مشاركتك الفعالة أمر ضروري .. ذهاب الأب إلى طبيب طفله يعجل بشفائه

عزيزي الأب .. كلمة "بابا" التي تسمعها من طفلك أغلى بكثير من لعبة تحضرها له أو انهماكك في العمل كي توفر له الرفاهية، فقط ضع في حسبانك أن مال الكون ولعب العالم لن تعوض حرمان طفلك من وجودك في حياته .

تستطيع أن تكتشف مدى دورك الفعال في حياة طفلك إذا طرحت على نفسك هذا السؤال، ماذا تفعل عندما يمرض طفلك أتتركه يذهب مع أمه فقط للطبيب ؟!
مهما كانت إجابتك أو مببراتك فاعلم أنها تؤثر في ابنك بالسلب أو الإيجاب.
هل تعلم أن 50% من الآباء فقط يحرصون علي الذهاب مع أبنائهم لعيادات أطباء الأطفال‏,‏ بالرغم من تأكيد المتخصصين علي ضرورة أن يأتي الآباء مع الأمهات لسماع التعليمات الطبية مباشرة من فم الطبيب بما يضمن معرفة الوالدين التاريخ المرضي للأبناء فيساعدهما ذلك علي سرعة إنقاذ حياة أولادهما في حالات الطوارئ‏.هذا حسب ما أكدته‏ دراسة حديثة نشرها مركز بوسطن الطبي واشرفت عليها الدكتورة‏ "تريفينا موور" التي نصحت الأمهات قائلة:‏ "إذا لم يستطع زوجك الحضور إلي عيادة الطبيب فأشركيه في الحوار عن طريق الهاتف‏,‏ فليس هناك عذر الآن في عصر المحمول ـ لأن يفوت الأب فرصة المشاركة‏.‏

ويوضح لنا "محمد خلف" موظف الاستقبال باحد مستشفيات الأطفال واقع مشاركة الآباء المصريون زوجاتهم في الذهاب لطبيب الأطفال، وذلك من خلال العيادات الخارجية بها يوميا عدد لا بأس به من المرضي، قائلا - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام : إن نسبة حضور الآباء مع الأمهات تعتبر قليلة ذلك بالرغم من أن المستشفي الذي اعمل به يقع في حي شعبي يفضل فيه الرجال عدم خروج النساء بمفردهن‏,‏ كما يشير زميله "سعيد عبد الموجود" إلي أنه قد لاحظ أن بعض الآباء عندما يأتون بصحبة الأمهات يقتصر دورهم علي توصيل الأم للمستشفي وانتظارها بالخارج حتى ينتهي الكشف للعودة بها إلي المنزل.

ويصف الدكتور "ايمن كامل" أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، هذا الأمر بالسلبية الناتجة عن اعتقاد الأب أن دوره يقتصر فقط علي جلب المال اللازم لتوفير المعيشة الكريمة‏,‏ أما الأم فهي المسئول الأول والأخير عن تربية الأبناء ورعايتهم من جميع الجوانب‏..‏ مما قد يعرضهم للخطر كما جاء في الدراسة‏.‏

عزيزي الأب إياك وأن تنظر إلى رعاية طفلك بعين السخرية والاستهتار وضع في حسبانك أن ابنك في حاجة لرعايتك بنفس القدر الذي يحتاج به اهتمام أمه، ولا تنسى أن رعاية الأبوين للأطفال تزيد من ذكائهم .

فقد كشفت أحدث الدراسات العلمية، والتي أجريت علي مجموعة من الأطفال في عمر خمس سنوات، أن ذكاءهم يرتفع كلما زادت رعاية الوالدين لهم‏,‏ مما يدل علي أن ارتباط الأب بالابن عامل مهم لتفوق الطفل في الدراسة وأكد العالم بيللر هذه النتائج، حيث اكتشف أن الحرمان من رعاية الأب يؤدي إلي التقليل من الكفاءة المعرفية‏,‏ ووجد أن غياب الآباء عن المنزل لمدة سنتين أو أكثر ارتبط بانخفاض الذكاء والتحصيل الأكاديمي للأطفال، بالمقارنة بالأطفال الذين تربوا في بيت يوجد فيه الوالدان.
وهناك دراسات أوضحت أن الأولاد الذين لهم علاقة قوية بآبائهم حصلوا علي درجات عالية في السلوك أكثر من الأولاد الذين لا يملكون نفس العلاقة القوية مع آبائهم‏,‏ حيث اتسم سلوكهم بالعدوانية‏,‏ ولهذا توصي الدراسة بضرورة رعاية الآباء لأبنائهم‏,‏ لما له من أهمية لنشأته الاجتماعية في عصر انشغل فيه الآباء بالأعمال المختلفة وتقلص دورهم في الرعاية‏.‏