
المغص

إن بكاء الطفل لفترة طويلة يربك ويقلق الوالدين، وعادةً ما ينتاب الوالدين شعور بالقلق والأرق. فضلاً عن الحيرة والاحباط والعجز والغضب والاكتئاب والإرهاق وعدم الراحة والحنق.
ما هو المغص؟
يؤدي المغص إلى حالة من البكاء الشديد والفوضى التي يمكن أن تدوم لفترة تزيد على 3 ساعات خلال اليوم الواحد، ويمكن أن يصاب جميع الأطفال بهذه المشكلة، سواء أكانوا يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أم على التركيبات الاصطناعية.
وقد تصل نسبة الإصابة بين الأطفال الأصحاء إلى 30%، وعادةً تظهر هذه المشكلة خلال الأسبوعين الثاني والرابع من عمر الطفل.
كيف يمكنني أن أعرف إذا ما كان طفلي مصاباً بالمغص؟
ربما يكون طفلك مصاباً بالمغص سواء أكان بصحة جيدة أو غير ذلك.
يمكن أن يبكي الطفل لفترة تزيد على 3 ساعات لثلاثة أيام في أي أسبوع.
يصرخ الطفل في بعض الأحيان وقد يصعب على الأم تهدئته، وتكون أسوأ فترات البكاء في ساعات متأخرة بعد الظهر، أو في ساعات المساء الباكر.
يقوم الطفل بمد أو سحب رجليه، وتخرج الغازات من بطنه، وقد تبدو المعدة منتفخة بسبب وجود الغازات.
ما أسباب الإصابة بالمغص؟
إن أسباب المغص غير معروفة بشكلٍ مؤكد، إلا أن الأطفال المصابون بالمغص يعانون من التقلصات في مناطق الأمعاء والتي غالباً ما تكون مؤلمة.
يعتقد بعض الناس أن هناك علاقة بين المغص وبين الطعام الذي يتناوله الطفل. وتشير أصابع الاتهام إلى الحساسية الناجمة عن تناول حليب الأبقار كأحد العوامل المسببة للمغص وكذلك الحال بالنسبة إلى عدم تحمل اللاكتوز، ويمكن أن يصاب الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بالمغص بسبب الحساسية تجاه الطعام الذي تأكله الأم.
ويرى آخرون أن الأطفال يمكن أن يصابوا بالتهيج والانزعاج لأن كمية كبيرة من الهواء تدخل إلى الأمعاء خلال عملية الرضاعة، ويعتقد بعض الناس أن الطفل يمكن أن يصاب بالمغص لأنه يمكن أن يكون حساساً على نحو غير اعتيادي.
هل يمكن أن يكون المغص خطيراً؟
أحياناً قد يكون المغص هو بمثابة أحد الأعراض الناجمة عن مشكلة صحية أخرى، مثل الفتاق، وإذا كنت تعتقدين أن طفلك يعاني من المغص يجب عليك عرض حالته على أخصائي الرعاية الصحية للتأكد من عدم وجود مرض آخر يسبب هذه المشكلة.
متى يصاب الطفل بالمغص؟
بشكل عام يبدأ المغص خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، وغالباً ما ينتهي عندما يبلغ الطفل الشهر الثالث أو الرابع من العمر.
كيف يعالج المغص؟
يمكن أن ينجم المغص عن أسباب كثيرة، لذلك لا يوجد هناك علاج واحد محتمل ليكون فاعلاً مع جميع الأطفال الرضع.
وإذا كان السبب المتوقع عدم تحمل اللاكتوز أو الإصابة بحساسية الطعام، يمكن اللجوء إلى تغيير غذاء الطفل.
ويمكن للأم التي تعتمد على الرضاعة الطبيعية أن تبتعد عن مشتقات الألبان والمأكولات التي تسبب تكون الغازات، مثل الملفوف والبصل والثوم، ويمكنك استشارة أخصائي الرعاية الصحية لتقديم النصائح لك حول التعامل مع أمراض حساسية الطعام.
