبدأ في ذكر قائمة أخرى يندد فيها بمساوئ الطرف المهاجم ويبالغ هو أيضا في التعميم وفي تجريد الآخر من كل المزايا
وفي ذلك بداية النهاية لأي زواج.. ولا نقصد بالنهاية الانفصال بالطلاق كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن نعني الاستمرار في زواج يخلو من المودة والرحمة، وهما أساس النجاح في الزواج وبدونهما يتصيد الشريكان لبعضهما الأخطاء، وتصبح الحياة جحيما متصلا يدفع ثمنه الجميع بمن فيهم الأبناء أيضا
السلاح الثالث: الإصرار على فتح الملفات القديمة
أيضا من الأسلحة الخاسرة عدم الاستماع إلى الطرف الآخر بدون فتح ملفاته القديمة واستدعاء كل الحوادث السيئة السابقة إلى الذاكرة، بحيث يقول الطرف الذي يستمع إلى نفسه: ها هو يحاول النيل مني ثانية، ولكني لن أدعه يفلت هذه المرة وسألقنه درسا لن ينساه، وسأعاقبه على جميع المرات السابقة وأمنعه من تكرار المحاولة.. ثم يبدأ في الرد بعنف عليه، وأحيانا يردد الكلمات السابقة صراحة فتزداد حدة المواجهة
السلاح الرابع: المطالبة بالحقوق
هناك سلاح فاسد كثر استخدامه مؤخرا بين الأزواج والزوجات وهو قطع الاستماع إلى الحوار بينهما ليعلن الزوج أو الزوجة قائمة بحقوقه التي لن يتنازل عنها للطرف الآخر مهما كلفه ذلك، فيؤجج بذلك نيران العناد ويزيدها بدلا من محاولة إطفائها بتذكر حقيقة أن الطرف الأقوى هو الذي يستطيع أن يتحكم في الموقف ويجيد الاستماع إلى الآخر بدون تحفز ولا يستفزه، ولا يحاول الحط من قدره، بل ولعلنا نضيف أيضا أن الأقوى هو الذي يستطيع تجاهل الإشارات المستفزة من الطرف الآخر، وأن يفعل ذلك بكامل إرادته، ولسان حاله يقول: أنا لا أريد تحويل الأمر إلى معركة خاسرة، سأحتفظ بهدوئي وأتجاهل التلميحات السخيفة الصادرة منه، حتى وإن تحولت إلى تصريحات لا داعي لها، فالأهم هو أن أستمع جيدا لما وراء الكلمات، وأن أتفهم دواعي غضبه وما يحركها، وأن أقوم بالتحكم في سير الدفة حتى لا تندفع سفينة الحوار بعيدا عن الوجهة التي أريدها، وما دمت لا أريد الانفصال سواء أكان عاطفيا أو نفسيا أو بالطلاق، فلا مفر أن أقوم بحسن الاستماع الذي سيدفعني إلى تفهم حالة الغضب التي قد تصل إلى حالة سيئة من الاندفاع العصبي الذي قد يعلن عن نفسه بإشارات سخيفة بالقول وبالفعل وبسخرية مرة وما شابه ذلك، وأن أذكر نفسي بما قاله الإمام علي كرم الله وجهه: أقوى الناس أعظمهم سلطانا على نفسه، وبأنه شريكي أو شريكتي في الحياة، وقد اخترته بكامل إرادتي؛ لأن هناك أسبابا وجيهة قد دفعتني للزواج منه، ودوافع أخرى تجعلني أقرر البقاء في الزواج معه، ولذا فإن عليَّ تفهمه من خلال الإنصات الجيد إليه في أثناء غضبه، ومحاولة انتزاع أية منافذ لتضييق الخلاف وحصره في أضيق نطاق ممكن، فضلا عن فتح أية ثغرات لامتصاص ثورته أو غضبه على ألا يكون ذلك من قبيل التنازل عن الكبرياء أو الكرامة الشخصية، فهذا أمر مرفوض، بل يكون من قبيل إسعاد النفس والابتعاد عن كل ما يضايقها حاليا أو لاحقا، فلاشك أن أسهل شيء هو مقاطعة من يتحدث