لقيت أخي في الله ذات يوم فبادرني على الفور :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتهز فرصة لقائك مع إشراقة هذا الصباح الجميل
لأرفع أكف الضراعة إلى الله وأدعو لك بدعوات ،
وعليك أن تؤمّن ورائي خاشعا ..
سأدعو بدعوات وأسأل الله أن يستجيب لها ..
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
كما ملأ وجه هذا النهار بالضياء والإشراق
أن يملأ قلبك كله بنور الإيمان وإشراق اليقين ..
حتى تصبح الآخرة وكأنها رأي عين بالنسبة لك ...
تعيش فيها ، وتحس بها ، وتتفاعل معها ..
لا كمن ينتظرها في برود ، أو يغفل عنها في غباء..
فتصبح بهذه المشاعر السماوية الحية : مباركاً حيثما كنت ..
مسك كل مجلس ، وشامة كل منتدى ،
وربيعا معطرا للقلوب التي حولك ، تفيض عليها من نور قلبك
قال الراوي :
ووجدتني أهز كفي المجموعة إلى صدري وأنا أكاد أبكي وأتمتم :
آمين . يا رب آمين ..
وواصل أخي دعاءه :
اللهم يا أرحم الراحمين ،
اجعلني وأخي هذا كذلك .. أنك أكرم من سئل
يا ذا الجلال والإكرام إنما نريد تحصيل مرضاتك عنا ,,
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
صلى الله عليه وسلم
قال الراوي :
وصمت صاحبي ، ولكن قلبي لم يصمت .. !
كان في حالة لا يعلم بها إلا الله سبحانه ..
وبقيت مغمضا عينيّ ، اسبح بروحي في هذا العالم العجيب
الذي انفتح فجأة أمام روحي بمفتاح دعوات أخي هذه ..
غير أنني انتبهت لسؤال أخي وهو يعيده :
كيف تجد قلبك ومشاعره وحركته ؟
قلت وأنا آخذ نفساً عميقا :
أما الآن فلا استطيع التعبير عما أجده يغلي فيه من معانٍ
وأما قبل هذا .. فالله المستعان ..
وفوجئت به يقول وعلى وجهه تتراقص ابتسامة ساحرة :
أما أنا فأقول : التقصير متواصل .. والقصور هو الأصل
والذنب لا ينقطع ، يتكرر كل حين ..
مع أن نعم الله تتوالى مع كل نفس من الأنفاس ..
لا تسلني كيف حالي .. ؟ لأني سأقول لك :
كيف حال من أصبح يشكو ذنوبه ، ويرجو رحمة ربه
أسأل الله أن يلطف بي ، ويغفر لي ، ويكرمني ، ويتجاوز عني
إنما نعيش على كرم الله وستره
ولو كشف خفايانا لما قرب منا حتى أحب الناس إلينا
ولكن ما أعظم ربنا يظهر منا المليح ، ويخفي عن الناس القبيح
قال الراوي :
وهالني ما سمعت ، وكدت أقسم بالله إنه إنما يعبر عن حالي لا عن حاله
.. ولذا بقيت فاغر الفم ، اتابع ما يقول ، وأنا اتمتم بالتسبيح .
نعم سبحانه ما أعظم شأنه .. جل ربنا وتبارك ..
ولهذا هناك مسألة تؤرقني أحيانا إلى حد البكاء..
هذه المسألة محورها كالتالي :
كيف لا يمتلىء قلبي كله بحب ربي ؟؟؟
هل تصدق أنني أحيانا افضل أن أمشي مسافات طويلة على قدمي
بعيدا عن الناس .. أمشي وأنا أهمهم ..
فقط لأفكر في هذه المسألة ، لا ابرحها ..
وأبقى أعاتب نفسي وأوبخها وأذكرها ..
ولعل أحدا لو دقق في حالي في تلك الساعة ربما لرآني أكلم نفسي
وأنا أمشي وأمشي ..قد أقطع مسافات طويلة دون أن اشعر
وربما انسابت الدموع بغزارة على وجهي ..