وإذا كنت تعتمدين على زجاجة الرضاعة يمكنك استشارة أخصائي الرعاية الصحية لتقديم النصائح لك إزاء التحول إلى التركيبات الخالية من الحليب أو الخالية من اللاكتوز كحل مساعد للتخلص من المغص. وننصحك بالرجوع إلى الصفحات الخاصة باختيار التركيبة الغذائية المناسبة للحصول على المزيد من المعلومات حول التركيبات الخالية من الحليب أو الخالية من اللاكتوز.
وإذا كان المغص مجرد ظاهرة عابرة في مراحل النمو، فإن العلاج الوحيد هو مساعدة الطفل للتغلب عليها مع مرور الزمن.
كيف أستطيع التعامل مع المغص؟
ربما يتعين عليك اللجوء إلى الخطوات التالية:
إبقاء طفلك قريباً منك بوضعه في حمالة خاصة، لأن الحركة واتصال الرضيع مع جسم أمه يمكن أن يخفف من ألم المشكلة.
القيام بحركات وأصوات إيقاعية منسجمة باستخدام المكنسة وجهاز تجفيف الملابس أو غيرها من المعدات.
إعطاء الطفل الحلمة المهدئة "اللهاية" التي يمكن أن تكون مصدراً للراحة له.
أن يكون الطفل في وضع الاستلقاء على البطن، حيث يكون فوق ركبتك، مع قيامك بتدليك ظهره.
لفّ الطفل ببطانية حتى يشعر بالدفء والأمان.
إعطاء الطفل لشخص آخر للعناية به للاستراحة من حالة الشدّ التي تعانين منها، وحتى لو استمتعت بساعة من الراحة فإن تلك الفترة القصيرة كفيلة بتجديد نشاطك واكتساب القدرة على التعامل مع الموقف.
ما هو الإمساك؟
يشمل أعراض مشكلة الإمساك في النقاط التالية:
البراز جافاً وقاسياً (على شكل كرات صغيرة).
من الصعب خروج البراز من فتحة الشرج.
حركة الأمعاء غير منتظمة.
وإذا كان طفلك يعاني فقط من إحدى هذه الأعراض فإنه قد لا يكون بالضرورة مصاباً بالإمساك.
ما أسباب الإمساك؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالإمساك، ويمكن أن تحدث هذه المشكلة إذا كانت العضلات في نهاية الأمعاء الغليظة مشدودة وتحول دون خروج البراز بشكل عادي، ويصبح البراز أشد صلابة وأكثر جفافاً كلما بقي لفترة أطول، إلى درجة يصبح معها عسير على الخروج.
كما أن قلة تناول السوائل يمكن أن تؤدي إلى إصابة الطفل بالإمساك، أما إذا كان طفلك يحصل على كمية كافية، سواء أكان ذلك من حليب الأم أو من التركيبة الاصطناعية، فمن النادر أن يصاب الطفل بهذه المشكلة.
إن نقص الألياف في الوجبات المتناولة يؤدي إلى الإمساك عند الأطفال الصغار والكبار، وتوجد الألياف في الخضراوات والفواكه والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة وهذه تسهل عملية الهضم وتجعل البراز ناعماً وغليظ القوام ومن السهولة إخراجه.
ويمكنك استشارة أخصائي الرعاية الصحية إذا كان طفلك يعاني من الإمساك، وإذا كنت قلقة بشأن أسئلة معينة حول هذه المشكلة
هل يؤدي الحديد إلى الإصابة بالإمساك؟
أظهرت العديد من الدراسات الإكلينيكية أن الأطفال الذين يعتمدون على تركيبات معززة بالحديد لا يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه المشكلة مقارنة مع غيرهم من الأطفال الذين يتناولون أطعمةً تقل فيها مستويات الحديد. وفي الواقع أنه من المهم للأطفال الذين يعتمدون على زجاجة الرضاعة الحصول على مستوى معقول من الحديد في التركيبات الغذائية لضمان النمو والتطور المناسبين، وللحيلولة دون الإصابة بنقص الحديد أو الأنيميا.
