جاءتني.. عينان دامعتان.. وجه حزين.. قلب كسير.. تجر قدميها حزناً، انخلع قلبي خوفاً.. ما بك؟ هل توفي أحد من أهلك؟ أجابت شاردة: "لا".. هل اكتشف الأطباء أن بك مرضاً خطيراً؟ تنهدت مرة أخرى بشرود أكثر: "لا"، ولا أظنها انتبهت أصلاً لسؤالي وألا لقالت "بسم الله علي!!"
عرفت عندها أن الموضوع ليس بخطير أصلاً.. إنما هو "دلع مراهقات".. لكنني أكملت : إذا لا بد أن أهلك حرموك من الميراث؟ أو ربما لم تجدي "قميصاً" يناسب بنطلونك الجديد.. أو أن محلك المفضل أغلق أبوابه.. أو ربما فاتتك التنزيلات..؟ ربما رفض أهلك أن يسمحوا لك بالذهاب مع صديقاتك "لصحارى سنتر"!! ربما انتهى رصيد بطاقتك..! طبعاً كنت أكتم ضحكاتي وأنا أبدأها بهذه الأسئلة.. نفذ صبري وهي ترد علي بكل ألم وشرود والدموع تملأ عينيها : "لا" !!
حسناً.. يكفي هذا.. إما أن تخبريني ما بك.. أو تتركيني أكمل تصحيح الأوراق..!! لا وقت لدي للتخمين! انصرفت لأوراقي و "حاولت تطنيشها".. مسحت دموعها. وتنهدت : "ليلوه.." آه.. إذا هذا هو الموضوع.. "ليلوه" !! ما بها..؟ "لا تكلمني!" ولماذا.. لعلك "زعلتيها" فلسانك طويل كما تعلمين ؟!
هنا علا النشيج.. "والله ما قلت لها شيئاً.. لكنها خائنة.. خائنة.." أوف.. "بدأنا بالأفلام العربية..! لماذا ماذا فعلت.. هربت بأموال الشركة؟ أم اختلست منك المليون؟ تنهدت بقوة "تركتني.. وبحثت لها عن حبيبة أخرى.. و .. و .. و .. "أشفقت عليها وهي تبكي بحرقة.. وماذا؟؟ " "و أر .. أر .. أرجعت .. لي .. رس .. رس .. رسائلي..." هذا فعلاً مسلسل عربي .. و ماذا أيضاً" ؟! "حاولت أن أكلمها.. فرفضت.. بعثت لها بصديقاتي.. فقط أريد أن أعرف.. ماذا في "هذه" التي تمشي معها.. أحسن مني..؟ شعري أنعم من شعرها.. عيناي أوسع من عينيها.. خشمي أطول من خشمها
مهلاً.. مهلاً.. لا تكملي.. عمن تحدثين.. عن ليلى أم عن خطيب المستقبل..!؟ وهل تقيسون صداقاتكم على معايير الجمال..؟ ربما كانت الواحدة فيكن ملكة جمال.. ولكن لا أخلاق لديها.. تكذب وتغش وتخدع وتخون ربها.. فما ينفعها جمالها.. وأي ويلات ستجرها على من تصادقهن.. قالت بحزن.."ماذا أفعل .. أحبها..!" نظرت لها بصمت.. طيب.. لماذا تحبينها؟ سكتت كأنها تبحث عن إجابة.. "أمم .. حلوة .. مشيتها قوية .. مرحة قصة شعرها روعة .. مشهورة في المدرسة كل البنات يعرفونها .. رياضية!
أما عن حلوة .. فلا أستطيع التعليق فأنا أرى كل إنسان خلقه الله في أحسن تقويم.. أما مرحة فقصدها سخيفة فأنا أعرفها وأعرف مزحاتها الثقيلة.. أما مشيتها القوية فحدث ولا حرج.. أما قصة شعرها فسبب سخيف للحب .. أما إن البنات يعرفونها فمن كثرة ما تغير حبيباتها وصديقاتها.... حسناً هذه كلها أسباب غير مقنعة..
