مرض الوسواس القهري وعلاجه

نزهة المتفائلين



مرض الوسواس القهري وعلاجه بإذن الله







نقلت هذة الرسالةلكم عن مريض لوسواس قهرى قد شفيا باذن الله ونسأل الله أن يشفى ويعافى الجميع

يقول صاحب هذة الرسالة





لقد عزمت على أساهم ولو بالقليل في مساعدة كل من ابتلي بمرض نفسي وخاصة ( مرض الوسواس القهري ) .
وذلك لأني أصبت بهذا الداء لمدة عشر سنين حافلة بكل ما يتخيله المرء من خوف ورعب ومعاناة.
ثم شفيت منه بفضل الله تعالى .
ومن أجل ذلك فأنا أقرب للموسوس من غيري .
لأن من رأى ليس كمن سمع !! ومن يده في النار ليس كمن يده في الطين .
ولقد عالجت بحمد الله كثيرا من المصابين بهذا الداء ، لأنني أنطلق معهم من منطلقات أنا خبرتها ومارستها وعانيتها .
ولقد طرقت في علاج نفسي من الوسواس كل السبل ..! من علاج نفسي أو غيره .
و استخدمت مئات الطرق والأفكار للتخلص منه .. وفي النهاية خرجت بهذا العلاج الذي بين يديك بعد خبرة عشر سنوات


الفصل الأول



قصتي مع الوسواس ...!


سأذكر نبذة بسيطة جداعن معاناتي مع الوسواس القهري وكيف استطعت بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك أن أشفى من الوسواس بنسبة مائة بالمائة ولله الحمد بعد معاناة استمرت عشر سنوات .
لكيتعلم نعمة الله عليك وأن الوسواس وإن كان شديدا وقديمالا بد له من شفاءلقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جاء في سنن أبي داوودوصححه الشيخ الألباني رحمه الله:

( ( تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم ) )

فلقد أصبت بالمرض وأنا في نهاية المرحلة الثانوية فيالطهارة والصلاة وجميع العبادات من صوم وحج .
وفي غير العبادات من الشك في كل شيء ،حتى وصل الأمر أني أجلس في الحمام – أعزكم الله - جميع وقتي ولا أخرجإلا للصلاة ثم أعود بعد جهد جهيد إلى دورة المياه مرة أخرى !! وهكذاحتى النوم لم يكن لي نصيب منه إلا القليل .
وكان من كثرة شكي !! أني أشك عند الغسلهل مس الماء جسمي أم لا! ،فكنت أضع الصابون على جسمي ثم أنظر إليه ثم أصبالماء لكي أتأكد من وصول الماء بعد أن يزول الصابون !! ثم أشك هل وضعت صابونا أم لا، وهكذا كنت أسير في حلقة مفرغة.
ومن شدة المعاناة نزل وزني ( 14 ) كجم وكان كل من يراني لا يعرفني لتغير شكلي وغيبتيعن الناس فترة طويلة
قرأت على نفسي وقرأعلي مشايخ كثر ، زرت كثيرا من العلماء الربانيين وجلست معهم ونصحونيوعندما يملُّمني الشيخ أذهب إلى غيره وهكذا حتى عرفني وملني أغلب العلماءفبقيتلوحدي ، بعد أن مل مني أهلي وزملائي ثم العلماء.

زرت الأطباءالنفسيين ولكن ، ساءت حالتي أكثر وأكثر!
المهم أني وصل إلى مرحلة أشم فيها رائحةالأكل المتعفن !! وأعيد الوضوء ظنا مني أني قد أخرجت ريحا !! مع تأكدي من عدم صحة ذلك ،بل إنني كنت أتوضأ في دورات المياه في المساجد وكنت أقطع الوضوء عندما أسمع صوتا يخرج من أحد الموجودين في دورة المياه !! مع تأكدي أني بريء من هذا الصوت .
كنت لا أتوضأ إلا مع وجود أحد من أهلي ، ثم يمل مني ويذهب! لعدم التفرغ ، ثم أحاول الوضوء لوحدي ، تنتهي أحيانا بكسر ديكور المغسلة! أو بإصاباتبسيطة في اليد والساعد! ، وهذا ليس على سبيل المبالغة بل هو عين الحقيقة ، و والله إني أحدثكم عن واقع أخفيت كثيرا منه حتى لا تتهمونيبالجنون.
وحق لكم أن تفعلوا ذلك ، لأن الجنون فنون ،فو الله الذيلا إله غيره إني أنظر إلى الشمس وأشك هل هي طالعة أم لا بل إن ضوء الشمسيؤلمني ، وأقاوم الألم لأتأكد هل أشرقت أم لا؟
قديستغرب أحدكم ويقول : وما الفائدة من رؤيتي للشمس !! فأقول:( لكي أنوي لصلاة الفجرهل هي أداء أم قضاء).
الوسواس يزيد وأنامستسلم له !! حتى وصل الأمر أن بدأت أدعوا على نفسي بالمرض والموت !!
فكنت أدعو على نفسي إن فعلت كذا أن يصيبني الله بكذا وكذا !!
ولو استرسلت في بيان حالي التي ينقضي منها العجب لكتبت في ذلك دساتير وكتب .
وحسبي أن أضع القارئ على حجم المعاناة التي يعاني منها مريض الوسواس ولكي يعرف المريض أنه مهما بلغ به الوسواس فإنه سيشفى بعد توفيق الله وعونه .
وقبل أن اختم قصتي المؤلمةأشير إلى أمر مهم وهو أن البعض قد يتهمني بقلة العقل أو الجنون ، فأقول والله لو تعلمون ما أتمتع بهمن فطنة وذكاء لتعجبتم أشد العجب ولكن هذا هو الوسواس يوصل صاحبه إلى مرحلة أشد من الجنون والله المستعان مع العلم أن الوسواس لا يصيب إلا الأشخاص الأذكياء أما قليلوا العقل فهم في راحة من ذلك .



