

انتهت الامتحانات و شعرت بالحرية أخيراً فقد تخرجت و لم يعد علي أن أن ألبس النظارة طوال النهار للدراسة.. و لكن لا زالت لدي مشكلة, فأنا لا أرى جيداً من دون النظارة و حصلت لي مواقف كثيرة عندما كنت أمشي بدونها.. فمرةً مرت بجانبي إحدى أعز صديقاتي و لم أعرفها إلا عندما أصبح وجهها قريباً جداً الى وجهي.. و مرة ذهبت لأنادي أمي و كانت تجلس مع صديقاتها و لم أكن ألبس النظارة فلم أجد أمي بين النساء ألى أن صرخت باسمي!!

مواقف محرجة كثيرة جعلتني أشتري العدسات اللاصقة الطبية حتى لا أشعر كالعمياء.. أول مرة ارتديت العدسات الطبية فرحت جداً فقد أصبحت أرى كل ما حولي واضحاً بعدما كنت أراه كأنه ارسال تلفزيوني رديء.. و لكن يا فرحة ما تمت.. بعد حوالي ثلاث سنوات من لبس العدسات بدأت عيني تحمر ثم استيقظت في أحد الليالي و عيني تدمع بطريقة غريبة من دون أن استطيع السيطرة على الدموع أو أن افتح عيني.. و قال الطبيب حساسية من العدسات و حرمت من العدسات لأعود إلى النظارة..

في صيف العام 2003 بعدما تخرجت من الجامعة, قررت بأنني لن أعود الى النظارات مرة أخرى أبداً.. لذلك حزمت أمري و توجهت إلى طبيب مشهور في سوريا و فحص لي نظري.. بعد عدة فحوصات زف لي الخبر السعيد.. بإمكاني الخضوع الى عملية الليزك للتخلص من النظارات الى الأبد ..
حدد لي موعداً و طلب مني ألا ألبس عدسات لاصقة لمدة شهر قبل العملية ( و أنا أساساً كنت قد استغنيت عن العدسات) و عدم وضع المكياج في يوم العملية داخل العين..

في يوم العملية استيقظت مبكراً لأن عمليتي كانت في الساعة الثامنة صباحاً و توجهت الى المستشفى… دخلت إلى غرفة الطبيب فأحضر قطرة و وضع لي بضع قطرات في كل عين و عمل لي فحص سريع ثم طلب مني التوجه الى غرفة العمليات..
كان قلبي ينبض بقوة, فقد شعرت بالخوف من فكرة أن يتوجه ضوء ليزر لعيني ( ولم أكن أعرف بأن ما خفي كان أعظم فالموضوع ليس ليزراً فقط)
كما كنت خائفة من ألا تنجح العملية..
أحضر الطبيب جهازاً كالكماشة و فتح به عيني على اتساعهما حتى لا أستطيع تحريك جفوني.. و استلقيت و وضع جهاز الليزر فوق وجهي.. لبرهة لم أرَ شيئاًَ غير ضوء أحمر و شممت رائحة دخان لبضع دقائق.. ثم قال لي الطبيب الآن دور العين الثانية.. و فعلاً رأيت نفس الضوء بالعين الثانية..

بعد ربع ساعة من دخولي الى غرفة العمليات كنت قد انتهيت.. و أزال الطبيب الجهاز من على عيني و أعطاني قطرة لأضعها على عيني كل ساعتين مع ضماد لأضمد به عيني و أنا نائمة حتى لا ألمسهما.. و طلب مني ألا أفرك عيني أبداً حتى موعد زيارته بعد شهر.. و عدم لعب الرياضة العنيفة أو السباحة.. مع الاستغناء عن وضع المكياج داخل العين مثل الكحل إلى أن يستقر النظر..
أول ما خرجت من المستشفى فتحت عيني و إذا بي أرى .. لم تكن الرؤية واضحة مئة بالمئة و لكني كنت أفضل حالاً من المرات التي سبقت عندما كنت أخرج بلا نظارة..
بعد حوالي ثلاثة أيام أصبحت أرى كل شيء بوضوح كأنني ألبس النظارة و فرحت جداً لأنني تخلصت من الهم الذي كان يلاحقني مذ كان عمري 11 سنة… أصبحت أرى فالحمدلله على نعمة النظر حمداً كثيراً..

معلومات سريعة:
كان لدي انحراف بسيط في كل عين بنسبة نصف درجة.. العين اليمنى كان قصر النظر فيها 3 درجات و العين اليسرى 3 درجات و ربع..
اسم الطبيب: الدكتور زياد باغ
اسم المستشفى: مستشفى العين و الأذن التخصصي
التكلفة الاجمالية بالليرة السورية: 45000 ليرة سورية.. الريال السعودي يساوي 15 ليرة سورية

معلومات عن عملية الليزك لتصحيح النظر:
عملية الليزك هيعبارة عن عملية تسليط أشعة الإكزيمرليزر على طبقات القرنية الداخلية، حيث يتم قطعجزء من القرنية بوساطة جهاز القطع الإلكتروني بمقدار ووفت محدد مسبقا من قبل الطبيب المعالج ، وبعد ذلك يتم ثنيالجزء المقطوع وتسليط أشعة الليزر على الطبقات الداخلية للقرنية، بعد ذلك يتم إعادةالجزء المقطوع من القرنية إلى مكانه الطبيعي بدون خياطه.
خطوات عملية الليزك لتصحيح النظر:
1- يبدأ الجراح بعمل صفيحة رقيقة للقرنية( (flap corneal
بمساعدة اداة خاصة (قاطع القرنية الدقيق) بحيث يقص الجزأ الامامي للقرنية .
هذه الخطوة تعتبر اهم خطوة في العملية.
2- ترفع هذه الصفيحة بعناية علي الجهة الاخرى. بعد ذلك تبدأ عملية تسليط أشعة الإكزيمرليزر على طبقات القرنية الداخلية.
3- بعد ذلك يتم إعادةالجزء المقطوع من القرنية إلى مكانه الطبيعي بدون خياطه.