الحمد للّه شكراً، والشكر له ذكراً، وأشهد ألا إله إلا اللّه وحده لا شريك له غمراً. شهادة ترفع صاحبها قدراً، وتعظم له أجراً، وتحط عنه وزراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله براً. أرسله للثقلين بشرى، تتراً، ورضي عن أصحابه دهراً، جمعنا الله بهم طُراً، وحشرنا معهم غُراً. أما بعد:
فإن فراقكم لمن أصعب الأمور على النفسي ولاكن لنا لقاء. إن شاء الله فأني ذاهبه لاصل رحمي وان شاء الله اخذا عمره .قبل توديعكم اوصيكم ونفسي بعدت وصايا
اولها:
اوصيكم ونفسي الهمه الجاده في مابقى من هذا الشهر الكريم تلك النفحات الربانية التي لا تتجلى إلا في هذا الشهر المبارك. مع همة جادة في الطاعة، والإقبال على المولى سبحانه بأنواع من القربات و العبادات قلما تجتمع في غيره.
ثانيها
تذكري أختي الحبيبه أن سلفنا الصالح عليهم من الله أزكى الرحمات قد جعلوا شهورهم كلها رمضان؛ فما كان دخوله يزيدهم طاعة، وما كان خروجه ينقصهم إحساناً، فهل نعقد العزم على أن نحول السنه كلها إلى رمضان؟ قولي:إن شاء الله.
ثالثها
وتذكري أننا قد اعتدنا في هذا الشهر الكريم على الكثير من الخير، وكففنا عن كثير من الشر، ترى!! هل سنستمر على ما اعتدنا عليه من محافظة على صلاة الجماعة؟ - خصوصاً صلاة الفجر وملازمة لكتاب الله؟ فهذا الميزان لقبول الأعمال والتوبة. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ؛ فإن كنا قد اهتدينا فسيزيدنا الله هدى.
رابعها
وتذكري يا من عرفتي الله في رمضان أن رب رمضان هو رب شوال و رجب وشعبان وجميع الشهور . فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد آذن برحيله. ومن كان يعبد الله فإن الله دائم لا يحول.سبحانه وتعالى
خمسها
تذكري أنكي قد عاهدتي ربك في هذا الشهر العظيم على اللتزام بالطاعة. والإقلاع عن المعصية وقد قال في محكم كتابه وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (76)
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ .
وقال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
وبعد يومين تبدى العشر الاخيره من رمضان وتبدى صلاة التراويح فصلاة التهجد صلة وشيجة بين العبد وربه لا يفنيها انقضاء شهر أو مرور دهر. ولن تسجدتي لله سجدة إلا رفعكي بها درجة وحط عنكي بها خطيئة. صلاة الليل التي هي شعار المتقين، ودأب الصالحين وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً وهذا مطلق غير مقيد برمضان ولا غيره. ولا تفوتكي السنن الرواتب. وصلاة الضحى. وركعتي الوضوء، وتحية المسجد باب خير لا ينقطع وفضل لا حد له لأهل الهمم العالية.
واكثري من الدعاء في هذه العشر
المباركه وفيها ليلة القدر يقول الله تعالى إنا
أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر
* ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}.
فالدعاء في هذا اليله اذا صادف ساعة الاجابه ان شاء الله مجاب
وقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ .
عن أبي أمامة الباهلي قال: قيل يارسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: { جوف الليل الآخر وأدبار الصلوات المكتوبات } .
ان الله يحقق ماتمناه
ويرزقني وظيفة رسمية يارب العالمين