

زملكاويه
•
جزاكى الله كل خير نظرة غموض
الاجابه صحيحه (أم كلثوم بنت عقبة بنت ابى معيط)
وشكرا لكى جدا على التشجيع
وشكرا على المعلومات المفيده
واهلا بيكى معانا
من هو اول من رمى بسهم فى سبيل الله؟
الاجابه صحيحه (أم كلثوم بنت عقبة بنت ابى معيط)
وشكرا لكى جدا على التشجيع
وشكرا على المعلومات المفيده
واهلا بيكى معانا
من هو اول من رمى بسهم فى سبيل الله؟


زملكاويه :
من هو اول من رمى بسهم فى سبيل الله؟من هو اول من رمى بسهم فى سبيل الله؟
الاجابة هي........
سعد بن أبي وقاص
أول من رمى بسهم في سبيل الله
إسلامه رضي الله عنه
لقد عانق الإسلام وهو أبن سبع عشرة سنة، وكان إسلامه مبكراً ، وإنه ليتحدث عن نفسه، فيقول :
ولقد أتى علي يوم ، وإني لثلث الإسلام يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلي الإسلام
ففي الأيام الأولي التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد ، وعن الدين الجديد الذي يزف الرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه و سلم من دار الأرقم ملاذاً له ولأصحابه الذين بدؤوا يؤمنون به كان سعد بن أبي وقاص قد بسط يمينه إلى رسول الله مبايعاً وإن كتب التاريخ والسير لتحدثنا بأنه كان أحد الذين أسلموا بإسلام أبي بكر ، وعلي يده
وقد كان لإسلامه رضي الله عنه قصة فعندما أخفقت كل محاولات رده عن الاسلام لجأت أمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه الى وثنية أهله و زويه فلقد أعلنت أمه صومها عن الطعام و الشراب حتى يعود سعد الى دين آبائه و قومه ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعام و الشراب حتى أشرفت على الهلاك كل ذلك و سعد لا يبيع ايمانه و دينه بشئ حتى لو كان هذا الشئ حياة أمه
ثم ذهب اليها سعد رضي الله عنه وقد أشرفت على الموت و قال لها :
تعلمين والله يا أمه لو كانت لي مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا فكلي -ان شئت- أو لا تأكلي وعدلت أمه عن عزمها ونزل الوحي العظيم يحي موقف سعد و يؤيده فيقول :
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ العنكبوت الآية 8
جهاده رضي الله عنه
يوم بدر
في يوم بدر كان لسعد و أخيه عمير موقف مشهود فقد كان عمير يومئذ فتى حدثاً لم يتجاوز الحلم الا قليلاً فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض جند المسلمين قبل المعركة توارى عمير أخو سعد خوفاً من أن يراه رسول الله صلى الله عليه و سلم فيرده لصغر سنه ولكن الرسول صلى الله عليه و سلم رآه ورده فبكى حتى رق له قلب رسول الله فأجازه وعند ذلك أقبل عليه سعد فرحاً وعقد عليه حمالة سيفه عقدا لصغرسنه و انطلق الاخوان يجاهدان في سبيل الله حتى أستشهد عمير فاحتسبه سعد عند الله
يوم أحد
وفي أحد حين زلزلت الاقدام وقف سعد يناضل دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوسه فكان لا يرمي رمية الا أصابت من مشرك مقتلاً و لما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي هذا الرمي جعل يحضه و يقول له :
أرم سعد .. فداك أبي وأمي
يوم القادسية
لما تجهز الفرس لقتال العرب اعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً لضربهم و اراد رضي الله عنه ان يقود هذا الجيش الا ان أهل المشورة صرفوه عن ذلك فلما طلب منهم ان يشيروا عليه برجل وكان سعد يومئذ على صدقات هوازن فلما وصل كتاب منه لعمر -حين كان يستشير فيمن يبعث- قال عمر : وجدته
قالوا : من هو ؟
قال : الأسد عادياً سعد بن مالك و قال :
انه شجاع رام
وقال عبد الرحمن بن عوف :
الأسد في براثنه :
سعد بن مالك الزهري
فاستدعاه عمر رضي الله عنه وقال له :
اني وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يخلص منه الا الحق فعود نفسك و من معك الخير واستفتح به وأعلم ان لكا عدة عتاداً وعتاد الخير الصبر فاصبر على ما أصابك
