
انا بإذن الله سأشارك في هذه المسابقة في الحج .
الحمد الله الذي رضيا لنا الإسلام دينا و فرض علينا عبادة الحج إلى بيته الحرام ، إن الحج ملتقى المسلمين و هو مجمع كبير وعظيم تلتقي فيه أمم أختلفت أسنتها وألوانها و أوطانها و طباعها وفيه تطابق العبادات القلبية والبدنية و اللسانية .
جميعنا تقريبا يعرف فرائض و أركان الحج و ما يجب ان نعمله وما لا يجب ان نعمله و الأدعية و الآيات …. الخ الحمد الله الدعاة لم بقصروا في ذلك و إستغلوا كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعه والمقروءة و المشرفات عن منتدنا كن من بين الركب وهناك عدة مواضيع قيمة عن الحج في منتدى .
طبعا لن أكرر ما كتب لكن سأكتب عن الحج من زاوية أخرى و هي بأحرى زاوية شخصية من خلال ما عيشته في رحلتي للحج و الحمد الله الذي منى عليا بذلك .
الكثير منا الذي لم يسبق له أداء الفريضة كان يرى الحج عالم مثالثي و نموذجي ، كنت أحسب المعاملة فيه كالمعاملة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ، خاصة أن المكان يذكرك بهم و بأنبياء الله السابقين عليهم الصلاة والسلام .لكن وقع العكس و صدمت في عدة مظاهر و أشياء سأحاول في هذا الموضوع أن أتطرق لبعضها و بإختصار .
كما سلف ذكره وكلنا يعلم أن حج ملتقى عدة شعوب مختلفة طبعا تكون مظاهر مستصاغه لدى البعض وغير مستصاغه لدى البعض الأخر و هناك مظاهر غير مستصاغه لدى الجميع منها :
** عدم المحافظة على البيئة : الإسلام الدين السباق الذي عالج موضوع المحافظة على البيئة ومحاربة التلوث بأشكاله و أعطى حلول لذلك من قبل هذه المنظمات الدولية التي تنادى بذلك و المواثيق والمعاهدات الدولية ، لكن للأسف في حج ترى عكس ذلك تمام أوساخ أينما ذهبت الحاج يأكل و يرمى في أي مكان كان فيه دون أي إعتبار لقداسته أو أيامه العظيمة ، الحرم المكي لو لم تكن الجهود الجبارة التي سخرها خادم الحرمين من شركات نظافة تعمل طيلة اليوم 24/24 لكان الحال فظيع من الأوساخ ، أما شوارع مكة ومنى و عرفات و مزدلفة حدث ولا حرج ، لا أدري لماذا يعمل الحاج ذلك .
أخي الحاج و أختي الحاجة تأكد ان الإسلام دين نظافة و يأمر بالنظافة فلا تشوه صورة الإسلام و تأكد انك تسأل عنها يوم القيامة واننا نحمل رسالة هناك من حدثي بالإسلام وآتوا للحج فلا نعطوهم صورة سيئة ، وهناك كذلك وسائل إعلام تصور و تنقل الصورة والحدث لكل العالم . فعلينا ان نحافظ على أطهر و أقدس مكان في الأرض .
** التدخين : كثيرا ما لاحظت هناك حجاج وهم بلبس الإحرام و غير بعدين كثييرا عن الحرم المكي يدخنون صدمت بها المنظر ، و كذلك في يوم عرفه العظيم ، ما مصيبة العظمى ان تشاهد نساء وهن يوم صباح عرفه يدخن ،أخي الحاج ألم تصبر أيام معدودات و تستعن بالدعاء عن الإقلاع عليه حتى يتوب الله عليك منه لأن الحاج المقبول يرجع كما ولدته أمه ، وللأسف يباع الدخان في محلات الموجودة في مكة في الخفاء ، برغم ان المملكة لم تقصر في حملات التوعية للقضاء على هذه الظاهرة من لوحات إشهارية كبيرة وتوزيع ملصقات و مطويات لذلك .
عليك أخي الحاج ان ترفع شعار حجك إذا كنت مدخن (( حج بدون تدخين )) و تعزم عن الإقلاع عنه وتعلن توبتك هناك بإذن تأكد ان الله سيتجب لك دعوتك .