وبعد أن أنهيت قصتي المؤلمة أرى أنه من المناسب جدا الانتقال إلى الفصل الثاني والذي سأتكلم فيه عن رؤيتي عن مرض الوسواس وأسبابه ومصدره بحكمقراءاتي واستماعي من العلماء والأطباء النفسيين ومن ثم من تجربتي الطويلة مع المرض ومع هؤلاء المرضى
الفصل الثاني
نبذة موجزة عن رؤيتي لمرض الوسواس وأسبابه ومصدره

لا يزال الاختلاف ظاهرا كبيرا .. في مصدر الوسواس وأسبابه بين العلماءوالأطباء النفسيين، مما أوقع الموسوس بحيرة كبيرة هو في غنى عنها مماساعد كثيرا في تعقيد عملية شفائه، فهو يثق بالعالم كثيرا ، كما يثق بصدقه وحرصهالظاهر كما أن العالم يعمل لله تعالى لا يطلب منه مالا ولا يريد شكرابل يريد وجه الله تعالى .
فيسمع منه كلاماونصحا ، لكن الموسوس لا يطبقه فلا يستفيد ،فيذهب للطبيب النفسي ، ويسمع منه كلاما يخالفما فهمه من العالم ! ويبدأ الطبيب بإقناعه بما يراه فيقع الموسوس في حيرة كبيرة !
من الصادق منهما؟
هل هو العالم الشرعي الذي يعمل لوجه الله تعالى ولكنه قد يجهل بعض أسرار النفس البشرية ،أم هو الطبيب الذي قد يستمليه حب المال وتخفى عليه كثيرا من الأحكام الشرعية ، غير أنه ربما يكون خبيرا بالنفس وطبيعيتها .
وبعد أن تتصادم الأفكار في رأسه تسقط ثقته بالجميع ثم لا يستفيد أبدا .
فلذا أقول لك أيها المريض بالوسواس: بحكم خبرتي الطويلة مع مرض الوسواس، وسماعي من العلماء والأطباء توصلت إلى أن الوسواس سببه الشيطان أولا، لقوله تعالى :{وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}الإسراء 64
جاء في تفسير الطبري : (قال آخرون: عنى به واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بدعائك إياه إلى طاعتك ومعصية الله ).
وهذا هو الوسواس فهو طاعة للشيطان وعصيان للرحمن .
ولكن هل الوسواس من الشيطان فقط !
لا ، ولكنه وجد قابلية منالإنسان بأن يكون ذا شخصية وسواسية فأصيب بهذا المرض وهو الوسواس القهري وكلما طال به الوقت كلما زادتمكن النفس الموسوسة منه أكثر وأكثر ،حتى تصبح أعماله لا إرادية أحيانا، وكلما كان الإنسان متوترا وقلقا كلما كان تمكن المرض منه أكثر وأكثر ومما يدل على أن الوسواس يكون من النفس قول الله تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16
ولذلك فالشيطان يوسوس لكل إنسان لكن الفرق هو أن الإنسان الطبيعي يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يزول

عنه ما يجد لكن الموسوس بعد أن يستعيذ بالله يخنس الشيطان ثم تبدأ نفسه الموسوسة بالإلحاح عليه بما وسوس
به الشيطان ولا تهدأ حتى يفعله .
أو يعرض عنه نهائيا أما إن استمر في التفكير به دون فعل أو تجاهل فيعني هذا بقاء الفكرة تلح في رأسه حتى يفعلها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن أشغله الوسواس فليستعذ بالله ولينته) رواه البخاري ومسلم .
فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بإرشادنا بالاستعاذة فقط بل زاد على ذلك بأن أمرنا بالانتهاء عنه نهائيا .
قد يتساءل البعض ويقول: أحيانا لا يتعلق الوسواس بأمور العبادة فكيفيكون من الشيطان ؟
فأقول : يقول الله تعالى إِنَّمَا النَّجْوَىمِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًاإِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)المجادلة 10
فنفهم من هذه الآية أن الشيطان يبذل كل ما في وسعه من أجل أن يصاب المؤمن بالحزن ، بأمور كثيرة كالمناجاة بين رجليندون الثالث فيبدأ الشيطان يوسوس للرجل الثالث أن المتناجيين يريدان به سوءاليحزنذلك المؤمن .
فالشاهد هنا أن الشيطان يسعى جاهدا في أن يعيش المؤمن في قلق وحزنبأساليب كثيرة ومن ضمنها الوساوس القهرية والأفكار التسلطية .



وبعد أن تعرفنا على الوسواس وسببه ومصدره ننتقل الآن إلى كيفية العلاج منه

يتبع
الفصل الثالث
المبحث الأول
مقدمة قبل العلاج


بالنسبة للعلاج .. فلا يمكن أن يشفى المرء من مرضدون تضحية فلا بد من الألم أحيانا حتى يكون العلاج ذا مفعول فعال فعلاجالغرغرينا يكون بالبتر، وعلاج بعض أنواع السرطان بالاستئصال وبعض الأمراضبالكي.
أخي المصاب بمرض الوسواسإن كنت تريد الشفاء من الوسواسبلا تعب ولا ألم !! فلا داعي للمحاولة لأنها ستصبح من العبث كمن يريد العلاج منالسرطان بأكل الحلوى ! .
نعمليس هناك حل سريع أبدا لا في العلاج السلوكي ولا الجراحي ! ولا بالحبوب المهدئة، بل إن الحبوب قد تعرضك لأمور أشد من الوسواس القهري بمراحلمع أنها لا تخلو من فائدة ، ماأريد أن أصل إليه هو أن تكون مستعدا للعلاج معنا في طريقتنا هذه والاستمرار فيها مهما واجهك من صعوبات ، مع العلم أن طريقتنا في العلاج يكون الألم فيها نفسي فقط ولفترة محدودةجدا.المهم لا تتراجع بعد أن تبدأ العلاج وإن تراجعت فستفسد على نفسك فرصة الاستفادة منه .ولعلمك فلو بدأت في تطبيق برنامجنا العلاجي ستشعر بالراحة بعد أيام قليلة بإذن الله .لكن الشفاء الكامل بإذن الله يحتاج إلى الثبات على العلاج وعدم تركه


المبحث الثاني الخطوات العملية للعلاج
اقرأ العلاج كاملا أكثر منمرة قبل التطبيق حتى تفهمه وإن أشكل عليك شيء فأعد القراءة مرة أخرى ثم اختر الوقت المناسب للتطبيق حتى يتحقق الشفاء بإذن الله .