بما يضايقنا ورد الصاع صاعين وأكثر، ولكن ذلك سيكلفنا الكثير، والأصعب -وهو الأفضل أيضا- كبح جماح الغضب وتذكير النفس بأية مزايا للطرف الآخر ولو كانت مجرد بقائه في الزواج، ثم تذكر أننا نستحق أن نعيش بعيدا عن الصراعات، وأن الذكاء يدعونا للتعامل مع شريك الحياة كما نتعامل مع الصديق المقرب؛ حيث نمنحه بعض الحقوق الإضافية ونتغاضى بإرادتنا عن مضايقته لنا في أثناء الحديث، ونبرر ذلك بأية أعذار، فما بالنا نبخل بها على شريك الحياة الذي يقاسمنا حياتنا كلها ويرى منا ما لا يراه الآخرون
السلاح الخامس: تبادل الجمل المسمومة
ومن الأسلحة الفاسدة أيضا: أن يقاطع الزوج زوجته أو بالعكس في أثناء الحديث قائلا: كنت أعلم أنك ستقولين هذا الكلام، لا يوجد فائدة، لقد حذروني من الزواج منك، أو أن تقول الزوجة لزوجها: لقد ندمت على الزواج منك، وأزواج صديقاتي كلهم أفضل منك وصديقاتي سعيدات وأنا وحدي التعيسة.. وما إلى ذلك من الجمل المسمومة التي يلقي بها الزوج أو الزوجة إلى عقل وقلب الطرف الآخر؛ وهو ما ينشر السموم في الحوار بينهما ويعطل الإنصات ويصيبه في مقتل، ويصعد الخلاف على أمر ثانوي ويحوله إلى بؤر صديدية تنخر في جسد الزواج، وتجعله يتآكل من الداخل بعيدا عن سيطرة الزوجين؛ إما لعدم رغبتهما في التراجع أو لغفلتهما في كثير من الأحيان
السلاح السادس: غض الطرف عن مضمون الحديث والتركيز على الأسلوب
ومن الأخطاء الشائعة المترتبة على عدم إجادة فنون الاستماع: التركيز على أسلوب الحديث بدلا من الاهتمام بمضمونه؛ كأن تعترض الزوجة على أن زوجها لا ينظر إليها باهتمام كاف أثناء الحديث، أو أن يتهم الزوج زوجته بأنها تتهكم في أثناء الحديث، فالأهم هو التنبه إلى مضمون الحديث وإلى الرسالة الحقيقية التي يريد الطرف الآخر إرسالها وفقا لما يعرفه المستمع من خصائص شخصية
وقد يحاول طرف مضايقة الآخر في أثناء الحديث لشدة شعوره بالإهانة من الطرف الآخر، ولذا ينبغي أن نتفهم المعنى المختفي وراء الكلمات ونزيل أسباب الشعور بالإهانة بكلمات حاسمة تؤكد عدم تعمد الاستهتار بمشاعر الطرف الآخر، وألا يعتبر ذلك انتقاصا من قدره، ويمكنه بعد انتهاء الموقف تماما لفت نظر الطرف الآخر إلى أنه لم يكن موفقا بإثارة ضيقه وأن هذا الأسلوب لا يليق به، بل ينتقص من قدره ويسحب من رصيده لدى الطرف الآخر، وألا يكثر في الحديث عن ذلك وألا يلقي محاضرة طويلة، بل يكتفي بكلمات قليلة ثم يتركه ويغادر المكان ليعطيه الفرصة الكافية للتفكير بعيدا عن الضغوط، وحتى لا يتمسك برأيه من قبيل العناد وليتمكن من التراجع، والتراجع هنا لا نقصد به أن عليه أن يمسك مذياعا ليعلن أمام الكون كله أنه أخطأ أو حتى أمام الطرف الآخر، فهذا أمر غير واقعي، ويتعب من يصر على الحصول عليه، والأذكى هنا أن يفرح بالتراجع الذي يتلخص في عدم تكرار الإساءة، وعدم المبالغة في التوقف عند ما يضايقنا ما دام لن يتكرر؛ فالحياة لا تتحمل اجترار الألم وتنشيط الذاكرة السلبية، والأجمل هو الانصراف إلى حياتنا ومحاولة ملئها بكل ما يمكن أن يسعدنا بدلا من تذكر ما ضايقنا وانتهى بعدم التكرار