كيف يمكنني أن أعرف إذا ما كان طفلي مصاباً بالإمساك؟
التمييز بين حالات الامساك والحالات الأخرى.
يشد الطفل على نفسه ويتلوى ويسحب رجليه باتجاه صدره، أو يصبح وجهه أحمر اللون خلال حركة الأمعاء. لا .. هذا أمر عادي.
يخرج الطفل برازاً غليظاً أو قاسياً. (لا يظهر على الطفل أية علامة أو أعراض أخرى). لا .. يعد هذا مجرد تفاوت عادي في شكل البراز، وقد يكون ذلك النمط المعتاد لطفلك، أو ربما حالة عابرة، ولكنها عادية.
الطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية يُخرج مرة واحدة في اليوم. لا .. يعد هذا أمراً عادياً بالنسبة إلى بعض الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.
الطفل الذي يعتمد على إحدى التركيبات الاصطناعية يخرج مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. لا .. يعد هذا أمراً عادياً بالنسبة إلى بعض الأطفال الذين يعتمدون على التركيبات الاصطناعية.
الطفل الذي بدأ بتناول المأكولات الصلبة ظهر عليه تغير من حيث شكل ولون وقوام البراز. لا .. يعد هذا أمراً عادياً بالنسبة إلى بعض الأطفال الذين بدءوا بتناول المأكولات الصلبة.
يواجه الطفل صعوبة في إخراج البراز الصلب، ويخرج 3 أو 4 مرات في الأسبوع. نعم .. هذا إمساك.
هل تزداد احتمالات إصابة الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بالإمساك؟
لا يعد الإمساك أمراً شائعاً بين الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، ولكن هذه المشكلةً ما تكون أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على إحدى التركيبات الاصطناعية.
وبالنسبة إلى الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، يعد الحليب الطبيعي او التركيبة الاصطناعية المصدر الرئيسي للتغذية، لأنهما تحتويان على قدرٍ عالٍ من الماء، وبشكل عام يمكن القول إن الإمساك نادر الحدوث بين الأطفال الذين يعتمدون في غذائهم على أي من هذين المصدرين.
وإذا ما أصاب الإمساك أحد الأطفال الرضع فربما يكون الأمر عائداً إلى تناول كميات أقل من المستوى المطلوب، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن تقدمي لطفلك مقادير كافية من حليب الأم أو من التركيبة الاصطناعية. وإذا لم تكوني متأكدة من الكمية المناسبة، ننصحك باستشارة أخصائي الرعاية الصحية.
لقد توقفت عن الرضاعة الطبيعية قبل فترة، هل يمكن أن تؤدي التركيبة الاصطناعية إلى إصابة طفلي بالإمساك؟
إذا تحولت في الفترة الأخيرة من الرضاعة الطبيعية إلى إحدى التركيبات، ربما تلاحظين تحول براز الطفل ليصبح أكثر تماسكاً، لأن الأطفال الذين يعتمدون على حليب الأم يكون برازهم ناعماً وغليظاً عند مقارنته ببراز الأطفال الذين يتناولون التركيبات الاصطناعية.
هل من الطبيعي أن يمر يومان على الطفل من دون إخراج البراز؟
بشكل عام يمكن القول إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر يمكن يتبرزوا بعد الانتهاء من تناول الطعام (من 6 إلى 9 مرات في اليوم)، أو يمكن أن تمر بضعة أيام بدون خروج، وعلى الرغم من هذا التفاوت الكبير بين الحالتين، وما تشهده كل حالة من أعراض، إلا أن الأمر عادياً.
وعند إضافة الأغذية الصلبة إلى النظام الغذائي للطفل، فإن براز الطفل يصبح أقل انتظاماً، وقد يخرج الأطفال الأكبر سناً مرة واحدة في اليوم تقريباً.
