نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

مرض شائع ينتشر بأكثر من 500 نوع

الصحة واللياقة

الصداع.. مصدر إزعاج وتوتر.. والعلاجات الجديدة تقدم أملاً
يمثل الصداع في أفضل حالاته مصدرا للتوتر والإزعاج، ويكون في أسوأ حالاته مدمرا، لكن طرق العلاج الجديدة تلوح ببعض من أمل. ويعتبر الصداع من أكثر الأمراض شيوعا في العالم. فأنت تستيقظ في الصباح في حالة من النشاط والحيوية، وفجأة يبدأ الإحساس بألم في رأسك. وكلمة “ألم” قد تبدو غير وافية لوصف حالتك. فأنت تشعر كما لو أن مطرقة تدق جمجمتك، وتشعر بأنك مستعد لأن تقوم بعمل أي شيء من أجل إيقافه.

وطبقا لما ذكرته المؤسسة الوطنية الأمريكية للصداع فإن هناك ما يزيد على 500 نوع من الصداع، كالصداع الناتج عن التوتر، وصداع تجويف الأنف، والصداع الحاد، وصداع الهرمون، والصداع التراكمي المزمن، والصداع المختلط.

وإذا كنت تعاني من صداع الرأس، فأنت بالتأكيد لست وحيداً، إذ يعاني تقريبا واحد من كل 6 أشخاص صداعا مزمنا ومتكررا.

ويشكو نصف هؤلاء من الصداع النصفي (الشقيقة)، وهو نوع من الصداع الذي يتميز بكونه حادا ومؤلما.

ويبدأ الشعور بآلام الصداع عندما تقوم أعصاب العضلات والأوعية الدموية في الرأس بإرسال إشارات الوجع إلى الدماغ.

ولا يزال العلماء يحاولون معرفة السبب وراء قيام الأعصاب بإرسال هذه الإشارات. ومع أن الأسباب لا تزال لغزا محيرا إلا أن العلماء والأطباء في طريقهم إلى اكتشاف علاج لواحد من أكثر آلام البشرية انتشارا.

الصداع النصفي



يعتبر الصداع النصفي Migraine أسوأ أنواع الصداع. وهو عادة ما يداهم مرضاه حين يتعرضون لبعض المؤثرات مثل تناول أطعمة معينة أو التوتر أو التغير في نظام النوم، إضافة إلى التفاوت في درجة الهرمونات وتقلبات الطقس؛ إذ تبدأ خلايا الأعصاب في إرسال الإشارات إلى الأوعية الدموية التي تسبب التقلصات والتوسعات، ويتبعها إطلاق مواد كيميائية في الجسم تجعل النبض مؤلما. والنتيجة هي شعور المصاب بالصداع النصفي الذي يجعله يشعر كأن رأسه على وشك الانفجار.

يقول الدكتور سيمور داياموند صاحب مصحة داياموند لعلاج صداع الرأس في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي: “إن الصداع النصفي مرض وراثي، فإذا كان أحد والديك مصابا به، فإن فرصة إصابتك به ترتفع بمقدار 50%، فهو ينتقل عن طريق الجينات. أما إذا كان كلا الوالدين يعاني من الصداع النصفي فإن نسبة احتمال الإصابة به تصل إلى 75%”.

ولحسن الحظ فقد وجد الأطباء أن الصداع النصفي يستجيب للعلاج، وهناك اليوم سلسلة من الأدوية العلاجية مثل: “إيميتركس” Imitrex وزوميغ Zomig، وماكسالت Maxalt، وريبلاكسReplax ، وفي دراسة حديثة للدكتور روبرت غلوغو من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، وجد أن حُقن بوتوكسBotox التي هي مادة “بكتيريا بوتولزم” التي عادة ما تستخدم لمعالجة التجاعيد في الوجه قد يؤدي إلى تخفيف آلام الصداع النصفي لعدة شهور.

وقد بدأت طرق ووسائل العلاج البديلة للصداع تكتسب انتشارا واسعا بين من ليس لديهم الرغبة في استخدام العقاقير الطبية مثل العلاج بالإبر الصينية القديمة التي تعتمد على غرز الإبر الدقيقة في مناطق محددة من الجسم، الأمر الذي يدفع الجسم إلى إطلاق مادة الإندروفين، وهي مادة كيميائية تخفض من الألم أو تزيله. وقد روج بعض الناس لاستخدام الإبر الصينية كطريقة مجدية لعلاج الصداع.

