قال الله تعالى :{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}

مفاتيـــــــــــــح خيـــــــــــــر مغاليـــــــــــــــق شـــــــــــــر
مدخل ....
عاشت الأمم السابقة في همجية هوجاء وليالي سوداء فيه لا تعرف القيم ولا الحدود بعث الله سبحانه وتعالى أنبيائه ورسله لتقويم اعوجاج البشرية فكل نبي دعي لقومه يبشرهم وينذرهم منهم من آمن بالنبي واتبعه ومنهم من كذبه وعن منهجه انحرف
جاء الإسلام لينسخ الأديان السابقة ويوصل للبشرية أبلغ رسالة وأعظمها وليكون خاتم الأنبياء والرسل عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم .
يوضح النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث إحدى عقائد الإسلام وهي عموم بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس كافة من عرب وعجم وإنس وجن،لا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى وحر وعبد، فالكل سواء في وجوب الإيمان به والدخول في طاعته . ولا نجاة لأحد سمع به وعرف دعوته إلا بالإيمان به، ولو كان كتابياً من اليهود والنصارى فضلاً عن غيرهم من الوثنيين والملحدين .

جاء الإسلام ليهذب الأخلاق وينور العقول ويزيح عن القلوب وشاح الضغائن والحقد والغل والانتقام وليتآخي المسلمون
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، لتذهب عنهم وحشة الغربة وليؤنسهم عن مفارقة الأهل والوطن والعشيرة ، ويشد بعضهم أزر بعض ويتوارثون بعد الممات دون الأرحام ، وبهذا وصل الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى مجتمع متعاون متكافل متضامن ، تسوده المحبة والأثرة ، وتنتفي منه الضغينة والأنانية ، هذا وقد آخى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أبي بكر رضي الله عنه ، وخارجة بن زيد ن فأصبحا أخوين ، وبين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وأوس ابن ثابت ، وبين طلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك ، وبين الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة ، وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وبين أبي عبيدة بن الجراح وأبي طلحة الأنصاري ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب ، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وبين جعفر بن أبي طالب وهو بالحبشة وبين معاذ بن جبل ، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان
هل فينا جاهيلية ؟
لكن في زماننا هذا نجد بعض أفكار الجاهلية عادت لعصرنا حيث عادت العداوة والبغضاء والقطيعة بين الأرحام لتوافه الأمور فصار الأخ يقاطع أخاه وأخته والعكس
لتوافه تزدريها الأنفس النقية فنجد الأرحام تقطعت والزيارات بين الأهل تلاشت بل صارت طيف ذكريات صارت تروى أو صار الأشقاء والشقيقات يلتقون في بيت الطفولة في الأعياد فقط تجنب للخلاف بين أبنائهم

جفت القلوب وقست ولم تعد أواصر الدم تعني شيء وصار الكل مشغول بحياته الخاصة
كثر القيل والقال ونشر الأخبار والغيبة والنميمة بين أفراد الأسرة والتي صارت بابا من أبواب الفتنة هذا ينقل خبر كاذبا وذاك يحرض فتشتعل القلوب حقدا وغلا وتبحث عن فرصة للانتقام وإرواء الغليل وتصير تتصيد الهفوات والشفاية والتنكيل
والسبب أن كل واحد من الأقارب يكره أن يفوقه قريبة فيقع التحاسد والتنافر والتشاحن.
قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
لي أقارب أصلهم فيقطعوني فقال :
( فكأنما تسفهم الملّ ، ولن يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )
رواه مسلم
وربما في البداية كانت مشاكل تافهة حقيرة ليس لها في ميزان العقل ثقل ؛ ولا في ميزان الشرع نظر .
يقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
كم وكم سمعنا عن قطيعة بين الأشقاء دامت سنوات عدة وهم في عراك وخصام وجري في المحاكم لأسباب تافهة ومنها قضايا الميراث