وكأم يمكنك أن تعرفي أكثر من غيرك تجاه ما هو طبيعي أو ما هو غير ذلك بالنسبة إلى طفلك.
هل البراز الأخضر عادياً؟
إذا لم يكن طفلك قد بدأ بتناول المأكولات الصلبة وما زال يعتمد على حليب الأم، يمكن أن يتفاوت البراز بين اللون الأخضر والأصفر والناعم.
وإذا لم يكن الطفل قد بدأ بتناول المأكولات الصلبة وما زال يعتمد على التركيبة الاصطناعية فإن البراز يتفاوت بين اللون الأخضر والأصفر والبني، فيما يكون براز الطفل الذي يعتمد على التركيبة أكثر صلابة من براز الطفل الذي يعتمد على حليب الأم.
وفي الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بتناول المأكولات الصلبة، يصبح براز الطفل مائلاً إلى اللون البني في أغلب الأوقات.
ماذا يجب أن أفعل إذا كان طفلي يعاني من الإمساك بشكلٍ دائم؟
بالنسبة إلى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، فإن أخصائي الرعاية الصحية يمكن أن ينصحك باستخدام شراب مستخلص من الذرة أو مواد خاصة مستخلصة من الشعير. ويجب عليك استشارة أخصائي الرعاية الصحية للتعرف إلى الاستخدام الصحيح.
يجب عليك إضافة المزيد من المأكولات الغنية بالألياف إلى طعام الأطفال الأكبر سناً، ومن بين هذه المأكولات البرقوق والمشمش والخوخ والزبيب والفاصوليا والبازيلاء والبروكولي والخبز والحبوب الكاملة.
تشجيع الطفل على شرب المزيد من الماء.
عدم إعطاء الطفل أي مواد ملينة من دون استشارة أخصائي الرعاية الصحية، لأن الكثير من هذه العقاقير حتى لو كانت تباع في محال السوبرماركت من دون وصفة طبية، يمكن أن يعتاد الطفل تناولها باستمرار.
هل يمكن أن يتوقف الإمساك إذا تحولت إلى تركيبة أخرى؟
إن تقديم كميات كافية من الغذاء والسوائل للطفل، بالإضافة إلى اتباع الاقتراحات التي يوفرها هذا الموقع يمكن أن تكون مفيدة في الوقاية من الإمساك، وفي حل هذه المشكلة عندما يعاني الطفل منها.
ويجب عليك الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية قبل التحول في غذاء الطفل إلى تركيبة أخرى.
وتذكري أنه إذا كنت تقدمي إحدى التركيبات لطفلك فإنه من المهم إعداد التركيبة بعناية فائقة قبل تقديمها إلى الطفل، وحسب التوجيهات المذكورة على ملصق المنتج.
كيف يمكنني وقاية طفلي من الإمساك؟
إذا كنت تقدمين الحليب لطفلك باستخدام زجاجة الرضاعة، تأكدي من إعداد التركيبة طبقاً للتعليمات الواردة على ملصق المنتج، ولا تضغطي على كمية المسحوق بعد إخراجها بملعقة القياس، لأن القيام بهذا الأمر يمكن أن يحول دون حصول الطفل على كميات كافية من السوائل، وبالتالي يتوقع إصابته بالإمساك.
شجعي طفلك على تناول المزيد من السوائل، الاكثار من السوائل وخاصة في الطقس الحار يساعد طفلك على تعويض الكميات المفقودة نتيجةً التعرق.
تقديم مأكولات غنية بالألياف، عن طريق زيادة كميات الفواكه والخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة والخبز في غذاء الطفل، فإن ذلك يساعد على زيادة كميات الألياف التي يأكلها الطفل بصورة طبيعية، إذ أن الأغذية الغنية بالألياف تساعد الطفل على إخراج البراز الناعم وعلى نحو متكرر.