تــيــمــة

تــيــمــة @tym_1

عضوة فعالة

مشاركتي في المهرجان ........بطل الأساطير

الأدب النبطي والفصيح




ترك أهله وأبناءه .. وكل عزيز لديه .. وحمل أسلحته ومتاعه .. ومضى .. الى قلب الأرض المحرمة ..

هدفه الوحيد نسف بذرة الشر هناك .. وعمار الخير مكانها ..

لم يكن يفكر في الاستقرار .. فموطنه الحبيب لا يعوض بأي مكان في هذا العالم ..

لذا ..

خطا خطوته الأولى الى الدنيا وهو موقن بأنها مجرد معبر .. يختبر فيه سيده مدى قوته وصموده .. وقدرته على استخدام الأسلحة .. وفطنته في معرفة عدوه .. فان نجح أعاده رب أمره الى رغد العيش ..

سار على غير هدى .. حتى مر ببحيرة راكدة .. قد صفا سطح مائها حتى حاكى المرآة .. فأطل صاحبنا الى تلك الصفحة الرقراقة .. ليرى لأول مرة خلقته الجديدة ..

كان ممشوق القوام .. يحمل سيفا لماعا.. ويعتلي جوادا أشهبا .. ويرتدي خوذة صلبة .. بينما غطى صدره درع حديدي .. فبدى لنفسه في غاية القوة والهيبة .. وزاد ذلك من ثقته بنفسه .. حتى كاد يغتر .. وأخذ يتبختر جيئة وذهوبا .. واذا بالحصان يتعثر فجأة .. فيسقط البطل من على الصهوة .. ويصاب بجرح عميق في ساعده ..

فما كان منه الا أن تمتم : ما أضعف جسدك أيها المغرور .. وهل يقيك من ضعفك الا أسلحتك التي وهبها لك سيدك ؟؟ ليت شعري ما أسرع ما نسيت فضله ..

ثم نهض من كبوته وضمد جرحه ... ويمم وجهه الى حيث موطنه ..

سالت دمعة .. على اثرها دمعة .. وابتهل القلب لربه أن يرزقه الرشاد .. وينير له طريق الحق ليسلكه .. ويغلق أمامه كل باب للتيه والضلال .. ويعينه على مهمته وينصره على عدوه ..

واذا بصدى عميق يتردد في جنبات ذلك القلب المنيب المبتهل ..

سر فأنت في حفظنا ... واعلم أن سيفك لن يقطع الا بالصبر والصلاة ..

وجوادك لن يكر الا بتنقية نفسك من أمراضها .. فان طهرت وآمنت فسيصهل لها الفرس مشجعا ويدفعها الى الأمام ..

أما خوذتك فلسوف تضيء لك طالما وضعت على رأسك .. فان أنت ألقيتها فاعلم أنها آخذة معها وازعك الديني ..

وأخيرا .. تمسك بدرعك واربطه على صدرك بكل ما تملك من قوة .. حتى لو شعرت يوما أنه يخنقك ويضيق أنفاسك .. فما هو الا ايمانك بمعية الله وحفظه .. واطلاعه وعلمه .. بكل دقيقة من دقائق حياتك على الأرض المحرمة ..

ــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الجزء الأول بحمد الله ..

انتظروني قريبا بحول الله وقوته ..
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تــيــمــة
تــيــمــة
شاع النور في جنبات القلب الآثم .. فأزاح عنه نكتات سوداء كادت أن تبدأ في التكاثر كفطريات عفنة تحيل كل ما تلمسه الى خراب ..

وأخذ اللسان يترنم بكلمات جميلة .. اهتز لها الرأس في طرب يمنة ويسرة .. وحلقت الروح الى أسمى الأماكن وأحبها ..

ولما فتح البطل عينيه .. تذكر أنه ما زال في أول المشوار .. وأنه غريب قد انقطع به السبيل .. فأين عساه يذهب الآن ؟؟

نظر الى تعرجات الطرق أمامه فوجدها ذات صفات متباينة .. فمنها الممهد ومنها الشائك .. ومنها المضيء ومنها الباهت .. ومنها الصلد ومنها الطري ..

تعجب مما يراه وازدادت حيرته .. فأغمض عينيه مجددا وسأل الله بقلب مخلص أن يجعل اختياره صائبا .. ثم اجتهد .. فاختار أحدها ومضى فيه .. لا يلتفت عنه ولا يحيد ..

على ناصية ذلك الطريق رأى شجرة لوز جميلة .. قد تدلت منها لوزات شهيات ذوات شكل لولبي .. وتفتحت بعضها عن قشرتها فتحات صغيرة كاشفة عن لون أحمر يسيل له اللعاب .. فبدت كبنيات حلوات ينادينه بضحكة غنوج ..

امتدت يد البطل وقد ارتسمت على فمه ابتسامة هادئة .. واقتطف شيئا من الثمرات الشهية ثم راح يلتهمها في بطء ..

الا أنه لما تذوق جمالها تاقت نفسه للمزيد .. فصار يقطف منها أكثر وأكثر وأخذ يلقيها في فمه بنهم .. حتى شعر بأنه لم يعد قادرا على السيطرة على شهيته الغريبة هذه ..

وأثناء انهماكه في الأكل .. شعر بشيء يتحرك على مقربة منه .. وسمع حفيف شجيرات كانت نابتة جوار شجرة اللوز .. فصوب نظره تجاهها .. واذا بصبية كفلقة القمر .. تبسم له في حياء ..

