كنت شابا مفعما بالنشاط والحيوية كباقي الشباب،و
طموحا جدا لدرجة أني كنت أتعرض للكثير والكثير
من السخرية من طرف الجميع،ومع هذا لم ألتفت لأحد
ففاقت ثقتي الحدود،حتى ظنوا بأني متكبر جدا،
ولكن كانت الحقيقة عكس مايعتقدون جميعا،كنت
أتحاشى الحديث مع الكثير لأنهم لا يفهمونني،ولا
يعيرون فكري أي اهتمام،وكأني غريب جاء من كوكب
آخر واختلط بسكان الأرض،ولكن حاولت أن أنسى كل
ما أمر فيه و أركز فقط على آمالي وأحلامي،لهذا بدأت
بمشروع غريب من نوعه،وهو بما أني قد درست
وأصبحت صيدلانيا،فكرت في صناعة أدوية وخلطات
من أعشاب طبيعية،لأجل مدمني المخدرات،حيث
تهدف فكرتي هذه إلى تشجيع مدمني المخدرات في
تركها،وسد حاجتهم للمخدرات فلا يعودون إليها،فبدأت
بفكرة بسيطة وهي خلط النعناع الجاف مع القليل
جدا من القرفة،وكلاهما ينعشان النفس،ويطيبان
رائحة الفم،فتغنيهم عن استخدام ما يسمى (بالشما)
فكانت الفكرة رائجة وناجحة،ثم تدرجت في إيجاد
بديل صحي للسجائر،والهرويين،والقات،و...إلخ
وخلال ثلاث سنوات فقط،قلت أعداد مدمني المخدرات
واكتسحت خلطاتي الطبية الطبيعية الأسواق،حتى
كونت منها ثروة لم أخذ منها شيء لنفسي إلا القليل
فجعلتها في خدمة المشاريع الخيرية ومساعدة
المجتمع،وبالتالي قلت تجارة المخدرات،وبدأوا تجار
المخدرات في الإفلاس،فكان هذا السبب الرئيسي في
إشعال حقدهم علي وكرههم لي،فبدأوا فورا بخطتهم
المضادة،وقاموا بمثل ماقمت ولكن هذه المرة لأجل
المضرة،فجاءوا بمن يقوم بهذه الخلطات الطبية ولكنه
كان يستخدم فيها الأعشاب الضارة وينسبها إلي،حتى
تضرر الكثير والكثير من الناس،فتم القبض علي من
قبل الشرطة،ورميي في السجن ظلما لمدة خمسة عشر
عاما،فضاع الكثير من عمري وأنا خلف القضبان،ولكن
لم أيأس،حيث تمكنت من حفظ كتاب الله كاملا،وكنت
أكثر من القراءة والكتابة،حتى كتبت العديد والعديد
من المقالات الطبية،وعلمني صديقا لي اللغة الانجليزية
حتى تمكنت من نشر الكثير من المقالات الطبية باللغة
الانجليزية،وبعدها انتهت مدة حكمي،وخرجت وعدت
إليهم بقوة لأنتقم منهم فردا فردا وقردا قردا،فحاولت
الالتحاق بشرطة مكافحة المخدرات،وكان عملي معهم
معهم مخبرا لهم أوقع بكل أولئك التجار،وفي خلال
سنة فقط أوقعت بالعشرات والعشرات من كبار تجار
المخدرات،وأنا الآن فخور بكل ماقمت به وقدمته.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حكاية جميلة فيها الكثير من الإصرار والتحدي ولا ادري ان كانت حقيقة ام من الخيال وفي كلا الحالتين جزاك الله خيراً


الصفحة الأخيرة
شكراً على جميل ماتطرحينه باستمرار في واحة الأدب
فحروفك معبرة ولكن اسمحي لي أن أعبر عن رأيي هنا
ففي الإنجازات التي حققها الفتى في سردك أقرب للحكايات
أو الأمنيات التي تتشكل في النفس
والتي لن تتجسد بهذا الشكل وهذه البساطة في الحياة الواقعية
و الحصول على كل شيء لن يتحقق بها على هذا النحو.
هذا نقد سريع للفكرة وطرحها وليس انتقاد لقلمك
فقلمك أجمل وأصدق حين يعبر عن حالات شعورك
ويوصل للقارئ رسالة ويلامس المشاعر