سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

مرحلة المراهقة.. تغيرات جسمية وفسيولوجية واضحة

الأسرة والمجتمع

تعد مرحلة المراهقة، مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكرة وهي تتميز بالنمو السريع ولكن لا يمكن تحديدها بصورة قاطعة، كما ان هذه المرحلة تتميز بتغيرات جسمية وفسيولوجية وسلوكية واضحة مميزة.
أسباب صعوبة تحديد الحدود بين مراحل الحياة من سنوات الدراسة إلى البلوغ.
1- التغيرات البيولوجية التي تشير إلى بداية المراهقة ونهايتها لا تظهر بدقة في الوقت نفسه عند جميع الاشخاص.
2- هناك اختلافات واضحة من مراهق إلى آخر في كل من سرعة التغير الفيزيولوجي (الوظيفي) وكميته التي تحدث.
3- يتأثر التطور النفسي والاجتماعي من بدء المراهقة إلى البلوغ بعدد متزايد من العوامل المتغيرة تشمل التغير الجسدي، والمناشط المدرسية، ونشاط الزملاء أو المجموعة، ووجهات نظر العائلة، والتطور العقلي والعمل، والزواج وقضاء وقت الفراغ، والعوامل الاقتصادية، والتأثيرات الثقافية، والحضارية.
التغيرات الفيزيولجية التي تصاحب مرحلة المراهقة:
أ - زيادة معدل النمو وتضاعف كتلة الجسم تقريبياً.
ب - تغير مكونات الجسم (نسبة الانسجة المختلفة في الجسم).
ج - اكتمال النمو الجنسي.
وهناك اختلافات كبيرة ما بين الجنسين (الذكر والانثى) في مرحلة البلوغ التي يمران بها، ففي المتوسط تبدأ الفتيات في البلوغ من سن 10- 12سنة، في حين ان بداية البلوغ للاولاد تتأخر , 15إلى 2سنة بعد ذلك، أي من سن 12- 14سنة.
كما ان سرعة النمو عند الذكور أسرع منها بكثير لدى الاناث، اذ يتضاعف وزن الذكور في سن 10- 18سنة لتبلغ الزيادة 30كيلو جرام وتزيد أطوالهم 34سم في المتوسط في حين تبلغ زيادة الوزن لدى الفتيات في العمر نفسه 22كيلوجرام وتزيد أطوالهن بمتوسط 24سم، ومعظم الفتيات اللاتي يتناولن تغذية كافية تغطي احتياجاتهن، وتنمو على اجسادهن طبقة من الانسجة الدهنية تظل طوال الحياة، في حين ان معظم الصبيان تنمو عضلاتهم أكثر، وهذا يعطيهم المظهر العضلي الذكري.
مراحلة المراهقة:
المراهقة المبكرة:
يشبه المراهق الصغير في سلوكه تماماً الطفل الكبير في سن المدرسة، وعندما تبدأ احتياجاته الغذائية بالازدياد، فإنه يوافق على الاقتراحات التي يقدمها والداه أو غيرهما من الكبار المهتمين بسلوكه الغذائي. ويمكن للابوين استغلال هذه الفترة لتقديم وجبات متوازنة، تتخللها وجبات صغيرة ذات مذاق مختلف لتساعد المراهق في الحفاظ على وضعه الغذائي المتوازن.
المراهقة المتأخرة:
في أواخر المراهقة، تحدث عدة تغيرات في أسلوب الشاب، لانه يجاهد ليصبح راشداً، وتؤثر هذه التغيرات بطبيعتها على عادات طعام المراهق، وبالتالي على وضعه الغذائي.
