

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة

بعد أيام قليلة يهل على الأمة الاسلامية شهر رمضان .. يؤدى فيه الركن الرابع من أركان الاسلام .. فيمسك المسلم من الفجر الى غروب الشمس عن الطعام والشراب
وتختلف مدة الصيام من مكان لآخر تبعاً لفصول السنة . فتبدأ من عدة ساعات حتى تصل الى 20 ساعة
يبدأ الجسم في الدخول في حالة الصيام بعد مضي حوالي 8 ساعات من آخر وجبة نتناولها . في هذا الوقت يبدأ الجسم باستخدام مخزونه من الجلوكوز ثم يبدأ في تكسير الدهون المخزنة في الجسم كمصدر ثاني للطاقة . وحرق دهون الجسم له أثر إيجابي في خفض الكوليسترول والوزن وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع .
كما ان خفض الوزن له أثر ملحوظ في التحكم بمرض السكر وخاصة لمرضى النوع الثاني من السكر ( البدينين ).

يفرز الانسولين في الجسم الطبيعي نتيجة لتناول الطعام . ويساعد على تخزين الجلوكوز في الكبد والعضلات على هيئة ( جلايكوجين )
اما في حالة الصيام ينخفض افراز الانسولين نتيجة انخفاض سكر الدم . في حين يزيد مستوى الجلوكاجون الذي يحفز تكسير الجلايكوجين لتأمين الجلوكوز . ومع مرور ساعات الصيام . ينخفض كمية الجلايكوجين المخزنة فتبدا الاحماض الدهنية بالتحرر من الدهون المخزنة وتتأكسد لتنتج الكيتون الذي يستخدم كوقود لاعضاء الجسم ليترك الجلوكوز للدماغ والكريات الحمراء حيث هو مصدر الطاقة الوحيد الذي يمكنهما استخدامه .
لكن هذه العملية لا تتم بشكل محكم لدى مرضى السكر ولذلك يحدث الاختلاف في مستويات السكر في الدم . مما ينطوي على بعض المخاطر لمريض السكر
وهو ما سنناقشه في موضوعي هنا فحياكن الله ..

انخفاض سكر الدم
خاصة في حالة عدم انتظام السكر أو عدم انتظام الوجبات
وفي حالة استخدام خافضات السكر بالفم
ارتفاع سكر الدم
خاصة عند المرضى من النوع الأول وعند الافراط في تناول الطعام
Diabetic ketoacidosisالحماض السكري الكيتوني
خاصة لدى مرضى السكر من النوع الأول المعتمد على الانسولين
وتحديدا لمن يعاني من عدم التحكم في مستوى السكر
ونتيجة في بعض الاحيان لتخفيض جرعة الانسولين
الجفاف
نتيجة للامتناع عن الشرب خلال الصيام وخاصة في مع اشتداد حرارة الجو والرطوبة وعند بذل مجهود بدني
كما ان ارتفاع مستوى السكر يزيد من كمية البول مما يؤدي لخلل في الجسم
قد ينعكس على هيئة انخفاض في الضغط
يفضل أن يراجع مريض السكر طبيبه المعالج قبل رمضان بشهر او شهرين
لعمل الفحوصات وتقييم حالته وتنظيم السكر لديه
مرضى السكر من النوع الأول ( المعتمد على الانسولين )
هؤلاء المرضى خاصة الذين يعانون من عدم التحكم في مستوى السكر في الدم
وهم الأكثر عرضة لمضاعفات الصيام ولذا فغالبا ً ما ينصح بعدم صومهم
ويجب على من يسمح له بالصيام مراقبة سكر الدم بوتيرة أكبر خلال الصيام
والافطار لتحديد جرعة الانسولين المناسبة
وعادة يحتاج المريض الى حقنتين من الانسولين متوسط المفعول قبل الافطار والسحور بالاضافة الى انسولين قصير المفعول عند الوجبات
وذلك قد يسبب انخفاض السكر في منتصف اليوم نتيجة لوصول الانسولين الى اعلى مستواه
لذلك فإن استخدام الانسولين طويل المفعول بجرعة أو جرعتين ( حسب النوع )
مع جرعات من الانسولين سريع المفعول عند الوجبات هو خيار جيد لمحاكاة الانسولين الطبيعي
مرضى السكر من النوع الثاني
المرضى الخاضعين لنظام غذائي فقط
المخاطر من الصوم قليلة جدا . ويمكن حدوث ارتفاع في سكر الدم بعد الوجبات اذا أسرف المريض في الطعام
لذا ينصح بتقسيم السعرات الحرارية بين وجبتين الى ثلاث لتفادي ارتفاع السكر
عادة ما يترافق النظام الغذائي لهؤلاء المرضى بنشاط بدني
ينصح في رمضان بتقليله وحصره في فترة بعد الافطار بساعتين
المرضى الذين يتناول خافضات السكر الفموية
المريض الذي يعتمد على دواء( ميتفورمين )يمكنه الصيام دون مشاكل لقلة امكانية حدوث انخفاض في سكر الدم بسببه
تقسم الجرعة اليوميه الى ثلثين وقت الافطار وثلث وقت السحور
أما الأنواع الأخرى فقد يصاحب تناولها انخفاض السكر لذا لابد من مراقبة السكر
لتحديد الجرعة ..
المرضى المعتمدين على الانسولين
يعاني هؤلاء المرضى من نفس المشاكل التي يعاني منها مرضى النوع الاول الا أن حدوث انخفاض في سكر الدم يحدث بوتيرة أقل
لا يجب أن يختلف النظام الغذائي لمريض السكر في رمضان عنه في أي وقت آخر .. وإن كان هناك اختلاف في وقت وعدد الوجبات الا أنه لابد من المحافظة على المحتوى الغذائي وتوازن الوجبات .
يمكن ممارسة النشاط اليومي كالمعتاد مع الحرص على أخذ قسط من الراحة بعد الظهر
أما الرياضة العنيفة فتؤدي الى احتمال أكبر بانخفاض سكر الدم لذا يجب تجنبها خاصة في الساعات القليلة قبل الافطار
تعتبر صلاة التروايح من ضمن النشاط البدني لمريض السكر