
قبيل المغيب بثواني
لفظت الوردة أنفاس الرحيق
وأغتالت عنفوان الربيع..!
وفي تلك الزاوية:
بقايا نحيب..
وذكرى أنين..
وجزء مبتور من عكاز عتيق..
وشيخ يسبح في تيه خياله
ويسكن في صدره المستحيل
يلاحق أسراب الغيوم تارةً
وتارةً يقهق برعونة الطائشين
ويفك بسذاجة طلاسم النجوم
ويغرق في تفاصيل حكاية..
فصولها .. رموز
وقرع طبول في وادي كثيف الأسئلة..
ووشم غجري على خاصرة السنين
سيبقى فاصلة..
وسيبقى الشيخ الكبير
يهرول بالذاكرة..!

مسرح ودُمى..
وأضواء خاطفة..
وخيوط تتراقص في الأفق..
ومقاعد بالأجساد مصفدة..!
بداية المشهد:
استشهاد حضارات
وخُرافات تعتنق خيال الإنسان..
عرائس زاهية
ترتدي زي مهرج
نراها.. تتكلم .. تتحرك..
وتُجيد إيماءات الغموض..!
و بين السكون والتصفيق
تتفجر ضحكات الحاضرين حمماً كالبركان الثائر
وتدلف دُمى ثم تخبو دُمى خلف التاريخ
والمشا?د تتصارع مش?د تلو المش?د..
وفارغي الجماجم..
تتملكهم البهجة تارةً..
وتارةً يغطون في صمت المقابر..
كلمات تشعلهم ناراً
وكلمات تخمدهم رماداً..!
وماسك الخيط الأخرس
لايرف له جفن في أعلى المسرح
ونداءات الإعجاب
تُلهب عبقريته الفذة
وتتدفق المهازل
ويُلقي بدمية ألوان الطيف :
طويلة القامة..
وأنف أفطس عريض
وعينان صغيرتان..!
وعقارب الساعة تمضي بوجل
والوجوه محدقة مذ?ولة
ملؤ?ا الترقب والقلق
و?ى منتشية تتابع معركة الدُمى..!
ﯾخيم على الصالة صوت ج?وري قوى ويقول:
?ل أغرس ?ذا السيف بصدركَ ؟
?ل أجعل دمكَ يسيل على اﻷرض؟
?ل أُقطع جسدكَ لنصفين؟
?ل ألت?مكَ فى ?ذه البطن الواسعة؟
فتبدأ.. مبارزة بالسيف ومنازلة
وتنتهي.. بخروج الخصم
فيتوارى خلف الستار..!
وتتلاشى كل الدُمى..
وت?وي فى جوف الدمية البغيضة..!
وأُسدل الستار وأُطفئت اﻷنوار..
وُحلت القيود وتبعثرت اﻷصفاد
وخرج الجميع في أُنس زائف
وفاض سيل الأسئلة:
أمجانين هم تائ?ون في مسرح الحياة ؟!
ﻻ ﯾجدون غير دُمى خرساء فاقدة الإرادة
ودماء مُراقة ?نا و?ناك؟
فيعجزون عن التفكير واستنباط الحقائق
ويش?قون ش?قة البلا?ة..
ويشيدون قصوراً من اللامبالاة؟!
لملم الشيخ ذاته..
وأوقف هذيان الذاكرة..
وأستفاق على جراح الأمة
وأخبار الشهداء
وقهر الرجال..!
زفر أنفاس الاستسلام
وتوسد الوردة الراحلة
وكانت لحظات الوداع
قبيل الفجر بثواني..!
وياللأستفاقة المريرة على واقع أليم
لجروح تتجدد كل يوم
جميل ما ربطتي نهاية العجوز مع غروب الوردة الندية
بالفعل يا مبدعة خاطرة فيها من الرمزية والغموض المحبب
ما يجعلنا لانمل من الإعادة لأكتشاف الجوهر
هكذا أنت دائماً متألقة ومشوقة في إنسكابك
لا تحريمنا من مكنونات أفكارك
سلم الفكر والقلم ياغالية508111