ومن أهم الخصائص التي يتميز بها المراهق هي ميله للاعتزاز بالذات وتقديم نفسه كشخص مستقل، وتقديره للمعايير والقيم، والاتجاه الذي يريد اتخاذه عند كبر سنه. وعملية النضج هذه تنعكس على عادات الأكل عند المراهق، فقد يرفض اقتراحات أبويه، ويتناسى الفطور، أو يرفض تناول أنواع معينة من الأكل كطريقة لتأكيد ذاته، أما سلوكيات أصدقائه ومبادئهم، فلها تأثير كبير عليه وعلى اختياراته لانواع الاكل. فقد يختار تناول الوجبات السريعة الجاهزة من الأسواق أو من مطعم المدرسة كوجبات رئيسية في يومه الدراسي اذا كان ذلك هو ما يفعله أصدقاؤه، وهنا يمكن للابوين مساعدة المراهق على المحافظة على وضعه الغذائي الجيد، ومع ذلك يسمحان له بحرية الاستقلال، وذلك بالحفاظ على كميات من الوجبات الصغيرة المختلفة تكون قريبة من متناول يديه، أو بعمل الشطائر كوجبة للصباح في المدرسة، وهذه طريقة أكثر جدوى للحفاظ على مستوى غذائي كاف له بدلاً من النقاش والمجادلة حول ما يأكله.
المتطلبات الغذائية خلال مراحل المراهقة.
هناك بعض الاعتبارات الغذائية المهمة والتي لها علاقة بمراحل النمو في فترة المراهقة:
1- تزداد الحاجة إلى طعام أكثر ليدعم النمو خلال هذه الفترة من الحياة.
2- تحتاج الفتيات إلى زيادة في ما يتناولنه من غذاء في وقت مبكر عن الاولاد بسبب البلوغ المبكر للبنات.
3- يحتاج الذكور إلى كميات من الطعام أكثر من الفتيات وذلك عندما يبدأون قمة نموهم، حيث إنهم يزيدون بصورة ملحوظة في هيكل وعضلات الجسم، ويستمر الذكور في الحاجة إلى المزيد من الطعام أو الغذاء وذلك من اجل المحافظة على عضلاتهم الكبيرة مع تزايد النشاط في تلك الفترة.
4- قد يكون هناك علاقة بين حجم الاحتياجات للعناصر الغذائية وبين المرحلة التي يتم فيها نمو المراهق أو المراهقة جنسياً، فيلاحظ ان الاحتياج الغذائي يكون كبيراً في الفترة التي يبدأ فيها ظهور الدورة الشهرية للفتاة.
أهم ما يراعى في وجبات المراهقين:
1- امداد الجسم بالطاقة اللازمة للنمو لممارسة الرياضة والهوايات التي تتطلب حركة عضلية، وفي نفس الوقت عدم الافراط في كميات الطاقة حتى لا يتسبب ذلك في البدانة التي تعرض المراهقين إلى مشاكل نفسية شديدة.
2- امداد الجسم بالبروتين اللازم لاكتمال النمو الجسماني والنضج الجنسي (1جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم).
3- تغطية احتياجات الجسم من الكالسيوم والفسفور لاكتمال نمو العظام، ويجب ان تحتوي الوجبات على كميات من الحليب ( 3- 4أكواب يومياً) والمصادر الأخرى مثل الجبن والاسماك والبقوليات والمكسرات.
4- تغطية احتياجات الجسم من الحديد (خاصة الإناث نظراً لحدوث الدورة الشهرية) بتقديم الوجبات من الخضروات الخضراء المطبوخة والطازجة.
5- ان تحتوي الوجبات الفاكهة الطازجة كمصدر جيد لفيتامين (ج).
6- عدم تسهيل شراء الوجبات السريعة مثل الهامبورجر وغيرها بدلاً من الوجبات المنزلية المتزنة.
7- توفير جو من الاستقرار للمراهق حتى لا يستخدم الطعام كوسيلة للهروب من المشاكل حيث تظهر حالات البدانة الشديدة بين المراهقين أو الامتناع عن الطعام لجذب نظر محيط الأسرة.
