مشروع صغير لأطفالنا في العطلة الصيفية

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


أخواتي الغاليات : سلام الله تعالى عليكن ورحمته وبركاته وبعد

فقد بدأت العطلة الصيفية التي أرجو أن تكون مصدر سعادة ورضا من الله تعالى لنا ولأولادنا -أو إخوتنا الصغار- إن شاء الله.

وإذا تأملنا ف أحوال أطفالنا في الإجازة نجدهم في معظم الأحوال يقضونها في الترفيه، و الاسترخاء بعد موسم الامتحانات المُجهِد...ولكنهم ما يلبثون-بعد فترة وجيزة- أن يصيبهم الملل من كثرة الترفيه والاسترخاء، ويظلون يضايقوننا لا لشيء إلا لأنهم يشعرون بالفراغ والملل.

والحل في رأيي أن نشغلهم بشيء جاد يشبع حاجتهم للإبداع والابتكار والرضا عن الذات،
وفي نفس الوقت يكون ممتعاً بالنسبة لهم :) .


ولعل صناعة المِسبحات هي إحدى الأشياء الجادة التي يمكن للطفل أن يقوم بها بمهارة !!!

حيث يمكن أن نشتري معه الخيوط والخرز الملون الذي ينتقيه كما يحب ، ويقوم بدفع الثمن من مصروفه أو بالتعاون مع إخوته المشاركين في المشروع،أو أن نقوم بشرائها له تشجيعاً ومساعدة.


بعد ذلك يقوم الأخ الأصغر بفرز الخرز وتجهيزه، ويقوم الأوسط بعدّْ الخرز،ووضعه في الخيط،بينما يقوم الأخ الأكبر بإحكام ربط المسبحة بعد مراجعة عدد الخرزات،ثم إحكام ربطها وإخراجها في شكلها النهائي.

وبعد الانتهاء منها يمكنهم إهداء عدد من إنتاجهم للوالدين، ثم الأقارب(فالأقربون أولى بالمعروف)، ثم عرض ما تبقى لدى أقرب محل تجاري مناسب، وخاصة المحال القريبة من المساجد.

وبين الحين والآخر يجب أن نشجع الطفل وإخوته على تقييم ما قاموا به من عمل وبحث كيفية تطويره.

أما المكاسب التي تعود على الطفل فكثيرة، منها على سبيل المثال:

1- المكسب المادي(وهو أبرزالمكاسب وأهمها بالنسبة له) حيث يصبح له دخل خاص به ينفقه تحت إشراف الأم ،أو الأخت الأكبر .... وهذا أمر يسعده كثيرا ويُشعره بالنضج .-

2- الثقة في نفسه من خلال قدرته على الإنجاز والتطوير والابتكار في كل مرة يقوم فيها بإعداد مسبحة مختلفة عن ذي قبل.

3- معرفة فوائد التسبيح وفضله العظيم –من خلال حديثك معه-وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار يسبِّحون، وكيف أن الكون كله يسبِّح لله تعالى كلٌ بلُغته ،وكيف كانت الجبال والطير تسبِّح مع سيدنا داوود...وحين يأتي المساء تلفتين نظره إلى أن العصافير تسبح ربها قل أن تنام، وتسبحه أيضا في الصباح حين تصحو ، وكيف أننا لا يجب أن ننسى أذكار الصباح والمساء لنقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتنافس مع هذه العصافير من أجل أن ننال رضا الله سبحانه....وما إلى ذلك.

4- ثواب الصدقة الجارية إن شاء الله ، مع ضرورة توجيهه لاستحضار النية، بما يتفق مع عمره.

5-تعلُّم دروس عملية في الأمانة وإتقان العمل، وعدم المغالاة في الأسعار، وعدم الاحتكار
بالإضافة إلى ضرورة المراجعة والتقييم للنفس والعمل من حين لآخر...وغير ذلك من خلال تطبيقه أثناء القيام بالمشروع .


6-كَوْن هذا المشروع خطوة على طريق إبداعه ومشروعاته المستقبلية، ويمكن لطفلك أن يستمر في وقت الدراسة ويكون ذلك حافزا له للمذاكرة بجد واجتهاد إن شاء الله.

7- التعاون على البر والتقوى مع الإخوة ، حيث يسود بينهم روح التنافس في الخير، والحب والمودة الذين نفتقدهم كثيرا بينهم بسبب ما يشاهدونه من رسوم متحركة وما بلعبون به من ألعاب عنيفة .

8-الأوقات الهادءة التي تنعم بها الأم لنفسها وراحتها ، وإنجازها الخاص في سبيل الله. :41:

وبنفس الطريقة يمكنك ان تبتكري لهم من المشروعات ما يملأ وقت فراغهم، ويمتعهم ، ويفيدهم في نفس الوقت .

والله ولي التوفيق :27:
0
507

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️