أكد باحثون أميركيون إن حالات النسيان عند النساء في منتصف العمر قد تنتج عن التوتر والكآبة وضغوط الحياة.
وأوضح الأطباء في مركز مايو كلينك الطبي أن زيادة مسؤوليات الحياة على كاهل المرأة وعدم تمرين دماغها على تذكر الأحداث الماضية وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية، جميعها عوامل تؤدي إلى ضعف الذاكرة.
ولتفادي النسيان وإبقاء الدماغ متيقظا وزيادة الانتباه وقوة الذاكرة ينصح العلماء بالمحافظة على العلاقات الاجتماعية والحياة النشطة وممارسة الرياضة والمواظبة على التمرينات البدنية، حتى ولو كانت مجرد مشي بسيط.
ولكن السؤال الذي يبقى لماذا تختفي بعض الذكريات الجميلة من الذاكرة، في الوقت الذي تظل عالقة بها بعض الذكريات المؤلمة التي كنا نتمنى نسيانها؟
يجيب على هذه التساؤلات د. دانيال شاكر رئيس قسم علم النفس في جامعة هارفارد في كتابه أخطاء الذاكرة فيقول إن الذاكرة مع الوقت تنسى تفاصيل بعض الأحداث مما يسبب بعض الإزعاج لصاحبتها لأن هذه الذكرى يمكن أن تحمل قيمة رمزية معينة كانت تود الاحتفاظ بها.
ويمكن تفادي هذا الموقف عن طريق بذل بعض الجهد في محاولة تثبيت الشيء المراد الاحتفاظ به كذكرى في الذاكرة وذلك أثناء حدوثه.. ويساعد على تثبيت الحدث التركيز علي التفاصيل.. فإذا كان المطلوب تذكر الأسماء فيجب ربطها بالشخصية والتركيز على السمات المميزة لها ومحاولة فيجاد أوجه شبه بينها وبين شخصيات معروفة وشهيرة ليسهل استدعاء الاسم بعد ذلك.. ويمكن تدريب النفس على محاولة تذكر هذا الاسم في اليوم التالي ومحاولة تذكر تفاصيل صغيرة في مظهرها العام.
ويتناول المؤلف بعد ذلك مشكلة شرود الذهن التي كثيرا ما يسبب الإزعاج والضيق للمرأة والتي تظهر في شكل البحث عن النظارة وهي في يديها أو التوجه إلى المطبخ لإحضار شيء معين فتكتشف أنها قد نسيت هذا الشيء الذي تبحث عنه.. وأمثلة كثيرة أخرى.
ويرجع المؤلف حالات شرود الذهن هذه إلى عدم التركيز في الأشياء الصغيرة التي تقوم بها المرأة أثناء أدائها لمهامها اليومية.
وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى مشكلة النسيان فيقول إنها تصيب المرأة بنوع من الإزعاج والضيق، إلا أن أكثر ما يزعجها هو عدم القدرة على نسيان شيء ترغب بالفعل في نسيانه وعدم تذكره على الإطلاق مثل حالة تعثر وسقوط مربك على الأرض أمام الناس، في الوقت الذي تتلاشى فيه ذكريات سعيدة كانت تتمنى أن تعيش معها إلى الأبد.
ويفسر المؤلف هذه الحقيقة بقوله إن الذاكرة تعطي الأولوية دائما للأحداث التي يمكن أن تهدد البقاء على قيد الحياة.. وذلك حتى نتعلم من هذه الأحداث وننتبه لأخطارها.. مع الأخذ في الاعتبار أن محاولات عدم التركيز على حادث مؤلم بهدف نسيانه يأتي بنتيجة عكسية إذ يظل عالقا في الذهن على الدوام.. لذا ينصح د. شاكر بمواجهة التجارب المؤلمة والتحدث عنها لأن ذلك أفضل سلاح لمقاومتها ونسيانها.
ومن جانب آخر، اكتشف العملاء نوعا رئيسياً من بروتين الدماغ له علاقة في استعادة الذكريات، ومن شأنه المساعدة في تفسير الأسباب وراء عملية التذكير أو النسيان ولحد الآن، قام الباحثون الأميركيون بدراستهم على دماغ الفئران فقط. ولكن الاكتشاف قد يؤدي يوما إلى تطوير عقاقير لمعالجة فقد الذاكرة لدى كبار السن.
تفحص العلماء في جامعة كولومبيا بنيويورك بروتينا يسمى CREB له علاقة بعملية الذاكرة حيث أن هذا البروتين يقوم بوظيفة في نواة خلايا الدماغ ويساعد في تنشيط الجينات الخاصة بذاكرة لمدة طويلة. أجرى العلماء تجاربهم على فئران لجينات معدلة من أجل أن تكون أدمغتهم محتوية على بروتين معدل حيث كان هذا البروتين دائم الحيوية.
الآلية الذهنية
اتجه العملاء لدراسة عملية تسمى LTP وذلك من أجل أن يتمكنوا من دراسة عمل البروتين.
وعملية LTP هي عملية التبادل في الاتصالات بين الخلايا العصبية في جزء من الدماغ وظيفته تخزين المعلومات.
أعطى العلماء إشارات كهربائية محفزة لهذه الخلايا وقاموا بعدها بقياس LTP وذلك عن طريق إعطاء إشارات محفزة للمرة الثانية بعد مرور بعض الوقت على الإشارات الأولى.
هدف الباحثون إلى اكتشاف ما إذا كان بروتين CREB ناشطاً طوال الوقت وأوجد معه ذاكرة لمدة طويلة.
وما زال البحث بحاجة إلى إجراء مزيد من التجارب على الفئران التي سيحاول العلماء مراقبة سلوكها ومعرفة ما إذا كانت تتذكر كيفية القيام ببعض المهام المعينة.
الأدوية لا تزال بعيدة المنال
قال الدكتور إيريك كانديل الذي قاد فريق البحث، "يقدم هذا البحث مزيدا من الدلائل أن بروتين CREB مهم للتبادل في الدفاع فيما يتعلق بتخزين المعلومات". أضاف " لا أعتقد أن لذلك نتائج علاجية مباشرة ولكنه يوفر فهما أفضل للكيفية التي تخزن بها المعلومات".
وقال كاديل، "إن ذلك يمكن أن يساعد على تطوير أدوية للمساعدة في تخزين المعلومات"، ولكنه حذر من أن هذه الأدوية سوف لن تتوفر قبل 5-10 سنوات من الآن.
قال ريتشارد موريس، أستاذ علم الأعصاب في جامعة أدنبره أنه يود معرفة نتائج الدراسات السلوكية في الدور الذي يلعبه البروتين.
ولكنه أضاف، "أعتقد أن الدكتور كانديل وزملاءه مهتمون بأن يقوموا بالتعاون مع شركات الأدوية بإنتاج أدوية تساعد على تنشيط بروتين CREB .
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️