السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
في البداية ..
إستوقفتني مقولة رائعة لفضيلة الشيخ إبراهيم الدويش يقول فيها
قال صلى الله عليه وسلم : رواه البخاري .
كلنا يعلم حال أمتنا الإسلامية وما تمر به من مصاعب وجراحات كثيرة في أنحاء شتى من عالمنا الإسلامي المترامي
الأطراف
كنا نعالج جرحاً واحداً فغدت ــــــ جراحنا اليوم أشكالاً وألوانا
يعلم الله يا أخواتي في الله أني كنت غافلة عن حال أمتي وعن أحوال إخواني وجراحاتهم في مختلف الأقطار وكانت
همومي وإهتماماتي سطحية وتافهة _ إن صح التعبير _ لا أعرف ما يُحاك لأمتي من أعداءها
بداية التغيير ...
في كليتي الحبيبة أنعم الله عليّ بإستاذات فاضلات ومربيات هكذا أحسبهن ولا أزكيهن على الله , أسأل الله أن يرحم
من مات منهن وأن يبارك في البقية وينفع بهن , كن يُنظمن الدورات والدروس الإيمانية التي نفع الله بها الكثيرات ومن
ذلك إقامة أسبوع تضامني مع أهلنا في فلسطين شمل العديد من المحاضرات والأناشيد وعروض الفيديو وطبق
خيري بالتعاون مع هئية الإغاثة الإسلامية وكان ذلك أيام الإرهاب الذي تعرض له الشهيد محمد الدرة , وُضِعت صورة
الصغير وهو يحتمي بظهر والده في جميع ممرات الكلية كانت صورته أمامي في ذهابي وإيابي وصوت طلقات الرصاص
الذي إنهال على جسده الصغير وتوسلات والده ( مااات الولد ... مااات الولد ) ما زالت ترن في أذني ومن هنا بدأ التغيير
وما تلاها من أحداث جِسام مرت على أمتنا جعلتني أفكر كثيرا بحالي وإهتماماتي وهمومي وأراجع حساباتي جيدا .
أيُعقل هذا !!!
مع بداية تغيري أكتشفت كم نحن نجهل حال أمتنا وما يُحاك لها ومن ذلك _ وللأسف _ علمت من أحد إخوتي أنه كان
يظن أن ( إسرائيل المزعومة ) هي دولة بجانب دولة فلسطين وبينهما حروب ومعارك فأنصدمت كثيرا لجهلنا فلا يعقل
أن طالباً في نهاية المرحلة المتوسطة لا يعرف شيئاً ولو بسيطا عن قضيته الأولى والمركزية ومن هنا أخذت على
عاتقي تغيير عائلتي للأفضل وللشعور بحال إخواننا المستضعفين
الوسائل التي أتبعتها..
أولاً : إستبدال المجلات التي لا قيمة لها بالمنزل والتي ضررها أكبر من نفعها بالمجلات الإسلامية التي تحكي واقع
الأمة وأحوالها (كالبيان مثلاً ) التي أستفدت منها كثيراً .
ثانياً : متابعة أخبار إخواننا المستضعفين في كل مكان ونقل الأخبار أولاً بأول لعائلتي وإستغلال أي إجتماع للعائلة
لأحكي لهم عن معاناة إخواننا في كل مكان .
ثالثاً : الإطلاع على سيرة المجاهدين في الماضي والحاضر وإشراك إخوتي في مطالعة سيرهم والحديث عن من
استشهد دفاعاً عن دينه وأمته وذكر فضل الشهيد ومكانته عند الله تعالى ( حتى أن أحد إخوتي لقبني بمجلة
الشهداء : ) )
رابعاً : وضعت صورة للأقصى في مكان بارز بالمنزل تحتها أبيات من الشعر المؤثر حتى لا ننسى حقنا المسلوب .
خامساً : كذلك خطرت ببالي فكرة بسيطة وهي عمل بطاقات دعوة بسيطة ووزعتها على عائلتي عند عمل طبق
يحبونه أو عشاء خفيف وإدراج عبارات تضامنية مع حال الأمة وجربتها وكان لها صدى طيب ولله الحمد .
سادساً : هذا كان قبل وجود الإنترنت في منزلنا أما الآن فأصبح الأمر سهلاً في الإطلاع على أخبار أمتي وأحوالها
محنة في طياتها منحة ..
صدق الشاعر حين قال :
جزى الله المصائب كل خير.....حتى وان كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها الا لأني.....عرفت بها عدوي من صديقي
جرحات أمتنا ومصائبها علمتنا الكثير وجعلتنا نعرف ماذا يعني أن تكون مسلماً , لأول مرة أذوق طعم العزة والفخر بالإنتساب لهذا الدين العظيم
في النهاية ..
يعلم الله أني ترددت كثيراً في طرح تجربتي هذه لأنها بصراحة متواضعة جداااا لكن يعلم الله يا أخواتي أنها غيرتني
وعائلتي كثيرا .
أسأل الله أن ينصرنا بالإسلام وأن ينصر الإسلام بنا وأن يستعملنا ولا يستبدلنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
عذرا على الركاكة في الأسلوب لأنه أول موضوع لي من كتاباتي
أختكن في الله
الأقصــ نسائم ـــــى
مشاركة رائعة