الخطوة الأولى من البرنامج العلاجي
التهيئة النفسية
قبل أن نبدأ رحلةالعلاجلا بد من التهيئة النفسية قبله ، ليتقبله الإنسان ويستمر عليهويضحي من أجله مهما واجه الموسوس من صعوبات.
بعد أن يتضح ذلك ، لك
الحق أن تسأل فتقول:وكيف أهيئ نفسي؟
فأقول : إذا أردت ذلك لا بد أن تمربخطوات عدة ، وهي كالآتي:
1- أن تخلوا بنفسك في غرفة هادئة بعد أنتتوضأ وتقرأ الورد اليومي ثم تصلي ركعتين تدعو فيهما ربك بإخلاص أن يعينك علىالشفاء، ثم تجلس جلسة مريحة مصطحبا معك دفترا وقلما .
2- أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحةتامةبينك وبين نفسكوالأسئلة هي ما يلي(وسأضع لك جوابا مساعدا) :س1/ منذ متى وأناأعاني من الوسواس ؟
ج/ أعاني منذ سنة .. سنتين .. عشر سنوات ( أذكر المدة ) .
س2/ هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواسولماذا ؟ج/ لا . بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن( وقد يكون هناك سبب آخر) .س3/ هلالأعمال التي تصدر مني هي جائزة شرعا أم هي محرمة ؟ج/ بل هيمحرمة لأدلة كثيرة جدا ، والعلماء كلهم أجمعوا على تحريم الاستجابة للوسواس وأن الدين وسطلا غلو فيه ولا تفريط والله عز وجل أمرنا بالتعوذ من الوسواس.س4/ أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي همالمصيبون ؟
ج/ لا ، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أنأكون مثلهم.
س5/ ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية ؟
ج/ لكي أرتاح من المعاناة النفسية .
س6/ أسألك بالله ، وهل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية ؟ فكما ترى حالك لك سنين طويلة في الوسواس هل شعرت بالراحة التي كنت تنشدها ؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم ؟
ج/ لا . بل معاناتي في ازدياد كبير ، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة !
س7/ إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية ؟!
ج / لا أدري .
س8/ هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة ؟
ج/ بالتأكيد ، دلني عليها وبأسرع طريق .
بالطبع فبرنامجنا العلاجي ستجد فيه الراحة والطمأنينة في ظرف أيام قليلة بإذن الله تعالى .
حاول أخي الفاضل وأختي الفاضلة .. أن تقنعوا أنفسكم بهذه الإجابات لكي تتهيأ أنفسكم للعلاج والتضحية من أجله .
وذلك بأن تسرحوا بأذهانكم بتخيل بداية الإصابة بالمرض ، ثم تحاولوا أن تستشعروا قسوةالمعاناة التي بدأتم تعانونها ومدى الحرج الذي وقع بكم وساعات البكاء والألموفترات الحزن والقلق ، ساعات التوتر والأعصاب المشدودة.حاولوا أن تتذكروهابتفاصيلها، ثم مباشرة اعزموا داخليا أن تتركوا جميع هذه الوساوس لتعيشوا حياةالسعداء وابدؤوا بتخيل حياتكم بعد الشفاء بإذن الله .
تخيل أيها الأخ والأخت قيامك بالعبادة بكل هدوءوطمأنينة وتخيل السكينة في تصرفاتك ، استشعر السعادة في قلبك ، تخيل نفسك وأنتصحيح معافى في مدرستك في عملك في مجلسك في حياتك كلهاتخيل نفسك والبسمة علىشفتيك بعد أن حرمتها سنين طويلة.
وبعدذلك اسأل نفسك بكل هدوء وعزيمة:
ولم لاأصبح ذلك الرجل وتلك المرأة .. ؟ما الذي يمنعني من الإقلاع عن هذه الوساوس ؟إلى متى وأنا مستمر على هذه الحال ؟؟لو كان العلاج بالكيهل أنا مستعد له ؟إذا كانت إجابتك بنعم، فأقول لك : أبشر ، بلشفاؤك أسهل من ذلك بكثير! بإذن الله ولكن نحتاج منك إلى عزيمة ثابتة ثبوت الجبال.وإن كانت إجابتك بلا، فاعلم أنك لم تصل بعد إلى مرحلة الوسواس الشديد ، وشفاؤك سهل جدا بإذن الله تعالى.ثم اسأل نفسك :أيعقل أن يأتيني الشفاء في يوم وليلة وبدونكفاح ؟طبعا لا، وللعلم فقط : ( فعلاج الوسواس لا يمكن أن يتمبالحبوب المهدئة فقط ولا بالعلاج السلوكي فقط إلا أن يشاء الله ولكنه بإذن الله يتمبالعزيمة الصادقة على ترك الوسواس نهائيا كما جربت أنا وجربه كثير ممن عالجتهم وللهالحمد ) .
ثم اسأل نفسك :
ولم لا أعزمعزيمة صادقة ثابتة ثبوت الجبال على مكافحة الوسواس الآن ؟

أنا متأكد الآن أنك وصلت بحمد الله إلى قناعة تامة وعزيمةثابتة ثبوت الجبال في مكافحة الوسواس .
لكي تصبح إنسانا سويا كما تحب أنت وكماتحب أن يراك الجميع.