السلاح السابع: الرغبة في الخروج منتصرا بأي ثمن
ومن الأمور السلبية للغاية أن يتحدث الزوجان بصورة سيئة؛ كأن يتحفز كل منهما للآخر ولا يستمع لما يقوله، بل يعد نفسه للرد المبني على إثبات أنه غير مخطئ، وأن الطرف الآخر هو الذي يستحق اللوم والعتاب وأحيانا الشتائم أيضا.. بينما يدعونا الذكاء إلى تذكر أهمية الاستماع بعقل غير متحيز ونفس هادئة ووجه ملامحه ترتسم بالارتخاء والبعد عن العصبية؛ بل وترسل رسائل مودة للطرف الآخر سواء بالنظرات أو بالكلمات مفادها: 'إنني أقدرك جيدا واحترم مشاعرك، وأسعى للتواصل الإيجابي معك، وأتمنى الخروج من هذا الحوار بأفضل النتائج الممكنة التي تعود علينا بالخير سويا، وأتذكر صفاتك الجيدة، وأحرص على استمرار الزواج بيننا، وأسعى لإزالة أي سوء تفاهم أو خلاف بيننا، ولا أخاف من الاختلاف لأنه أمر طبيعي بين البشر ولن أسمح بتحويله إلى مصدر لـ النكد الزوجي، أو أن يكون وسيلة لنشأة الضغائن بيننا، بل سأعمل على تحويله إلى وسيلة للفهم المتبادل بيننا وإلى نمو أكبر، مع الحرص على حسن التعامل بيننا
كما نود أن يتعلم كل زوجين حسن التعبير عن انفعالاتهم في أثناء الاستماع لما يكرهون من الطرف الآخر، فلا يصح الصراخ ولا التجريح، وأن ترى الزوجة أن التمتع باللسان الحلو سيجعلها تربح الكثير، وأن يثق الزوج أنه كلما احترم مشاعر زوجته وابتعد عن تسفيه آرائها كلما اختار لنفسه راحة البال ولزواجه السعادة والنجاح.. وعلى الزوجة أن تُشْعر زوجها بأنها تقدِّره
السلاح الثامن: الاتهام بالخطأ
ومن فنون الاستماع ألا يقاطع طرف الطرف الآخر قائلا له: أنت مخطئ فلا أحد يحب أن يُتَّهم بالخطأ، وسيكون رد الفعل عنيفا لشعوره بالإهانة، والأفضل هو الاستماع حتى انتهاء الحديث تماما، ثم إبداء بعض الملاحظات الإيجابية، وطرح الموضوع من وجهة نظر مختلفة قائلا: أتفق معك كثيرا، ولكن ما رأيك لو نظرت للأمر بصورة مختلفة، ويطرح وجهة نظره بأفضل صورة ممكنة
وعلى كل طرف من طرفي العلاقة أن يراقب تعبيرات الوجه عندما يستمع لما يضايقه من الطرف الآخر والسيطرة على هذه التعبيرات حتى لا تصدر رسائل سلبية تعبر عن النفور أو الاحتقار، مع عدم التركيز في النظر إلى وجه من يتكلم إذا كان غاضبا حتى لا تُمتص الرسائل الغاضبة وتُشحن النفس سلبيا؛ وهذه الرسائل السلبية تعيق الاستماع إلى مضمون الحديث سعيا وراء تفهم أسباب الغضب، وتدفع بالإنسان - بدلا من ذلك- إلى الانتقام من شريكه وعقابه على وجهه الغاضب الذي قد يوحي بالكراهية، مع تذكر أن الغاضب يكره موضوع الحديث ولا يكره صاحب التصرف نفسه، وهو ما ينبغي التركيز عليه صراحة في أثناء الحديث، ويجب على المستمع التنبه إليه منعا لتوسيع دائرة الخلاف
السلاح التاسع: التهديد والمن