** سوء المعاملة بين الحجيج : ديينا دين رفق حتى مع الحيوان ، ودين تسامح و عفو مغفرة و إثيار وحلم حتى مع الكافر ما بالك مع المسلم لأخيه المسلم و في بيت الله الحرام ، تزاحم و تدافع و غلظه من المطار حتى المطار أين من بداية الحج إلى الرجوع منه لماذا كل هذا من أجل ماذا هل هو الإقبال عن الله لا ابدا ، هذه نفس والشيطان من يحثوك على ذلك ، ألا تفكر في غير من الحاج ربما تظلم أحدهم ربما يكون شيخ كبير أو عجوز أو معاق …الخ ، ممكن خطأ منك أنت يوقع كارثة لماذا تتحمل وزر كل ذلك ، بتعاليم ديننا السمحاء نعالج كل ذلك ، ماذا يقع لو تأخر قليل أو أثرت عن نفسك حاج أخر أو أبطئت في طواف ، أو لم تقبل الحجر الأسود ، أو مكثتي قليلا في الروضة الشريف و ….الخ ، الا تفكروا نا العالم تطور و أصبحت كل صغيرة وكبيرة موثقه ، ماذا تكون ردت فعلك والعالم الغربي ينقل أخبار حجيج من تدافع أو كوارث تسبب فيها حجيج أو إنتقال هذه الأخبار عبد نت ( يوتيب ، فيس بوك …) على المباشر نحن نعيش ثوره إعلاميه رهبيه ، و تخيل نفسك انك أنت من تسئ لدينك بهذه التصرفات اللامسؤولة ، فالله دركم قليل من الوعي والصبر وتحلي بالأخلاق الإسلامية .
دائما أنوه بالجهود الجبار التي يبذلها خادم الحرمين لتجنب هذه الأعمال من جميع النواحي .
** الإستغلال : نعلم جميعا ان موسم الحج موسم خير يدر على أهل البلد الشريف بخيرات كثييرا و اموال طائلة ، لكن هناك إستغلال رهيب للحجاج يبدأ من بلده و مصاريف رحلة الحج مكالفة في كثيير من الدول الإسلاميه كأنه رحله سياحية وليس فرض الحمد الله ان الله جعله من إستطاع إليه سبيل ، لما يصل الحاج إلى البقاع كل شيء مكلف الكراء وسائل النقل المأكل تقريبا كل الأشياء الضرورية للحاج . فنناشد التاجر و أصحاب المحلات ووسائل النقل الرفق بالحاج ، هناك من يقضي طيلة عمره وهو يجمع ثمن هذه الرحلة المقدسة وهناك من لم تسمح له إمكانياته بذلك و مات حصرة وحرقه على الحج ..
** المظاهر الدخلية : نعم دخول الهاتف النقال وآلة التصوير أصبحت أشياء غالبه كثييرا في حج ، وطغت ربما عن العبادة ، في طواف في سعي في عرفه في كل أركان الحج إما مكالمة في نقال و/ أو يصور وتلهيه هذه الأشياء على قلب العبادة والخشوع والتضرع إلى الله و للأسف أثناء أداء الصلاة والهاتف النقال يرن و كل حاج له رنته الخاصة ، بالله عليك أين الخشوع وهاتفك يرن وانت في الصلاة ، أنا أحيانا كثييرا أتخيل نفسي من كثرة آلات التصور والكاميرات انني في رحلة سياحية أو مع الصحافة . طبعا الإنسان لابد ان يطمئن أهله عليه أو يوثق بعض الصور لكن ليس بهذه الكثرة و ليس في كل الأوقات أو كل الأماكن .
*** فعلى المسلم الحق أن يكون مستسلما لأمر مولاه تعالى ، فيفعل ما أمره به ، دون تردد أو تأخر سواء أحبت نفسه ذلك أو كرهته ، وسواء عرف سبب الأمر الشرعي و حكمه التشريع أو لم يعرف ذلك ، غير ان معرفة المقصد من الأمر و الحكمة من التشريع تزيد مؤمنا إيمانا و تعينه على الثبات عليه و تجعله يحتسب العبادة ساعيا في تحقيق مقاصدها ، فنتعرف عن بعض مقاصد الحج و منافعه التي ينبغي للحاج أن يعرفها ويطلبها وهي :
1- التربية على التسليم لله و الإنقياد لشرعه .
2- إقامة التوحيد .
3- تعظيم الشعائر و الحرمات .
4- الإكثار من ذكر الله .
5- محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6- ربط الحجيج بأسلافهم .
7- تعميق الأخوة الإيمانية .
8- تذكر اليوم الأخر و إستحضاره .
9- تحقيق التقوى .
10- التربية على الأخلاق الحسنة و العادات الجميلة .
رتب الله تعالى أجر عظيما على الحج المبرور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ... والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) ، فليس كل من جح البيت كان حجه مبرورا ، بل الأمر كما قال ابن عمر – رضي الله عنهما – لمجاهد حين قال : ما أكثر الحاج ، قال : ما أقلهم ، ولكن قل : ما أكثر الركب . ومن أجل تفاوت الناس في الحج هناك أمور تعين الحاج ليكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا بإذن الله تعالى ومنها :
1- الإخلاص في النية و المتابعه بالفعل .
2- الإستعداد للحج .
3- إستشعار حقيقة الحج و غايته .
4- الحذر من مقارفة المعاضي و الوقوع في الأخطاء .
5- الإجتهاد في طاعة و أستغلال الوقت .
6- الإستقامة .
نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم وحاج هذا العام