ونظم سعد الجيش وعين قاضيا و مسئولاً عن قسمة الفئ و مسئولاً عن الوعظ و الإرشاد و مترجماً يجيد الفارسية و كاتباً و ما ان وصل القادسية حتى بعث عيونه ليعلموا خبر أهل فارس و أرسل بعض المفارز للاغارة على المناطق المجاورة فعادت كلها بالفتح و الغنائم وأرسل وفوداً الى كسرى و الى قائده رستم يعرضون عليهما مطالب المسلمين : الاسلام أو الجزية أو الحرب فاختاروا الحرب
وتحالفت الامراض على القائد العام سعد فأصابته بعرق النسا و بحبوب و دمامل منعته من الركوب بل حتى من الجلوس فلم يستطع ان يركب ولا أن يجلس فاعتلى القصر وأكب من فوقه على وسادة في صدره يشرف على الناس
وبعد ثلاثة أيام و نصف تهاوى جنود الفرسو تهاوت معهم الوثنية و عبادة النار رغم ما لقى المسلمون من مقاومة عنيفة حتى ان المسلمين خسروا في هذه المعركه أكثر من خمسة و عشرين بالمائة من قواتهم
وتحققت نبوئة النبي صلى الله عليه و سلم حين قال :
عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض بيت كسرى وروى مسلم عن جابر بن السمرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لتفتحن عصابة من أمتي كنز آل كسرى الذي في الأبيض صلى الله عليه و سلم
وأمضى سعد في القادسية بعد المعركة شهرين ثم أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يسير الى المدائن ففعل وسار المسلمون من نصر الى نصر في برس و بابل ويهرسير فأصبح الجيش في الضفة المواجهة للمدائن وكان النهر عريضاً طافحا بالماء شديد الجريان متلاطم الموج وزاد المد فيه و ارتفعت مياهه ارتفاعاً كبيراً وفي احدى الليالي رأى سعد رؤيا خلاصتها ان خيول المسلمين قد أقتحمت مياه دجلة وقد أقبلت من المد بأمر عظيم فعزم سعد على العبور
وجهز سعد كتيبتين الأولى "كتيبة الأهوال" و أمر عليها سعد عاصم بن عمرو التميمي و الثانية "كتيبة الخرساء" وأمر عليها القعقاع بن عمرو وكانت مهمتهما ان يخوضوا الأهوال لمي يفسحوا على الضفة الاخرى مكاناً امناً للجيش العابر على أثرهم وقد نجحوا نجاحاً مذهلاً حتى قال سلمان الفارسي رضي الله عنه :
ان الاسلام جديد ذُللت و الله له البحار كما ذُلل لهم البر والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجاً كما دخلوه أفواجاً لم تضع منهم شكيمة فرس
ويصف المؤرخون الحدث وهم يعبرون دجلة فيقولون :
أمر سعد المسلمين أن يقولوا :
حسبنا الله و نعم الوكيل ثم أقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس وراءه لم يتخلف عنه أحد فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى لمؤوا ما بين الجانبين ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان و المشاة وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرون على وجه الماء كما يتحدثون على و جه الأرض وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينة و الأمن والوثوق بأمر الله ونصره ووعده و تأييده
وهكذا فتح سعد العراق وأكثر بلاد فارس وأذربيجان والجزيرة وبعض أرمينية أي أنه القسم الجنوبي من تركيا المتاخمة لايران والقسم الواقع في شمالي إيران والذي يحد روسيا
إن الله يدافع عن الذين امنوا
لما كان سعد والياً على الكوفة شكاه بعض أهلها ظلماً فقالوا :
إنه لا يحسن الصلاة فعزله عمر رضي الله عنه وقال له عمر :
انهم يزعمون أنك لا تحسن تصلي فقال له سعد وهو يضحك ملء فمه :
والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله أطيل الركعتين الأوليين وأقصر في الأخريين فقال له عمر :
ذاك الظن بك يا أبا أسحق فأرسل عمر معه الى الكوفة من يسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجداً الا سأل عنه فأثنوا عليه جميعاً حتى دخل مسجداً لبني عبس فقام رجل منهم يدعى أسامة بن قتادة فقال :
أما إذ ناشدتنا سعداً كان لا يسير بالسرية و لا يقسم بالسوية و لا يعدل في القضية فقال سعد :
اما والله لأدعون بثلاث :
اللهم ان كان عبدك هذا كاذباً قام رياء و سمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن فكان بعد ذلك اذا سئل يقول :
شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد قال عبد الملك بن عمير :
فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر و انه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن ولما أراد عمر رضي الله عنه إرجاعه الى الكوفة قال سعد ضاحكاً :
أتأمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة و فضل لبقاء في المدينة
رضاه بقضاء الله تعالى
لما قدم سعد الى مكة و كان قد كف بصره جاءه الناس يهرعون اليه كل واحد يسأله ان يدعو له فيدعو لهذا و هذا وكان مجاب الدعوة قال عبد الله بن سائب : فأتيته و أنا غلام فتعرفت عليه فعرفني وقال : انت قارئ أهل مكة قلت : نعم فذكر قصة قال في آخرها : فقلت له : يا عم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم و قال : يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري
فضائله رضي الله عنه
وإن لسعد بن أبي وقاص لأمجاداً كثيرة يستطيع أن يباهي بها ويفخر
أولهما: أنه أول من رمي بسهم في سبيل الله ، وأول من رُمي أيضاً
وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد :
أرم سعد .. فداك أبي وأمي
أجل كان دئما يتغني بهاتين النعمتين الجزيلتين ، ويلهج بشكر الله عليهما فيقول :
والله إني لأول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله
ويقول علي بن ابي طالب:
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفدي أحد بأبويه إلا سعداً ، فإني سمعته يوم أحد يقول :
ارم سعد ... فداك أبي وأمي
كان سعد يعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين وكان له سلاحان ورمحه.. ودعاؤه.. إذا رمي في الحرب عدوا أصابة..وإذا دعا الرسول له .. فذات يوم وقد رأي الرسول صلى الله عليه و سلم منه ما سره وقر عينه ، دعا له هذه الدعوة المأثورة : اللهم سدد رميته..وأجب دعوته
ولقد عاش سعد ، حتي صار من أغنياء المسلمين وأثريائهم ، ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة..ومع هذا فإذا كانت وفرة المال وحلاله، قلما يجتمعان، فقد أجتمعا بين يدي سعد..إذا أتاه الله ، الكثير ، الحلال ، الطيب
في حجة الوداع ، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأصابه المرض ، وذهب الرسول يعوده، فسأله سعد قائلاً : يا رسول الله ، إني ذو مال ، ولا يرثني إلا أبنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ..؟
قال النبي : لا
قلت : فبنصفه ؟
قال النبي : لا
قلت : فبنصفه ؟
قال النبي : لا
قلت : فبثلثه ؟
قال النبي : نعم ، والثلث كثير .. إنك أن تذر روثتك أغنياء ، خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتي اللقمة تضعها في فم أمرأتك
وفاته رضي الله عنه
ولم يظل سعد أباً لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء أخرين وكان سعد كثير البكاء من خشية الله وكان إذا استمع إلي الرسول يعظهم ، ويخطبهم ، فاضت عيناه من الدمع حتي تكاد دموعه تملأ حجره ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول :
كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضى فبكيت فقال :
ما يبكيك يا بني ؟ إن الله لا يعذبني أبداً وإني من أهل الجنة إن صلابة إيمانه لا يوهنها حتى رهبة الموت وزلزاله
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أوثق إيمان ..وإذن ففيم الخوف ؟
وفوق اعناق الرجال حمل الي المدينة جثمان أخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام إلي جوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذين سبقوه إلى الله ، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفأ لها في تراب البقيع وثراه وكان قد أوصى ان يكفن في جبة صوف له كان قد لقي المشركين فيها يوم بدر فكفن فيها سنة خمس و خمسين
و يقال سنة خمسين وهو ابن بضع و سبعين و يقال اثنين و ثمانين وقد صلى عليه من كان حياً من زوجات رسول لله صلى الله عليه و سلم
وداعا ، سعد..!!
