(مضى عمري طير تفلت من يدي!) قصيدة رائعة

الأدب النبطي والفصيح

هذه قصيده وجدتها في ورقة بين ركام من الأوراق التي أجمعها ، ولا أدري من قائلها لكن حسبي أن أقول : ( لا فض الله فاه )

عنونها

مصابيح نقد الذات ، تجتاح ركام الظلمات


فإن تسأليني عن خلائقيَ التي * أُرَجِّي بها نيلَ العلا والمكارمِ

وإدراكَ ما أعيا الكبارَ طِلابُها * وسبقَ ذوي الأقدارَ غيرَ مزاحم

فإني تعالى الله -ذو الفضل- فاضل * وما كنت يوماً في عداد السوائم

ولا عيب لي أخشى يفرق همتي * سوى ولعي بالكاعبات النواعم

أظل نهاري سابحاً في بحارها * خواطرُ قلبٍ مثلُ أحلام نائم

ولي همةٌ –والحق أحكي- رفيعةٌ * بنيل المنى من طيبات المطاعم!

تلذُ لعيني شهوة دنيوية * ولو أسرتني بالطوى والأداهم

وألـهو بأحلام صغار فهل ترى * -قل الحق- بأساً في خيالات حالم؟!

ولا عيب لي إلا الحياة أحبها * أجن بدنياً ظلها غير دائم

نعم ، لي عقل إنما العقل عاصم * عن الجهل أو فعل الخنا أي عاصم

ولكنه خال من العلم والهدى * غريق ببحر السكرة المتلاطم

كليل فتعييني المعارف كلها * كأني لم أخلق لهذي العظائم

وأدرك ما الصبيان قد يدركونه * فأركب – حمقاً- ضده غير نادم
ظلام يغشيني ويعمي بصيرتي * سوى ومضة كالبرق في عين هائم

ولا خوف من نار تلظى حريقها * ولا خوف من ربٍ بحوباي عالم

بلى ، ليس لي قلب ، وإن تك مضغة * تئن بصدري من ثقيل المآثم

وإن أدر معنى الحب والخوف والرجا * فلم أدر منها غير أسجاع ناظم

وما ذقت للإخلاص طعماً وإنني * لنفسي فيما قلته غير ظالم

مضى عمري طير تفلت من يدي * فألفيته رهن النسور القشاعم

أصلي ولكن بالجوارح وحدها * وقلبي عنها سارح في العوالم

أصوم ولكن غيبة أستلذها * فما خير صوم عن لذيذ المطاعم

وأقرأ لكن دون فهم وربما * فهمت نقيض القول ، شأن الأعاجم

وإني لمختال على سوء حالتي * أتيه غروراً ، رُبَّ بانٍ كهادم

فهل لنجاتي بعد ذلك مسلك * أسائل عنه كل شيخ وعالم

وها هو شعري في يديك مهلهل * ضعيف كلامٍ أمره غير قائم

شفيت غليلي من عدو ملابس * يجرعني من مرديات العلاقم

إلـهي رفعت الكف نحوك موقنا * بأنك يا رب الورى خير راحم

وأنك تحيي الأرض من بعد موتها * فأحي فؤادي بالدموع السواجم


تعليق : ( المخادع لنفسه يتسلى بنقد الناس ، ويمتعض من نقد ذاته )
2
760

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

! الشيماء !
! الشيماء !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك ناقش


رائعه هي قصيدتك


لك التحايا:
الشيماء
ناقش
ناقش
شكراً لمرورك

كأني فهمت أنك تظنينها قصيدتي

عموماً هي ليست لي ، ولا أدري من قائلها

لكن أعجبتني لجدة أفكارها فأحببت إفادة الجميع بها


تحياتي