
في إحدى القرى الصغيره ....وفي ذاك المنزل المتواضع ...كان يقبع ذاك الفتى اليافع هو ووالديه المسنين....كان يلازمهما ...لايبرح ان يتركهما حتى يعود اليهما مسرعا ...فهما بحاجته ..كيف لا وابوه رجل هرم قد اعياه المرض !!!وامه عجوز عمياء لا ترى شيئا !!!!
تخلى ذلك الفتى عن سعيه لطلب العلم من اجل من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من اجل ابويه !!!
ترك الالتحاق بالعسكريه _الوظائف آنذاك _من اجل من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من اجل والديه !!!
لا يستطيع ان يلتحق بالوظائف العسكريه لانها تتطلب منه ان يترك بلدته ويذهب الى المدن الاخرى!!فهو بذلك سيترك ابويه اللذان هم بحاجته .
فضل البقاء لخدمتهم والسهر على راحتهم على الوظيفه ,,,وكان متكلا على ربه ثم على جمل كان يملكه ..فعمل حمالا على ظهر جمله ....
ليوفر لهما ماكلهما ومشربهما ومقومات الحياة آنذاك ..

مرت السنين وهو على حاله ...
وبينما هو كذلك ....وفي إحدى ليالي الشتاء القارسة ...الباردة ...القاسيه ...وكانا والديه نائمان وقد تذكر شيئا نسيه فذهب لإحضاره .....ثم عاد ...ولكنه ؟؟!!!!!
عاد متأخرا ....فالليل بارد والريح تعصف هنا وهناك والظلام حالك والمطر يشتد ...فكانت سببا في تاخره بالعوده ....
ليس كحالنا اليوم ....ملابس الشتاء تكاد تخرجنا من البيت والسياره مكيفه وجميع الاماكن اينما تذهب تجدها مكيفه ....
عاد احمد ولكنه خاف ان يزعج ابويه _انظرن لحاله وحالنا مع اطفالنا في الاجازات والوالدين يريدون النوم فلا يستطيعون من ازعاج الاطفال والكبار قبل الصغار _...المهم ان احمد فضل ان يذهب للمسجد المجاور لمنزله _غرفتين لا ثالث لهما هذا المنزل المتواضع _دخل المسجد ونام نوما عميقا .........فجأة احس شيئا يمسك اصبع قدمه الابهام فيكسرها من شدة امساكه بها ....نهض احمد سريعا وخائفا واذا به يرى رجلا وامراة تحمل اناء مغطى بقطعة قماش ...
(بسم الله الرحمن الرحيم ....اعوذ بالله من الشيطان ...اعوذبالله من الشيطان ...آمنا بالله ...)هكذا كان يردد دونما يشعر وبينما هو يسمي اذ بالرجل يقول له :
قم لصلاة الفجر ...وانا اريد ان اسألك :هل تريد ان تقرأ القران ام ان تقرأ الشعر ؟؟؟؟؟
خاف احمد وتوجس منهم خيفة ...
لماذا هو بالذات ؟؟؟
لماذا جآءا اليه دون غيره ؟؟
كيف له ان يقرأوهو لم يتعلم حرفا واحدا ؟؟؟
كيف له أن يقول الشعر وقد جاوزعمره 28عاما ؟؟فكيف ذلك؟؟
هنا فكر احمد ماذا عساه ان يختار ؟؟؟؟اراد ان يطلبهما كلاهما ولكنه تذكر المثل الذي يقول (من بغاها كلها خلاها كلها )
فكر ان القرآن افضل من الشعر فهو كلام الله الذي لاينطق عن الهوى ...سبحان الله ....اجابهما :اريد ان اتعلم القرآن ؟؟؟؟
هنا توجه له الرجل واعطاه كتابا ..وقال له تضعه في اناء به ماء وتشربه ولا تخبر احدا بهذا الابعد مرور 3ايام ؟؟؟!!!!!
ثم أخبره الرجل انه لو طلب ان يقول الشعر فانهما سيسقيانه اللبن الذي تحمله المراة ...وبعد برهة من الزمن انصرفا من عنده ....
اخذ احمد الكتاب وعمل بوصية الرجل وبعد الصلاة شرب الماء ...كان ذلك اليوم (الاثنين )...مر الثلاثاء وبعدها الاربعاء ....وهو لم يخبر احدا ينتظر يوم الجمعه حتى يقرا القران قبل الصلاة ....وهناك حدث مالم يكن يتوقعه أحمد .....اخذ المصحف

سبحان الله الذي اذا اراد شيئا يقول له كن فيكــــــــــــــــون !!!!
اخبر احمد جماعة المسجد وذاع خبره وعلم اهل القريه بذلك ففرحو به وعاد لابويه واخبرهما فما كان منهما الا ان سجدا لله شكرا ...
ربما كان ذلك جزاءه لانه بارا بوالديه فهو ترك الذهاب الى الكتاب من اجلهما فعوضه الله بذلك
هذا والله الجزاء لذاك البار الذي اهتم بوالديه حتى ماتا ...رحمهم الله اجمعين ..... .

عزيزاتي
هذه القصه ليست من نسج الخيال ولا من احلام اليقظه !!انها قصه حقيقية ....قصها لي صاحبها (احمد)ذاك الشاب البار لوالديه هو شيخا كبيرا لايترك المسجد ولايترك قرآءة القرآن
........................
كنت اسمعه يقرا القران عقب صلاة الفجر ....بصوته الشجي ...الندي
لايترك قراءة القرآن حتى عندما اصيب بجلطة قلبيه نقل على اثرها المستشفى .....هرع له ابناءه من كل مكان ...هذا دينه وهو يستلمه بر والديه فبره ابناؤه ....هذا يبين لنا ان الجزاء من جنس العمل
وكما تدين تدان ....عملت له قسطره ونجحت وهو في شدة مرضه طلب مصحفا .....انظرن كيف التمسك بالعقيدة والدين حتى في احلك الظروف !!!!
كان قد وصل الى سورة يوسف ولكنه يريد ان يختمه ......
خرج من المستشفى بعد اسبوعين وتطهر وتسبح واغتسل ولبس افضل ماعنده ....وصلى للظهر وقرا ورده وكان اخر جزء في القران وبعد صلاة العصر اعاده المرض ووافته منيته واستقبل ربه خاتما للقران بارا بوالديه ...جعله الله ممن يشفعون فيشفع لهم ....
رحل وترك مصحفا

اتعلمون من ذاك الشاب البار ؟؟؟الذي اصبح شيخا ثم اصبح جثة هامده ....انه والد زوجي رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .....آمين
اخواتي
ان في هذه القصه لعبره لكل من لها قلب ...
ان رضى الله من رضى الوالدين
فالله لم يقرن بعبادته شيئا الا رضاهما _(وقضىربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا )
ان برهما والرحمة بهما وخصوصا عند مرضهما وكبرهما من الامور التي حثنا دينا الحنيف بها (اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )
ان دعاء الوالدين مستجاب فالله الله بالرافة بالوالدين
ان الله يعطي العبد ويرزقه من حيث لايعلم ...فانظرن كيف علمه الله القراءه بعد ان فضل البربوالديه على الذهاب للدراسه "رحمهم الله اجمعين "
ان القران نور وهدى ورحمه وانه علاج من لا علاج له فالمهموم والحزين لايزول مابهما الا اذا انصرفو للقران

ان الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان
هذا والله اسال ان اكون قد وفقت في توصيل الرساله على اكمل وجه