وبعد أن تكون قد تهيأت نفسيا للعلاج ننتقل إلى الخطوة الثانية :


الخطوة الثانية من البرنامج :
ابدأ بتخيل أفعالك الوسواسية الخاطئةأو التي تشك أنها وسواسية واحدا واحدا.
ثم اعزم على ترك السلوك الوسواسي وفعل السلوك الصحيح ( معتخيل نفسك وأنت تفعل السلوك الصحيح ولا مانع من كتابته)، مثال:
1-تخيل طريقتك في الوضوء عندما تكرر البسملة أكثر من مرة.ثم اعزم على أنتقولها مرة واحدة فقط عند الوضوء ثم تخيل هذا الموقف الجديد بتفاصيله ثماكتبهفي الدفتر كأن تكتب: (قبل الوضوء اسمي مرة واحدة فقط دون وسوسة).2-تخيل طريقتك عند الوضوء حيث كنت تكرر غسل الأعضاء في الوضوء كثيرا ثماعزم على ترك ذلك والاكتفاء
بغسلها مرة واحد في البداية ثم تخيل هذا الموقف الجديد
ثم اكتبهعند الوضوء سأكتفي بغسلة واحدة لكل عضو ولا أزيد)
3-تخيل غسل اليدين بعد لمس مقبض باب الحمام أو عند إطفاء النور ونحو ذلك ثم اعزم علىترك غسل اليدين ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه :( مقبض الحمام طاهر ونظيفلذا لن أغسل يدي بعد لمسه)
4- تخيل نفسك وأنت تمتنع عن الجلوس على الأرضأو على بعض الأماكن خشية النجاسة ! ثم اعزم على الجلوس عليها ونبذ هذه الأوهام ثمتخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه: (هذه الأماكن طاهرة ونظيفة لذا سأجلسعليها دون شك أو وسوسة).
وهكذا حتى تنتهي منتخيل جميع السلوكيات الوسواسية الخاطئة التي تصدر منك ثم إبدالها بالسلوك الصحيح معتخيل ممارسة السلوك الصحيح وكتابته إن أردت.ومعرفة السلوكالصحيح تكون بناءا على تصرفات الآخرين الأسوياء كأبيك مثلا أو إخوتك أو معلميك أوزملائكولا تعتمد على نفسك الموسوسة بل بناءا على ما تشاهده وما سبق أن شاهدتهمن تصرفات الأسوياء.تنبيهات مهمة جدا عندهذه النقطة:1- يجب أن تتخيل جميع السلوكيات الوسواسية التيتمارسها ثم تعزم على تركها جميعاوما نسيته الآن لا يهمالمهمأن تعزم على تجنب أي سلوك وسواسي عند تذكره مستقبلا ولا تتساهل في هذا الأمرفالوسواس كالسم قليله وكثيره مضر خاصة في الأشهر الأولى من العلاج .
واعلم أنك ستندم كثيرا على كل سلوك وسواسي لم تتركه الآن فوصيتي لك أن تتركها جميعا ولا تتردد في ذلك .
2-لا تتهاون بأي سلوك وسواسي حتى ولو كان سخيفا أو بسيطا بل اعزمعلى تجنب كل ماتشك في كونه وسواسا حتى لو كان بسيطا جدا جدا.
3-لا تحاول أن تسأل عن كيفية السلوك الصحيح خاصة الواضح عند الكثير لأنالسؤال هوفي حقيقته وسواسا!! فما الفائدة من ذلك، بل الموسوسيعلم السلوك الصحيح أكثر من غيرهلكن الشيطان يحاول التلبيس عليه فتوكل على الله واطرح الشك والوسواس وافعل السلوكالصحيح ولا تتردد.وفي هذه الأثناء نكون قد وصلنا بفضل الله إلى النتائج التالية:1-عرفنا حقيقة الوسواس وأسبابه.2-وصلنا إلى القناعة التامة بضرر الوسواس وحتمية العلاج.3-قمنا بحصر السلوكياتالوسواسية ومعرفة السلوكيات الصحيحة.4-وصلنا بفضل الله إلى مستوى عال جدا منالعزيمة لتحمل كل شيء من أجل الشفاء ومن ثم السعادة في الدنيا والآخرة


الخطوة الثالثة من البرنامج :
وهي أن تصلي صلاة الاستخارة (من غير وسوسة)

حيث تصليركعتين كالنافلة ولكنك تقول بعد السلام هذا الدعاء : اللهم إنيأستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولاأعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر الذي هو ( تطبيقي لهذاالبرنامج المتمثل بترك جميع الأعمال والأوهام والأفكار التي أعتقد أنها وسواسا أو أشك في كونهاوسواسا ) خير لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدرلي الخير حيث كان ثم رضني به .عندها ستشعر بإذن الله بعزيمة صادقة لا تقبل التردد ولا الخور على ترك وتجنب جميع السلوكيات والاعتقاداتوالأوهام الوسواسية وستجد العون من الله تعالى بحوله وقوته.

يتبع

الخطوة الرابعة من خطوات البرنامج العلاجي وهي أهم الخطواتعلى الإطلاق
خطوة : ( ( تطبيق العلاج ) )

ما سبق من خطوات إنما هو تمهيد للدخول في الخطوة الأهم والأبرز في هذا البرنامج وهي خطوة تطبيق العلاج :
وعلاج الوسواس القهري له ثلاثة أركان .
ولا يكتمل العلاج من الوسواس القهري إلا إذا بني على هذه الأركان جميعا فأي هدم لأحدها سيؤدي بالتالي إلى جعل الشفاء ناقصا ومعرضا للانهيار في أي وقت .
وإذا كان الأمر كذلك فإنه من المهم جدا بيان هذه الأركان مع شيء من التوضيح والتفصيل .





مقدمة عن
أركان العلاج الثلاثة :
( ( التجاهل – الصمود – المواجهة ) )
فكما رأيت أخي المتعالج من الوسواس أن كل ركن من هذه الأركان قد حصل على ثلث العلاج وهذا إنما يدل على أهمية كل واحد منها فلو فرطت في أحدهما فتكون قد فرطت في ثلث العلاج ويكون شفاؤك على أعلى تقدير 66بالمائة !! ، وهذه النسبة تكون لمن أجاد تطبيق الركنين الآخرين دون نقص .
مع أن كثيرا من المتعالجين هداهم الله يكتفون بركن واحد وغير كامل أيضا !!
ثم يتحسنون كثيرا في البداية ولكن الوسواس لا يزول نهائيا !! ولهذا يكثرون من السؤال عن سبب تأخر الشفاء النهائي !! مع أنهم لم يطبقوا سوى 33 بالمائة من العلاج أو أقل !!




