عـزاء و ما زال الدفنُ مستمراً , و غربـة تصاحـب اليـد التي تمسكني
حـتـى لا أتــوه و كيف لا أتوه , وسط الزحام و وسط جثث الصـرعى
و اليـدُ التي تمسـكني لم أعــد أعـــرفــهـا , أو لعـلـها لم تعد تمسكني.
عـفــواً ! نسيـتُ أن أخبركـم مــجــدداً , أن التحقـيـق و البحـث ما زالا
جاريين و لم يتم الكشف عن المسروقات و اليـد الخفية التي سرقتـها.
هو كان و هي كانت , توائم روحية سـقـطا من ذات الـرحـم ورضـــعـا
من ذات الحنان وعاشا في تلك الأحضان و تلمسا ذات الأيدي وصاحبا
نبعا الأمان و ترعرعـا فـي نفس الدار .
كثيراً ما كانت تأتي إليه تطلب مساعدته فـيلبي فرحاً مسـروراً ,و كـم
كانت تهرع إليهِ توقظه للصلاة و تشاركه اللـعب و المرح , كـم مـرة
قـطــف لـهــا من أخـوته ثـمــار الصـلـة و الـتـواصــل , و كم مـرة ثار
عنـدمـا مـدت إبنة الجـيـــران يـدهـا عليها , وبكـى عندما رأى تعـبـها.
و سُـرق كل ذلك من مـكــانه, و وجـدنا بدلاً عنهُ شيئاً آخر , فـبـدل أن
يناديــهـا باسمها أصبح يناديها بـجنسـها , و بــدل أن يـفـخـــر فـيــهـا
أصـبــح يعايـــرها بـنـقصـان عــقلـها و بعد تلبية طـلباتـها , أصـبــح
الـرفــض بـلا اسباب ديـدن حياتـها , و بعـد أن يناديها للـجـلوس معه
أصـبـــح يأمرها بمغــادرة الــمكـــان الـــذي مـــلأتـهُ رائحــة الدخــان.
و لم تقـصـر هي , بل قصــرت فــوق حـــدود التقـصـيــر , فأصبـحــتَ
لا تـلـبـــي لهُ نـــداء و تـرفـع صــوتـها بـلا استحياء ,أصبحتَ تتهمــهُ
بـالـغـرور و الأنانية و ترميه بالإتكاليـة , أصبحـتَ تتصيد له الأخطاء
و تُحرض عليه أباها في الخفاء . أصبحــتَ تمارس معـه فنون المكـر
و الدهـاء و لا تترك عنها كيد الـنساء , ولا الـعـنـاد و كشـف الوعــاء.
نســـي هـو و نسيــت هـي , أنـهــما أقــرب أعــوان لـبعضهـما , نسيا
أن صفائهما بسمة و راحة لمن ربياهـمـا, وما علما أنهما بإخلاصهما
و وقفوهـما بجانب بعضــهما سـيبعــد عنـهما عــدوهما و ما يضرهـما
و يــرتـقيــان عــالـــياً بأخوتــهــــمـا و يـجــمــعــا حلقـتـنـا الـمســروقـة.
أخي أنت في البيد سحر الجنان ** أخي أنت لحن صفاء الزمان
أخي أنت بلسم قلبي الحزيــــن ** أخي أنت لي مثل بر الأمـــان
أخي أنت لي دفقة مـن حنــــان ** أخي أنت لي نسمة من أمان
وآمــال قلبي ومشـعـل دربــــي ** وأنت ضياء المدى والزمـان
عـزاء و ما زال الدفنُ مستمراً , و غربـة تصاحـب اليـد التي تمسكني
حـتـى لا أتــوه و كيف لا أتوه...
دخان يتصاعد تطاعن وتطاحن ظلم ضيم حسد غيرة
فساد ,فساد , فساد ,اسود الطريق أمامي و عتم و أظلم
وناحت عِباراتي قبل أن تنوح عًبراتي و حسرة عن
الزمن الجميل أيام البساطة و الإنبساط و التعاون وروح
التضامن ومد يد المساعدة و التكافل والترابط و التكاتف
و التلاطف ؟؟؟ و يزداد الدخان تكاثفا أصرخ في أعماقي
بقوة أين, أين الأخوة أين الأخوة ؟؟...........
و الكل بقلب رجل واحد ,. صفحات بيضاء و إئتلاف
و,صفاء و عُرى وثيقة
وتطبيقا لقول رسول الله عليه الصلاة و السلام
المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا
وشبك بين أصابعه
و
مثل المؤمنين في توادهم و تراحهم و تعاطفهم كمثل
الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالحمى و السهر
لماذا انقطعت حبال التواصل و لماذا فصلت الحلقات عن
السلاسل ؟؟؟
نزلت الدمعات السخينة و تصاعدت كلمات ربي
إلى صدري و غشيتني السكينة إنمَا المُؤمنونَ أخوة...
ولتكُنْ منكمْ أمّةٌ يدْعونَ إلى الخَيرِ ويأمرونَ بالمعْروفِ
و يَنهوْنَ عنِ المُنكرِ
فأبصرت نوري ورأيت دربي وعرفت سرحلقات الضياع
رفعت نظري إلى السماء أستغيث مطرا تبلل القلوب
و تروي الصدور و تحيي النفوس و تزهر المحبة
بالقربة من رب العالمين و العودة لتعاليم الدين والعمل
بما جاء في قرآننا الكريم و سنّة الحبيب عليه الصلاة
و السلام
لا عصبية و لا فرقة و ننتزع الغل و ننزع الأغلال و نزرع
في الإنسان مشاعر الروحانية الخالدة
و تعاد بالتالي جميع الحلقات المفقودة
ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم
القيامة أعمى
{ إعادةالصلة بين العبد وربه هي حلقة
الوصل و حبل النجاة و التواصل لنصل
ربط جميع حلقات السلسلة ونعيدالصلات
و تزيد العلاقات متانة و تعود اللحمة
و تتوطد وتصبح لحياتنا معنى
و لوجودنا مغزى ونغزو القلوب بالمحبة }
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم***** فطالما استعبد الإنسان، إحسان
وكن على الدهر معواناً لذي أمل *****يرجو نداك فإن الحر معـــوان
من كان للخير مناعاً فليس لــــه *****عند الحقيقة إخوان وأخــــدان
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها****فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
من يتق الله يحمد في عواقبـــه ****ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
واشدد يديك بحبل الدين معتصما *****فإنه الركن إن خانـتك أركـان
إضاءات
*قال هرم بن حيان : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل
الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه و دهم
ختاما :خذ منّي عشرة أشياء لشفاء القلوب
خذ عروقَ شجرةِ الفــقر مع عروق شجرة التواضع ،
واجعل فيها هَلِيلَج التوبة ، واطرحه في هاون الرضا
، واسحقه بِِمِنجار القناعة ، واجعله في قِدْرِ التُّـــقى ،
وصبَّ عليه ماء الحيــــاء ، واغِله بنار المــحبّة،
واجعله في قَدَح الشكـــر ، وروَّحْه بمروحة الرجاء ،
واشربه بملعقة الــــــحــــــــــــمــــــــ ــــــــــــد ...
فإنك إن فعلت َ ذلك فإنه ينفعك من كل داءٍ وبلاء
في الدنيا والآخرة
وبهذا نمنع المجتمع من التمزق و تتوثق دعائم الحلق
و يسوس الناس بحسن الخلق و نكون بالفعل خير أمة
أخرجت للناس
همسة
بين الحب واللاحب خيط من دخان...قد ينقطع بنسمة
هواء ....و الأحوط من يقدر على عدم افلات الخيط