ألا تذكرين عندما أوقعتك في مشكلة بسبب هروبك من حصة الرياضيات!! أتتذكرين عندما منعتك أن تمشي مع صديقاتك حتى تتمشي معها فقط؟؟ كأنها ولية أمرك؟ ألا تذكرين عندما رفضت أن تحدثي صديقتك التي تعرفينها من الابتدائي بحجة أنها تغار عليك.. "بدون تعليق طبعاً"، ألم تلاحظي أن مستواك الدراسي تدهور منذ أن عرفتها..؟ ألم تلاحظي أن معلماتك بدأن في الشكوى والتذمر من كثرة غيابك وهروبك من الحصص منذ أن "صادقتها".. ألم تلاحظي أن لسانك قد طال "زيادة" وبدأت تستخدمين نفس ألفاظها "البذيئة".. هذا كله.. أ لاينبهك لشيء ما؟؟
صمتت قليلاً.. كأنها تسترجع ما قلت.. وأحنت رأسها.. لم ترد طبعاً.. أكملت حديثي عندها : ثم انظري إليها الآن.. بعد هذا كله.. بعد أن كنت الطالبة المؤدبة المحبوبة المجتهدة..وأصبحت "نسخة" منها..وخسرت دراستك وصديقاتك ومعلماتك.. تركتك لتلاحق أخرى "أكثر منك جمالاً" كما تقولين..
ألا تلاحظين أنك أصلاً لم تحسني اختيار صديقتك من البداية .. ليس الشكل أو الجمال أو الشهرة هو الأساس الصحيح للصداقة أبداً.. ثم علاقتك بها لم تكن صحيحة أيضاً.. هذا التعلق الشديد.. مرض.. وليس بصداقة.. الصداقة تفاهم وانسجام روحي.. توافق في الميول والهوايات، اشتراك في الأهداف.. احترام للرأي وتقبل وجهات النظر المختلفة.. اهتمام بما ينفع الطرفين وتعاون على الخير والبر.. هل كان في صداقتكما شيء من هذا؟؟ هزت رأسها "نافية".. "لا.. للأسف". إذن لماذا الحزن عليها.. حسناً فعلت عندما تركتك.. الآن "اكتفيتي منها".. ارجعي لصديقاتك ممن هن في عمرك.. اعتذري لهن عن ما بدر منك، انتبهي لدروسك قبل فوات الأوان..
خيم الصمت عليها.. تشاغلت عنها بالأوراق لأرى ماذا ستفعل.. بلعت ريقها : "لكنني أحس بحزن كبير" التفتت إليها : بالطبع.. لكنه سيزول.. في المرة التالية أحسني الاختيار ولا تنساقي وراء المظاهر..هناك العشرات ممن يصلحن أن يكن صديقاتك.. ليست "ليلوه" نهاية العالم! .
دق الجرس إيذاناً ببدء الحصة.. وقامت طالبتي العزيزة وقد مسحت دموعها.. بادرتها وأننا ألملم أوراقي.. ها.. كيف تحسين الآن؟ ألا زلت حزينة عليها؟ أطرقت قليلاً.. ولمعت عيناها.."لا.. لا أعتقد.. أظن أنني فعلاً أخطأت بصداقتها.. سأفكر جيداً بما قلت يا معلمتي.." حسناً.. أتمنى ذلك.. وألا فمثل "ليلوه" كثيرات! .
( منقول ( لها أون لاين) شفت الموضوع وعجبني وحبيت انقله للبنات
*ريما* @ryma_6
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بخلاف المحبة في الله فإنها من أعظم القربات إلى الله.
نعم المحبة في الله تدوم لكن الإعجاب يضمحل ويزول.
وقد لوحظ انتشار هذه الظاهره على جميع مراحل الدراسه ...
سلمنا الله وعافانا وهذا مرض يعيشه الفتيات نتيجة الفراغ الروحي
آتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
فلابد من شغل هذا القلب بما يعود على الانسان بالنفع والصلاح.
جزاك الله خيرا اختي ريما ووفقك لما يحبه ويرضاه
موضوع حساس جدا
كذلك تم طرح هذا الموضوع في المنتدى للأخت ماويهظاهر الاعجاب مشكلة خطيرة تحتاج الى حل ؟؟ ارجو المشاركه