وداعاً، بطل القادسية ، وفاتح المدائن ، ومطفيء النار المعبودة في فارس إلى الأبد
سعد بن أبي وقاص
أول من رمى بسهم في سبيل الله
إسلامه رضي الله عنه
لقد عانق الإسلام وهو أبن سبع عشرة سنة، وكان إسلامه مبكراً ، وإنه ليتحدث عن نفسه، فيقول :
ولقد أتى علي يوم ، وإني لثلث الإسلام يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلي الإسلام
ففي الأيام الأولي التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد ، وعن الدين الجديد الذي يزف الرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه و سلم من دار الأرقم ملاذاً له ولأصحابه الذين بدؤوا يؤمنون به كان سعد بن أبي وقاص قد بسط يمينه إلى رسول الله مبايعاً وإن كتب التاريخ والسير لتحدثنا بأنه كان أحد الذين أسلموا بإسلام أبي بكر ، وعلي يده
وقد كان لإسلامه رضي الله عنه قصة فعندما أخفقت كل محاولات رده عن الاسلام لجأت أمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه الى وثنية أهله و زويه فلقد أعلنت أمه صومها عن الطعام و الشراب حتى يعود سعد الى دين آبائه و قومه ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعام و الشراب حتى أشرفت على الهلاك كل ذلك و سعد لا يبيع ايمانه و دينه بشئ حتى لو كان هذا الشئ حياة أمه
ثم ذهب اليها سعد رضي الله عنه وقد أشرفت على الموت و قال لها :
تعلمين والله يا أمه لو كانت لي مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا فكلي -ان شئت- أو لا تأكلي وعدلت أمه عن عزمها ونزل الوحي العظيم يحي موقف سعد و يؤيده فيقول :
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ العنكبوت الآية 8
جهاده رضي الله عنه
يوم بدر
في يوم بدر كان لسعد و أخيه عمير موقف مشهود فقد كان عمير يومئذ فتى حدثاً لم يتجاوز الحلم الا قليلاً فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض جند المسلمين قبل المعركة توارى عمير أخو سعد خوفاً من أن يراه رسول الله صلى الله عليه و سلم فيرده لصغر سنه ولكن الرسول صلى الله عليه و سلم رآه ورده فبكى حتى رق له قلب رسول الله فأجازه وعند ذلك أقبل عليه سعد فرحاً وعقد عليه حمالة سيفه عقدا لصغرسنه و انطلق الاخوان يجاهدان في سبيل الله حتى أستشهد عمير فاحتسبه سعد عند الله
يوم أحد
وفي أحد حين زلزلت الاقدام وقف سعد يناضل دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوسه فكان لا يرمي رمية الا أصابت من مشرك مقتلاً و لما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم يرمي هذا الرمي جعل يحضه و يقول له :
أرم سعد .. فداك أبي وأمي
يوم القادسية
لما تجهز الفرس لقتال العرب اعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً لضربهم و اراد رضي الله عنه ان يقود هذا الجيش الا ان أهل المشورة صرفوه عن ذلك فلما طلب منهم ان يشيروا عليه برجل وكان سعد يومئذ على صدقات هوازن فلما وصل كتاب منه لعمر -حين كان يستشير فيمن يبعث- قال عمر : وجدته
قالوا : من هو ؟
قال : الأسد عادياً سعد بن مالك و قال :
انه شجاع رام
وقال عبد الرحمن بن عوف :
الأسد في براثنه :
سعد بن مالك الزهري
فاستدعاه عمر رضي الله عنه وقال له :
اني وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يخلص منه الا الحق فعود نفسك و من معك الخير واستفتح به وأعلم ان لكا عدة عتاداً وعتاد الخير الصبر فاصبر على ما أصابك
ونظم سعد الجيش وعين قاضيا و مسئولاً عن قسمة الفئ و مسئولاً عن الوعظ و الإرشاد و مترجماً يجيد الفارسية و كاتباً و ما ان وصل القادسية حتى بعث عيونه ليعلموا خبر أهل فارس و أرسل بعض المفارز للاغارة على المناطق المجاورة فعادت كلها بالفتح و الغنائم وأرسل وفوداً الى كسرى و الى قائده رستم يعرضون عليهما مطالب المسلمين : الاسلام أو الجزية أو الحرب فاختاروا الحرب
