مشاهد احتضار الصادقين

موضوع اعجبني فنقلته ارجو للجميع الفائده
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " ، والقائل جل شأنه: " وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا " .. ونصلي ونسلم على الحبيب رسول الله وعلى الآل والصحب أجمعين..

كثير من تعلوهم سيما الصلاح .. قليل من تلك القلوب صدقت... وسبحان الله مقلب القلوب كيف يعلمها ويختم لها بما هو جزاء لحالها ..حتى إننا لنرى الأضداد تجتمع "فيما يبدو لنا".. قال صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" زاد البخاري في روايته" إنما الأعمال بالخواتيم" ..

فهاهنا مشاهد احتضار الصادقين أنقلها لكم لنرى كيف يثبت الله الصادقة قلوبهم.. لنعمل عملهم والأهم أن نصدق مثلهم ..
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه



-احتضار عامر بن عبد الله بن الزبير-

قال مصعب: سمع عامر المؤذن وهو يجود بنفسه ( يحتضر)، فقال: " خذوا بيدي، فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ، ثــــــــم مات رضي الله عنه وأرضاه " نزهة الفضلاء ..

- احتضار الشـــــــــافعي رحمه الله-

قال المرني صاحب الإمام الشافعي: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبدالله كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلا ، ولإخواني مفارقا ، ولسوء عملي ملاقيا ، وعلى الله واردا ، مـــا أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى رحمه الله وأنأ يقول :

ولمـــــا قسى قلبي وذاقت مذاهبي**جعلت رجائي دون عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فما قرنته** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل**تجود وتعفو منّة وتكرما
ولولاك لم يُغوى بإبليس عابد**فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعرف قدره**وأعلم أن الله يعفو ترحما
" نزهة الفضلاء"



- احتـــــــــضار أبي حنيفة رحمه الله-

عندما احتضر أبو حنيفة رحمه الله قــــــال ( ارحمني وأنا صريع بين أهل الدنيا، أعالج نفسي يا أرحم الراحمين) " وصـايا العلماء"


- احـــــــــتضــــــار الامام مالك رحمه الله –
قال اسماعيل بن أبي أويس: مرض مالك ، فسألت بعض أهلنا عما قال عند موته، فقالوا أنه: تشهد ثم قال ((لله الأمر من قبل ومن بعد)) ..وتوفي .. "سير أعلام النبلاء"


- احتــــــــضار الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله-

عن ابنه عبد الله قال:
لما حضرت الوفاة أبي جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه ، فجعل (الإمام) يعرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه، وهو يقول بيده هكذا: لا بعد .. ففعل ذلك مرة ، وثانية ، فلما كان في الثالثة، قلت له : يا أبة أي شيء هذا قد لهجت به في هذاالوقت الذي تعرق فيه حتى نقول قد قُبضت، ثم تعود وتقول: لا لا بعد ؟؟
فقال الإمام رحمه الله : يا بني ما تدري؟ قلت: لا ، قال:" هذا إبليس –لعنه الله- قائم حذائي عاضّ أنامله ويقول لي: يـا أحمد فــتـّـني ( أي فات علي إغواؤك)، فأقول له : "لا بعد ..حتى أموت" (نزهة الفضلاء)


- احتـــــــــتضار العلا بن زيـــــاد رحمه الله –

لما احتضر العلاء بن زياد بكى، فقيل له: ما يبكيك؟؟ قال : قد كنت والله أحب أن استقبل الموت بتوبة، قالوا:فافعل رحمك الله . فدعا بطهور ، ثم دعا بثوب له جديد فلبسه، ثم استقبل القبلة ، فأومأ برأسه مرتين أو نحو ذلك ، ثم اضطجع ......... ومـــــــــات " لطائف المعارف" .


- احتضــــــــــار أبي زرعة رحمه الله –

قال أبو جعفر التستري: حضرنا (احتضر) أبو زرعة وعنده أبو حاتم ومحمد بن مسلم والمنذر شاذان وجماعة من العلماء ، فذكروا حديث التلقين وقوله عليه الصلاة والسلام " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" . فاستحيوا من أبي زرعة !! وهابوا أن يلقنوه!! فقالوا: تعالوا نتذاكر الحديث، فقال محمد بن مسلم: حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ... - ولم يجاوز والباقون سكوت – والمراد كأنهم نسوا بقية الاسناد ،
فقال أبو زرعة وهو يحتضر: " حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح عن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله دخـــل الجنة) .. ثم تــــــــوفــــــي رحمه الله!!

ومســــــــك السلف ختامهم
- احتضـــــــار عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه-

أنه قال عند موته: أجلسوني ، فأجلسوه ، فقال: " أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله" ، ثم رفع رأسة فأحدّ البصر ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين، إنك تنظر نظرا شديدا: قال: إني أرى حضرة ماهم بأنس ولا جن ، ثم قبض رحمه الله و مـــــــــــات فسمعوا تاليا يتلو!!: " وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يردون علوا في الأرض ولا فســــادا والعاقبة للمتقين"


فليكن لنا في خواتيمهم معتبر ،، ولنعلم علم يقين أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله بفيه نال هذه المنزلة وهذا التثبيت من الله جل وعلا حتى لكأنهم قد علموا بالموعد " وماتدري نفس بأي أرض تموت" .. وأنه لابد يوم سيأتي ويقال عنا فلانة أو فلان – رحمة الله- ...