التفاؤل عند الانبياء
لأمل هو انشراح النفس فى وقت الضيق والأزمات ؛
بحيث ينتظرالفرج واليسر لما أصابه، و الأمل يدفع الإنسان إلى إنجاز مافشل فيه من قبل ،
ولا يمل حتى ينجح فى تحقيقه ، وهذا مما يميز الإنسان عن سائر الحيوان ،
وإذا فقدالإنسان الأمل بالكلية لا يستطيع العيش ..
اقتران الأمل بالعمل:
الأمل فى الله ورجاءمغفرته
يقترن دائماً بالعمل لا بالكسل والتمنى ،
قال تعالى
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
وقال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّه وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
فلا يقول الإنسان : إن عندى إمل فى الله ، وأحسن الظن فى بالله ،
ثم بعدذلك نراه لايؤدى ماعليه والذى يفعل ذلك إنماهومخادع يضحك على نفسه،
وروى إن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( إن حسن الظن من حسن العباده )
الأمل والتفاؤل عندالأنبياء:
الأمل والتفاؤل خلق من أخلاق الأنبياء ،
وهو الذى جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أوضيق ،
برغم ماكانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى ؛ أملاًفى هدايتهم فى مقتبل الأيام ..
1-الأمل والتفاؤل عند نوح عليه السلام ..
ظل نبى الله نوح عليه السلام يدعو قومه إلى الإيمان بالله الف سنة إلاخمسين عامًا ،
دون إن يمل أو يضجر أو يسأم ، بل كان يدعوهم بالليل والنهار ..
فى السروالعلن . .فرادى وجماعات ..
لم يترك طرقا من طرق الدعوة إلا سلكه معهم أملاً فى إيمانهم بالله :
(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5)
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواوَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9))
فأوحى الله تعالى إليه أنه لن يؤمن معه أحد الامن اتبعه ، فصنع السفينة ،
ونجاه الله مع المؤمنين.
2-الأمل والتفاؤل عند يعقوب (عليه السلام)
ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه يعقوب عليه السلام بفقد ولديه :
يوسف وبنيامين ، فحزن عليهما حزنا شديدًا حتى فقد بصره ،
لكن يعقوب عليه السلام ظل صابراً بقضاءالله ولم ييأس من رجوع ولديه ،
وازداد أمله ورجاؤه فى الله سبحانه أن يعِيدهما إليه ،
وطلب يعقوب عليه السلام من أبنائه الآخرين أن يبحثوا عنهما دون يأس أو قنوط ،
لأن الامل بيدالله فقال لهم :
( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّه إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه ، ورد عليه بصره وولديه .
3-الأمل والتفاؤل عندموسى(عليه السلام)
وذلك مع قومه ، حينما طاردهم فرعون وجنوده ، فظنوا أن فرعون سيدركهم ،
وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم ،
وليس أمامهم سوى البحر ، فقالوا لموسى :
(ٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )
فقال لهم نبى الله موسى (عليه السلام) فى ثقة ويقين : (قَالَ كَلَّاإِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
فأمره الله سبحانه و تعالى أن يضرب بعصاه البحر ، فانشق نصفين ،
ومشى موسى وقومه وعبروا البحر في أمان ،
ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان ، فغرق فرعون وجنوده ، ونجا موسى ومن آمن معه .
4-الأمل والتفاؤل عندأيوب(عليه السلام):
ابتلى الله سبحانه وتعالى أيوب (عليه السلام) فى نفسه وماله وولده
إلا إنه لم يفقد امله فى أن يرفع الله الضر عنه ،
وكان دائم الدعاءلله ؛
يقول سبحانه وتعالى
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83))
فلم يُخَيِّب الله أمله ، فحقق رجاءه ، وشفاه الله وعافاه ، وعوضَّه عما فقده ..
5- أمل وتفاؤل النبى (صلى الله عليه وسلم)
لقد كان متفائلاً عنده الأمل في كل أموره وأحواله ،
فى حلِّه وترحاله ، في حربه وسلمه ،
فى جوعه وعطشه .
قال ( لاعدوى ولاطيرة ، ويعجبنى الفأل . قالوا: وماالفأل؟ قال كلمة طيبة )
تفاؤله فى هداية قومـه (صلى الله عليه وسلم):
ففى ظل حرصه على هداية قومـه ،
لم ييأس يومًا من تحقيق ذلك وكان دائماً يدعو ربه أن يهديهم ،
ويشرح صدورهم للإسلام
(فعن السيدة عائشة رضى الله عنها : أنها قالت للنبى :
هل أتى عليك يوم أشدمن يوم أحد ؟
قال :لقدلقيت من قومك مالقيت،وكان ما أشدمالقيت منهم يوم العاقبة ،
إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل بن عبدكلال ،
فلم يجبنى إلى ما أردت،
فانطلقت وأنا مهموم على وجهى ،فلم أستفق إلا و إنا بقرن الثعلب ،
فرفعت رأسى ، فإذا بسحابة قد أظلتنى ، فنظرت فإذا فيها جبريل ،
فنادانى فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ،
وماردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ،لتأمره بماشئت ،
إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟
فقال النبى :بل أرجوأن يخرج الله من أصلابهم من يعبدالله وحده،لايشرك به شيئا )
تفاؤله وثقته فى نصرالله:
وكان رسول الله واثقًافى نصرالله له ، وبدا ذلك واضحًا فى رده على أبى يكرالصديق،
أثناء وجودهما فى الغار ومطاردة المشركين لهما، فقال له بكل ثقة وإيمان
(لاَتَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)
(وعن أبى بكر رضى الله عنه قال:
كنت مع النبى (صلى الله عليه وسلم) فى الغار ،
فرفعت راسى فلإذا أنا بأقدام القوم ،فقلت: يانبى الله،لوأن بعضهم طأطأ بصره رآنا،
قال( اسكت يا أبابكر ، اثنان الله ثالثهما)
تفاؤله بشفاء المريض وزوال وجعه:
لقد ضرب الأمثال لقضية الأمل والأجل فى أحاديث كثيرة منها التالى :
( خط النبى (صلى الله عليه وسلم) خطامربعا ،
و خط خط فى الوسط من جانبه الذى فى الواسط فقال: هذاالإنسان ،
وهذا أجله محيط به ، أوقد أحاط به ،
وهذا الذى هوخ ارج أمله،
وهذه الخطط الصغار الأعراض ،
فإن أخطأه هذانهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
دواء روحي
•
الله يسعدك
الصفحة الأخيرة