ومن الأسلحة الخاسرة: مقاطعة الطرف الآخر وتهديده لمنعه من الاسترسال في الحديث، كأن تهدد الزوجة زوجها بترك البيت أو يهدد الزوج زوجته بالطلاق أو ما شابه ذلك، فضلا عن معايرة بعضهما البعض بما قام به أحدهما للآخر من خدمات سابقة سواء أكانت مادية أو معنوية أو ما شابه ذلك، أو قيام أحدهما بإيقاف الاستماع إلى الآخر قائلا: لقد أخذت كفايتي أو ما شابه ذلك، ومن الأفضل القول: ما رأيك في تأجيل الكلام إلى وقت أفضل لك ولي أيضا، وحتى نهدأ نفسيا ولا نضايق بعضنا البعض
وهذا أفضل بكثير من مقاطعة الطرف الآخر عند سماع ما يضايقنا والكيل له بمضايقات أشد، والذكاء يقود إلى حسن الاستماع والتفكير الجدي قبل الرد فيما إذا كان الكلام الذي سيقال سيهدئ من حدة الموقف أم سيزيده اشتعالا، وهل الكلام مقصود لذاته أم لمجرد تنفيس عن حدة الغضب؟ وهل كان سيقوله في الظروف العادية أم أن جو المعارك هو الذي يدفعه إلى قوله؟
وعلى الزوج والزوجة تذكر عدم ترك قيادة زواجهما للغضب، والتنبه إلى أنه: لكي تحدث مشاجرة لا بد أن يتفق الطرفان على حدوثها.. كما يقول المثل الإنجليزي، وأن الطرف الأذكى هو الذي لا يسمح بحدوث مشاجرة ويتسلح بالإنصات الهادئ الباحث عن سبيل للخروج من الأزمة وتجنب تحويلها إلى محنة
السلاح العاشر: تصور أن الخلاف نهاية المطاف
ومن الأخطاء الشائعة في الاستماع عدم تفهم ضرورة حدوث خلافات بين الحين والآخر بين الزوجين لتنوع الاهتمامات في الحياة، ولاختلاف الرغبات أيضا وتصور ذلك وكأنه دليل على سعي أحدهما إلى السيطرة أو إلغاء الآخر، وتوهم أنها علاقة غالب ومغلوب، فيتحفز المستمع للإجهاز على المتحدث في أول فرصة ممكنة، بينما لو تمتع بالثقة الكافية في النفس لأدرك أن أحدا لن يجبره على ما لا يريده، وأن بإمكانه أن يرفض دون إيذاء مشاعر الطرف الآخر أو اتهامه بالنقائص، كما أن بإمكانك أن تغلف مواقفك المختلفة بكلمات لطيفة ودودة وملامح وجه تخلو من العصبية، ولا تحرض الآخر على التحفز بقدر ما تدعوه إلى محاولة إعادة النظر في الأمر، أو على الأقل عدم تصعيد الخلاف وتحويله إلى معركة حياة أو موت، وفي ذلك مكسب لا يستهان به.
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الصفحة الأخيرة
نجلاء محفوظ
عايشت الكثير من الزوجات العربيات وسمحن لي بالدخول في المناطق الخاصة جدا التي يمنعن الآخرين من الاقتراب منها، واحترمت معاناتهن وجاهدت معهن لاكتشاف أسباب المعاناة والسعي الجاد إلى إيجاد حلول واقعية.
وقد خرجت من هذه المعايشات المتواصلة باكتشاف انتشار عدة أفكار تسكن عقول الزوجات العربيات وتسرق منهن السعادة الزوجية وتكتب أسماءهن "بجدارة" في قوائم التعيسات والمهددات بالمرض النفسي والجسدي.
ونبدأ بإصرار مستميت من الزوجة العربية على أن يضعها زوجها على رأس أولوياته في الحياة وأن تسبق كلا من عمله وأصحابه وهواياته وأهله، فإذا لم تظفر بذلك فإنها تسمح للإحساس القاتل بالظلم بأن يقود حياتها، وكيف لا تشعر بذلك وهي تقسم أن تضعه في أهم أولوياتها وأنها تفضل البقاء معه -في بداية الزواج بالطبع- عن أي شيء آخر، وأنها تريد أن يكونا شخصا واحدا في جسدين، وترفض أن تكون مثل قطعة الأثاث في المنزل يمكن الاستغناء عنها... وما إلى ذلك.