الشرح المفصل لهذه الأركان
لقد بينت فيما سبق أهمية هذه الأركان وحاجة المتعالج لها جميعا كما بينت أيضا أن التفريط في واحد منها يجعل العلاج ناقصا ومعرضا للانهيار في أي وقت .
وسأفصل الآن في بيان هذه الأركان الثلاثة :



الركن الأول
( ( التجاهل التام ) )
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا !
فلو توضأ إنسان ثم أحس بخروج شيء منه فيجب ألا يلتفت لهذا الأمر نهائيا بل يذهب إلى الصلاة مباشرة كما يجب عليه ألا يحاول إقناع نفسه بعدم خروج شيء منه !! لأن محاولة الإقناع هي وسواس في حقيقة الأمر يجب مقاومتها واعلم أيها المتعالج أن أفضل علاج للوسواس هو تجاهل الفكرة مع بقاء الإحساس بالخطأ !!
لأن إقناع النفس بصحة تجاهل الفكرة يلغي فائدة المقاومة نهائيا ، لأننا نريد بعلاجنا هذا أن يعتاد المتعالج على الصمود أمام الفكرة الملحة وصموده هذا يجعل الإلحاح يخف تدريجيا إلى أن يزول نهائيا بإذن الله .
بخلاف القناعة بصحة التجاهل فإنه لا يؤدي الغرض الذي نريد بل هو مثل فعل السلوك الوسواسي سواءا بسواء !!
لأن الموسوس يفعل السلوك الوسواسي ليوقف الفكرة الملحة !!
والآخر أقنع نفسه بعدم صحة الفكرة الملحة ليوقفها عن الإلحاح أيضا وكلا هما سواء !!
فمثلا : لو ألحت فكرة وسواسية على المتعالج أن يده نجسة !
فهو لا يخلوا من ثلاثة أحوال :
1/ أن يغسل يده لتتوقف الفكرة !.
2/ أن يقنع نفسه بعدم نجاستها فتتوقف الفكرة أيضا !!
وكلا الحالين خطأ !!
3/ عدم غسلها نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة .
وهذا هو التصرف الصحيح لأن توقف الفكرة الملحة جاء بسبب التجاهل فقط ولم يأتي بسبب التجاوب كما في الحالين الأول والثاني .


الركن الثاني
المواجهة وعدم الفرار !
ونقصد بالمواجهة : أن يواجه المتعالج الفكرة الوسواسية بكل شجاعة ويلغي فكرة الهرب نهائيا ثم يثبت في المواجهة!
فكم هرب المتعالج من الوضوء أمام الناس !! وكم مرة هرب من الصلاة في المسجد ، أو هربت المرأة من الصلاة أمام أهلها وأخواتها !!
وكم مرة هرب فيها المتعالج من الزيارات العائلية أو رفض الخروج من المنزل قبل صلاة العشاء حتى لا تدركه الصلاة في مكان بعيد عن بيته !!
وكم هي المرات التي هرب المتعالج فيها من الدخول إلى دورات المياه العامة !! بل قد يهرب من جميع دورات المياه إلا من واحدة اختص بها لنفسه ومنع منها غيره !!
بل قد يصل الأمر بالمتعالج أن يختصر دخول دورات المياه وسوسة !! مما يعود عليه بالضرر مرتين ! ضرر صحي وضرر في تأخر الشفاء .
هذه أمثلة فقط وإلا فالمواقف التي يهرب منها المتعالج كثيرة جدا !! والمشكلة أن المتعالج يظن بهروبه هذا أنه حقق شيئا ذا بال !! وما علم المسكين أنه يضر نفسه بنفسه !!
وأن هروبه هذا يؤجل الشفاء فترة أطول فلو استمر في هروبه عشرين سنة فمعنى ذلك أنه يؤخر الشفاء عشرين سنة أيضا ولا يمكن أن يأتي الشفاء دون مواجهة !! فالمواجهة حتمية مهما طال الزمن فلماذا يتأخر المتعالج بتطبيق هذا الركن المهم وهو ركن ( المواجهة وعدم الهرب ) !!
والغريب في هذا الأمر أن الوسواس يسهل للمتعالج سياسة الهرب من المواجهة !!
مثال يوضح ذلك : لو دخل المتعالج المسجد ، فأراد أن يصلي في جهة اليسار من الصف .
فقد يأتي الشيطان للمتعالج ويحاول صرفه عن هذا الأمر ويلح عليه بأن يصلي في جهة اليمين ويبدأ بسرد الأدلة في بيان أفضلية اليمين !
وهنا يبدأ المتعالج بالتوتر ويجد نفسه مضطرة للذهاب إلى جهة اليمين بل ويحس أحيانا بسهولة الذهاب لليمين وصعوبة الصلاة في جهة اليسار !!
ولهذا يجب على المتعالج أن يتفطن لهذه الحيلة الشيطانية ولا يغتر بسهولة الأمر عند الهرب من المواجهة وتخفيف الضغط عليه من قبل الوسواس !!
لأن الشيطان إنما يريد بهذا التسهيل سلب سلاحك الفعال في مقاومة الوسواس وهو ( المواجهة ) وإبداله بهذا السلاح الضعيف ( الهرب من المواجهة ) والذي سيكون مع الوقت وبالا عليك ويتحول من سلاح ضعيف أمام الوسواس إلى خنجر مسموم يقضي على جميع الإنجازات التي حققتها بفضل الله ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك
فاحذر أن تستبدل سياسة المواجهة الفعالةبسياسة الهرب الفاشلة!

