
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أولا أشكر مشرفات المنتدى لتجاوبهم معي والاسراع في تسجيلي _ الذي أخذ من الجهد والوقت أكثر مما ينبغي _ وأحب أن أشارك معكم بهذه القصة الرمزية التي أتمنى أن تنال شيئا من الإعجاب ...
شمس الحقيقة
في وقت الأصيل تنحدر شمس الغروب كقطرة دم حمراء قانية تتلقفها الأمواج لتحجب احمرارها عن الكون … فيبدأ بعدها بركان من الأشجان الثائرة .. يخلد في أعماق النفس فيلهب أنينا أسود يصبغ الوجود بلونه … وأشعة الشمس الغارقة كخيوط الأمل تنقص تدريجيا لتجعل الكون كله مليئا بالأحلام الضائعة التي تذروها الرياح لتكون في طي النسيان …
أرسم بعدها تساؤلا يتراشق عالمي الغير لم لا أستطيع ؟؟؟؟ أتوقف لا عجزا وإنما أملا بتكرار المحاولة ……….
############################
كنت فتى يافعاً.. لا تتعدى أحلامي حدود قريتي الندية.. ولكنها صارت تصل إلى أكبر من ذلك، وأبعد.. لتتلاشى أمام ذلك السيل الجارف الماديات التي تلحقت بها كل النظرات والخطى في الزمن القريب.
أتمم العهد لمنزل اتخذ مكانه وسط فضاء قلبي وربيع وجداني.. ليجفل الحزن ويرعوي خلف آلاف الهموم التي اعتلت كاهلي....فأعاود الكرّة عليّ أصل إلى ذلك الحلم..
هي فترات قصيرة تعتلي هامة وقتي الضائع بين أحلام الطفولة. وأوار الشبيبة المستعر.. فأكابد بينهما مرارة الضياع.
تجذبني إلى ذروة احتدام الأمل واصطفاق اليأس.. فألتقي والسمو لنكوّن ثنائياً يسبر أغوار الجميع.
##########################################
كان حلمي أنتِ أيتها القابعة خلف مدارات الكون.. ألتحف أردية الصمت.. وأزاول السكون كيما يحسّ بي أحد.. كنت أنتِ حينها فضائي وشمسي المسلطة على أفانين قلبي.
كنت أعلم أنني مهما تهت في معالم النهاية سأنثني عوداً إليكِ ولمّـا أرتوي من حضنك الدافىء.. أمّاه.. أصارع الطير.. وأزاحم الشفق أيّنا يحتوي الأفق أولاً.. في تألق جميل يضيء وجه الكون بأريحية هادئة.
راقبت تألق الفجر.. وتعبت قدمامي من لحاق الشمس.. نعم شمس هي حلم بطول العام كله.. مصلته على أعتاب أحزاني المترفة.
أسابق الخطوات.. وأصطدم والهواء في استماتة للهدف.. فنتعبأ بمرح الفؤاد المترف وقهقهاتنا تغطي الكون في مسائلة جميلة تكشف عمق الإحساس.
أقف على أعتابك قريتي وباتجاه الشمس.. أنتظر أن تزاول مهنة النزول نحو الفنن.. لأستطيع اللحاق بها.. نعم إمساكها بيدي عليّ أن أحقق بعض ما أريد..
تجتاحني حيرة بالغة.. وتوثب كاسح.. إذا ما رأيتك أحاول جاهداً أن أصل إليك.. عانيت من احتدام الحلم وصولة الكتمان. ولمّا أصل إلى حدود قريتي يسبقني صوتك أمي : يامؤمن لا تتعد حدود القرية.. فأعود أدراجي.. بنفس تزاحم الألم وتجذبها حنينيّة البـرّ.
ليبدأ بعدها فجر جديد يعاتبني برقة وشفافية كأنما هو سحابة صيف جميلة يعيد إلى ذكرانا تألق الربيع، فأنثني خجلاً وأعتذر منها أني لن أعود أبداً..!!
######################################
وحينما يتسرب ضوء أشعتها.. ونجثم في جو حميمي هادىء.. نتلقى الدفء على آخر خيوطها.. عندها.. أستلّ من مكاني باندفاعية عجيبة.. وألحق بها.. أحاول أن أمسكها بيدي.. نعم فهي على امتداده حقولنا الشاسعة.. أركض باتجاه الشمس..!!
ويعاودني صوتها: يامؤمن لا تتعد حدود القرية.
#################################
ولما عقدت العزم.. وتوافرت لديّ الأدوات.. قررت ألا أعود.. وأن أسير قبل مسيرها نحو الزوال، لنصل سوياً في موعد دقيق منتظر.. تسابقت والزمن.. واتفقنا في غير موعد.. ركضت لأصل إلى حدود القرية.. وصوتها مازال يرن في أذني يامؤمن لا تتعد حدود القرية.. أرفع صوتي حادياً كي لا أسمعها.. ركضت.. وركضت.. تنشقت الهواء في راحة وسرور..