أنتِ أولا
ونرد -بكل ود واحترام- على كل من تفكر بهذه الصورة، ونقول: هوني على نفسك، قومي بحب نفسك حبا إيجابيا ولا تضعي أحدا غيرك على قائمة أولوياتك، واهتمي بأن يكون الوقت الذي يقضيه زوجك معك وقتا جميلا وممتعا لكما سويا، ولا تبعثريه في الشكوى من ابتعاده عنك لأنك بهذه الطريقة تدفعينه بعيدا عنك وسيشعر أنه دائما متهم بالتقصير وبأنك تحملينه ما لا يريده وتريدين السيطرة عليه وفرض أجندتك الخاصة عليه.
ونرى أن الزوجة الذكية لن تقبل بذلك وتسعد بأن لها وجودا ما في حياة زوجها وتحرضه بذكاء على زيادة هذا الوجود من خلال صحبتها اللطيفة وأنوثتها الناعمة وكلماتها الودودة، وقبل ذلك كله انشغالها عنه في غيابه وتركيزها على باقي أدوارها في الحياة سواء كأم أو ربة بيت أو امرأة عاملة أو صديقة، فإن ذلك يمنحها شعورا رائعا بالاعتزاز بالنفس، مما يجعلها ترى الحياة بصورة أكثر اتساعا ولا تختزل نفسها في دور الزوجة؛ مما يجعلها تؤدي هذا الدور بصورة أفضل لها ولزوجها أيضا ولا تكون عبئا عليه ولا تضايق نفسها بالتساؤل عن المكانة التي نشغلها لدى زوجها، فالأهم هو تحسين التعامل اليومي مع الزوج.
معاناة مؤلمة ولكن
بانفعال رهيب تتسابق الكلمات على لسان زوجة تقول: لو كان زوجي يحبني لترك لي قيادة الأسرة واحترم كلمتي كما يفعل زوج صديقتي، ويجبر أهله على احترامي والخوف من مضايقتي ولا يخبرهم بأي شيء يحدث لنا، كما يجب أن يحب أولادي أهلي أكثر مما يحبون أهل والدهم، وعلى زوجي أن يتقبل بنفس راضية إهمالي في مظهري بعد الزواج، وأن يراعي مشاعري فلا ينظر إلى أي سيدة جميلة ولا يبدي أي ملاحظات تجرحني، وعليه أن يتفهم انشغالي في تربية أبنائه وطهي طعامه وترتيب وتنظيف منزله، ولا بد أن يتحمل غضبي وصراخي أحيانا بسبب كثرة المسئوليات الملقاة على عاتقي وأن يعرف أنني كان يمكنني أن أتزوج من يفضله وأن زملائي في العمل أو الأقارب يدركون قيمتي جيدا وأنه الوحيد الذي لا يعرفها، ويكفي أنني أعطيه حقوقه الزوجية وأجعله يستمتع بهذا اللقاء و...
ونربت على هذه الزوجة وكل من توافقها في آرائها وبالتالي تتحمل معاناة مؤلمة نتمنى لها الخلاص منها. والحقيقة أن الزوجة الذكية هي التي تجعل زوجها يتحمل مسئولية الأسرة برفق وذكاء، وعندما يكون لديها رأي مخالف تطرحه في صورة تساؤل كأن تقول له: ماذا لو فكرنا على هذا النحو؟ وتطرح ما تريده ثم تترك له الخيار بعد أن توضح له باختصار شديد ودون إلحاح مزايا الرأي الذي تؤيده ثم تبدي ثقتها بأنه سيختار الأفضل للأسرة، وتتركه وتمضي أو تغير الحديث ولا تبدي تلهفا على إمضاء رأيها ولا تتشبث به حتى لا تستفزه إلى رفضه ولو من باب العناد أو إثبات أنه صاحب الكلمة الأولى في المنزل.
والزوجة السعيدة لا تقارن بين زوجها وأزواج صديقاتها أو قريباتها ولا تصدق ما تقوله صديقاتها عن تمتعهن بالسيطرة التامة على الأزواج، فمعظم هذا الحديث يكون كذبا وتتعمد فيه الصديقة إثارة غيظ الأخريات، وإن كان صادقا فإن الرجل الذي تسيطر عليه زوجته تستطيع امرأة أخرى أيضا السيطرة عليه، أو قد يلجأ إلى أخرى فرارا من زوجته حيث اعترف لنا بعض الرجال أنهن هربن من سيطرة الزوجات إلى أخريات يشعر الرجل معهن بأنه له شخصية قيادية.