وكم سمعنا عن أرحام لا توصل بل قد لا يعرف بعضهم البعض وكأن ليست بينهم ، صلة دم بسبب الهجر والبعاد
وكم سمعنا عن أناسا فقدناهم وغادروا هذه الحياة ونحن مفرطين في صلتهم وقرابتهم وتفقدهم بعده صرنا نعضض أصابع الندم والحسرة وما تجدي هذه شيء
نحن أمة رفع الإسلام شأنها وقدرها ونزهها عن توافه الأمور بل دعى لمكارم الأخلاق لتسمو البشرية وتتواصل الأرحام وتزول الأحقاد بعد هذا نعود للجاهلية الجهلاء ؟
فينبغي لمن كان هو أرفع من أقاربه منصباً أو مالاً أن يتواضع لهم , وأن يعاونهم ويساعدهم قدر المستطاع وأن يرفق بهم لعلة يسلم من حسدهم عليه .!
وأما من هو أقل شأناً من قريبة فعلية أن لاينظر إلى قريبة بنظرة حسد أو نظرة حقد فهذه أمور مقسمها ربنا جل وعلا فالرزق والتدبير بيده سبحانه وتعالى .
التعاون , والصبر , والترفع عن الأمور البسيطة التي تطرأ على علاقة الأقارب , هي أمور تساعد على عدم تكون العداوة بينهم , فهذا يرفق بهذا وهذا يرحم هذا وهذا لايحسد على هذا ,
وعلينا أيضا أن نتذكر أننا مجرد ضيوف في هذه الدنيا وان من تواضع ورحم وحسن تعامله مع الناس وخاصة أقاربه فقد فلح في هذه الدنيا وكانت له نعم المعبـــــــــــر
وكفى بهذا الذنب زاجراً قوله تعالى : "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22)
أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى إبصارهم " .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قاطع " .
قال سفيان في روايته : " قاطع رحم
بقلم : أم حازم

إذا شاركتني أخي القارئ أهمية الإصلاح وتلمست حاجتنا إليه وأردت القيام بهذا العمل الجليل خير قيام وبثقة تامة وخطوات ثابتة وحتى لا تخطئ وتسيء من حيث أردت الإصلاح فاستمر معنا واقرأ واطلع على ما يوفقنا الله إليه في هذا الموضوع واعلم أننا بحاجة إلى :
آداب وصفات الساعي المصلح والوسيط :
• أن يستشعر أنها عبادة يقوم بها استجابة لأمر الله ( وأصلحوا ذات بينكم ) ومخلصا له وطلبا لمرضاته ( ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) ومحتسبا الأجر من الله إن الله لا يضيع اجر المصلحين .
• أن يكون ذا خلق ودين محافظاً على نفسه من الوقوع في المحرمات أو المجاهرة فيها تقياً متصفاً بالأخلاق الكريمة مبتعدا عن الأخلاق السيئة لا يغتاب ولا ينم لأن الغيبة والنميمة إفساد والإفساد والإصلاح لا يجتمعان .
• أن يتصف بروح المبادرة والحرص على نشر الخير من تلقاء نفسه وعدم انتظار دعوة للتوسط ، وليكن قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم بخصومة بين أهالي قباء قال : ( اذهبوا بنا نصلح بينهم ) رواه البخاري.
• أن يتحلى بالحلم وسعة البال والصبر والتأني وعدم العجلة . لأنه سيدخل بين أطراف متخاصمين والخصومة مظنة الظلم والاعتداء وطيش العقل وفلتان اللسان وليعلم أن مهمته مرهقة فليوطن نفسه على التحمل وسعة الصدر ولين الجانب ومقابلة الإساءة بالإحسان واحتمال ما يصدر من سفه وتطاول وترديد كلام .

الأهداف العامة لمريد الإصلاح والثمار المرجوة:
إصلاح ذات البين له أهداف ماتعة ، وثمار يانعة ، ومن أهمهما قدراً ، وأبعدها منزلة ما يلي :
1 - طلب الأجر والثواب من الله تعالى قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس .... ) .
2 - تحقيق مبدأ التعاون على البر الذي أمر به رب العالمين قال تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .... ) .
3 - تحقيق مفهوم الأخوة والحرص على توثيق روابط المودة ، وإعادة جسور المحبة قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا .... ) .
4 - الحرص على تماسك المجتمع ، وبث عبير الألفة ، وعبق الرحمة ، وأريج التسامح •
5 - بذل النصح ، وإسداء التوجيه للبيوت المسلمة بتقوى الله تعالى ، والمحافظة على صلة الرحم ، ومراعاة حقوق القرابة ، واحترام مكانة الجار، وتعميق روح التآخي •