الاحتياجات الغذائية للمراهقين:
ان الاحتياجات أو المتطلبات من بعض العناصر الغذائية المعينة لها علاقة بالعمر الفيزيولوجي أكثر من العلاقة بالعمر الزمني. فمثلاً الاحتياج لعنصر الحديد في الغذاء أكبر ويزيد بنسبة أكبر عندما تكون هناك زيادة في حجم عضلات الجسم (كمية أو حجم الدم والهيموغلوبين)، كما ان بدء الحيض عند الفتاة يزيد من احتياجاتها للحديد، وان الاحتياجات من الكالسيوم تكون متوازنة تقريباً مع نمو عضلات الجسم، وترسب الاملاح في العظام النامية.
ولابد من ملاحظة نوعية انشطة المراهق، إذ انها قد تغير من متطلبات أو احتياجاته من الطاقة والعناصر الغذائية الأخرى، فقد يحتاج الفتى إلى ما يزيد عن 4000كالوري، وقد تحتاج الفتاة إلى أقل من 2000كالوري حتى تتجنب البدانة.
وما نقرأه في الجداول أو التوصيات ليس إلا مقياساً نرجع إليه لتقييم الوضع الغذائي ومعرفة الاحتياجات الضرورية، مع الاخذ في الاعتبار جميع الاختلافات الخاصة بكل فرد.
الطاقة:
تتعاظم الحاجة إلى تناول مقادير أكبر من الكالوري كلما تعاظمت متطلبات استهلاك الطاقة وبالرغم من وجود فروق فردية فإن احتياج المراهقين للكالوري أعلى من أي مرحلة عمرية أخرى، فاحتياج الانثى يتراوح ما بين 1500إلى 3000كالوري يومياً واحتياج الذكر اليومي يتراوح ما بين 2000إلى 3900كالوري، يوضح الجدول - 1- المتوسط للطول والوزن، ومتوسط مخصصات الطاقة للمراهقين.
البروتين:
ان احتياج فترة المراهقة من البروتين عالية وتبلغ أوجها عند مرحلة البلوغ (للجنسين) وعند تطور الكتلة العضلية عند الأولاد. وتصل هذه الاحتياجات إلى 50- 60غراماً في اليوم الواحد، ثم يقل احتياج البروتينات بعد هذه المرحلة من العمر بالنسبة إلى الوزن عن باقي المراحل الاخرى التي تسبقها.
والتوصيات الحالية في هذه المرحلة ان تشكل البروتينات بنسبة 7إلى 8% من الحاجة اليومية من الكالوري، أو ان يتراوح الاحتياج ما بين 45إلى 72غراماً من البروتينات يومياً.
الفيتامينات:
الفيتامينات ضرورية لتنظيم العديد من نشاطات وفعاليات الاستقلاب أثناء فترة المراهقة. فمثلاً هناك حاجة لفيتامينات B لا سيما عند الاولاد لتوفير المتطلبات المتزايدة لاغراض الاستقلاب وفي تطوير العضلات.
العناصر المعدنية:
نظراً لارتباط الاملاح والعناصر المعدنية بوظائف متخصصة في الجسم فإنها تعتبر من المواد الاساسية في الاستقلاب. وللكالسيوم والحديد أهمية خاصة في نمو الطفل، فالكالسيوم عنصر هام لنمو العظام، وان لم تتناول الفتاة ما فيه الكفاية من الاطعمة الغنية بالحديد، فإن فقدها للدم أثناء الحيض سوف يعرضها للإصابة بفقر الدم. وخلال هذه المرحلة من النمو يدخل في تركيب الجسم من الكالسيوم، والحديد، والمغنيزيوم، والزنك، ما يعادل ضعف الكمية في اي مرحلة أخرى من العمر.