والزوجة الناجحة هي التي تحرض أهل زوجها على احترامها بل الفرح بزيارتها والترحيب الحقيقي بانضمامها إليهم ولا يكون ذلك بالسيطرة أو بالتحدي ولكن يتحقق بالود والابتسامة والتعامل الذكي الذي يحترم خصوصية أهل الزوج، وتحرص على احترامهم ولا تطلعهم أيضا على أسرار بيتها وتشجع أولادها على حسن التعامل معهم فيفوز الجميع.
بدلا من الاستسلام
أما عن رغبة كثير من الزوجات في تفهم أزواجهن للتغيرات السلبية التي تطرأ على جمالهن وأجسادهن بعد الزواج فنراها رغبة "غير ذكية" حيث تقود الواحدة منهن إلى الاستسلام لضياع الجمال وذبوله المبكر والترهل البدني والهزيمة أمام البدانة، والأفضل مواجهة النفس بصراحة بأنها تستطيع الحفاظ على جمالها واسترداد رشاقتها متى أرادت ذلك بخطوات تعرفها كل النساء ويقدرن عليها بلا مشقة وأن كل ما هناك أنها فقدت الرغبة في ذلك لأنها تشعر بأنه ليست مضطرة إلى ذلك فقد تزوجت وقضي الأمر، ونرى أنها الخاسرة الكبرى من هذا الاستسلام البغيض فلن تستطيع خداع نفسها وتقبل مظهرها السيئ طويلا وستشعر بالمرارة وإن طال الوقت.
ونرفض ما تقوله الزوجة بأن انشغالها بتربية أبنائه -تقصد الزوج- وطهي طعامه وترتيب منزله، فالأذكى هو أن تقول أبنائي ومنزلي أو أبناؤنا ومنزلنا، حتى لا تنزل الزوجة بنفسها من مرتبتها كزوجة وشريكة في الحياة وأم إلى خادمة ومربية، فهذا أمر سيئ وشاع مؤخرا بعد ما تردده بعض النسوة من المطالبات بحقوق المرأة اللاتي يدركن أن ذلك يهدم الأسرة العربية، مع أنهن في حياتهن الخاصة يفعلن عكس ما يتشدقن به وهو ما لمسته عند بعضهن بعد أن عرفتهن معرفة شخصية.
أما قول الزوجة بأن الآخرين يقدرونها أكثر من زوجها، فإننا نؤكد أنه إذا تعاملت الزوجة مع زوجها كما تتعامل مع زميلها ولن نقول رئيسها في العمل فإنها ستفوز بمكاسب رائعة ستقاتل للحفاظ عليها.
أما الادعاء بأن الزوجة تمنح زوجها حقوقه الزوجية وتتفضل عليه بها ولا تستمتع هي بها فعلى الزوجة أن تطرد هذا التفكير الطارد للسعادة الزوجية وأن تستقبله بأن هذا اللقاء ممتع لهما سويا وفرصة لا تعوض لمحو أسباب الجفاء وصنع مقدمات الود والدفء والسعادة.
وصرخت في وجهي
زوجة أخرى تدافعت منها الكلمات وصرخت بوجهي تتهمني بأنني أنحاز للرجال والحقيقة أنني أحب كل الزوجات وأتمنى لهن السعادة الحقيقية وطرد الأوهام التي تحول دون تمتعهن بزواجهن، وقالت لي: من حقي أن يدللني زوجي أمام الناس وأن يجلس معي وقتا أطول بدلا من مشاهدة مباريات كرة القدم أو متابعة البرامج السياسية فهو المسئول عن إسعادي وعن نزهاتي وعن إمتاعي وأنا أقوم بواجبي نحوه، وأنا أتعامل بعنف مع زوجي حتى لا يستهين بي، وحتى يدرك الأبناء أنني صاحبة الكلمة في البيت ويحترمونني ولكنه يضايقني وينكد على حياتي وأظل طوال النهار أفكر في هذه المضايقات وأشكوه لصديقتي وأهلي...