وسياسة المواجهة تحتاج إلى عزيمة وإصرار ، وقد بذلتُ الكثير من الوقت والجهد لكي أخرج بطريقة فعالة تكون معينة بعد الله تعالى في تطبيق ( ركن المواجهة ) وها هي الطريقة الفعالة بإذن الله :



استخدام قاعدة
( ابدأ ، استمر ، أكمل )

وهذه القاعدة هي الطريقة الفعالة بإذن الله تعالى لتطبيق هذه السياسة :
فلو أردت الوضوء مثلا فبدأ الشيطان بتخويفك وإرهابك فهنا إياك من الانسحاب بل طبق هذه القاعدة بسرعة وابدأ الوضوء مباشرة وقل :
( بسم الله ) .
ثم تمضمض واستنشق وهكذا حتى تنهي الوضوء ، فإن ضغط عليك الوسواس لكي تقطع الوضوء فاستمر فيه ولا تبالي بالوسواس فإن استمر الضغط الوسواسي عليك فأكمل الوضوء حتى النهاية وإياك ثم إياك من الانسحاب .
وبهذا تكون قد أنهيت الوضوء كاملا بعد تطبيقك هذه القاعدة ( ابدأ ، استمر ، أكمل ) ، ثم اذهب إلى الصلاة فإن جاءك الوسواس يخوفك منها فطبق القاعدة مرة أخرى وابدأ مباشرة في الصلاة وكبر ، فإن ضغط عليك الوسواس فاستمر في الصلاة ولا تبالي بهذه الوساوس فإن استمر الضغط ولم يذهب فأكمل الصلاة حتى النهاية وإياك ثم إياك من الانسحاب وقطع الصلاة !
ولعلمك فالوضوء صحيح والصلاة صحيحة بفضل الله حتى لو نويت قطع الوضوء أو الصلاة فاستمر فيهما وصلاتك ووضوؤك صحيحان كما أفتاني بذلك أحد العلماء الأجلاء .




الركن الثالث
الثبات والصمود
والمقصود بالصمود والثبات أمران :
أولا : هو صمود المتعالج على تجاهل الفكرة الوسواسية وعدم تنفيذها أو التفكير بها .
ثانيا : استمرار المتعالج بالعبادة وعدم قطعها مهما واجه من أفكار !
وذلك بأن يستمر بالصلاة والوضوء والغسل وغيرها من العبادات ولا يقطعها أبدا .
والصمود والثبات غالبا ما يكون بعد التجاهل وبعد المواجهة .
وهذا الركن هو أهم أركان العلاج لأن جميع الأركان تستند عليه فلو فشل الإنسان في الصمود فقطعا سيفشل بركن المواجهة وركن التجاهل أيضا !!
لأنه لا يمكن أن يكون هناك تجاهل ومواجهة فعالة مع عدم الثبات والصمود !!
فلو أحس المتعالج بخروج قطرات بول منه ولكنه تجاهل الفكرة ولم يفكر في الأمر ولكن الوسواس بدأ يضغط عليه ويشتد و المتعالج لا يلتفت لذلك ولكنه بعد اشتداد الوسواس فشل في الصمود والثبات وغير ملابسه !!
فما رأيكم الآن ؟!
هل المتعالج فشل في الصمود فقط أم أنه فشل في ركنين كاملين من أركان العلاج وهما الصمود والتجاهل!!
بالتأكيد هو فشل في الأمرين معا لأن التجاهل السابق لا فائدة منه بعد أن فشل في الصمود فيه .
مثال آخر : نفرض أن المتعالج أراد الصلاة في المسجد فضغط عليه الوسواس واشتد كثيرا !! ولكنه طبق سياسة المواجهة وذهب للمسجد وعندما دخل في الصف كبر للصلاة ولكن الوسواس اشتد أكثر وأكثر !! ففشل المتعالج في الصمود وقطع الصلاة !!
فما رأيكم الآن ؟؟! هل فشل في الصمود فقط أم أنه فشل في الصمود وكذلك في المواجهة أيضا ؟!
بالطبع هو فشل في الأمرين معا لأن المواجهة لا فائدة منها بعد أن فشل في الصمود .
ولهذا قلنا بداية أن ( ( ركن الصمود) ) هو أهم أركان العلاج لأن جميع الأركان تستند عليه فلو فشل الإنسان في الصمود فقطعا سيفشل بركن المواجهة وركن التجاهل أيضا !!
ولكي يستطيع المتعالج أن يصمد أمام الأفكار يجب عليه أن يتذكر دائما أن النصر لمن يصبر في اللحظات الأخيرة فربما يصمد الإنسان مدة من الزمن ولم يتبقى سوى ثواني أو دقائق معدودة وينهار الوسواس ولكن المتعالج للأسف يكون هو السابق في الانهيار دائما !
ومن الأمور المساعدة على الثبات تذكر قاعدة ( استمر – أكمل ) وذلك بان يستمر في الصمود ولا يستسلم وإن اشتد عليه الوسواس يستمر بالصمود حتى يكمل العبادة التي هو فيها .
أو يستمر في الصمود حتى تتلاشى الفكرة الملحة نهائيا .


يتبع
الخطوة الخامسة والأخيرة من خطوات العلاج
الاستمرار على العلاج والاستعداد الكامل لمقاومة العقبات

حيث أنك بعد تطبيق العلاج ستشعر براحة عجيبة وقد تجلس يوما أو يومين أو أكثر بلا وساوس
وهنا يحب الحذر الشديد لأن الوسواس في هذا الوقت يقوم بالابتعاد الكلي عنك لأنه لا يستطيع مواجهتك في هذه الأوقات بسبب قوة عزيمتك وصلابتها ، ولكنه ينظر إليك من بعيد ويتحين الفرصة لينقض عليك من جديد فانتبه لهذا وكن يقضا لهذه المكيدة فإن أتتك فكرة وسواسية ولو سخيفة فقاومها بأشد ما تستطيع وتجاهلها مباشرة وطبق عليها ( أركان العلاج الثلاثة ) لأنك بهذا التصرف تكون قد كسرت ظهر الوسواس وتكون قد وجهت له صفعة لن يفيق بعدها بإذن الله تعالى .

