والحمدلله , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الحمدلله الذي أنزل القرآن وعلمنا مالم نعلم , فالعلم جهاد , واعتبر حفظ القرآن خاصة
هو جهاد النفس وحثها على الحفظ بنية صادقة مع الصبر والاحتساب .
في البداية .. فكرت كيف يستفيد أولادي من المدارس , وبماذا أخرج ؟
علم فقط ؟ ... أو حفظ للقرآن مع العلم ؟ ... فوقع الاختيار على مدارس تحفيظ القرآن ( قرآن وعلم ) .
الكل يقول "صعبة" ! , ولكن تحديت الأقوال !
في البداية , عند عمر 3 سنوات و 4 سنوات , في دور تحفيظ القرآن , ابتداءً بحفظ قصار السور ،
والأذكار ... وعند سن السادسة تم حفظ نصف جزء عم , وآية الكرسي , والأذكار .
ودخلنا المدرسة وبتفوق , وماشاء الله على البنات , سريعات الحفظ ومطيعات , تأتي من المدرسة
حافظة للسورة , وتراجعها في المنزل , مع الاستماع للمسجل , ومع الاستمرار بدخول دور التحفيظ .
ولله الحمد والمنة , اثنتان ختمن القرآن , واثنتان وصلن في الحفظ الجزء العشرين والخامس عشر ,
وهذا بفضل الله .
وعندما جاء دور الولد "الله يصلحه!" , لقد كان عصبي المزاج . وملول , وسريع الغضب ! "لاحول ولا قوة إلا بالله"
فبدأت بعون الله منذ صغره بتعليمه قصار السور , والأذكار اليومية , وعند عمر 4 سنوات ادخلته دار التحفيظ
مع أخواته , وبدأ يحفظ وبصعوبة ! , لأنه لا يهتم ولا يستجيب .
وعند سن الخامسة , ادخلته مدرسة تمهيدي "تحفيظ قرآن" ولكنه -بعد معاناة شهر- رفضها رفضاً باتاً !
قررت الذهاب به إلى حلقة المسجد , قرب منزلنا , اوصله وارجع يومياً , ويحفظ مع الشيخ وأراجع له بالمنزل .

ولكنها كانت معاناة طول مدة الدورة , حتى انتهت على خير , وحصل على أفضل جائزة , وهي جهاز لجزئي
تبارك وقد سمع .


ولكن تركنا المسجد ؛ لأنه لا يستقر ويخرج إلى الشارع ! , وخفت عليه , وفضلت الحفظ بالبيت .
وبدأت المعانات معه , واستعنت بالله ودعوته أن يعينني عليه ويقوي من عزيمتي .
وأخيراً اكتشفت أنه يحب الاستماع للقرآء عن طريق المسجل .

فوفرت له الأشرطة التعليمية .

وبدأ يحفظ جيداً , وبحمدالله تم حفظ نصف جزء عم قبل سن السادسة .
ولله الحمد والمنة دخل المدرسة ونجح في القبول بتفوق وهذا أعتبره إنجاز وتحدٍّ بحد ذاته !
وبدأنا في الجدّ في حفظ السور , كان يستمع وكنت أراجع له حفظه , واستخدمت السبورة في شرح
الآيات ومعانيها , ليسهل الحفظ والفهم .

واستمتع بهذه الطريقة , وأحب الكتابة على السبورة , وشعر أنه هو المعلم , وتحسن كثيراً , وهذه نعمة .
وعند النوم , وبعد الأذكار أتركه يستمع لحقظه الذي سجلته بصوته في جهاز مشغل الأصوات , الـ(MP3)
يضع السماعات ويستمع ويراجع حفظه حتى ينام .

هذا بالنسبة للحفظ , أما التلاوة فكان لابد من التلاوة الصحيحة من المصحف وهو لا يستجيب لقرائتي ؛ وبعدها
من المسجل فكان لابد من احضار مدرس في المنزل ليلقنه ويعلمه التلاوة الصحيحة , والحمدلله بدأ يأخذ
امتياز في الحفظ والتلاوة بعد طول معاناة وجهد جهيد , وبالصبر والاحتساب والدعاء وتوفيق الله عز وجل .


حفظ جزئي عم وتبارك , وأجاد تلاوة ثلاثة أجزاء وهو في الصف الثاني الإبتدائي , ولله الحمد والفضل والمنة .
والآن بدأت من جديد مع أخته الأصغر منه ... ودعواتكن لي بصلاح أولادي .
أسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على تربية أولادنا التربية الصالحة , والله المستعان .
وانا مغلبيني عيالي بس بحاول اكثر واسوي زيك
بارك الله فيك