وأهدئ من روع هذه الزوجة وأتمنى لو احتضنتها وأقول لها: لا تنخدعي بما ترينه من إشادة بعض الأزواج بزوجاتهم فمعظمهم يفعلون ذلك لتحسين صورهم وليس من أجل عيون الزوجات، كما أن نسبة غير قليلة من الأزواج الخائنين يحرصون على تدليل زوجاتهم أمام الآخرين لنفي الخيانة عن أنفسهم ولإرضاء غرور الزوجة وتعويضها عن الخيانة.
ومن واجب الزوجة على نفسها ألا تعتبر أحدا غيرها المسئول عن إسعادها، وعليها أن تفعل ذلك بكل الطرق المشروعة بالطبع، وأن تدلل زوجها بمقدار فلا إفراط ولا تفريط.
ونهمس لكل زوجة مؤكدين: لن يستطيع أحد أن يسرب النكد إلى حياتك ما لم تسمحي أنت بذلك فحياتك من صنعك وحدك، ولا تقومي بالتفكير في مضايقات زوجك لك بعد انصرافه حتى لا تشحني نفسك ضده فتكوني أكثر استعدادا للاشتعال الغاضب عند أقل تصرف عابر منه، والأفضل حصر وقت التفكير فيما ضايقك لدقائق معدودة تبدئينها بتهدئة نفسك بالتأكيد أن ما حدث ليس نهاية حياتك وليس عدوانا عليك وعلى كرامتك فهي أعز من أن يقترب أحد من النيل منها، ثم التفكير في حل هذه المشكلة بشكل هادئ وحازم والعمل على عدم تكرارها والانصراف بعد ذلك إلى شئون حياتك والامتناع التام عن الشكوى لأي صديقة، فغالبا ما تقوم الصديقات بمجاملة صديقاتهن وتضخيم إساءة الزوج بدلا من تهدئة الأمور وبذلك يتسببن في مضاعفة شعور الزوجة بالغضب وبالرثاء للذات بدلا من تنفيسه وطرده سعيا لإحلال النظرة الموضوعية مكانه.
ساحة للمعارك
أما الزوجة التي تتعامل مع زوجها بعنف حتى لا يستهين بها فإنها تحرضه على رد الصاع صاعين وبذا يتحول البيت إلى ساحة للمعارك وكأن الزواج ميدان للصراع وليس واحة للتراحم كما أرادها الخالق، وتخسر كثير من الزوجات اللاتي يفعلن ذلك من أجل الفوز باحترام الأبناء، فالحقيقة أنهن يحصلن على أبناء غير أسوياء..
وتخطئ كثير من الزوجات في حق أنفسهن عندما تتوقع الواحدة منهن من الزوج أن يتعامل معها مثلما كان يتعامل أيام الخطبة حيث تتدفق كلمات الحب منه، وتتناسى أنها كانت تتعامل معه برقة ولطف وتحرص على أن تبدو في أجمل صورة أمامه وتذكر أهله بكل ود واحترام، فإذا أرادت الزوجة أن تحصل على مزايا فترة الخطبة فلتعد هي بنفسها إلى هذه الفترة شكلا ومضمونا، والثابت أن الزوجة السعيدة هي التي تنجح في إقامة علاقة الصداقة القوية مع زوجها وتكسب ثقة أهله وحبهم ويلمس زوجها احترامها له وحرصها على تحريض الأبناء على حسن تعاملهم معه وتزيد يوميا من رصيدها لديه وتدفعه إلى الاكتفاء بها كزوجة وأنثى عن طريق التحلي بقوة الأنوثة الناعمة والتجاوب العاطفي في اللقاء الحميم وإشعاره بأنه أهم إنسان لديها دون تكليفه بأعباء إضافية، وهذه هي الزوجة الوحيدة التي رأيتها تتمتع بالسعادة الزوجية وهي التي تزداد جمالا عبر السنين وتتمتع بالرضا عن النفس والتعامل مع الزوج كشريك في الحياة تحترم اختلافه عنها وليس كشيء امتلكته وتريد تغييره فتشقي نفسها كما تفعل الكثيرات وتحرض الزوج إلى البحث عن سعادته خارج الزواج.