وتحالفت الامراض على القائد العام سعد فأصابته بعرق النسا و بحبوب و دمامل منعته من الركوب بل حتى من الجلوس فلم يستطع ان يركب ولا أن يجلس فاعتلى القصر وأكب من فوقه على وسادة في صدره يشرف على الناس
وبعد ثلاثة أيام و نصف تهاوى جنود الفرسو تهاوت معهم الوثنية و عبادة النار رغم ما لقى المسلمون من مقاومة عنيفة حتى ان المسلمين خسروا في هذه المعركه أكثر من خمسة و عشرين بالمائة من قواتهم
وتحققت نبوئة النبي صلى الله عليه و سلم حين قال :
عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض بيت كسرى وروى مسلم عن جابر بن السمرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لتفتحن عصابة من أمتي كنز آل كسرى الذي في الأبيض صلى الله عليه و سلم
وأمضى سعد في القادسية بعد المعركة شهرين ثم أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يسير الى المدائن ففعل وسار المسلمون من نصر الى نصر في برس و بابل ويهرسير فأصبح الجيش في الضفة المواجهة للمدائن وكان النهر عريضاً طافحا بالماء شديد الجريان متلاطم الموج وزاد المد فيه و ارتفعت مياهه ارتفاعاً كبيراً وفي احدى الليالي رأى سعد رؤيا خلاصتها ان خيول المسلمين قد أقتحمت مياه دجلة وقد أقبلت من المد بأمر عظيم فعزم سعد على العبور
وجهز سعد كتيبتين الأولى "كتيبة الأهوال" و أمر عليها سعد عاصم بن عمرو التميمي و الثانية "كتيبة الخرساء" وأمر عليها القعقاع بن عمرو وكانت مهمتهما ان يخوضوا الأهوال لمي يفسحوا على الضفة الاخرى مكاناً امناً للجيش العابر على أثرهم وقد نجحوا نجاحاً مذهلاً حتى قال سلمان الفارسي رضي الله عنه :
ان الاسلام جديد ذُللت و الله له البحار كما ذُلل لهم البر والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجاً كما دخلوه أفواجاً لم تضع منهم شكيمة فرس
ويصف المؤرخون الحدث وهم يعبرون دجلة فيقولون :
أمر سعد المسلمين أن يقولوا :
حسبنا الله و نعم الوكيل ثم أقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس وراءه لم يتخلف عنه أحد فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى لمؤوا ما بين الجانبين ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان و المشاة وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرون على وجه الماء كما يتحدثون على و جه الأرض وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينة و الأمن والوثوق بأمر الله ونصره ووعده و تأييده
وهكذا فتح سعد العراق وأكثر بلاد فارس وأذربيجان والجزيرة وبعض أرمينية أي أنه القسم الجنوبي من تركيا المتاخمة لايران والقسم الواقع في شمالي إيران والذي يحد روسيا
إن الله يدافع عن الذين امنوا
لما كان سعد والياً على الكوفة شكاه بعض أهلها ظلماً فقالوا :
إنه لا يحسن الصلاة فعزله عمر رضي الله عنه وقال له عمر :
انهم يزعمون أنك لا تحسن تصلي فقال له سعد وهو يضحك ملء فمه :
والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله أطيل الركعتين الأوليين وأقصر في الأخريين فقال له عمر :
ذاك الظن بك يا أبا أسحق فأرسل عمر معه الى الكوفة من يسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجداً الا سأل عنه فأثنوا عليه جميعاً حتى دخل مسجداً لبني عبس فقام رجل منهم يدعى أسامة بن قتادة فقال :
أما إذ ناشدتنا سعداً كان لا يسير بالسرية و لا يقسم بالسوية و لا يعدل في القضية فقال سعد :
اما والله لأدعون بثلاث :
اللهم ان كان عبدك هذا كاذباً قام رياء و سمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن فكان بعد ذلك اذا سئل يقول :
شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد قال عبد الملك بن عمير :
فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر و انه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن ولما أراد عمر رضي الله عنه إرجاعه الى الكوفة قال سعد ضاحكاً :
أتأمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة و فضل لبقاء في المدينة
رضاه بقضاء الله تعالى
