غباء بالاختيار
حدثتني احداهن قائلة: اخترت التظاهر بالغباء مع زوجي حتى تستمر حياتي، ويبقى هو على حاله في منحي الحب والحنان وتخصيص الوقت كله لي. سألتها بهدوء: ما الذي حدث وجعلك تختارين التظاهر بالغباء في حياتك الزوجية؟ احسست بالقهر من نبرة صوتها وهي تروي لي قصتها: انا متزوجة منذ خمسة عشر سنة، وعندي ابناء تفتخر بهم كل ام، وزوجي عطوف ومحب ويرعى كل شؤون بيته.. لم يتأخر يوما عن المنزل سواء في الديوانية أو مع الاصدقاء، يخصص كل وقته لاسرته ويمضي اجازاته دائما معنا.. لا يتركنا ابدا سواء كنا داخل الكويت أو خارجها، حتى عطلة الربيع يمضيها معنا في البر. قاطعتها: ما المشكلة اذن؟ اكملت حديثها: امارس دائما في فترة العصر رياضة المشي مع ابنائي، وحتى لا يشعروا بالعطش آخذ معي مطارة ماء بارد. وفي احدى المرات انتهى الماء من المطارة.. وابنائي عطاش.. ولوجود منازل في الجانب الآخر من الممشى ذهبت لملء المطارة بالماء. طرقت باب احد المنازل ففتحت لي الخادمة. طلبت منها ماء، واذ بصاحبة المنزل تأتي وتعزم علي بالدخول.. وهناك كانت المفاجأة. رأيت صورة كبيرة لزوجي الغالي تتصدر جدار الصالة.. لجمت الصدمة لساني، وبعد ان تمالكت اعصابي قليلا بدأت اسأل مضيفتي عن زوجها وابنائها، وعرفت منها ان عندها ثلاثة ابناء، وان هذه صورة زوجها وان اهله لا يعرفون بزواجه لانه متزوج وعنده ابناء وأنها زوجته في السر، وهو يأتي اليها في الصباح كانه في الدوام.. ومرات في الماء كانه في الديوانية.. وفي بعض الاحيان يتغدى عندها كانه معزوم عند ربعه. وطبعا كنت اسمعها وفي قلبي غصة وفي عيني دمعة، ولكني لم اتكلم. وحتى اليوم لم افاتح زوجي بالموضوع، ولم ابين له انني عرفت انه متزوج وانه يخونني. نظرت اليها باستغراب، وسألتها بدهشة: وكيف تتحملين ذلك؟ فقالت: اخترت الغباء حتى لا تحدث بيننا مواجهة، فيقول لي مثلا: «انت زوجتي وهي كذلك ويجب ان اقسم الوقت بينكما»، أو ربما يفضل الاخرى ان خيرته بيننا. ولهذا فضلت عدم المواجهة. فهو لكي يداري الموضوع، سيهتم بي اكثر ويصرف على المنزل ويمضي وقتا طويلا مع ابنائه.
ومضة: التظاهر بالغباء حيلة نسائية تستخدمها المرأة حتى تظل الاولى في حياة زوجها وتبقى الثانية في الظل.
رامـــا77 @rama77_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خوخة77
•
يا قلبها
الصفحة الأخيرة