لأن فكري كله مشغول بهذه القضية
أبقى أقول : سبحان الله .. سبحان الله ،
كيف هذا ؟؟ ولماذا هذا ؟؟ وهل يعقل هذا ؟؟
إذا أحسن إليّ إنسان إحسانا عاديا ..
ربما خدمني خدمة بسيطة لكني أحتاجها في وقتها ..
فإن قلبي يحبه .. ولا ينسى له جميله هذا معي ..
وربما بقي لساني يذكر هذا الإنسان في كل يوم..
وربما حدثت الناس عن روائع هذا الإنسان ..
وربما ظللت اثني عليه في مجلس ..
وربما لو طلبني في أنصاف الليالي لقلت : لبيك ! فرحا بخدمته
وربما وربما ...وربما أيضاً .!
فكيف لا يكون حالي مع ربي على هذه الصورة ، كيف ؟؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟؟ سبحان الله
.. ما بالنا بالله تعالى ونعمه تغمرنا في مفرق الرأس إلى أخمص القدم؟
نعم والله .. ما بالنا بالله ولم نعرف الخير إلا منه ..
ولم نجد النعمة إلا بفضله ..
نسأل الله أن يرحمنا برحمته وان يعاملنا بما هو أهله
هو أهل التقوى وأهل المغفرة ..
ما أعظم ربنا جل جلاله .. وتبارك اسمه ..
في اليوم الذي أشغل نفسي بهذه القضية : أحس أن لي قلب
أحس إحساساً مباشراً بحركة عجيبة في قلبي تمور بشكل غير عادي ..
قال الراوي :
وهنا صمت فجأة وشعرت به يجالد نفسه حتى لا تفضحه عيناه
فقلت وفي قلبي ما فيه من معاني النور التي صنعتها كلماته :
حديثك هذا والله ، تربية للقلب الغافل ، وإيقاظ له
وصمت قليلا ثم قلت مبتسما :
هل تعرف اخي الكريم .
منذ ان عرفتك .. عرفت اهمية القلب ، وضرورة الاهتمام به ..
وأنه ركيزة الإنسان ليكون إنسانا سويا مستقيما ..
فجزاك الله عني خير الجزاء ..
ولا حرمني الله من هذه الصحبة
التي تزيدني قربا من الله في كل يوم ..
يعلم الله أنني أدعو لك دائما ..
وتهلل وجه صاحبي هنا وأشرق وقال :
الله الله .. كم يسعدني أن اسمع هذا ..
بارك الله فيك .. وحفظك من كل مكروه ..
وأسأل الله أن يتقبل منا ، ويتجاوز عنا
ويغفر لنا ، ويبارك فينا ..
اللهم آمين ..
ثم قبل أن يودعني وينصرف ألحّ عليّ
أن لا أغفل عن القضية التي دارت في حوارنا
فإن لها ما بعدها ..
فابتسمت وأنا اقول : لا توصِ حريص ..
وودعني بدعوات كما استقبلني بدعوات ..
فوجدت قلبي معطرا مشرقا
فالبداية كانت نورا ، والنهاية كانت نورا
وما بينهما كانت فيضا من السماء ..
Zena @zena
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
سكارلت
•
جزاك الله الف خير اخت zena
وهذا سؤال يراودني كثيرا
ومؤكد ان كثرة تدبر القران الكريم
والكتب الاسلامية وقصص الانبياء لها دور فعال
في بلورة حب الله في نفوسنا وعظيم شانه ومكانته
بارك الله فيك وتقبلي تحياتي
وهذا سؤال يراودني كثيرا
ومؤكد ان كثرة تدبر القران الكريم
والكتب الاسلامية وقصص الانبياء لها دور فعال
في بلورة حب الله في نفوسنا وعظيم شانه ومكانته
بارك الله فيك وتقبلي تحياتي
الصفحة الأخيرة
مقالتك لامست معاني كثيرة في قلبي
فاخذت اشعر بعمق مدى نعم الله علي
الفؤاد يرتجف وانا اسال نفسي كيف لا يمتلئ قلبي بحب ربي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جمعنا الله في جنة الخلد
اللهم آميييييييييييين