لما قدم سعد الى مكة و كان قد كف بصره جاءه الناس يهرعون اليه كل واحد يسأله ان يدعو له فيدعو لهذا و هذا وكان مجاب الدعوة قال عبد الله بن سائب : فأتيته و أنا غلام فتعرفت عليه فعرفني وقال : انت قارئ أهل مكة قلت : نعم فذكر قصة قال في آخرها : فقلت له : يا عم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم و قال : يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري
فضائله رضي الله عنه
وإن لسعد بن أبي وقاص لأمجاداً كثيرة يستطيع أن يباهي بها ويفخر
أولهما: أنه أول من رمي بسهم في سبيل الله ، وأول من رُمي أيضاً
وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد :
أرم سعد .. فداك أبي وأمي
أجل كان دئما يتغني بهاتين النعمتين الجزيلتين ، ويلهج بشكر الله عليهما فيقول :
والله إني لأول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله
ويقول علي بن ابي طالب:
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفدي أحد بأبويه إلا سعداً ، فإني سمعته يوم أحد يقول :
ارم سعد ... فداك أبي وأمي
كان سعد يعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين وكان له سلاحان ورمحه.. ودعاؤه.. إذا رمي في الحرب عدوا أصابة..وإذا دعا الرسول له .. فذات يوم وقد رأي الرسول صلى الله عليه و سلم منه ما سره وقر عينه ، دعا له هذه الدعوة المأثورة : اللهم سدد رميته..وأجب دعوته
ولقد عاش سعد ، حتي صار من أغنياء المسلمين وأثريائهم ، ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة..ومع هذا فإذا كانت وفرة المال وحلاله، قلما يجتمعان، فقد أجتمعا بين يدي سعد..إذا أتاه الله ، الكثير ، الحلال ، الطيب
في حجة الوداع ، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأصابه المرض ، وذهب الرسول يعوده، فسأله سعد قائلاً : يا رسول الله ، إني ذو مال ، ولا يرثني إلا أبنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ..؟
قال النبي : لا
قلت : فبنصفه ؟
قال النبي : لا
قلت : فبنصفه ؟
قال النبي : لا
قلت : فبثلثه ؟
قال النبي : نعم ، والثلث كثير .. إنك أن تذر روثتك أغنياء ، خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتي اللقمة تضعها في فم أمرأتك
وفاته رضي الله عنه
ولم يظل سعد أباً لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء أخرين وكان سعد كثير البكاء من خشية الله وكان إذا استمع إلي الرسول يعظهم ، ويخطبهم ، فاضت عيناه من الدمع حتي تكاد دموعه تملأ حجره ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول :
كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضى فبكيت فقال :
ما يبكيك يا بني ؟ إن الله لا يعذبني أبداً وإني من أهل الجنة إن صلابة إيمانه لا يوهنها حتى رهبة الموت وزلزاله
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أوثق إيمان ..وإذن ففيم الخوف ؟
وفوق اعناق الرجال حمل الي المدينة جثمان أخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام إلي جوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذين سبقوه إلى الله ، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفأ لها في تراب البقيع وثراه وكان قد أوصى ان يكفن في جبة صوف له كان قد لقي المشركين فيها يوم بدر فكفن فيها سنة خمس و خمسين
و يقال سنة خمسين وهو ابن بضع و سبعين و يقال اثنين و ثمانين وقد صلى عليه من كان حياً من زوجات رسول لله صلى الله عليه و سلم
وداعا ، سعد..!!
وداعاً، بطل القادسية ، وفاتح المدائن ، ومطفيء النار المعبودة في فارس إلى الأبد
الصفحة الأخيرة
الفتاة المهاجرة
(أم كلثوم بنت عقبة)
اشترط كفار قريش لأنفسهم فى صلح الحديبية الذي عقدوه مع رسول اللَّه ( هذا الشرط: "لا يأتيك منا أحد، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا"، فكان شرطًا قاسيًا وابتلاءً عظيمًا لكل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد..