المبحث الثالث الأمور المعينة بعد الله على الثبات والمقاومة:


أولا : سأضرب لك مثالا أوضح فيه حالتك مع العلاج :أخي المتعالج من الوسواس إنك كمثلالذي قُيد بالقيود والأثقال ثم ألقي في بئر عميق فتعلقت أطرافه في أحجار البئر
فإذا أراد الخروج من البئر ، لا بد أن يتخلص من هذه الأحجار أولا، ثم يتخلص من القيود والأثقال ثانيا !
والتخلص من الأثقال و الأحجار يستلزم جهدا كبيرا ، ثم يكون الخروج بعد ذلك أسهل بكثير ولكنه يحتاج إلى الصبر والثبات.
ولكن ماذا سيكون لو تخلص من هذه الأحجار فقط ولم يتخلص من القيود أو تخلص من بعضها فقط ؟!
فهل يمكنه الخروج من البئر ؟ بالتأكيد الأمر صعب جدا !!
حسنا .. نفرض فرضية أخرى وهي أن هذا الإنسان تخلص من الأحجار والأثقال معا وبدأ بالصعود ثم بدأ الخور والتراخي ينهش إرادته حتى سقط مرة أخرى !!
سيصعب عليه الخروجحينئذ لأنه استنفد قوته في التخلص من الأحجار فيالمحاولة الأولى وستضعف همته وتتحطم إرادته ثم يستسلم للموت ، بل قد يكون سقوطه عنيفا فيؤدي إلى موته في الحال .وهذا هو حالكفالبئر هو الوسواسوقد سقطت فيه وتعلقت أطرافك المثقلة بالقيود الثقيلة في أحجاره ، فاحمد للهأن أعانك على التخلص من هذه الأحجار في التهيئة النفسية ثم نزعت هذه القيود بالخطوة الثانية من خطوات العلاج ولم يبق لك إلا الصعود لتخرج من البئر .
فابدأ بالصعود مع التركيز والثبات واحذرمن التراخي حتى لا تسقط مرة أخرى واعلم أن الفرج قريب بإذن الله .
ثانيا : أن الوسواس سببه الشيطان ، والشيطان ضعيف، يقول الله تعالى : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) النساء 76.
فكما ترى ، فالله وصف كيد الشيطانبالضعف في حين جاء وصف كيد المرأة بالعظيم حيث قال سبحانه: (فَلَمَّارَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّكَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) يوسف 28
فكيد المرأة أقوى من كيد الشيطان ، بل ولا مقارنة بينهما، ولو جربتم مقاومة كيد الشيطان لرأيتم بأنفسكم ضعفه وهوانه .
ولو سألتني عن كيفية مقاومة كيد الشيطان ..! فسأجيبك بأن مقاومته ، تكون بعدم الالتفات إليه وعدم الاهتمام به مهما كبر في نفسك بل اصبرواستمر في مقاومته وستجده سرعان ما يفر من أمامك هذا فيما لو صمد في وجهك وإلافالمعروف عن الوسواس الهرب قبل المواجهة، فمثلا : لو توضأت وتجهزت للصلاةثم بدأ الوسواس يعمل عمله ويوهمك بأن وضوءك قد انتقض بأي سبب ريحا كان أو غيره!ثم بدأت ضربات قلبك تزداد وأعصابك تتوتر والعرق ينزف!فهنا يجب عليكأن تصمد وتكبر للصلاة ولا تلتفت له.وستجد أن الوسواس قد زال عنك واطمأن قلبكبمجرد العزيمة فقط ، وهذا أكبر دليل على ضعفه ولكنه يحتاج إلى الصمود فقط.
ثالثا : لا تتعامل مع الأفكار الوسواسية بناءا على ما تحس به أثناءتسلطها عليك، فالموازين هنا مختلفة.
لا بد لك أولا من الخروج من تسلطالوسواس عليك حتى ترى الأمور على حقيقتها.
فالوسواس مثل بحيرة السرابيظنها السائر شيئا عظيما وهي في حقيقتها لا شيء ! فلو توقف بمجرد رؤيتها لأصبحت البحيرة عائقا له عن إكمال المسير ولكنه لو استمر في المسير لوجد أنها تتلاشى شيئا فشيئا حتى إذا وصل إليها لم يجد شيئا . وكذلك الأفكار الوسواسية لو صمد الإنسان أمامها واستمر في المقاومة لم تضرهوستختفي كما يختفي السراب.ولكن لو تقبلها وتنازل أمامها فليعلم أنها ستتحولإلى جبل جليدي سرعان ما يكتسح الموسوس نسأل الله العافية.فمثلا : لو أحسالموسوس بأن قطرات بول خرجت منه ثم بدأت الأفكار والأوهام تكثر عليه حتى بدأ يفقدصوابه.المفترض منه ، أن يصمد أمامها ولا يبالي بها أبدا ، وعند ذلك ستزولعنه وتبدأ نفسه بالاطمئنان ويرتاح من تبعات التنازل ، ولكن إن هو بدأبالتنازل ثم قام بالنظر ليتأكد هل خرج منه شيء أو لا،عند ذلك سيقع مالا تحمدعقباه،لأنه سيرى العرق فيعتبره بولا !! ثم يفترض نجاسة الثياب كلها،ثم نجاسة يده وما مسته من أثاث أو ثياب، ثم تتنجس الغرفة بأكملها ثم يسقطالمسكين باكيا مهموما مغموما،وسبب هذا كله طاعته للشيطان ومبالاته بالأفكارالوسواسية !وعدم طردها والصمود أمامها ،مع أنه لو تجاهلها لم يحصل شيء من ذلك.
رابعا: احذر أشد الحذر من الوساوس السخيفة التي لا تلقي لها بالا.
فإنها هي أساس البلاء ، وهي المفتاح الذي يستطيع الوسواس أن يدخل إليك عن طريقها.خامسا : إياك والخوف من الوساوس وإعطائها أكبر من حجمها بل هي أسخف وأحقرمن أن يلتفت إليها.حاول أن تتمتع بثقة وهدوء كبيرين ، بعيدا عن التوتر وشدالأعصاب.وهناك قاعدة عند علماء النفس معناها : أن الخوف قبل أي محاولة جديدةدليل على الفشل.سادسا : حاول أن تتعلم فن الاسترخاء ، وذلك عن طريق شراءالكتب والأشرطة المعينة على ذلك .سابعا : استخدمالرقية الشرعية على نفسك وحاول أن تفعلها أنت لأنك أنت من اكتويت بنار الوسواس فذلكأدعى للإخلاص، علما أنني أرفقت رقية شرعية مفيدة جدا بإذن الله في آخر الكتاب .ثامنا : حاول أن تقرأ سورة البقرة كلليلة وإن قرأتها في قيام الليل كان أفضلإن استطعت إلى ذلك سبيلا لمدة شهر واحد على الأقل .
تاسعا : عليك بالصدقة بنية الشفاء من الوسواسويجب أن يكون المبلغ المتصدق به على وزن المرض الذي تشتكي منه فحاول أن يكون المبلغ كبيرا نوعا ما واحرص على الإخلاص وتجنب الرياء يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة ) رواه البيهقي .
ولقد جرب الصدقة كثيرون واستفادوا منها فائدة كبيرة بفضل الله .
عاشرا : أكثر من فعل العبادات كقراءة القرآن والإكثار من النوافل وقيام الليل والصدقة وكثرة الذكر لا سيما الاستغفار والتسبيح والتهليل .