المشاكل الغذائية الشائعة لدى المراهقين:
يمر المراهق في تطور سريع في الشخصية نتيجة عوامل فسيولوجية مستمرة وتغير في مظهر الجسم الخارجي وتؤثر العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، المدرسية الاسرية، الإعلامية، الاقران على المراهق، كما ان عملية البلوغ وما يصحبها من تغيرات جسمانية قد يؤدي إلى الشعور بالخجل أو المبالغة في إظهار قوة العضلات أو الميل للعنف وتلك المشاكل تؤثر أيضاً على سلوك المراهق الغذائي فتظهر بعض مشاكل غذائية شائعة من أمثلتها:
1- البدانة:
مبالغة المراهق في تناول الحلوى والمشروبات السكرية والاغذية السريعة خارج المنزل كما هو منتشر الآن في المطاعم السريعة التي تقدم وجبات سريعة وتحتوي تلك الوجبات على كميات هائلة من الطاقة وذلك على حساب الفيتامينات والاملاح المعدنية. كما ان البدانة شائعة بين الفتيات حيث يشعرن بالخجل والابتعاد عن لعب الطفولة وممارسة النشاط الجسماني.
2- القَهَم (فقدان الشهية) العُصابي:
في هذه الحالة نجد ان الشهية للطعام تقل بدرجة كبيرة من نقصان ملحوظ في الوزن. واغلب الحالات (أكثر من 90%) تكون من الفتيات في سن المراهقة، ويصاحبها أعراض نفسية عصبية ظاهرة أو خفية، حيث ان الفتاة تكره الطعام وتشعر بالغثيان عند الاقتراب منه ولذلك تلزم نفسها بنظام غذائي قاس، وهي رغم انخفاض وزنها تشعر دائماً بأنها ما زالت في حاجة إلى انقاصه مما يؤدي بها إلى حالة مرضية حيث يمكن وصفها بالمجاعة الامر الذي يؤثر على حالتها الفسيولوجية، وطريقة تفكيرها. وشخصيتها، والمظاهر الجسمية لها، وقد تتطور الحالة إلى حدوث تلف في المخ، ومن ثم الوفاة.
ويتلخص علاج هذه الحالة في ثلاث مراحل:
(1) يجب استعادة حالتها الغذائية الطبيعية حتى وان اضطر الامر إلى تغذيتها عن طريق الانابيب مباشرة إلى المعدة.
(2) تنمية وتحسين العلاقات العائلية الطيبة بين الوالدين والابنة ووجوب تفهم المحيطين بها لحالتها ومساعدتها على علاجها.
(3) بعد النجاح في هاتين الخطوتين، يمكن البدء في تعليم الفتاة - التي تعاني من هذه الحالة - مفاهيم جديدة لمساعدتها على التخلص من هذه المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن التغذية.
فقر الدم:
من أسبابه عند الفتاة الحيض وفقد كميات الدم ويجب تعويضها بتناول كميات من الحديد وتزداد احتياجات الفتاة المراهقة من الحديد وهناك عادات سيئة وشائعة في مجتمعنا منها زيادة استهلاك المشروبات الغازية وخاصة في هذه المرحلة وكذلك شرب الشاي بعد الوجبة الغذائية مما يؤدي إلى عدم امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وخاصة الحديد.
حب الشباب الشائع:
هذا النوع من حب الشباب هو عبارة عن مرض جلدي شائع بين المراهقين في خلال هذه المرحلة من العمر. ومعظم المراهقين يهتمون جدا به، ويحاولون القضاء على هذه الظاهرة ومحاولة منعها، لما لها من تأثير على مظهرهم الشخصي.
وهناك اقتراح بتجنب بعض أنواع من الطعام، مثل الشيكولاته، المكسرات، الاطعمة الدهنية والمقلية، المشروبات الغازية كالبيبسي وخلافه... ولكن الادلة ضعيفة والاثباتات قليلة على ان الغذاء يلعب دوراً هاماً بالنسبة لهذا بالمرض.

الرياض
2
4K

هذا الموضوع مغلق.

أم معاذ و جهاد
الموضوع مهم .. ومفيد جدا ليس على المراهقين فقط الاطلاع عليه بل الوالدين قبلهم ..
أسيرة الخواطر
:26: بسم الله الرحمن الرحيم..
شكرا على الموضوع الجميل ..
حيث فيه أفكار و نقاط مهمة للمراهق و الوالدين ..
وأن شاء الله يكون نافع للناس جميعا ..
ودمتم:27: