مشاهد وجولات ..من حياة النساء السابقات ..
الأم ..الأخت .. البنت .. المؤمنات
صفحات خفيفة ، وقراءات ناعمة ..وسِيَرٌ متنوعة ..
من هنا وهناك قطفناها .. وكتبها القلم ..
وانتقتها الحروف ..
خارج إطار الموضوعات التقليدية ..
كفائدة .. ومعلومة .. في إطار قصة ..أو حدث ..
فلننتعش ...!
ونهضم ..!
بعيداً عن ثقل العبارة ، ودسامة المادة ..هذه السطور .
🌷🌷
المرأة المتوكلة على الله :
خرج رجل يدعى ( أبو بلال الأسود )حاجّاً ..
وبينما هو في طريقه إذا به بامرأة ليس معهازاد ولا إدواة ..
يقول أبو بلال :
عجبت من أمرها فسألتها :
ياأختاه !من أين أنت؟
قالت : من بَلـخ.
فقلت لها : ماأرى معك زاداً ولاماتحملين فيه الزاد.
فأجابت : خرج معي من بلخ عشرة دراهم ، وقد بقي بعضها .
قلت : وإذا نفدت ..ماتصنعين ؟
فقالت لي : عليّ هذه الجبة أبيعها وآخذ دونها ، وأنفق مابين ذلك .
قلت لها :و إذا فني ..ماتصنعين ؟
أجابت : عندي هذا الخمار فوق خماري أبيعه، وآخذ دونه وأنفق مابين ذلك .
قلت : فإذا فني ..ماتصنعين ؟
قالت : يابطّال .! .. مالك ..؟ أسأله فيعطيني ..!
قلت متعجباً: ألا سألته قبل ذلك ؟
أجابت بشدة :
ويحك ..! إني أستحي أن أسأله شيئاً من الدنيا ..
ومعي فضل من عرضها .
🌷🌷
( ياأبت .. ! استأجره ) :
حادثة شهدها موسى حين اتجه هارباً من بطش فرعون
ويمم صوب الشرق ..
كانت السبب في تغيير مجرى حياته وجمعته بزوجته ( صفورا)
فقرب عين ماء في مدين حيث ألقى موسى عصا التسيار ..
جلس يلتقط أنفاسه ..
فرأى الرجال يتزاحمون على الماء ليسقوا أغنامهم..
وهناك بعيداً عنهم كانت تقف امرأتان ..
تدفعان قطيعهما عن الاقتراب حتى يخلو المكان
فقام موسى وهو المعروف بقوته فسقى لهما ثم عاد إلى الظل ليستريح.
....
كان أبو الفتاتين رجل صالح ..
وعجب من سرعة عودة ابنتيه .. فأخبرتاه بالقصة ..فأعجبته نخوة موسى
وبناء على طلبه .. ذهبت (صفورا) وهي إحدى البنتين تدعوه على حياء :
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء، قالت
إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ).
....
وعندما استمع الرجل الصالح لحديث موسى قال له:
( لاتخف نجوت من القوم الظالمين ).
هنا طلبت صفورا من أبيها أن يستاجره فهو قوي أمين ..
....
سألها أبوها : عرفت قوته في سقي الغنم ..
فما أدراك بامانته ؟
قالت : عندما طلبت منه الحضور بناء على رغبتك ..
كنت أسير أمامه ، وهو يسير خلفي ..فهبت ريح أخذت تعبث بثوبي
فقال لي :
سأسير أمامك وسيري أنت خلفي ، ودليني على الطريق .
....
بقي موسى مع صفورا في مدين ..
وكانت له نعم الزوجة ..
وبعد عشر سنوات عادا عبر سيناء في طريقهما إلى مصر ..
ومعهما قطيع الأغنام التي باتت من حق موسى
وصفورا كانت على وشك الوضع ..
والليلة ظلماء والبرد قارس ..والسماءترعد وتبرق
كانت الحاجة شديدة إلى وجود أناس قربهم في تلك الساعة ..
وما لبث موسى أن لمح من بعيد ناراً تتراءى من جانب جبل الطور الأيمن ..
فقال لزوجه:
(... إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى )
ولم تكن تلك ناراً .. بل نور مقدس غمر المكان.. وأضاء ..
حيث بدأت من هناك تكاليف الرسالة ..