فهي من أعظم أسباب تخفيف الوسواس حيث أنها تهدئ النفس وتزيل تأنيب الضمير الذي يرفع درجة التوتر لدى الموسوس مما يجعله فريسة سهلة للوسواس .الحادي عشر : أكثر من الدعاء بأن يشفيك الله من الوسواس واعلم أن هذا أعظم الأسلحة التي تملكها وثق بإجابة الله لك ولا تيأس فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) رواه أبو داوود .
وثق بالإجابة ولا تستعجل لأن الله تعالى يجيب الداعي مالم يعجل حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يستجاب لأحدكم مالم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري ومسلم .
أخيرا : لا مانع من تسجيلالمواقف الشجاعة والتي صمدت فيها أمام الوسواس ، لتكون معينة بعد الله في رفعمعنوياتكمثل:أن يحصل لك موقف وسواسي وتكثر عليك الأفكار وتصل إلى حدكبير ، ثم ترفضها وتتركها فترتاح نفسك وتطمئن ، فلا مانع من تسجيلها كأن تكتب:في يوم الخميس 1426/4/4هكبرت لصلاة العصر فأتاني الوسواس وشككني بالتكبيروأوهمني أنني لم أكبر حتى ضاقت علي الأرض وتصبب العرق مني وأحسست بأن الصلاة قد انقطعتولكنني بفضل اللهتجاهلته وأكملت الصلاة فأذهبه الله عني وأكملت الصلاة
كأن لم يأتني أذى .
وحاول أن تكون هذه في الشهر الأول فقط.



أولا : يكثر السؤال عنما يخرج بعد التبول ، حيث أن كثيرا من الموسوسين يتحرج بعد التبول فيتأخر في دورات المياه حيث يحس بخروج قطرات من البول بعد أن يقوم وعندما يبدأ الوضوء فيخشى أن يؤثر ذلك على وضوئه وصلاته وتنجيس ثيابه .ولقد سألتعلماء كبار فأفتوني بهذه الفتوى حيث قالوا:(بعد الانتهاء من البول انتظرحوالي دقيقة واحدة ولا تزد ثم صب الماء صبا فقط ولا حاجة للمسه أو دلكه أو نتره أوسلته ثم قم ولا حرج عليك مما يخرج بعد ذلك ).
ثانيا : كثيرا ما يرفع الموسوس صوته أثناء الصلاة سواءا بالتكبير أو عند قراءة الفاتحة أو عند قراءة الأذكار بحجة ضرورة إسماع نفسه !
ولقد سألت أحد العلماء عن ذلك فقال : يكفي أن يحرك لسانه وشفتيه بالقراءة ولا يلزمه إسماع نفسه.



انتهينا الآن من علاج الوساوس المتعلقة بالعبادات كالصلاة والطهارة وإزالة النجاسة وغيرها وتبقى لنا موضوع مهم جدا يتعلق بما سبق وهو:
(الحلول الناجعة بإذن اللهتعالى للعقبات والمصاعب التي تعتري من يطبق برنامجنا العلاجي )سأطرحه بعد الانتهاء منعلاج الوساوس في الأفكار وهو ما يسمى ب ( الأفكار التسلطية ) بنوعيها
والذي سيكون موضوعنا القادم .
يتبعالفصل الرابع


المبحث الأول



وساوس الأفكار التسلطية



النوع الأول


( ( وساوس تتعلق بالعقيدة ) )


أخي الفاضل ..أختيالفاضلة :
سأحدثكم عن أمر قد يفاجئكم قليلا وهو أن الوسواس العقدي هو أولوسواس شيطاني أزعج الإنسان المسلم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى وقتناهذا.
حيث أنه قديم جدا وقلما يخلوا منه مسلم مهما زاد إيمانه أو نقص ولكنتختلف درجته من شخص إلى آخر فمنهم من يمر عليه سريعا ويزول ومنهم من يشقيه هذاالداء سنوات عدة ويسبب له المتاعب والمصاعب حتى يبدأ بالانهيار ومنهم من يوصله إلى مرحلة التفكيربالانتحار والعياذ بالله .
ومنهم بين ذلك ليس بالشديد ولا بالخفيف بل هو بينهما وهو المتوسط.[/
7
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مشاعرزائده
مشاعرزائده
ارجو من الاخوات الدعاء لي بالشفاء ولازم تقرون الموضوع كامل لانه مره خيال لجميع انواع الوسواس
الموضوع منقول
مشاعرزائده
مشاعرزائده
استغفرالله
اخواتي ارفعو الموضوع للفائده
مشاعرزائده
مشاعرزائده
استغفرالله
مشاعرزائده
مشاعرزائده
استغفرالله
صدى ألأأهــــآأت
جزاكي الله خير