قبل هذا وذاك :
• أن نعرف المقصود بالإصلاح أو الوساطة وأهداف الإصلاح .
• أن نعرف طرق إنهاء الخصومات وحل النزاعات والتي منها الإصلاح والتراضي والفرق بينها و بين القضاء ولماذا يفضل على القضاء وينصح به .
• أن نعرف ميادين ومجالات هذا العمل ونميز القضايا التي يدخلها الصلح والقضايا التي لا يدخلها الصلح .
• أن نعرف متى يشرع الصلح ويستحب ومتى يحرم .
• أن نعرف شروط الصلح ومتى يعتبر صحيحا ومتى يعتبر فاسدا .
• أن نعرف الآداب فنحرص عليها والصفات فنتحلى بها والمهارات فنتقنها .
• أن نعرف خطوات السعي في الإصلاح ومراحله ومتطلبات كل مرحلة والتنبيهات المتعلقة بها :
1. عند العلم بالخصومة أو وقوعها وقبل البدء بالتدخل .
2. عند البدء في السعي بالإصلاح والاتصال المبدئي بالخصوم .
3. أثناء جلسات الإصلاح الانفرادية الأولى والثانية .
4. أثناء الجلسات المشتركة
آيات وأحاديث في فضل الإصلاح
• قال تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) . .
• وقال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً).
• قال تعالى : ( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ) . .
• وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا بلى ، قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح ، وللترمذي ( لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) .
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب سمح البيع ، سمح الشـراء ، سمح القضـاء ) .
• والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : ( اشفعوا تؤجروا ) أخرجه البخاري ومسلم .
• ويقول صلى الله عليه وسلم : ( كل سُلامى من الناس عليه صدقة كلَّ يوم تطلع فيه الشمس ، تعدل بين الاثنين صدقة ) أي تصلح بينهما بالعدل • أخرجه البخاري ومسلم .
• ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة إصلاح ذات البين) • أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني .
• ويقول صلى الله عليه وسلم : ( ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة ، وصلاح ذات البين ، وخلقٍ حسن ) •
• والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) . رواه أبو داود وابن ماجه وقال الألباني حديث صحيح .
مقتطفات من كتاب :فن الإصلاح بين الناس
لصاحبه :فهد بن فريح المعلا البلوي

منهجنا هو الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة
حياتنا تكاتف وترابط محبة ومودة
ديننا دين الابتسامة دين التآخي والتآزر
فيا عزيزتي كم من الأيام والليالي التي نقضيها في المجالس وتتبع أخبار الناس من قيل وقال وكثرة السؤال
هذه رزقت بمولود والأخرى ترتقب مولود هذه غيرت أثاث البيت والأخرى زوجها اشترى لها ذهبا وألماس والأخرى سافرت لخارج البلاد
فهل فكرتي يوما بأن تجعلي مجلسك مجلس تحفه الملائكة
هل فكرت يوما إذا سمعت تلك تغتاب والأخرى تشتم وتقدح وتنمم
أن تنصحيها تنهي مسبتها وشتمها لغيرها باستغفار وندمْ
أفكرت كم هي الحسنات التي ستجنينها إن أحسنت وأخلصت النية للرب جل وعلا
حبيبتي وغاليتي وعزيزتي
أنتي أيتها المرأة مزرعة لكل خير فكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر
في مجالسك وفي بيتك وفي عملك مع أهلك وأحبابك
أغلقي عزيزتي باب الشر الذي فتح أمامك بأن تطلبي الله المغفرة والعفوان ,ان يعينك أن تكوني مفتاح للخير
ازجري وانهي ولكن تعاملي بالكلمة الحسنه والحكمة
حينها فقط ستتحول حياتنا إلى حياة رائعة تحفها المحبة والإخاء خاليه من التفكك والتهتك
حينها وفقط سننعم .
بقلم : أمولة دوم فرحانة
همسة ندية :
بعد فترة طويلة من الانتظار ..يتحقق الحلم ويأتي الحمل...
فترة حمل ومعاناة تدوم تسعة أشهر ...بعدها هاهو طفلي بين يدي لقد أصبح الحلم حقيقه ..
وأصبح طفلي بين يدي..وإلى جانبي ...
ولكن كثيرا ما نتفاجأ أن الحقيقه ليست كالحلم ...
وأننا كل يوم سنواجه نواجه مشاكل في تربيتنا لأبنائنا....
والواجب علينا تخطي تلك الصعاب حتى نكون لأبنائنا كالشعلة اللتي تضئ لهم للمضي قدما نحو الطريق الصحيح .....
الأمثله كثيره لتلك المشاكل ... والحكمه هنا تكمن كيف نكون لهم مفاتيح للخير ..مغاليق للشر ..
سأورد هنا مثال....ومنه سنعرف التصرف الصحيح من الخاطئ..
نقاش يدور بين أم وأبنتها وشجارها مع أختها الصغيرة

ختاما ...
رسالتنا هي ايصال كلما ما هو نافع.. لتربية أبناءنا حتى ينعكس ذلك إيجابيا على حياتهم ويساعدهم في مستقبلهم القادم
لنكون لهم مفاتيح للخير مغاليق للشر
ولتكن قاعدتنا ...
غرس الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة فيهم منذ نعومة اظافرهم وتجنبهم مجالس الكبار وسماع حديثهم وخلافاتهم حتى يبقوا ورقة بيضاء ناصعة لا تشوبها خطوط حمراء
والله المستعان

يتبع ....
بقلم : حكاية حلم
قصة ومنها نستقي العبرة :
كل يوم أربعاء نجتمع بيت الجدة الله يطول بعمرها كم كانت السعادة تغمرها حين ترى أبنائها وأحفادها عندها مجتمعين مستأنسين بوجودها وبركتها بينهم
كأن ذالك الاجتماع يعطيها طاقة وحيوية الشباب ويدخل على قلبها سعادة غامرة
وكان ذات يوم حدث بين الأولاد مشكله وقام كل منهم بضرب الثاني سمعنا الصراخ وذهبا لهم مسرعين وحاولنا تهدئة الأمور ولكن إحدى خالتي أخذت ولدها ولبست عبايتها وخرجت من بيت جدتي وهي غاضبة يوم الأربعاء المقبل بعد وقوع الخلاف الكل كان يرتقب حضور الخالة مع أبنائها والكل كان متخوف من غيابها وقطيعتها
لكن حدث ما كنا منه متخوفين لم تأتي الخالة
اتصلنا بها ولم ترد وحاولنا معاودة الاتصال ر ولكن لا مجيب
وبعد بضع دقائق أتتنا رسالة منها تقول لن أتي وأبنائكم يضربون أبنائي
تفاجآنا منها وقدمنا الاعتذار لها ولكن دون جدوى
وغابت عنا حوالي خمسة أشهر وكل مره ترفض المجيء
وبعد الفترة الطويل ذهبت أمي لتعتذر لها عما حدث وحتى لا تبقى الأرحام متقطعة
وقالت أمي لها نحن أخوات لاتفرقنا أبنائنا فنحن نحب بعض ولا نريد احد أن يفرقنا
ا والحمد لله انه اقتنعت ورضت ورجعت لنا بعد مده طويلة
وقد استشعرت بالندم وأنها أخطأت لأن الأمر تافه لا يستدعي هجر أهلها ومقاطعاتهم من أجل شجار بين الأطفال
هذي ألقصه حدثت أمام عيني وتركت في نفسي اثر سيئ وجرح بليغ ودرس لن أنساه وهو ان لا ننزل لمستوى الأطفال ولا ندع توافه الأمور تفرق أرحامنا وأن نكون مفاتيح خير مغاليق شر
بقلم : ما أبي مكروه يصيبك
مفتاح الدعوة إلى الله
تجربتي مع صديقتي فلة نحو البحث عن مفتاح السعادة :
الدعوة إلى الله اشرف المهام وهي واجب كل مسلم ومسلمة وكل في مجاله وما أعطاه الله من حكمة وعلم ودراية
المهم أن يكون الإنسان عنده زاد يمكنه لتبليغ الدعوة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأبسط شيء من لا يملك الزاد عليه أن يتحلى بالخلق الحسن والصبر واللين وهدوء الأعصاب ومتى يتكلم ومتى يسكت وان يتجنب المراء والجدل وأهم شيء عدم استعجال النتيجة وجني الثمرة قبل نضجها
مر بمخيلتي شريط الذكريات عندما كنت طالبة في الثانوية
كان الفساد والتبرج والاختلاط ضرب أطنابه وهدا في أواخر الثمانينات وكان من يدعو إلى الله آو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يعد رجعيا ومتخلف وعلى نفسه متقوتعا