فكانت هذه مرحلة جديدة في حياة تلك الزوجة ..
حيث وقفت إلى جانب موسى زوجة مؤمنة وقلباً دافئاً و نصيرة وملاذاً
في مراحل تبليغه رسالة الحق إلى فرعون وقومه ..
....
تنويه :
الرجل الصالح أبو الفتاتين ليس هو نبي الله شعيب
كما يذكر بعض الرواة ..
لأنه بين موسى وشعيب زمن طويل ..
فشعيب كما يبين لنا القرآن ليس بعيداً عن نبي الله لوط
كما جاء في قوله في خطاب قومه :
( وياقوم لايجرمنكم شقاقي أن يطيبكم مثل ماأصاب قوم نوح
أو قوم صالح ، وما قوم لوط منكم ببعيد ).
🌷🌷
امرأة صابرة وزوج شاكر :
دخل عمران بن حطان يوماً على امرأته ..
وكان عمران قبيحاً دميماً قصيراً ..
أما امرأته فكانت حسناء لبيبة ..
فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسناً وجمالاً ..
فلبث لايحرك عينيه عنها فقالت له :
ماشأنك اليوم ؟!
قال : أراك كل يوم تزدادين حسناً ..
ابتسمت وقالت :
ابشر فإني وإياك في الجنة .
قال : ومن أين علمت ذلك ؟
قالت :
لأنك أعطيت مثلي فشكرت ..
وابتليتُ بمثلك فصبرت ..
والصابر والشاكر .. في الجنة .
🌷🌷
البنت المراقبة لله :
في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله ..
نهى عن مذق اللبن بالماء من أجل إكثاره ..
وفي ليلة بينما كان يتفقد أحوال الرعية متنكراً ..
مرَّ في حواشي المدينة بامرأة سمعها تقول لابنتها :
امذقي لبنك بالماء ليكثر الربح ..
قالت الفتاة : لقد نهى أمير المؤمنين عن المذق فذلك يعدّ غشٌاً
فاستهانت الأم بقولها وأجابت :
ومايدري أمير المؤمنين بنا ؟!
فقالت : إذا كان عمر لايعلم ، فرب عمر يعلم وهو مطلع علينا .
فوقع قول الفتاة في قلب عمر ..
وفي الصباح دعا ولده عاصم إلى الذهاب إلى المكان الذي وصفه له
ليسال عن الفتاة ..فإذا هي جارية من بني هلال فقال عمر :
اذهب يابني فتزوجها ، فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب
تزوجها عاصم بن عمر فولدت بنتاً هي
بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ..
التي تزوجها عبد العزيز بن مروان بن الحكم ..
فكان ولدها عمر بن عبد العزيز الذي حفظه التاريخ بأروع سيرة...
فقد كان فارساً في أخلاقه بحق .
🌷🌷
الأخت المذكّرة :
في أحد الأيام دخل ابراهيم الخواص على أخته ميمونة
وكان مهموماً ..
فقال لها : ياأختاه إني اليوم ضيّق الصدر ..
فتبسمت في وجهه وطلبت منه الجلوس ..فجلس
وقالت له مذكرة بصوتها الحنون :
ياأخي من ضاق قلبه ضاقت عليه الدنيا بما فيها
إلا ترى الله يقول :
(حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم )
لقد كان في الأرض متسع ..
ولكن لما ضاقت أنفسهم عليهم
ضاقت عليهم بما فيها الارض ..
فتذكر ياأخي واسأل الله التخفيف ..
فرجع إلى نفسه ..فهون عليها.. فطابت .
🌷🌷
هذه وقفات عابرة ..
طالعنا فيها صور اً ومشاهداً من حياة بعض النساء المسلمات
لأجل التنوير والمعرفة ..
ولأجل الاقتباس من سيرهن الصالحة ..
والنظر في القيم الاخلاقية التي تحلين بها
فالزمان وإن تغير تغيراً كلياً ..
إلا أن القيم والمبادئ الإسلامية الرفيعة تبقى ثابتة مابقي الدهر .
موضوع في قمة الروعة حيث اخذتنا في جولة جميلة مع مبادئ اجمل
لجيل من الصالحات رسمن بسيرتهن اروع الصور باخلاقهن وعباداتهن
جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك