مطاعم الوجبات السريعة تسحب البساط من تحت أقدام «الأكلات الشعبية» وأعمار روادها ما بين 4 و20 عاما
الرياض: ظافر القحطاني
تمثل عبارة «صحتك في غذائك» القاعدة الأساسية التي لو أتبعت بشكل صحيح لاختفت الكثير من جوانب المشاكل الصحية، وأصبحت عيادات الباطنة من أقل العيادات زيارة من قبل المراجعين.
ولكن ما لا يعرفه البعض أن هناك ما يسمى بـ «العولمة الغذائية» وهو الاتجاه لأكل الوجبات السريعة بدلاً من الوجبات الصحية المفيدة للجسم، وهي التي حذر منها الرعيل الأول من علماء وأطباء التغذية بنظرة فاحصة وتوسع أعمق. ويشير علماء الأحياء والبيولوجيا إلى أن الكائنات الحية تحتاج إلى ادامة توازن خاص في أجسامها من أجل البقاء، والإنسان لا يستطيع الاستمرار في الحياة إلا إذا حافظ على بعض المقومات الغذائية المتوازنة مع الجسم، متى ما علمنا أن هذا الجسم يحتوي على كمية كبيرة من الأملاح، وله درجة حرارة معينة ويحمل كمية معينة من الأكسجين، ولكي يحافظ على ذلك فعليه أن يختار الأغذية المناسبة والمفيدة للجسم.
اللافت أن اغلب المطبوعات من صحف ومجلات تخصص زاويات ومساحات شاسعة للتوسع والتحدث عن الأغذية المتوازنة التي ينبغي على الإنسان الأخذ بها إلا أن الأكثر يتجاهل هذه النصائح ويطلق لنفسه العنان لأكل كل ما لذ وطاب دون النظر إلى ما تسببه هذه الوجبات من آثار سلبيه على صحة الفرد.
ويتفق أغلب علماء التغذية على أن جسم الإنسان يحتاج إلى أكثر من 40 عنصراً غذائياً للمحافظة على الصحة والمقاومة للأمراض، ولا يوجد غذاء يحتوي على هذه العناصر، لذا من المهم أن يتم تناول أنواع متعددة من الأغذية لضمان الحصول على هذه المغذيات، ومن ضمن النصائح التي وجهها العلماء أن يجعل الإنسان الأغذية الغنية بالكربوهيدرات أساسا لتغذيته، وأن يكثر من تناول الفواكه والخضراوات والكثير من السوائل والتقليل من تناول الدهون المشبعة بالكوليسترول والتي تساعد على الإصابة بأمراض القلب.
وتنتشر في السعودية مطاعم الوجبات السريعة مثل الهامبرغر والبيتزا والساندويتشات بشكل لافت وملحوظ، وطغت هذه المطاعم وما تقدمه من أصناف على الأكلات الشعبية، الأمر الذي سبب كثيراً من الأمراض التي تمس بصحة الإنسان. ووصل الضرر إلى التأثير على القيم والعادات الاجتماعية.
وتعد فئة الشباب أكثر مرتادي هذه المطاعم، واغلبهم من الفئة التي تتراوح بين 4 ـ 20 عاما، وأن ما تقدمه هذه المطاعم من وجبات سريعة أصبحت وجبات رئيسية لدى أغلبهم، وتصل نسبة زيارة هذه المطاعم إلى ذروتها في نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة)، حيث يجتمع هؤلاء الشباب في هذه المطاعم ويتبادلون أنواع الأحاديث والمرح متناسين أن هذه الأطعمة ليست بالأغذية المفيدة، وليس لها أي دور حيوي في بناء الجسم.
وفي هذا الإطار يرى محمد سعيد، 24 عاماً، والذي يعمل في شركة الاتصالات السعودية أن أغلب أصدقائه يرتادون هذه المطاعم ولا يخطر على بالهم ما أضرار هذه الوجبات، مبرراً ذلك إلى انفتاح المجتمع وكون هذه الوجبات خفيفة وسريعة الأكل في عصر اتسم بالسرعة والتقنية. وأشار إلى أنه يفضل هذه الأكلات على الأكلات الشعبية التي تكون أكثر ضرراً لاحتوائها على نسب عالية من الدهون ونحوها، إذ قال «حقيقة لا أهتم باختيار غذائي وهذا ما ضرني كثيراً واقرأ كثيراُ في بعض الصحف والمجلات تحذيرات عديدة ولكنني وللأسف لم أعمل بها». ويعزو محمد عبد الله والذي يعمل معلما في وزارة التربية والتعليم سبب ارتياده وأكله للوجبات السريعة إلى ضغط العمل وقلة رغبته في الأطباق التي تقدم في منزله، ويضيف أدرك أخطار هذه الأغذية على صحة الإنسان مثل الهامبرغر والبروستد ولكنني لا أرى بأساً إذا تناولها الشخص مع مزاولة الرياضة بشكل جدي. ويدرك محمد الاتجاه الكبير من الشباب السعودي نحو هذه الوجبات السريعة إذ قال «هذا ما جعل أغلب الشباب يعاني من السمنه المفرطة».
ويفضل عبد الرحمن العلي، 23 عاماً، موظف بالقطاع الخاص تناول وجبة العشاء في مطاعم الوجبات السريعة مع أقرانه مبرراً ذلك كونه يعيش عازباً بعيداً عن أسرته التي تقطن في منطقة أخرى من البلاد، ويقول «لم أدرك أضرار هذه الوجبات السريعة إلا بعد أن عانينا طويلاً من آلام في البطن، عدت بسببها طبيب الباطنة اكثر من أربع مرات ولكن ذلك لم يكن دافعاً قوياً لترك هذه الوجبات إذ لا بديل لها بالنسبة لي».
من جهة أخرى أكد ناصر القحطاني، 55 عاما، موظف متقاعد، أن زيارته لهذه المطاعم قليلة ولكن الإنسان لا بد له من تغيير النمط الذي يعيشه ولو لمدة بسيطة، وكشف ناصر إلى أنه كان يحذر أبناءه من ارتياد هذه المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة لأضرارها إلا أنه وقع في الفخ واصبح من مرتاديها.
.
PILOT @pilot
عضو فعال
مطاعم الوجبات السريعة تسحب البساط من تحت أقدام «الأكلات الشعبية» وأعمار روادها ما بين
1
824
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
* عـطـرالبـوادي *
•
للرفع
الصفحة الأخيرة