وكانت هناك فتاة قرشية أسلمت قبل هذا الصلح بكثير، أسلمت قبل أن يهاجر رسول اللَّه ( إلى المدينة، لكنها لضعفها ورقتها لم تحتمل ما تعرض له مسلمو مكة بعد ذلك الصلح من فتنة وعذاب، وضاقت ذرعًا بما يصنع المشركون، فقررت -بالرغم من علمها بذلك الشرط- أن تهاجر إلى المدينة حيث رسول اللَّه (، ثم ليقضِ اللَّه -بعد ذلك- فى أمرها ما يشاء.
إنها فتاة صَدَقتْ الله -عز وجل- وهاجرتْ فى سبيله ابتغاء مرضاته، متوكلة عليه، وكانت بمفردها، ليس معها من رفيق سوى الله -عز وجل-.خرجتْ رغم أنف الكافرين راغبة فى جوار رسول الله (، فحقق الله لها رغبتها.
خرجت، دون أن تُعْلِمَ أحدًا بخروجها، قاصدة يثرب، مهاجرة إلى اللَّه ورسوله. فيسر اللَّه لها قافلة لرجل من خزاعة، فاستبشرت خيرًا وأمِنت الرجل وقافلته على نفسها، إذ قد علمت أن خزاعة قد دخلت فى حلف رسول اللَّه ( ضد قريش، فصحبتهم إلى المدينة، فأحسنوا صحبتها حتى بلغت مأمنها... وخرج أهلها يبحثون عنها، فعلموا أنها هاجرت إلى المدينة، فقالوا: لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح، وليس أحد من الناس بأوفى من محمد، نذهب إليه، ونسأله أن يفى لنا بعهدنا.
وقدم أخواها "عمارة" و"الوليد" المدينة فى طلب أختهما، وعلمت الفتاة أن رسول اللَّه ( سيفى لهما بما وعد، فأقبلت نحو رسول اللَّه ( فى ثقة فقالت: يا رسول اللَّه أنا امرأة، وحَالُ النساء إلى ما قد علمت (من الضعف)، فأخشى إن رددتنى إليهم أن يفتنونى فى دينى ولا صبر لي.
فـإذا برحمات اللَّه تنزل لتلغى ذلك الشرط الجائر فى حق النساء، فأنزل الله تعالى فى ذلك قرآنًا يُتْلَى: (أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمناتمهاجرات فامتحنوهن ألله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار) .
وتمثل هذا الامتحان فى سؤال المرأة عن سبب هجرتها؛ ليتأكد من صدق إسلامها وحسن إقبالها على الله ورسوله.. فقالت: "باللَّه ما خرجت من بغض زوج، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وباللَّه ما خرجت التماس دنيا، وباللَّه ما خرجت إلا حبا للَّه ورسوله" .
وعلم اللَّه ما فى قلب هذه الفتاة المؤمنة من خير، فإنه ما أخرجها من أرضها وديارها إلا حب اللَّه وحب رسول اللَّه ( فأنزل السكينة عليها، وألقى فى قلوب المسلمين تصديقها، ورد أخويها والذين ظلموا على أعقابهم وخَيَّب مسعاهم.. وهكذا مَنْ تَصْدُقِ اللَّه يصدقْها، ومن تتوكل على اللَّه يَكْفِها، ومن تستنصر اللَّه ينصرها، قال تعالى: والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .
إنها الصحابية الفاضلة "أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط"-رضى اللَّه عنها- أخت عثمان بن عفان لأمه،تزوجها زيد ابن حارثة -رضى الله عنه-، ثم ما لبث أن استشهد فى غزوة مؤتة، فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف -رضى الله عنه-، وكانت معه مثالا للزوجة الصالحة الوفية، وأنجبتْ له إبراهيم وحميدًا، ولما توفى عبد الرحمن ابن عوف تزوجها عمرو بن العاص فعاشتْ معه شهرًا ثم توفيت، وكان ذلك فى خلافة الإمام على بن أبى طالب -كرم الله وجهه-.
وقد روت السيدة أم كلثوم -رضى الله عنها- عن النبي ( وروى عنها الكثيرون؛ ومما روى عنها أنها سمعت رسول اللَّه ( يقول: "ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرًا ويقول خيرًا" .