أحسّ بأنني كطائر يحلق في فضاءات الكون الرحبة.. مستلذاً باصطفاق جناحيه.. وأعيش حبور لذة لا يقطعها سوى ارتطام أرجلي بأحجار الفضاء الرحب.. لأعاود الحلم.. وأزيل التعب..
#############################
مضيت وألف ابتسامة تتسابق إلى اجتثاث صمتي.. وألف فرحة تحاول أن تظفر بتفكيري.. هاأنت تتجهين نحو الزوال.. ياترى أيعاود الهبوط بعد التألق والسمو؟!
أركض.. وأركض.. وأتعب رجلاي في بحث مستميت عنك.. وهناك تساؤل يتصدر تفكيري: هل وراء هذا القرص الجميل عالم أشد منه جمالاً..؟ تنهدت تنهيدة طويلة تمتد بامتداد شوقي للإمساك بها.. لا تلتقط عيناي إلا مناظر جميلة.. شجيرات مفعمة بأريج يسربل النفس بسعادة غامرة.
##################################
ركزت عيني في ذلك القرص.. تنفست بعمق.. ومازلت أتابع المسير.. أغض السير باتجاهما.. فـــــــجــــــــــــأة.. ودونما إنذار!!.. تعتم في نظري..!! وتهوي كل أحلامي في بئر اللانـــــهــــاية المر..
أقف وتساؤل يهوي على رأسي.. مــــــــاذا هنــــــــــاك؟ لا أرى شيئاً.. وتضمحل صورة الكون الرائع والفضاء الجميل.. إلى سواد معتم لا رؤية فيه.. سقطت على وجهي كمن يريد إنهاء هذا الحلم.. عندها فقط.. تذكرت صوتها.. صوت أمي الرؤوم تناديني: يامؤمن لا تتعد حدود القرية. وبدأت في نحيب مستميت.. ماذا فعلت؟ وتتهاوى مشاهد الفرح.. واحداً تلو الآخر.. أحوّل يدي أمام عيني عليّ أن أراها ولا فائدة.
عندها سمعت هاتفاً يقول:*** فولّ وجهك شطر المسجد الحرام***..
###############################
وقفت وأنا أتلمس بقايا جسد أعياه طول المسير وقلة الزاد.. حاولت أن أعود أدراجي وأضبط مسيري.. تعثرت ووقعت.. رميت وجهي ألثم التراب.. وأنوح نوح ثاكلة فقدت ابنها.. بكيت.. وترددات الكون تستجيب لبكائي..وتعالى نحيبي حتى أفرغ مالدي من شجن ..
وتجلدت على أن أعاود المسير إلى قريتي الوادعة.
#################################
وجه أمي يتراءى لي أكبر وأعظم من ذلك القرص.. تذكرت.. إخوتي.. أصحابي.. جيراني الأحباء.. وحينما عادت بي الذاكرة إلى وضعي فإذا بي أبصر ما حولي.. نعم أبصر ما حولي.. ياإلهي إني أرى يدي.. أرى طريقي.. يارب عليك التكلان.. ربّاه أوصدت جميع الأبواب ولم يبق لي إلا بابك.. ربّاه بعظيم منتك أستجير.. وبعظيم عطائك أستظل.. ربّاه أعدني إلى قريتي الوادعة.. إلى طريقي القويم.
ياترى أيعاود الهبوط بعد التألق والسمو؟؟!!
نعم !! ولم لا!!
فما من شيء من أمر هذه الدنيا التي نلهث وراءها ارتفع إلا وضعهُ الله...
فهل ستشع شمس الحقيقة في جنبات الكون فتكشف لنا الحجب عن حقيقة
الأشياء التي خدعنا بزخرفها وجمالها...
اللغة سليمة ,والفكرة راقية جداً..نجحتِ في صياغتها بعباراتٍ تصويرية
رصينة زادت النّص جمالاً..
لكن ألاترين أنكِ أسهبتِ جداً في الدوران حول توضيح الفكرة وبيانها فانسقتِ في
في تلك الصور الجمالية والبلاغية البديعة..
في رأيي أنه جعل سطورك الأولى تعلق بذهني وأعرضت عن الخاتمة...
لم تكن الخاتمة ضعيفة لكنك لم توفها حقها,,,,هذا مجرد رأي لاينقص
جمال ماكتبت ..فبورك بالكاتب والمكتوب
وكم نحن سعيدون بك يا سليلة المجد..فحياكِ الله