مشروع الفتنة وإسقاط اهل العلم...

الملتقى العام






العلماء " نبراس الأمة وصمام الأمان فيها ، والذين تحتاجهم الأمة أكثر من حاجتها إلى الطعام

والشراب . قال الإمام أحمد: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى

الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين في حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه".


فالعلماء هم السادة وهم القادة وهم منارات الأرض ، قال ابن القيم رحمه الله : هم في الأرض بمنزلة

النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام

والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب ، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا

أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولوا الأمر منكم
}.انتهى كلامه رحمه الله .


و العلماء هم الهدف الأول لمشروع الفتنة والتغريب الذي يسعى لإسقاطهم مستغلاً سيطرته على

وسائل الإعلام ، فاتخذهم غرضاً لكل سخرية وطعن وهدفاً لكل همز ولمز ، في مشهد تطاول فيه

الصغار على الكبار ، والجهال على العلماء.


لماذا إذاً نحذر من النيل من العلماء يقول الحافظ ابن عساكر: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته

وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته إن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار من

انتقصهم معلومة , لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء

مرتع وخيم , فالله المستعان وإليه المشتكى . وقال: من أطلق لسانه في العلماء بالثلب -أي الطعن -

ابتلاه الله قبل موته بموت القلب .



استهداف العلماء . لماذا ؟.

سعى مشروع الفتنة إلى إسقاط أهل العلم ليتمكن من التأثير في المجتمع وفق ما يخدم مخططاته ، ليقينه بأن العلماء هم صمام الأمان في المجتمع يدرؤون عنه الفتن . فالفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أدبرت عرفتها العامة . وقد مرت أحداثٌ قديماً وحديثاً أثبتت أن أهل العلم الراسخين هم ساسة الأمة ، وهم أجدر بالقول في النوازل والحُكْمِ فيها.


قال علي بن المديني رحمه الله:" أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة". و لأن إسقاط

العالم سيكون سبباً في رد ما يقوله من الحق.وكان هذا ديدن المشركين مذ عهد النبوة ، حيث نالوا من

الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا عنه : ساحر وكاهن وكذاب ومجنون . مع أنهم كانوا يلقبونه قبل

البعثة بالصادق الأمي !!.أيضاً و لأن تشويه صورة العالم سينعكس سلباً على قبول الناس لعلمه وما

معه من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا لكن لم يكن عتاة قريش يستهدفون شخص النبي صلى

الله عليه وسلم لذاته ، إنما كانوا يهدفون إلى جرح شخصه لتشويه دعوته وثني الناس عن الاستجابة له.

فمن يسقط العالِم يحاول أن يسقط العلم الذي يحمله ومن ثم سيؤدي إلى إبعاد طلاب العلم عن علماء الأمة وسلفها ، وصرف العامة عنهم وإذهاب هيبتهم وريحهم.

و من خطوات مشروع الفتنة لإسقاط رموز الأمة محاولة الحدَّ من تأثير العلماء ، فزعم أن آراءهم لا

تمثل أحداً سواهم. يقول أحدهم عن آراء العلماء واجتهاداتهم : لا تتجاوز كونها آراء شخصية،

واجتهادات فردية، يمكن الأخذ بها ويمكن تجاوزها إلى غيرها من الآراء والاجتهادات التي قال ويقول

بها أمثاله من العلماء المجتهدين سابقاً، وحاضراً، ولاحقاً.أ . هـ .

وفي هذا السياق يأتي منع بعض العلماء من وسائل الإعلام أو الحد من إسهامهم فيما يبصر الأمة


بدينها أو يدفع الشبهات عبر هذه الوسائل التي يتحكم مشروع الفتنة بناصيتها كاملة . كذلك الزعم بأنهم


علماء حيض ونفاس وزواج وطلاق وأنهم لا يفقهون الواقع . وهي محاولة لصرف الناس زمن الفتن

والأحداث الكبار عن العلماء ليتولوا هم توجيه الناس وفق ما يريدونه بدعوى فقههم للواقع . ومن

طريف ما يذكر هنا ما كتبه أحدهم متهكماً بالعلامة الفوزان، حيث ذكر أن العلامة الفوزان شرح ما يزيد

عن ثمانين شريطاً في أحكام العِدّة ، هكذا زعم وجزم ، والحقيقة أن الشرح المذكور هو لكتاب "العُدة "

لابن قدامة رحمه الله. و زعم مشروع الفتنة أن العلماء يقفون في وجه

المدنية والتطور ، وهذه أكثر ذريعة يتترسون وراءها ويدندنون حولها كزعمهم أن العلماء كانوا ضد

افتتاح مدارس لتعليم البنات . لكن يكذب هؤلاء الأمر الملكي الذي نشرته جريدة أم القرى يوم الجمعة 21
ربيع الثاني سنة 1379هـ ونصه
:
الحمد لله وحده وبعد: فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة في فتح

مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية، من قرآن وعقائد وفقه، وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع

عقائدنا الدينية، كإدارة المنـزل، وتربية الأولاد وتأديبهم، مما لا يخشى منه عاجلاً أو آجلاً أي تغيير على

معتقداتنا، لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على النشء ، في

أخلاقهم ، وصحة عقيدتهم وتقاليدهم، وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلّون بالغيرة

على الدين، لتشرف على نشء المسلمين في تنظيم هذه المدارس، ووضع برامجها، بمراقبة حسن

سيرها فيما أنشئت له، وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ

محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على أن تختار المدرسات من أهل المملكة أو غيرهم اللواتي يتحقق فيهن

حسن العقيدة والإيمان، ويدخل إلى هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس للبنات في عموم المملكة
، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحت إشراف سماحته، مع العلم أن هذا

التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب، والله الموفق

ولا حول ولا قوة إلا بالله و كذلك قضية الشيخ الشثري وفقه الله حيث قالوا عنه أنه: يقف ضد مسيرة

التطوير والتحديث في المملكة وأنه هاجم (كاوست) لأجل ذلك ورموه بالجهل وبالتخلف وإقفال العقل .

وأيضاً سعى مشروع الفتنة إلى تضخيم بعض الأخطاء أو الفتاوى التي ربما تهاون فيها العالم أو زلت به القدم " وكل ابن آدم خطاء ". وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أسأل الله أن يعين العلماء على ما ينالهم من ألسنة السفهاء ، لأن العلماء ينالهم أشياء كثيرة ، أولا : أننا نسمع ما ينسب إلى بعض أهل العلم المرموقين ثم إذا تحققنا وجدنا أن الأمر على خلاف ذلك ،
وهذه جناية كبيرة .ثانياً:تضخيم الأخطاء، وهذا خطأ وعدوان ، فالعالم بشر يخطيء ويصيب لاشك، أما

تضخيم الخطأ ، ثم يذكر في أبشع حالاته فهذا لاشك أنه عدوان على أخيك المسلم وعدوان حتى على

الشرع ، لأن الناس إذا كانوا يثقون بشخص ثم زعزعت ثقتهم به فإلى من يتجهون ؟ أيبقى الناس

مذبذبين ليس لهم قائد يقودهم بشريعة الله أم يتجهون إلى جاهل يضلهم عن سبيل الله بغير قصد ، أم

يتجهون إلى عالم سوء يصدهم عن سبيل الله بقصد ، انتهى كلامه رحمه الله
. لأجل ما
سلف فإن أهل السنة من أشد الناس توقيراً لأهل العلم ، كما قال عنهم الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة".


قال المروذي : قدم رجل من طرسوس فقال : كنا في بلاد الروم في الغزو ، إذا هدأ الليل رفعوا

أصواتهم بالدعاء يقولون : ادعوا لأبي عبد الله يعني إمام أهل السنة أحمد بن حنبل . وقال حاشد بن
إسماعيل : كنت بالبصرة ، فسمعت قدوم محمد بن إسماعيل ، يعني الإمام البخاري صاحب الصحيح ،

فلما قدم قال بندار : اليوم دخل سيد الفقهاء . وقال يحيى بن جعفر : لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن اسماعيل البخاري ، من عمري لفعلت ، فإن موتي يكون موت رجل واحد ، وموته ذهاب العلم . وقال أيوب : إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة كأني أفقد عضوا من أعضائي .

قال جل وعلا{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } .



منقول من موقع الشيخ سعد البريك http://www.saadalbreik.com/saad/inde...d=297&cid=2245
20
925

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ليــن ؛
ليــن ؛
مقال قيّم


وللأسف ظاهرة انتقاص العلماء واضحة حتى من البعض في المنتدى



لكن اسأل الله ان يرزق كل منا على حسب نيته



جزاكِ الله خير الجزاء
متفائله رغم الهموم
مقال قيّم وللأسف ظاهرة انتقاص العلماء واضحة حتى من البعض في المنتدى لكن اسأل الله ان يرزق كل منا على حسب نيته جزاكِ الله خير الجزاء
مقال قيّم وللأسف ظاهرة انتقاص العلماء واضحة حتى من البعض في المنتدى لكن اسأل الله ان يرزق كل...
جزاك الله خير
والدفاع عن العلماء واجب لانه من الدفاع عن دين الله
أمون الحنووون
جزاك الله خيرا ،مقال موفق

أسأل الله أن يحفظ علماء الأمة الصالحين من كل سوء
متفائله رغم الهموم
جزاك الله خيرا ،مقال موفق أسأل الله أن يحفظ علماء الأمة الصالحين من كل سوء
جزاك الله خيرا ،مقال موفق أسأل الله أن يحفظ علماء الأمة الصالحين من كل سوء
واياك
اللهم ءامين
lamawaleed
lamawaleed
جزاك الله خير
اللهم ثبتنا على سنة رسولك