وفي هذه اللحظة .. تجمدت الدقائق .. وتسمرت النظرات والحركات .. وخفق القلب خفقات قوية ..

ثم تكلمت الحسناء .. فاذا بصوت كغناء عذب يسيل من شفتيها الممتلئتين قائلا :

- سلام أيها الفارس الهمام ...... أراعك ظهوري فجأة في دنياك الكئيبة ؟؟
- بل قولي اشراقك عليها كاشراق الشمس في ليل بهيم .. أيتها الحسناء ..

وتقدم الفارس .. محاولا لمس هذه الجوهرة البراقة .. عندها ......



دق جرس الانذار عاليا .. فبدت ملامح الألم على محيا الفارس .. وضغط على أذنيه في محاولة يائسة للتخفيف من حدة الصوت .. لكن .. لا فائدة ..

لقد صرع الرجل أمام حسناءه اللعوب .. وتمدد أمامها في وهن واعياء ..

أجفلت الفتاة .. وتراجعت للخلف .. فناداها سيدها أن ابتعدي .. لم يعد لدورك معنى ..

أما الفارس .. فقد نهض من صرعته .. وعاوده الشعور القاسي بالضياع .. فبكى بكاء شديدا .. وسجد فلم ينهض .. الا بحلول المساء .. ومغادرة الشمس للسماء ..


ومن بين خيوط القمر الفضية .. تراءى له ظل شيطاني ضخم .. يعتلي دابة قبيحة القوام .. فدنا منه بينما يتردد في نفسه صوت مجلجل له ألف صدى كأنما هو آت من بئر سحيقة .. قائلا :

- احذر ....
- من أنت ؟؟
- تمهل ..
- من تراك تكون يا ذا القرون الهائلة ؟؟
- ألا ترى النيران تشتعل من جسدي ؟؟
- بلى .. تبدو ككرة من اللهب ..
- فاذن ؟؟ ألم تعرفني بعد ؟؟
- اذن .. أحانت اللحظة الحاسمة أخيرا وظهرت لي بكيانك الحقيقي ؟؟
- انما أعجزت كل جنودي .. فأتيت أنشد الصلح ..
- لا صلح ..
- ألا تستمع الى بنوده أولا ؟؟
- هات ما عندك ..
- سأقدم لك السعادة على طبق من ياقوت .. قصور .. جواري .. ذهب .. حدائق غناء .. وكل جمال وبهاء .. أليست الراحة والدعة خير لك من هذه الأسلحة البالية التي لا تزيدك سوى ثقلا على ثقل ؟؟
- خسئت أيها الرجيم المطرود الى الأبد .. فما أنا بالغر الساذج ..
- لست أهلا للمعركة ...
- معي أقوى الأقوياء .. مالك الملك .. والمعركة هدفي الوحيد ..
- اذن .. .... لن تتراجع ؟؟
- اما النصر أو الشهادة ...... والله أكبر ..

صرخ الفارس المغوار بجملته الأخيرة .. فرافقها صهيل جواده العالي .. وانطلق يسابق الريح ..

لا وقت يضيعه .. روحه تهفو الى الجنان .. والشوق يغمر كيانه كله .. فلم الانتظار ؟؟

أضاءت الخوذة بضوء أصفر وهاج .. والتمعت صفحة السيف في نشوة ..

لقد بدأت أعتى حرب على وجه البسيطة .. وما انتهت بعد .. حتى يومنا هذا ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم الجزء الثاني والأخير بحمد الله ..

اسمي قصتي هذه باسم ( بطل الأساطير )

تحياتي ..............
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

راااااااائع هذا النشاط يا تيمة

وراااائعة هذه الفكرة الاسطورية


ما رأيك لو كتبت عنوان القصة ( بطل الأساطير ) في الصفحة الرئيسية للمنتدى

>>> لتكون القصة أكثر وضوحا ً وجاذبية لمن يريد القراءة


دمت رائعة التألق

وفقك الله
كلمة سر
كلمة سر
إنه إبداع تيمة المتألقة ..
في رمزية تحمل معنى سامي و قضية مهمة ،،
بوركت يمناك ،،
حتما لي عودة عندما يتسير لي ذلك بحول الله
أحببت فقط أن أسطر إعجابي
نــــور
نــــور
كعادتك يا تيمة تجوبين بنا نحو آفاق الخيال الخلاق

لتسلطي الضوء على الشخصية المفقودة في عالمنا

شخصيتك هي الأمل المنشود لنا

هي النور الذي يشق طريقه رغم الضباب

هي الروح التي نبحث عنها في سماءأمتنا

بارك الله في قلمك الرائع

وأدعو الله تعالى أن ينقلب خيالك إلى واقع ملموس
بحور 217
بحور 217
جميل أن يعيدنا الخيال إلى أعظم حقيقة ..

وجميل أن نسخر إبداعنا في توضيح الطريق ورسم المنهج ..

كما أنت دائما يا تيمة مبتكرة مبدعة مغرقة في الخيال ..

ما رأيت مأخذا على قصتك إلا كلمة الأرض المحرمة ..

فمن وجهة نظري أنها لم تكن مناسبة لما ترمز إليه ..

فلا أظن أن الفارس ممنوع من كل ما يجد في أرضه التي ذهب إليها لإعمارها بالخير ... أليس كذلك ؟؟

بوركت يا تيمة وبورك قلمك وخيالك المبدع ..







سأدع الملاحظات اللغوية لفتاة اللغة العربية قستكون هذه مهمتها في القصص المشاركة في المهرجان إن شاء الله .