مصبـــاح الصداقـــة

الأسرة والمجتمع


مصبـــاح الصداقة
ثمة بشر كثيرون يتواجدون في حياة كل منَّا ؛ أقارب ، أهل ، جيران ، أصدقاء .
أنواع وأشكال مختلفة الجواهر و المعادن ، ترى منهم من هم كالجواهر المتلألئة اللامعة ؛ والتي تسطع بشعاع جميل جذاب ، ومنهم من هم كأحجار الفحم السوداء والتي تشتعل بنيران حارقه ملهبة تلتهم كل ما يقابلها.
منهم الصالح و الطالح ، منهم التقي الورع ومنهم الفاسد الحاقد ، منهم الإيجابيون المتفائلون ، ومنهم السلبيون المتشائمون.
ما علينا جميعا إلا أن ننتقي منهم ونختار رفيق دربنا وصديق قلوبنا ، من يعيننا على ابتلاءات الدنيا ومصائب الزمن ، من يأخذ بأيدينا إلى طريق الجنة ، فالصديق الحق هو بمثابة مصباحاً ينير لك طريقك ويرشدك إلى طريق النور والإرشاد ، ولننتبه لقول رسولنا الكريم : ( فلينظر أحدكم من يخالل).
هناك مقولة دائما نرددها منذ الطفولة وهي : ( اختر الصديق قبل الطريق ) لماذا ؟!
لان صديقك يعتبر مرآة عاكسة لك ، بأخلاقك ولتصرفاتك وتعاملاتك ، إذا صاحبت انسان صالح ظهر ذلك في أخلاقك وتعاملاتك وحب الناس إليك ، بعكس الصديق الطالح الذي ينفر منه الناس .
ومن هنا أحب أن أقول لك أخي / أختي أن نصاحب من يعيننا ويأخذ بأيدينا دائما إلى الطريق الصحيح ، طريق المتفائلين الواثقون بقدرة الله على فعل المعجزات
صاحب من ينقذك ويأخذ بيدك عندما تبكي عيونك ، من تكن يديه تطبطب عليك بحنان، من يدعمك فى الضراء قبل السراء.
وقد أوصى احد الصالحين ولده لما حضرته الوفاة، فقال:
"يا بني ! إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، واصحب من إذا مددت يدك للخير
وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها"
. وقال بعض السلف: " عليكم بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعصمة في البلاء".
وانتبه ليس الصديق من جمَّل لك الخطأ وأعانك عليه وساعدك على البقاء عليه، بل ذلك الذي يوقظك إن غفلت ، وينبهك إن سهوت ، الذي يشد على يدك إن أحسنت ويضرب عليها إن أسأت .
و لكي تتعرف على الشخص الذي ترغب في صداقته، عليك بمراقبة تصرفاته مع الآخرين، إذا ما كان يتكلم عنهم في غيابهم بالسوء، فهذه خصلة سيئة. لاحظ أيضاً طريقة كلامه مع الآخرين، إذا كان متعجرفاً أو متعالياً، فإذا راقبت تصرفاته يمكن الوصول إلى نتيجة صحيحة، إذا ما كان هذا الشخص خلوقاً ويمكن الوثوق به أم لا.
واعلم إن العلاقة الناجحة بين الأصدقاء، هي تلك التي تبنى على القبول والاحترام المتبادل، فعليك أن تتقبل الآخر بغض النظر عن العِرقِ والدين والثقافة، وعليك أن تحترم أراءه مهما اختلفت الآراء.
وما الحل إذا كان صديقك أو أحد أصدقائك به خصلة من خصل الفشل ؟
واجبك أن تنصحه وترشده باللين والحسنى وتأخذ بيده إلى طريق الصواب ، وإن استجاب فخير ، وإن لم يستجب فدعه .
تأملوا معي قول رسولنا الحبيب _ عليه الصلاة والسلام _ :
(( إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة )).
✍ فتحية السيد
1
160

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنات العيله
بنات العيله
مشكورة فتحيه السيد ع الطرح المتلألئ