كانت لي زميلة عاطفية جدا أنيقة ورقيقة عائلتها عائلة متميعة كل شيء عندهم مسموح
لهذا إذا رأى والدها ابنته تحدث الشباب أو تمشي معهم في الشوارع فهذا عادي جدا
حز في نفس حال أختنا فلة وهذا اسمها
لأني رأيتها خلوقة ورقيقة فقط سريعة الميل لأي أمر والبيئة التي عاشت فيها كان لها تأثير كبير على سلوكها
كنت ألقاها يوميا مع شاب تحدثه ويحدثها كان بها مغرما
بحيلة كنت أسحبها منه أناديها أني أحتاجها ضروري
فتأتي فأبدأ بسرد لها أمور وما فعلت البارحة وأمور لا علاقة لها بما رأيت فأطيل معها في الحديث فيمل الشاب من الانتظار فينصرف
كنت أكرر هذا معها عدة مرات وما مليت لكنه مل
بدأت أحدثها بعدها بخطأ ما تفعل استحييت لأانها كانت تحبني وتحترمني
بقيت معها مدة ونحن على حال مع أن مظهري ومظهرها بينهما بون شاسع كنت ملتزمة بحجابي وهي في قمة التبرج سروال ضيق وشعر مسدول وزينة في وجهها وعطور تفوح منها
بقيت معها حتى مرة من المرات قلت لها ما رأيك تأتي معي للمسجد لصلاة الجمعة
وافقت وقالت لكني لا ألبس الحجاب
قلت لها طيب استري جسدك وغطي شعرك
يوم الجمعة إلتقينا ويا ويلي وسواد ليلي .....كادت الأرض تبتلعني من شدة الخجل
فلة تأتيني بسروال فوقه قميص عريض وخمار قصير لا يفيان بالغرض ولا يستران الجسد
لم أعنف عليها وكتمت ما بي في نفسي
صلت معنا الجمعة وأعجبها جو المسجد
صارت تتردد معنا على المسجد لكن بعدها نبهتها أن هذا اللباس لا يليق بالمسجد
سترت نفسها أحسن من الأول وصارت ملازمة لي في مجالس دعوية داخل الثانوية
فلة بدأت تتغير وبدأ جو الإيمان يحلو في نفسها وتتحرك مشاعره فيها فكرت أن تلبس الحجاب أخذت قرارا لا رجعة فيه
عرضت الأمر على أهلها وبشدة عارضوا الفكرة
تواجه فلة مشكلة عويصة لكن حب الإيمان والاستقامة بدأ يدبان لقلبها
أصرت على أمرها وبعد عناء طويل توافق الأسرة
صارت فلة تلازمنا لحلق الذكر ومجالس العلم
أحبت هذا الجو الجديد واستقرت نفسها بدأت تستقيم على الدين بعدها لبست جلبابا وسترت وجهها وبدأت تدعو شقيقاتها الثلاث
تغيرت حالة قلة تماما وصارت فلة متفتحة ندية لها عطر الإيمان بعدها تزوجت من شاب مستقيم على الدين وواصلت معه درب الإيمان
بل صارت فلة داعية إلى الله تغير المنكر وتأمر بالمعروف وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمةفي كل المجالس
والحمد لله استقامت كل شقيقاتها ولبسن الحجاب واستقمن على الدين وحسنت استقامتهن إن شاء الله
لهدا التوفيق من الله ثم عدم الاستعجال في النتائج ثم فن التعامل مع الشخصيات ولا نقول لمثل هؤلاء الناس هؤلاء ميئوس منهم بل الهداية والتوفيق من الله والحمد لله من قبل ومن بعد
بقلم : أم حازم
بطاقات دعوية :
بريشة : صوت العدالة
يتبع ....