ويحذر الدكتور مارك ستلمان من عيادة كليفلاند بمدينة كليفلاند بولاية أوهايو من استخدام هذه الوسائل: “يعرف الاختصاصيون إمكانيات الإبر الصينية، ولكن لا توجد تجارب كافية يمكنها أن تحدد لنا دورها بدقة”.

ويتفق الدكتور داياموند مع الدكتور ستلمان قائلاً: “لم يثبت العلاج بالإبر الصينية نجاحا يذكر، وقد يساعد على علاج حالة ما من حالات الصداع، ولكنه لا يصلح كعلاج وقائي”.

والإسراع بالتالي في الذهاب إلى المتخصص بعلاج الإبر الصينية كلما هاجمك الصداع ليس بالسبيل الأمثل للعلاج.

ومع هذا فإن الدكتور داياموند يؤيد استخدام العلاج بالتغذية الراجعة الحيوية “بيوفيدباك” كطريقة أخرى للعلاج البديل. فباستخدام بيوفيدباك يتدرب المريض على إدراك للعمليات التي تحدث في الجسم دون وعي منه، مثل تغير ضغط الدم، وانضباط دقات القلب، ثم يدرَّب على كيفية التحكم بها. ويستطيع بالتالي التحكم في أعراض الضغط مثل تشنج العضلات الذي عادة ما يتطور إلى صداع للرأس. وهناك أنواع عديدة من الصداع بالإمكان تجنبها. فالأكل الجيد، والنوم الصحي، وتجنب أسباب التوتر، يمكنها أن تمنع آلام الدماغ. ويوصي الدكتور ستلمان: “إنه إذا ما بدأت آلام الصداع في الازدياد، فإن النوم يمكن أن يكون علاجا وافيا”.

ويستفيد المرضى أحيانا من تناول أقراص مركبة لتسكين الألم مثل الإكسيدرين التي إذا ما استخدمت في بداية الصداع قد تؤتي بنتائج جيدة، غير أن الإكثار منها يمكن أن يؤدي إلى صداع أشد حيث يبدأ الدماغ في التعود على الأدوية المستخدمة ما يجعلها أقل فاعلية.

الصداع المحتمل



متى يتجاوز الصداع الدرجة المحتملة، ويغدو خطيرا لدرجة يتطلب معها الذهاب إلى المستشفى؟

إذا كان الصداع هو أشد عليك من أي وقت مضى، بما يمنعك من العمل وممارسة النشاط الاجتماعي، أو إذا ما شعرت بتصلب رقبتك، أو شعرت بحمى مرافقة للصداع، أو إذا ما كان الجري والسعال يسببان الصداع، فإن كل هذه الأعراض هي بمثابة دقات لناقوس الخطر. وحتى إذا لم يكن أي من هذه الأعراض ظاهرا، فإن زيارتك إلى طبيبك قد تكون أفضل سبيل لمعرفة الأسباب إذا ما تكررت الإصابة بالصداع. ولعله من المفيد أن نعلم أن الصداع العرضي إذا ما تُرك بدون علاج، فإنه قد يتحول إلى صداع دائم. ويقوم الأطباء عادة بعلاج الصداع بوجه عام بقراءة تاريخ الحالة الصحية للمريض، ثم بمحاولة التعرف الى نوع الصداع الذي يصيبه.

ويقول الدكتور دياموند: “هناك علاج لكل أنواع الصداع تقريبا”، وأنواع العلاج بسيطة ومتنوعة، وهي أقل عبئا من التعامل مع يوم أو أسبوع آخر من الألم.


منقول
4
662

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أوراق الزمن
أوراق الزمن
جزاك الله خير على هالنقل المفيد ..
نصر
نصر
الاخت أوراق الزمن
بارك الله فيك ..
فاهمه
فاهمه
شكرا
:26: :26: :26:
نصر
نصر
الاخت فاهمه شكراً على المرور ..